مختصر البداية والنهاية لابن كثير (سنة 84)
مختصر البداية والنهاية لابن كثير (سنة 80 - 83)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=353733 ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ فِيهَا افْتَتَحَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ الْمِصِّيصَةَ ( هي اليوم جزء من الإسكندرونة ، انظر الخريطة ) . وَفِيهَا غَزَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ أَرْمِينِيَّةَ , فَقَتَلَ مِنْهُمْ خَلْقًا كَثِيرًا , وَحَرَّقَ كَنَائِسَهُمْ , وَضِيَاعَهُمْ . وَتُسَمَّى : سَنَةَ الْحَرِيقِ . ( انظر الخريطة ، ولاحظ أن الفتوحات كانت من قِبل أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان من جهتين معا ، ففي الشمال الشرقي تقع المصيصة ، وفي الشمال الغربي تقع أرمينيا ، وعين عبد الملك على القسطنطينية ) وَفِيهَا اسْتَعْمَلَ الْحَجَّاجُ عَلَى فَارِسَ مُحَمَّدَ بْنَ الْقَاسِمِ الثَّقَفِيَّ ( هو ابن أخي الحجاج ، وهو فاتح السند ، باكستان اليوم ) وَأَمَرَهُ بِقَتْلِ الْأَكْرَادِ . وَفِيهَا وَلَّى عَبْدُ الْمَلِكِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةَ عِيَاضَ بْنَ غَنْمٍ التُّجَيْبِيَّ , وَعَزَلَ عَنْهَا عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ أَبِي الْكَنُودِ الَّذِي كَانَ قَدْ وَلِيَهَا فِي الْعَامِ الْمَاضِي . وَفِيهَا افْتَتَحَ مُوسَى بْنُ نُصَيْرٍ طَائِفَةً مِنْ بِلَادِ الْمَغْرِبِ مِنْ ذَلِكَ بَلَدُ أَوْرَبَةَ , وَقَتَلَ مِنْ أَهْلِهَا بَشَرًا كَثِيرًا جِدًّا , وَأَسَرَ نَحْوًا مِنْ خَمْسِينَ أَلْفًا . وَفِيهَا قَتَلَ الْحَجَّاجُ أَيْضًا جَمَاعَةً مِنْ رُؤَسَاءِ أَصْحَابِ ابْنِ الْأَشْعَثِ مِنْهُمْ : أَيُّوبُ بْنُ الْقِرِّيَّةِ , وَهِيَ أُمُّهُ , وَاسْمُ أَبِيهِ يَزِيدُ بْنُ قَيْسِ بْنِ زُرَارَةَ بْنِ مُسْلِمٍ , النَّمِرِيُّ الْهِلَالِيُّ , كَانَ أَعْرَابِيًّا أُمِّيًّا , وَكَانَ يُضْرَبُ بِهِ الْمَثَلُ فِي فَصَاحَتِهِ وَبَيَانِهِ وَبَلَاغَتِهِ , صَحِبَ الْحَجَّاجَ , وَوَفَدَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ , ثُمَّ بَعَثَهُ رَسُولًا إِلَى ابْنِ الْأَشْعَثِ ( لما خلع الحجاج ) فَقَالَ لَهُ ابْنُ الْأَشْعَثِ : لَئِنْ لَمْ تَقُمْ خَطِيبًا فَتَخْلَعُ الْحَجَّاجَ لَأَضْرِبَنَّ عُنُقَكَ . فَفَعَلَ , وَأَقَامَ عِنْدَهُ فَلَمَّا ظَهَرَ الْحَجَّاجُ ، اسْتَحْضَرَهُ , وَجَرَتْ لَهُ مَعَهُ مَقَامَاتٌ وَمَقَالَاتٌ فِي الْكَلَامِ , ثُمَّ فِي آخِرِ الْأَمْرِ ضَرَبَ عُنُقَهُ . وَفِيهَا كَانَ مَهْلِكُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ الْكِنْدِيُّ وَذَلِكَ أَنَّ الْحَجَّاجَ كَتَبَ إِلَى رُتْبِيلَ مَلِكِ التُّرْكِ الَّذِي لَجَأَ ابْنُ الْأَشْعَثِ إِلَيْهِ يَقُولُ لَهُ : وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ , لَئِنْ لَمْ تَبْعَثْ إِلَيَّ بِابْنِ الْأَشْعَثِ ، لَأَبْعَثَنَّ إِلَى بِلَادِكَ أَلْفَ أَلْفِ مُقَاتِلٍ , وَلِأُخَرِّبَنَّهَا . فَلَمَّا تَحَقَّقَ رُتْبِيلُ الْوَعِيدَ مِنَ الْحَجَّاجِ ، اسْتَشَارَ فِي ذَلِكَ بَعْضَ الْأُمَرَاءِ فَأَشَارَ عَلَيْهِ بِتَسْلِيمِ ابْنِ الْأَشْعَثِ إِلَيْهِ قَبْلَ أَنْ يُخَرِّبَ الْحَجَّاجُ دِيَارَهُ , وَيَأْخُذَ عَامَّةَ أَمْصَارِهِ فَأَرْسَلَ إِلَى الْحَجَّاجِ يَشْتَرِطُ عَلَيْهِ أَنْ لَا يُقَاتَلَ عَشْرَ سِنِينَ , وَأَنْ لَا يُؤَدِّيَ فِي كُلِّ سَنَةٍ مِنْهَا إِلَّا مِائَةَ أَلْفٍ مِنَ الْخَرَاجِ ( الآن جاء لزوم ابن الأشعث الذي آواه رُتبيل ، ما يستفيد من فُرقة الأمة إلا أعداؤها ) فَأَجَابَهُ الْحَجَّاجُ إِلَى ذَلِكَ فَعِنْدَ ذَلِكَ غَدَرَ رُتْبِيلُ بِابْنِ الْأَشْعَثِ , فقَبَضَ عَلَيْهِ وَعَلَى ثَلَاثِينَ مِنْ أَقْرِبَائِهِ , وَقَيَّدَهُمْ فِي الْأَصْفَادِ , وَبَعَثَ بِهِمْ مَعَ رُسُلِ الْحَجَّاجِ إِلَيْهِ فَلَمَّا كَانُوا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ بِمَكَانٍ يُقَالُ لَهُ : الرُّخَّجُ , صَعِدَ ابْنُ الْأَشْعَثِ وَهُوَ مُقَيَّدٌ بِالْحَدِيدِ إِلَى سَطْحِ قَصْرٍ وَمَعَهُ رَجُلٌ مُوكَّلٌ بِهِ لِئَلَّا يَفِرَّ , وَأَلْقَى نَفْسَهُ مِنْ ذَلِكَ الْقَصْرِ , وَسَقَطَ مَعَهُ الْمُوكَّلُ بِهِ ، فَمَاتَا جَمِيعًا فَعَمَدَ الرَّسُولُ إِلَى رَأْسِ ابْنِ الْأَشْعَثِ فَاحْتَزَّهُ , وَقَتَلَ مَنْ مَعَهُ مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ الْأَشْعَثِ , وَبَعَثَ بِرُءُوسِهِمْ إِلَى الْحَجَّاجِ فَأَمَرَ الْحَجَّاجُ فَطِيفَ بِرَأْسِهِ فِي الْعِرَاقِ , ثُمَّ بَعَثَهُ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَبْدِ الْمَلِكِ , فَطِيفَ بِرَأْسِهِ فِي الشَّامِ , ثُمَّ بَعَثَ بِهِ إِلَى أَخِيهِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِمِصْرَ , فَطِيفَ بِرَأْسِهِ هُنَالِكَ ثُمَّ دَفَنُوا رَأْسَهُ بِمِصْرَ ، وَجُثَّتَهُ بِالرُّخَّجِ . يقول ابن كثير رحمه الله : " وَالْعَجَبُ كُلُّ الْعَجَبِ مِنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ بَايَعُوهُ بِالْإِمَارَةِ , وَلَيْسَ هو مِنْ قُرَيْشٍ , وَإِنَّمَا هُوَ كِنْدِيٌّ مِنَ الْيَمَنِ , وَقَدِ اجْتَمَعَ الصَّحَابَةُ يَوْمَ السَّقِيفَةِ عَلَى أَنَّ الْإِمَارَةَ لَا تَكُونُ إِلَّا فِي قُرَيْشٍ , وَاحْتَجَّ عَلَيْهِمُ الصِّدِّيقُ بِالْحَدِيثِ فِي ذَلِكَ , حَتَّى إِنَّ الْأَنْصَارَ سَأَلُوا أَنْ يَكُونَ مِنْهُمْ أَمِيرٌ مَعَ أَمِيرِ الْمُهَاجِرِينَ , فَأَبَى الصِّدِّيقُ عَلَيْهِمْ ذَلِكَ , فَكَيْفَ يَعْمِدُونَ إِلَى خَلِيفَةٍ قَدْ بُويِعَ لَهُ بِالْإِمَارَةِ عَلَى الْمُسْلِمِينَ مِنْ سِنِينَ ( عبد الملك ) فَيَعْزِلُونَهُ وَهُوَ مِنْ صَلِيبَةِ قُرَيْشٍ ( من صُلبها ) وَيُبَايِعُونَ لِرَجُلٍ كِنْدِيٍّ بَيْعَةً لَمْ يَتَّفِقْ عَلَيْهَا أَهْلُ الْحَلِّ وَالْعَقْدِ ؟ , وَلِهَذَا ، لَمَّا كَانَتْ هَذِهِ زَلَّةً وَفَلْتَةً , نَشَأَ بِسَبَبِهَا شَرٌّ كَبير , هَلَكَ فِيهِ خَلْقٌ كَثِيرٌ , فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ " . من توفي في هذه السنة من الأعيان : رَوحُ بْنُ زِنْبَاعِ بْنِ سَلَامَةَ الْجُذَامِيُّ الْفِلَسْطِينِيُّ , أَبُو زُرْعَةَ وَهُوَ تَابِعِيٌّ جَلِيلٌ , رَوَى عَنْ أَبِيهِ - وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ - وَتَمِيم الدَّارِيُّ , وَعُبَادَة بْنُ الصَّامِتِ , وَمُعَاوِيَة , وَكَعْب الْأَحْبَارِ وَغَيْرُهُمْ . كَانَ ذَا مَنْزِلَةٍ عِنْدَ أَهْلِ الشَّامِ فَخَافَ مِنْهُ مُعَاوِيَةُ ررر فَفَهِمَ مِنْهُ ذَلِكَ أَبُو زُرْعَةَ فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , لَا تَهْدِمْ رُكْنًا بَنَيْتَهُ , وَلَا تُحْزِنُ صَاحِبًا سَرَرْتَهُ , وَلَا تُشْمِتْ عَدُوًّا كَبَتَّهُ فَكَفَّ عَنْهُ مُعَاوِيَةُ . ثم كَانَ رَوْحٌ عِنْدَ عَبْدِ الْمَلِكِ كَالْوَزِيرِ; لَا يَكَادُ يُفَارِقُهُ وَكَانَ مَعَ أَبِيهِ مَرْوَانَ يَوْمَ مَرْجِ رَاهِطٍ وَقَدْ أَمَّرَهُ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَلَى جُنْدِ فِلَسْطِينَ . وَزَعَمَ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ ( صاحب صحيح مسلم ) أَنَّ رَوْحَ بْنَ زِنْبَاعٍ كَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ وَلَمْ يُتَابَعْ مُسْلِمٌ عَلَى هَذَا الْقَوْلِ , وَالصَّحِيحُ أَنَّهُ تَابِعِيٌّ وَلَيْسَ بِصَحَابِيٍّ . وَمِنْ مَآثِرِهِ الَّتِي تَفَرَّدَ بِهَا أَنَّهُ كَانَ كُلَّمَا خَرَجَ مِنَ الْحَمَّامِ يُعْتِقُ نِسْمَةً . وَقَدْ حَجَّ مَرَّةً , فَنَزَلَ عَلَى مَاءٍ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ , فَأَمَرَ فَأُصْلِحَتْ لَهُ أَطْعِمَةٌ مُخْتَلِفَةُ الْأَلْوَانِ , ثُمَّ وُضِعَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ , فَبَيْنَمَا هُوَ يَأْكُلُ إِذْ جَاءَ رَاعٍ مِنَ الرُّعَاةِ يَرِدُ الْمَاءَ , فَدَعَاهُ رَوْحُ بْنُ زِنْبَاعٍ إِلَى الْأَكْلِ مِنْ ذَلِكَ الطَّعَامِ فَجَاءَ الرَّاعِي فَنَظَرَ إِلَى طَعَامِهِ وَقَالَ : إِنِّي صَائِمٌ . فَقَالَ لَهُ رَوْحٌ : فِي مِثْلِ هَذَا الْيَوْمِ الطَّوِيلِ الشَّدِيدِ الْحَرِّ تَصُومُ يَا رَاعِي ؟ فَقَالَ الرَّاعِي : أَفَأَغْبِنُ أَيَّامِي ( أُضيِّعها ) مِنْ أَجْلِ طُعَيِّمَكَ ؟ , ثُمَّ إِنَّ الرَّاعِيَ ارْتَادَ لِنَفْسِهِ مَكَانًا فَنَزَلَهُ , وَتَرَكَ رَوْحَ بْنَ زِنْبَاعٍ فَقَالَ رَوْحُ بْنُ زِنْبَاعٍ : لَقَدْ ضَنِنْتَ بِأَيَّامِكَ يَا رَاعِي . . . إِذْ جَادَ بِهَا رَوْحُ بْنُ زِنْبَاعِ ثُمَّ إِنَّ رَوْحًا بَكَى طَوِيلًا , وَأَمَرَ بِتِلْكَ الْأَطْعِمَةِ فَرُفِعَتْ , وَقَالَ : انْظُرُوا هَلْ تَجِدُونَ لَهَا آكِلًا مِنْ هَذِهِ الْأَعْرَابِ أَوِ الرُّعَاةِ , ثُمَّ سَارَ مِنْ ذَلِكَ الْمَكَانِ , وَقَدْ أَخَذَ الرَّاعِي بِمَجَامِعِ قَلْبِهِ , وَصَغُرَتْ إِلَيْهِ نَفْسُهُ . وَاللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَعْلَمُ . قَالَ ابْنُ زَبْرٍ : مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ بِالْأُرْدُنِّ . وَفِيهَا تُوُفِّيَ عُتْبَةُ بْنُ النَّدْرِ السُّلَمِيُّ ررر صَحَابِيٌّ جَلِيلٌ . وَأَبُو عِنَبَةَ الْخَوْلَانِيُّ ررر لَهُ صُحْبَةٌ وَرِوَايَةٌ سَكَنَ حِمْصَ , وَبِهَا تُوُفِّيَ وَقَدْ قَارَبَ الْمِائَةَ سَنَةٍ . عِمْرَانُ بْنُ حِطَّانَ الْخَارِجِيُّ كَانَ أَوَّلًا مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ , فَتَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنَ الْخَوَارِجِ حَسَنَةً جَمِيلَةً جِدًّا ، فَأَحَبَّهَا , وَكَانَ هُوَ دَمِيمَ الشَّكْلِ , فَأَرَادَ أَنْ يَرُدَّهَا إِلَى السُّنَّةِ فَأَبَتْ فَارْتَدَّ مَعَهَا إِلَى مَذْهَبِهَا ، وَقَدْ كَانَ مِنَ الشُّعَرَاءِ الْمُطْبِقِينَ , وَهُوَ الْقَائِلُ فِي قَتْلِ عَلِيٍّ وَقَاتِلِهِ : يَا ضَرْبَةً مِنْ تَقِيٍّ مَا أَرَادَ بِهَا . . . إِلَّا لِيَبْلُغَ مِنْ ذِي الْعَرْشِ رِضْوَانَا إِنِّي لَأَذْكُرهُ يَوْمًا فَأَحْسَبُهُ . . . أَوْفَى الْبَرِيَّةِ عِنْدَ اللَّهِ مِيزَانَا مَاتَ عِمْرَانُ بْنُ حِطَّانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ وَقَدْ رَدَّ عَلَيْهِ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ فِي أَبْيَاتِهِ الْمُتَقَدِّمَةِ فِي قَتْلِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , بِأَبْيَاتٍ عَلَى قَافِيَتِهَا وَوَزْنِهَا : بَلْ ضَرْبَةٌ مِنْ شَقِيٍّ مَا أَرَادَ بِهَا . . . إِلَّا لِيَبْلُغَ مِنْ ذِي الْعَرْشِ خُسْرَانَا إِنِّي لَأَذْكُرُهُ يَوْمًا فَأَحْسَبُهُ . . . أَشْقَى الْبَرِيَّةِ عِنْدَ اللَّهِ مِيزَانَا الصور المصغرة للصور المرفقة http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attach...1&d=1437483730 http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attach...1&d=1437484154 المصدر... |
الساعة الآن 07:08 AM |
Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
mamnoa 2.0 By DAHOM