شبكة ربيع الفردوس الاعلى

شبكة ربيع الفردوس الاعلى (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/index.php)
-   تفريغ المحاضرات و الدروس و الخطب ---------- مكتوبة (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/forumdisplay.php?f=350)
-   -   فوائد المرض (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/showthread.php?t=53485)

منتدى فرسان الحق 08-09-2014 04:10 PM

فوائد المرض
 



فوائد المرض



أحمد حمود الحرازي





الخطبة الأولى

عباد الله: إن الامتحان بالمرض من السنن الربانية التي يبتلي الله بها عباده، والمؤمن يتحصل من خلالها على الفوائد الكثيرة التي تنفعه في الدنيا والآخرة، قال -تعالى-: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: 155].

تنبيه: ليس البلاء علامة على هوان العبد على ربه.

أكثر الناس بلاءً الأنبياء: عن مصعب بن سعد عن أبيه قال قلت: يا رسول الله أيُّ الناس أشد بلاء قال: "الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل" رواه الترمذي وابن ماجه، وصححه الألباني.

أقل الناس بلاءً الكفار والفجار: عن أبي هريرة - رضى الله عنه - قال: "دخل أعرابي على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: هل أخذتك أم ملدم قط؟ قال وما أم ملدم؟ قال: حر يكون بين الجلد واللحم، قال: ما وجدت هذا قط. قال: فهل أخذك هذا الصداع قط؟ قال: وما هذا الصداع؟ قال: عرق يضرب على الإنسان في رأسه. قال: ما وجدت هذا قط. فلما ولى قال النبي- صلى الله عليه وسلم -: من أحب أن ينظر إلى رجل من أهل النار فلينظر إلى هذا" رواه أحمد، وصححه الألباني.

من فوائد المرض:
تكفير الذنوب والسيئات: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أراد الله بعبده الخير عجـَّل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد بعبده الشر أمسك عنه حتى يوافى به يوم القيامة" رواه الترمذي، وقال الألباني حسن صحيح.

وقال- صلى الله عليه وسلم -: "ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله وما عليه خطيئة" رواه الترمذي، وقال الألباني حسن صحيح.

رفع لدرجات: قال- صلى الله عليه وسلم -: "إن العبد إذا سبقت له من الله منزلة لم يبلغها بعمله ابتلاه في جسده أو في ماله أو في ولده ثم صبره على ذلك حتى يبلغه المنزلة التي سبقت له من الله تعالى" رواه أبو داود، وصححه الألباني.

إيقاظ العبد من غفلته: كم من عبد كان بعيدًا عن الله، فلما مرض كان مرضه سببًا في توبته وعودته!! قال شيخ الإسلام -رحمه الله-:"مصيبة تُقْبِل بها على الله خير من نعمة تُنْسيك ذكر الله".

شهود ربوبية الله في الحالين:
أما المرض: فيعلم ضعف هذه النفس، وأنها فقيرة إلى عفو ربها ورحمته "ذكر أمثلة من أحوال المرضى".

وأما الصحة: فيعلم عظيم فضل ربه عليه أن عافاه مما ابتلى به غيره، ولذا كان من دعائه - صلى الله عليه وسلم - إذا رأى مبتلى: "الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلًا" رواه الترمذي، وصححه الألباني.

استخراج عبودية الضراء:
في الصبر: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له" رواه مسلم.

عظم الجزاء مع الصبر: قال -تعالى-: ﴿ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ [البقرة:156-157].

لما قطعت رجل عروة بن الزبير -رحمه الله-، ومات ولده في نفس اليوم، قال: "اللهم لك الحمد أعطيتني من الولد سبعة فأخذت واحدًا وأبقيت ستة، وأعطيتني أربعة أطراف فأخذت واحدة وأبقيت لي ثلاثة ".

الزهد في الدنيا والطمع في الجنة: يبتلي الله المؤمنين بالمرض من رحمته، حتى تتنغص عليهم الدنيا، لئلا يسكنوا إليها، وليرغبوا في النعيم المقيم، قال - صلى الله عليه وسلم -: "يناد مناد: إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدًا، وإن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدًا وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدًا، وإن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبدًا" رواه مسلم.

معية الله: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "قال الله - عز وجل -: عبدي مرضت فلم تعدني، فيقول العبد: يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين، فيقول: أما علمت أن عبدي فلان مرض فلم تعده، فإنك لو عدته لوجدتني عنده" رواه مسلم.

بشرى: أجرك محفوظ قال - صلى الله عليه وسلم -: "إذا مرض العبد أو سافر، كتب له مثل ما كان يعمل مقيمًا صحيحًا" رواه البخاري.

خاتمة: لا تطلب البلاء ولا تتمناه: قال النبي- صلى الله عليه وسلم -: "سلوا الله العفو والعافية" رواه الترمذي، وصححه الألباني.

وكان من دعائه - صلى الله عليه وسلم -: "اللهم عافني في بدني، اللهم عافني في سمعي، اللهم عافني في بصري لا إله إلا أنت" رواه أبو داود، وحسنه الألباني.

الخطبة ا لثانية

عباد الله:
ما أحوجنا إلى زيارة المرضى والعجزة المسنين في دور الرعاية والمستشفيات.. إنهم بحاجة إلى العلاج الروحي الإيماني.. الذي هو من أهم أنواع العلاج.. هذا العلاج عندما نبعث لهم الأمل ونخفف عنهم الألم.. عندما يرون الابتسامة الصادقة منك.. والزيارة الإيمانية يستشعرون عظمة الدين.. والأخوة الحقيقة التي أوصانا بها الشارع الحكيم..

إنهم بزيارتك يزدادون إيمانًا وامتثالا لأمر الله؛ لأن زيارتك لله - عز وجل - وفي الله..

عباد الله:
إن لنا إخوانًا وأبناءً وأباء مقعدين عن الحضور للصلاة معنا.. فكونوا لهم عونًا على الطاعة والتذكير بحقوقهم.. فإن لهم حقوقًا علينا.. منها زيارتهم والدعاء لهم بالشفاء وتذكيرهم بعظيم الأجر.. واعانتهم على قضاء حوائجهم فلا تبخلوا عليهم بالزيارة والاتصال والمواصلة..

اللهم رب العرش العظيم اشف مرضانا ومرضى المسلمين اللهم ارفع عنهم البأساء والضراء.. يا رب العالمين..

ألا وصلوا وسلموا رحمكم الله على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه.












الساعة الآن 07:32 AM

Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات

mamnoa 2.0 By DAHOM