مختصر البداية والنهاية لابن كثير (سنة 44)
مختصر البداية والنهاية لابن كثير (سنة 43)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showth...=1#post2148978 ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ فِيهَا غَزَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ بِلَادَ الرُّومِ , وَمَعَهُ الْمُسْلِمُونَ , وَشَتُّوا هُنَاكَ. وَفِيهَا غَزَا بُسْرُ بْنُ أَبِي أَرْطَاةَ فِي الْبَحْرِ. وَفِيهَا عَزَلَ مُعَاوِيَةُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَامِرٍ عَنْ إِمْرَةِ الْبَصْرَةِ ; وَذَلِكَ أَنَّهُ ظَهَرَ فِيهَا الْفَسَادُ بِسَبَبِ لِينِهِ ; لِأَنَّهُ كَانَ لَيِّنَ الْعَرِيكَةِ , سَهْلًا كَرِيمًا , وَكَانَ لَا يَأْخُذُ عَلَى أَيْدَى السُّفَهَاءِ , وَلَا يَقْطَعُ لِصًّا , وَيُرِيدُ أَنْ يَتَأَلَّفَ النَّاسُ , فَفَسَدَتِ الْبَصْرَةُ بِسَبَبِ ذَلِكَ. قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ : شَكَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ إِلَى زِيَادٍ فَسَادَ النَّاسِ , فَقَالَ : جَرِّدْ فِيهِمُ السَّيْفَ . فَقَالَ ابْنُ عَامِرٍ : إِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أُصْلِحَهُمْ بِفَسَادِ نَفْسِي . قَالَ : فَذَهَبَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أَوْفَى الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْكَوَّاءِ , فَشَكَاهُ إِلَى مُعَاوِيَةَ , فَعَزَلَ مُعَاوِيَةُ ابْنَ عَامِرٍ عَنِ الْبَصْرَةِ , وَبَعْثَ إِلَيْهَا الْحَارِثَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْأَزْدِيَّ , قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ : وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ اسْتَلْحَقَ مُعَاوِيَةُ زِيَادَ ابْنِ أَبِيهِ , فَأَلْحَقَهُ بِأَبِي سُفْيَانَ . وَذَلِكَ أَنَّ رَجُلًا شَهِدَ عَلَى إِقْرَارِ أَبِي سُفْيَانَ أَنَّهُ عَاهَرَ بِسُمَيَّةَ أُمِّ زِيَادٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ , وَأَنَّهَا حَمَلَتْ بِزِيَادٍ هَذَا مِنْ أَبِي سُفْيَانَ , فَلَمَّا اسْتَلْحَقَهُ مُعَاوِيَةُ , قِيلَ لَهُ : زِيَادُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ . وَقَدْ كَانَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ يُنْكِرُ هَذَا الِاسْتِلْحَاقَ , وَيَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ , وَلِلْعَاهِرِ الْحَجَرُ " أخرجه البخاري وَعَنْ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ : لَمَّا ادَّعَى زِيَادٌ , لَقِيتُ أَبَا بَكْرَةَ ررر ( أخو زياد من أمه ) , فَقُلْتُ : مَا هَذَا الَّذِي صَنَعْتُمْ ؟ , إِنِّي سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ يَقُولُ : سَمْعُ أُذُنِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ : « مَنِ ادَّعَى أَبًا فِي الْإِسْلَامِ غَيْرَ أَبِيهِ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ غَيْرُ أَبِيهِ , فَالْجَنَّةُ عَلَيْهِ حَرَامٌ " أخجه أحمد وغيره بسند صحيح فَقَالَ أَبُو بَكْرَةَ : وَأَنَا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَفِيهَا عَمِلَ مُعَاوِيَةُ الْمَقْصُورَةَ بِالشَّامِ , وَعَمِلَ مَرْوَانُ مَثَلَهَا بِالْمَدِينَةِ . وَحَجَّ بِالنَّاسِ فِي هَذِهِ السَّنَةِ مُعَاوِيَةُ . وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ تُوُفِّيتْ أُمُّ حَبِيبَةَ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ , وَاسْمُهَا رَمْلَةُ , أُخْتُ مُعَاوِيَةَ . أَسْلَمَتْ قَدِيمًا , وَهَاجَرَتْ هِيَ وَزَوْجُهَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ جَحْشٍ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ , وَحَبِيبَةُ هِيَ أَكْبَرُ أَوْلَادِهَا مِنْهُ , وَلَدَتْهَا بِالْحَبَشَةِ . وَلَمَّا تَأَيَّمَتْ أُمُّ حَبِيبَةَ بَعْدَ زَوْجِهَا , بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَمْرَو بْنَ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيَّ إِلَى النَّجَاشِيِّ فَزَوَّجَهَا مِنْهُ , وَوَلِيَ الْعَقْدَ خَالِدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ , وَأَصْدَقَهَا عَنْهُ النَّجَاشِيُّ أَرْبَعَمِائَةِ دِينَارٍ , وَحَمَلَهَا إِلَيْهِ فِي سَنَةِ سَبْعٍ . |
الساعة الآن 01:11 AM |
Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
mamnoa 2.0 By DAHOM