شبكة ربيع الفردوس الاعلى

شبكة ربيع الفردوس الاعلى (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/index.php)
-   منتدى الحديث (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/forumdisplay.php?f=448)
-   -   تعقيب على رمي الدكتور حاتم الشريف أهل الحديث بتحريف النصوص هوى محضا (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/showthread.php?t=247498)

ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران 03-03-2016 10:54 AM

تعقيب على رمي الدكتور حاتم الشريف أهل الحديث بتحريف النصوص هوى محضا
 
هذا مقال منقول من صفحتي على الفيس وفيه رد على مقال نشره الدكتورحاتم الشريف على صفحته بالأمس - وهو مختصر كما اقتضاه المقام وسمح له الوقت -

نص مقال الدكتور حاتم الشريف

من صور التحريف لأجل النيل من مذهب الإمام أبي حنيفة (رحمه الله) :
جاء في سؤالات أبي عبيد الآجري لأبي داود - حسب مطبوعته التي بتحقيق : عبد العظيم البستوي- : « سمعت أبا داود يقول: كان أبو عاصم يحفظ قدر ألف حديث من جيد حديثه , وكان فيه مزاح , وكان ابن داود يميل إليه لحال الرأي - يعني رأي أبي حنيفة - ، فلما بلغه رأيه كان لا يعبأ به» . (رقم1408) .
وقد وقع في هذا النص تحريفان :
الأول : قوله في آخره : « فلما بلغه رأيه كان لا يعبأ به» ، فكلمة «رأيه» هنا خطأ واضح :
1- فهي تناقض الخبر نفسه ؛ لأن الخبر يذكر أن سبب ميل (ابن) داود له وإعجابه به كان هو أخذه بمذهب أبي حنيفة ، فكيف يكون هو نفسه سببا لعدم الالتفات إليه ؟!
2- جاء الخبر على الصواب في (الكفاية) للخطيب – تحقيق : د/ ماهر الفحل – (رقم465) ، بلفظ : «فلما بلغه مزاحه كان لا يعبأ به» ، وهكذا يتسق النص . وقد أوره الخطيب تحت باب : «كراهية الرواية عن أهل المجون والخلاعة» ، ليؤكد على صواب ما فيه .
التحريف الثاني : «وكان ابن داود ..» ، ولم يرد ابن داود في النص ، ولا عرف به محققا (سؤالات أبي عبيد الآجري) و(الكفاية) للخطبيب .
وعندي أن (ابن) داود هو أبو داود السجستاني نفسه ، الذي يسأله أبو عبيد الآجري ، رغم تكرر التحريف في المصدرين المذكورين ؛ وذلك لأسباب :
1- أنه لم يرد ذكر لشخص باسم ابن داود في النص ، ولا قبله ولا بعده .
2- أن السؤالات كلها هي سؤالات موجهة من أبي عبيد لأبي داود ، ومخصصة لذكر آرائه وأحكامه في الرواة .
3- لا وجود لشخص له علاقة شهيرة بالمسؤول عنه وهو أبو عاصم الضحاك بن مخلد يقال له ابن داود ، يستحق أن يذكر الإمام أبو داود رأيه فيه .
فالظاهر : أن بعضهم لم يعجبه أن الإمام أبا داود (وهو المحدث الكبير والرأس من رؤوس السنة) كان معجبا بفقه الإمام أبي حنيفة ، فأراد أن يصرف هذا الرأي عنه !!
ولكن مما يؤكد حسن ثناء الإمام أبي داود على الإمام أبي حنيفة ، وأنه فعلا كان عظيم الإجلال له ، خلافا لكثير من أهل الحديث في زمنه : ما صح من طريق ابن داسة أنه سمع أبا داود يقول : «رحم الله مالكا كان إماما ، رحم الله الشافعي كان إماما ، رحم الله أبا حنيفة كان إماما» ، أخرجه ابن عبد البر في الانتقاء في فضائل الأئمة الثلاثة الفقهاء - تحقيق : الشيخ المدقق عبد الفتاح أبو غدة (رحمه الله) - (66-67) .
إذن : كان أبو داود – كما يليق بأهل الإنصاف – معظما ومبجلا للإمام أبي حنيفة ، رغم كونه محدثا وتلميذًا للإمام أحمد !




نص تعقبنا له

في هذا المقال تحامل واضح من الدكتور حاتم الشريف على محقق كتاب سؤالات الآجري لأبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني الدكتور عبد العظيم البستوي ومحقق الكفاية للخطيب طبعة دار ابن الجوزي الدكتور ماهر الفاحل إلا إن كان الدكتور حاتم يلمز الآجري أو الخطيب أو غيرهما بالتحريف والخيانة العلمية وكان المفروض عمل الخطوات التالية
1 إحسان الظن بأهل الحديث وبأخويه المحققين - الدكتور ماهر الفحل والدكتور البستوي فإنهما لم يدخرا جهدا في إخراج الكتابين الكفاية والسؤالات في أبهى حلة وليس يُدعى لهما ولا لغيرهما العصمة من الخطإ والزلل وليس يكاد يوجد كتاب سالم من التصحيف في حرف أو حرفين إلا ما شاء الله -
2 مراجعة مخطوطات الكفاية و السؤالات ومقارنتها بالمثبت في المطبوع فإن الفزع للمخطوطات إذا ارتيب في المطبوع من أبجديات التحقيق العلمي المُتَّبَع وكم حل الرجوع إليها من إشكال اعتاص ونشز عن الأفهام
3 بعد هذه الخطوة أعني مراجعة المخطوطات العتيقة - ولم نقم بهذه الخطوة للأسف بسبب عدم توفر المخطوطات لدينا - يجب على الباحث استنزاف طاقته في البحث عن مصادر النقل الذي ارتاب فيه فلعله يقف على فائدة أو تصويب له هذا وقد فات الدكتور حاتم الشريف نقل عزيز في إكمال الحافظ مغلطاي بسبب إهماله لهذه الخطوة إن لم يكن قد تعمد ذلك - وماهو بالبعيد وذلك أن نقل مغلطاي يدفع في صدر تصويبه للحرف الذي ارتاب فيه قال في إكماله ج 7 ص 28 ترجمة َأبي عاصم النبيل (قال الدارمي: أتينا أبا عاصم يوما فدلى رجليه ثم قال اغمزوها فطالما تعبتا لكم [ولو لم تحبونا لكنا نحبكم] وكان ابن أبي زياد يميل إليه لحال الرأي يعني رأي أبي حنيفة فلما بلغه مزاحه كان لا يعبأ به.) انتهى قلت الدارمي هذا هو أحمد بن سعيد و أصل هذا النقل هو من تاريخ دمشق لابن عساكر غير أن محل الشاهد والحرف المرتاب فيه غير موجود في المطبوع - مع ملاحظة وتسجيل بعض السقط في كتاب التاريخ مع أخطاء وتصحيفات وكذلك الشأن في تاريخ بغداد تحقيق الدكتور بشار وإن كان هذا الأخير أحسن حالا بكثير من تاريخ دمشق بطبعتيه على تفواتهما - منه ومغلطاي يعلو في نقوله وهو متحر جدا فيها - يعلم ذلك من تمعن كتبه ومن نظر شرطه في تعاليقه عن المصنفين في فاتحة إكماله بان له بعض ذلك وإنما يؤتى من استعماله لمعلوماته وسبب دقته والله تعلى أعلم صموده لتعقب جهبذ أهل الحديث وإمامهم المزي فاحتاج للاستقصاء حتى يأخذ عليه - فالظاهر أن هذا النقل قد سقط من
تاريخ ابن عساكر المطبوع إلا أن يقال إن مغلطاي واهم في نقله ولعله دخل عليه من الحواشي على التاريخ – وللعلماء به عناية خاصة وقد تكلفوا سماعه - وذا كثير الحدوث كما هو معلوم عند من عالج الحديث خصوصا والفنون كلها عموما .
4 كان على الدكتور حاتم أن يتساءل عن سبب إضراب أهل الحديث -ومنهم الذهبي والمزي –عن جلب هذه الحروف التي ارتاب فيها مع أن النقل ماثل أمامهم إن شاء الله إذ قد نقلوا طرفا منه فهلا قال إنما أضربوا عن هذا النقل لفساده إذ اشتمل على ترك أبي عاصم النبيل لمزاحه . وصدق القائل وعين الرضا عن كل عيب كليلة ولكن عين السخط تبدي المساويا . ولو قال لعل هذا النقل من الحواشي على الكتاب كان مذهبا خصوصا مع القرينة السابقة
5 معلوم عند الباحثين – وإنما أجري ههنا على المشهور ولم أقم ببحث مستقل – الدخن المعتري سند سؤالات الآجري لأبي داود وذلك أن الآجري لا يوقف له على كبير توثيق وإن كان قد وصف بالحفظ واعتمد سؤالاته العلماء الحفاظ الخطيب - وله فيها غير إسناد والذي يعنينا ههنا من ذلك هو هذا الطريق الذي تكلمنا عليه - وابن عساكر والمزي والذهبي وابن حجر وغيرهم ثم إن في السند إلى الآجري أيضا محمد بن عدي بن زحر المنقري وهو مجهول الحال أيضا فعلى هذا يخرّج بعض الخلل الذي يعتري السؤالات بعد أن يَسلم من تصحيفات النساخ وسوء فهم المُتصدين لشرحه وإن كانوا أئمة .
ولقد كان للدكتور حاتم في إرجاع التصحيف للنساخ أو جهالة سند السؤالات مندوحة عن زعم تعمد التحريف لغرض ما .
6 الذي يقع لي أن الذي في الحكاية هو الحافظ الأوحد يحيى بن حماد بن أبي زياد الشيباني وكان إماما حافظا متقنا حدث عن شعبة وجرير بن حازم وحماد بن سلمة وعنه البخاري وابن حنبل وابن راهَويه والكوسج وغيرهم توفي سنة 215 للهجرة وآية قولنا هو موافقته للمطبوع من إكمال مغلطاي ثم كون يحيى هذا لم يُر ضاحكا قط وكان صاحب جد وعبادة فكأنه تشدد مع أبي عاصم لمكان استرساله في المزاح والله تعلى أعلم . قال مُحَمَّد بْن النعمان بْن عَبْد السَّلامِ: لم أر أعبد من يحيى ابن حَمَّاد، وأظنه لم يضحك. والآية الثالثة هي ذكر الذهبي له في من يعتمد قوله في الجرح والتعديل في الطبقة الثالثة واقتصر على يحي بن حماد وهو هو بعينه إن شاء الله فالطبقة طبقته هذا وقد نَقل عن ابن أبي زياد ابنُ خلفون بعضَ الكلام في الرواة كما في إكمال مغلطاي (ينظر ترجمة سماك بن حرب).وهذا هو أرجح الأقوال عندي في ابن أبي زياد
وقد يقال غير ذلك ففي طبقته من يصح أن يكون هو أضربت عن ذكرهم
وقد ننحو به نحو ابن معين فإن اسمه يحيى بن معين بن عون بن زياد بن بسطام فكأنهم نسبوه لجده الأعلى فقالوا ابن زياد والله تعلى أعلم وذلك ضنا بمثل يحيى عن الميل لرأي النعمان وقد كان ذا ميل شديد إليه
واحتمل أيضا أن يكون تصحف ابن سعيد إلى ابن زياد ومن عالج هذا الشأن لم يستوحش من مثل هذا التصحيف والذي دعاني لذلك أني وجدت القطان يُروى عنه النيْل من النبيل وقد كان ذا شدة في أغلب أحايينه وقد عُزي لمذهب أبي حنيفة وربما استسحسن الشيء من رأيه وإن كان رُوي عنه النيل منه أيضا .
واحتمل أن يكون صاحبنا أيضا هو الحسن بن زياد اللؤلؤي صاحب أبي حنيفة
7 من التخاريج التي كان على الدكتور إبداؤها غرابة بعض النقول في سؤالات الآجري مما جعل جماعة من المعاصرين النبهاء المشتغلين بالحديث كالشيخ محمد عمرو عبد اللطيف رحمه الله - وكان أطبعهم وأعلمهم بالعلل والرجال بدنه بدن محدث – وتلميذه ووارثه الشيخ طارق عوض الله وغيرهما يرتابون في هذه النقول ويميلون لتوهيم الآجري فيها وإن كان غيرهم من المتأخرين -وربما المتقدمين - يثبت أكثرها عن أبي داود ويوهمه فيها أو يشير لذلك نحو المزي والذهبي ويندر منهم عصبها بأبي عبيد الآجري على ما أذكر ولست عن استقراء أصدر .
والذي يلوح لي ولكل من عالج السؤالات والحديث وتفهّم ,حذقُ أبي عبيد وروعة سؤالاته وصواب أغلبها مشتملا على بعض ماانتُقد وإن فيها لدلالة بينة على رسوخ تام في علم الرجال والعلل ويكفيكم من ذلك كلام السجستاني في سليمان بن حرب كما يظهر منها قوة نفس الآجري وعلمه . وليس بمجرد المخالفة للمعهود يقضى على الناقل عن المخالف بالوهم فأبو داود مجتهد مطلق عالم بالحديث والفقه والرجال ناقد بصير وسبيل غريب نقوله سبيل غريب نقول الترمذي عن البخاري يتروى فيها دون القطع بالوهم حتى يستيقن ( – وقد ذهب الإمام الذهبي يشكك في وعْي أبي عيسى عن محمد أحيانا وقد وهم أبو عبد الله في غير شيء من انتقاده ككلامه عن نقل الترمذي حجية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده وليس المكان مكان بسط عزوب أوْل كلام محمد عن الذهبي- وقد ذاكرت ببعض هذا الدكتور الشريف مباشرة فأقرني على قولي وسلّمه وذلك قبل 4 سنين تقريبا ببيته بمكة المكرمة - وإنما كان الغرض التنبيه على التثبت من درك معنى قول الأئمة على وجهه ثم تلمس مولج له قبل دفعه – وهذه العملية من الصعوبة بمكان وليس يقدر عليها إلا من عالج كتب العلل والرجال والتخريج حتى اختلطت بلحمه ودمه فنبض له عرق الفهم ودر له شريان العلم فتصاريف كلام الأئمة ومخارجه كثيرة جدا ولا ينبغي كذلك إغفال تغير اجتهاد الناقد فإذا لم يتيسر كل ذلك ولا يكاد ذلك يحدث بحمد الله فلا نعدم في كل موطن قرينة أو اكثر تبين لنا أوْل قول الإمام المستبهم كلامه - يتوقف في النقل وما وهم الناقل بأولى من وهم المنقول عنه ويتأكذ هذا في الترمذي لمكان عزة الثناء على الآجري وإن كانت آثار علمه وحفظه بادية . ) \
8 من التخاريج أيضا احتمال اختلاط الحواشي بأصل السؤالات وذا كثيرجدا ومنتشر
تنبيه استنبط الدكتور كون المائل لمذهب أبي حنيفة هو سليمان بن الأشعث بآية ما قال( رحم الله أبا حنيفة كان إماما ) وليس في هذا ميل له وعدول إليه وإلى مذهبه إذ قد قرن معه الشافعي ومالكا ودعا لهما بنفس الدعوة . ومن المعلوم نهجُ أبي داود نهجَ الاجتهاد المطلق مع ميل شديد لمذهب الإمام أحمد شيخه ونود من الدكتور العوني الدليل على انتحال السجستاني مذهب النعمان وليجنبنا تقول المتعصبة .
تنبيه توفي النبيل وأبو داود صغير ولم يرو عنه في سننه إلا بواسطة وما أراه سمع منه- أو على الأقل في ما أُلقي إلينا حسب علمي- وقد يقال سياق القصة وكلام الدكتور يشعران بتلمذته عليه فإن بكن ذلك كذلك فهو وهَم .
فائدة قد راجع صاحبنا أبا عاصم النبيلَ في ركونه لأهل الرأي الإمامُ أحمدُ بنُ حنبل تلميذه فسكت قال عبد الله بن أحمد كما في العلل ومعرفة الرجال (قال أبي: قلت لأبي عاصم النبيل الضحاك بن مخلد، ورأيته يجيء يوم الجمعة فيجلس في مجلس أصحاب الرأي، عند هلال الرأي. فقلت: له يوماً: مالك لا تكون مثل أصحاب ابن عون وأصحابك، مالك وللرأي، مالك لا تكون مثل أصحابك؟ فسكت فلم يقل شيئاً) .
لطيفة قال الإمام ابن عدي في كامله سمعتُ ابْن أبي دَاوُد يَقُول الوقيعة فِي أبي حنيفة إجماع من العلماء لأَن إمام البصرة أيوب السختياني وقد تكلم فيه وإمام الكوفة الثَّوْريّ وقد تكلم فيه وإمام الحجاز مَالِك وقد تكلم فيه وإمام مصر اللَّيْث بْن سعد وقد تكلم فيه وإمام الشام الأَوْزاعِيّ وقد تكلم فيه وإمام خراسان عَبد اللَّه بْن المُبَارك وقد تكلم فيه فالوقيعة فيه إجماع من العلماء فِي جميع الأفاق أو كما قَالَ. انتهى فكيف يعزب عنه رأي أبيه وقد صحبه دهرا ورافقه في بعض رحلاته واشتركا في شيوخ ؟ أما سند الانتقاء فقد يطعن فيه من تعنت بكون شيخ ابن عبد البر -ابن الزيات- وإن كان محدثا ثقة إلا أنه لم يكن يضبط جيدا وكان ضعيف الخط يخل بالهجاء - ذكره ابن الفرضي في تاريخ علماء الأندلس- فعسى أن يكون هذا من أوهامه وإن صرت لسند الجامع لابن عبد البر وجَد المتعنت عليك السبيل أيضا .
ولسنا نصير لهذه الخطة وإن أمكننا القيام بحجتنا لو أردنا ذلك لله الحمد كثيرا غير أنا لا نستجيز التلبيس على الباحثين والناس .
هذا ما علقته وحذفته حذفا على مقال الشريف ولم أراجعه فلعل فيه بعض التصحيف أوالخطإ و وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

المصدر...


الساعة الآن 07:33 PM

Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات

mamnoa 2.0 By DAHOM