شبكة ربيع الفردوس الاعلى

شبكة ربيع الفردوس الاعلى (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/index.php)
-   منتدى العقيدة (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/forumdisplay.php?f=450)
-   -   أقوال أهل العلم في إبطال صفة البكاء عن الله (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/showthread.php?t=169705)

ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران 08-05-2015 01:26 PM

أقوال أهل العلم في إبطال صفة البكاء عن الله
 
قال شيخ الإسلام في "الرّسالة التّدمريّة":"فصلوأما في طرق الإثبات، فمعلوم أيضًا أن المثبت لا يكفي في إثباته مجرد نفي التشبيه، إذ لو كفي في إثباته مجرد نفي التشبيه لجاز أن يوصف سبحانه من الأعضاء والأفعال، بما لا يكاد يحصى مما هو ممتنع عليه مع نفي التشبيه، وأن يوصف بالنقائص التي لا تجوز عليه مع نفي التشبيه .
كما لو وصفه مفتر عليه بالبكاء والحزن،والجوع والعطش، مع نفي التشبيه . وكما لو قال المفترى : يأكل لا كأكل العباد، ويشرب لا كشربهم، ويبكي ويحزن لا كبكائهم ولاحزنهم،كما يقال : يضحك لا كضحكهم، ويفرح لا كفرحهم، ويتكلم لا ككلامهم، ولجاز أن يقال : له أعضاء كثيرة لا كأعضائهم، كما قيل : له وجه لا كوجوههم، ويدان لا كأيديهم . حتى يذكر المعدة والأمعاء والذكر، وغير ذلك مما يتعالى الله عز وجل عنه، سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علوًا كبيرًا ."

وقال في موضع آخر:"والكبد والطحال، ونحو ذلك، هي أعضاء الأكل والشرب، فالغني المنزه عن ذلك منزه عن آلات ذلك، بخلاف اليد فإنها للعمل والفعل، وهو سبحانه موصوف بالعمل والفعل؛ إذ ذاك من صفات الكمال، فمن يقدر أن يفعل أكمل ممن لا يقدر علي الفعل .
وهو سبحانه منزه عن الصاحبة والولد، وعن آلات ذلك وأسبابه، وكذلك البكاء والحزن، هو مستلزم الضعف والعجز، الذي ينزه عنه سبحانه، بخلاف الفرح والغضب فإنه من صفات الكمال، فكما يوصف بالقدرة دون العجز، وبالعلم دون الجهل، وبالحياة دون الموت، وبالسمع دون الصمم، وبالبصر دون العمى، وبالكلام دون البكم، فكذلك يوصف بالفرح دون الحزن، وبالضحك دون البكاء، ونحو ذلك .":

قال الشيخ عبد الرحمن البراك في شرحه على التدمرية:"قوله "أحدها - أن وصف الله تعالى بهذه النقائص..." الخ.
الوجه الأول من وجوه بيان فساد طريقة المتكلمين في نفي النقائص عن الله تعالى بنفي التجسيم والتحيز أن يقال:
إن تنزيه الله تعالى عن هذه النقائص والآفات كالحزن والبكاء والمرض أظهر في العقل والدين من نفي الجسم والحيز عن الله تعالى، فإن نفي التحيز والتجسيم فيه من الخفاء والنزاع والاشتباه ما ليس في الأول، فليس في المسلمين من ينازع في نفي الحزن والبكاء والمرض ونحو ذلك عن الله تعالى؛ لأن كفر من وصف الله تعالى بذلك معلوم بالضرورة من دين الإسلام. بخلاف التجسيم مثلاً ففيه نزاع وخفاء واشتباه، فهناك من أثبته كالكرامية، وهناك من استفصل في معناه وهم أهل السنة وهكذا."

وقال في موضع آخر:"قوله "وهو سبحانه منزه عن الصاحبة والولد ..." الخ.
ثبت بالنص تنزيه الله تعالى عن الصاحبة والولد كما في قوله تعالى: ((وأنّه تعالى تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا ولدا"[الجن: 3] وقال تعالى: ((بديع السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عليم" [الأنعام: 101].
وكما أنه سبحانه وتعالى منزه عن الصاحبة والولد، فهو منزه عن لوازم ذلك وما يتعلق به من الآلات والأسباب.
وكذلك ينزه الله تعالى عن البكاء والحزن، لاستلزام ذلك للضعف والعجز، وذلك صفة نقص مناقض لكمال قوة الله تعالى وقدرته، والله تعالى موصوف بصفات الكمال منزه عن صفات النقص وما يستلزم النقص، فيوصف بالفرح والغضب دون الحزن، وبالضحك دون البكاء، وبالقوة دون العجز، وبالعلم دون الجهل، وبالحياة دون الموت، وبالسمع دون الصمم، وبالبصر دون العمى، وبالكلام دون البكم."

قال الشيخ محمد أمان بن علي الجامي في شرحه الصوتي على التدمرية:"ضابط النفي والإثبات أولا ضابط الإثبات ثبوت الصفة بالوحي ، هذا هو الضابط ، ضابط الإثبات في هذا الباب ثبوت تلك الصفة بالوحي ، المراد بالوحي الكتاب والسنة ، وإنما اخترنا الوحي ليشمل الكتاب والسنة الصحيحة ، السنة غير الصحيحة لا تقبل لا بد أن تكون السنة صحيحة ، إذن بدلا من أن نقول بالكتاب والسنة إذا قلنا بالوحي كفى ، الضابط ثبوت تلك الصفة بالوحي وعدم الثبوت ، ما ثبت بالوحي أثبتنا وما لم يثبت لا نثبت ، ولو ادعى ما ادعى بأننا نثبتها من غير تشبيه ، الأساس الثبوت ، ودعوى إثبات صفة ثم القول على ما يليق بالله تعالى هذا غير ثابت وليس هنا ضابط لهذا تتفق عليه العقول كما قال بعض من فقد تقدير الله تعالى حق قدره يثبت له البكاء يقول يبكي على ما يليق بالله ، وهذا باطل البكاء نقص لا يليق بالله بوجه من الوجوه ومن هذا القبيل ما يتساهل فيه ويقوله بعض الناس (وهو معنا في الأرض على ما يليق به) ، باطل ، لا يليق بالله تعالى بوجه من الوجوه أن يكون في الأرض بين خلقه ممتزجا ومختلطا بخلقه بل لا يليق بالله سبحانه وتعالى أن يكون في جوف السماوات أو أن يحيط به أي مخلوق من المخلوقات ، كيف يحيط المخلوق بالخالق ؟ فهو أعظم وأجل من ذلك ، القول - هذا منتشر في هذه الآونة - القول بأن سبحانه وتعالى معنا في الأرض كما يليق به قول باطل ."

وقال في موضع آخر:"ولجاز (أن يوصف بالنقائض التى لا تجوز عليه مع نفى التشبيه) لو فتح هذا الباب للإنسان أن يصف الله بالنقائص مع نفي التشبيه ، مثال ذلك (كما لو وصفه مفتر) على الله ، الذي يفتري على الله سبحانه وتعالى ولا يقدره حق قدره يثبت له (البكاء والحزن والجوع والعطش مع نفى التشبيه وكما لو قال المفترى) أيضا (يأكل لا كأكل العباد ويشرب لا كشرب) العباد (ويبكى ويحزن لا كبكائهم ولا حزنهم) هذه عبارات يضطر الإنسان أن يتكلم بها وأن يحكيها من باب (حاكي الكفر ليس بكافر) وإلا هي من العبارات الصعبة تلفظها مع اسم الله سبحانه وتعالى ولكن لما وجد من افترى وتجرأ على الله فوصف الله بهذه النقائص بدعوى نفي التشبيه فيها وجب على دعاة الحق الذين هم مسؤولون في الدفاع عن العقيدة وعن دفع الشبه وإبطال الباطل يضطرون إلى حكاية هذه الألفاظ الصعبة التي يصعب ذكرها من باب كما قلت حاكي الكفر ليس بكافر وإلا العبارات وصف الله بهذه العبارات كفر لا إشكال فيه لكن لو ابتليت بمن هذا مذهبه وهذه عقيدته كيف ترد ؟ هذا هو السر في إيراد مثل هذه الصفات ، يقول المفتري على الله تعالى الله سبحانه وتعالى (يأكل لا كأكل العباد ويشرب لا كشرب) العباد (ويبكى ويحزن لا كبكائهم ولا حزنهم) يريد أن يقول إنكم قلتم إن الله سبحانه وتعالى يضحك ليس ضحكه كضحك العباد ويفرح ليس فرحه كفرح العباد ويتكلم ليس كلامه ككلام العباد ويوصف بالسمع والبصر إلى آخر الصفات طالما أثبتم هذه الصفات وقلتم فيها إن الله يضحك إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر فيدخلان الجنة كليها ، كافر يقتل مسلما ثم يمن الله عليه بالتوب بالتوبة النصوح ثم بالشهادة فيدخلان الجنة يضحك الله سبحانه وتعالى إليهما هذا في صفة الضحك أي أثبتنا صفة الضحك لورودها في حديث متفق عليه وفي الفرح يقول النبي صلى الله عليه وسلم "لله أشد فرحا بتوبة عبده المؤمن من صاحب ناقة التي حمل عليها كل ما يملك من طعام وشراب ومتاع فسافر بها في فلاة من الأرض فغلبته عيناه فعلق الناقة أي زمامها عند رأسه فنام فلما استيقظ فلم يجدها فقد ذهبت فبحث عنها هنا وهناك فلم يجدها واستسلم للموت فرجع إلى الشجرة نفسها فقال تحتها أي نام تحتها منتظرا للموت فلم يمت بل استيقظ فإذا الناقة واقفة عند رأسه عليها شرابه وطعامه فنظر إليها فقال اللهم أنت عبدي وأنا ربك يقول النبي صلى الله عليه وسلم أخطأ من شدة الفرح يقول المصطفى عليه الصلاة والسلام " لله أشد فرحا بتوبة عبده المؤمن إذا تاب إليه من فرح صاحب الناقة" التي سمعتم وصفها ، إذن إذا أثبتنا الفرح لم نثبته من عند أنفسنا بل أثبت الفرح لله سبحانه وتعالى أمينه على وحيه محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم إن الفرح والضحك من صفات الكمال ليس من النقائص كون المفتري يقيس على هذا فيثبت العطش والجوع والبكاء والحزن هذه فرية وافتيات على الله وعلى رسوله عليه الصلاة والسلام وعدم تقدير لله حق قدره "

قال في موضع آخر:"قال الشيخ رحمه الله تعالى (وهو سبحانه منزه عن الصحابة والولد وعن آلات ذلك وأسبابه) وهذا شيء واضح (وكذلك البكاء والحزن هو مستلزم للضعف) البكاء والحزن (والعجز الذي ينزه الرب عنه سبحانه) عنه (بخلاف الفرح والغضب فإنه من صفات الكمال) هذه المناقشة توجه إلى الذين يفرقون بين هذه الصفات الخبرية الأشاعرة مثلا يتفقون مع أهل السنة والجماعة في عدم وصف الله تعالى بالبكاء والحزن ولكن يخالفونهم في وصف الله تعالى بالفرح والغضب فيجعلون الفرح والغضب من جنس البكاء والحزن وهذا من جهلهم أو تجاهلهم أو تأثرهم بآراء علماء الكلام وإعراضهم عن النص وعدم الاعتماد على الأدلة السمعية لأن الفرح ليس كالحزن والغضب والضحك هذه صفات خبرية ثابتة بالكتاب والسنة وليس فيها نقص ، ما أثبت الله لنفسه لا نقص فيه أبدا فإنه من صفات الكمال"

والحمد لله رب العالمين

المصدر...


الساعة الآن 11:17 PM

Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات

mamnoa 2.0 By DAHOM