شبكة ربيع الفردوس الاعلى

شبكة ربيع الفردوس الاعلى (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/index.php)
-   منتدى السيرة النبوية (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/forumdisplay.php?f=451)
-   -   مختصر البداية والنهاية لابن كثير (سنة 75) (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/showthread.php?t=143044)

ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران 07-01-2015 06:01 PM

مختصر البداية والنهاية لابن كثير (سنة 75)
 
مختصر البداية والنهاية لابن كثير (سنة 74)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=353254

ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ
فِيهَا غَزَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ - أَخُو عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ , وَهُوَ وَالِدُ مَرْوَانَ الْحِمَارِ - صَائِفَةَ الرُّومِ .
وَفِيهَا وَلَّى عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ نِيَابَةَ الْمَدِينَةِ لِيَحْيَى بْنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ - وَهُوَ عَمُّهُ - وَعَزَلَ عَنْهَا الْحَجَّاجَ.
وَفِيهَا وَلَّى عَبْدُ الْمَلِكِ الْحَجَّاجَ بْنَ يُوسُفَ نِيَابَةَ الْعِرَاقِ ; الْبَصْرَةِ وَالْكُوفَةِ , وَمَا يَتْبَعُ ذَلِكَ مِنَ الْأَقَالِيمِ الْكِبَارِ , وَذَلِكَ بَعْدَ مَوْتِ أَخِيهِ بِشْرُ بْنُ مَرْوَانَ , فَرَأَى عَبْدَ الْمَلِكِ أَنَّهُ لَا يَسُدُّ عَنْهُ أَهْلَ الْعِرَاقِ غَيْرُ الْحَجَّاجِ ; لِسَطْوَتِهِ وَقَهْرِهِ وَقَسْوَتِهِ وَشَهَامَتِهِ , فَكَتَبَ إِلَيْهِ وَهُوَ بِالْمَدِينَةِ بِوِلَايَةِ الْعِرَاقِ .
فَسَارَ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى الْعِرَاقِ فِي اثْنَيْ عَشَرَ رَاكِبًا عَلَى النَّجَائِبِ ( الإبل المُعدة للسفر ) فَنَزَلَ قَرِيبَ الْكُوفَةِ , فَاغْتَسَلَ وَاخْتَضَبَ , وَلَبِسَ ثِيَابَهُ , وَتَقَلَّدَ سَيْفَهُ , وَأَلْقَى عَذَبَةَ الْعِمَامَةَ بَيْنَ كَتِفَيْهِ , ثُمَّ سَارَ فَنَزَلَ دَارَ الْإِمَارَةِ , وَذَلِكَ يَوْمَ الْجُمْعَةِ , وَقَدْ أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ الْأَوَّلُ , فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ وَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ , فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ وَجَلَسَ عَلَيْهِ , وَأَمْسَكَ عَنِ الْكَلَامِ طَوِيلًا , وَقَدْ شَخَصُوا إِلَيْهِ بِأَبْصَارِهِمْ , وَجَثَوْا عَلَى الرُّكَبِ , وَتَنَاوَلُوا الْحَصَى لِيَقْذِفُوهُ بِهَا , وَقَدْ كَانُوا حَصَبُوا الَّذِي كَانَ قَبْلَهُ ( رموه بالحصى , وذلك لاستخفافهم بالوُلاة , وميلهم لمخالفة أولي الأمر , إن كان عَلِيٌّ ررر قد لاقى منهم الويلات , فما بالُك بمن هو دونه من الوُلاة ؟)
فَلَمَّا سَكَتَ الحجاجُ أَبْهَتَهُمْ , وَأَحَبُّوا أَنْ يَسْمَعُوا كَلَامَهُ
فَقَالَ الحجاج :
أَنَا ابْنُ جَلَا وَطَلَّاعُ الثَّنَايَا. . . مَتَى أَضَعُ الْعِمَامَةَ تَعْرِفُونِي
فَكَانَ أَوَّلَ مَا تَكَلَّمَ بِهِ أَنْ قَالَ : يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ , يَا أَهْلَ الشِّقَاقِ , وَيَا أَهْلَ النِّفَاقِ وَمَسَاوِئِ الْأَخْلَاقِ , وَاللَّهِ إِنْ كَانَ أَمْرُكُمْ لَيَهُمُّنِي قَبْلَ أَنْ آتِي إِلَيْكُمْ , وَلَقَدْ كُنْتُ أَدْعُو اللَّهَ أَنْ يَبْتَلِيَكُمْ بِي , فَأَجَابَ دَعْوَتِي , ألا أَنِّي سِرْتُ الْبَارِحَةَ , فَسَقَطَ مِنِّي سَوْطِي الَّذِي أُؤْذِيكُمْ بِهِ , فَاتَّخَذْتُ هَذَا مَكَانَهُ - وَأَشَارَ إِلَى سَيْفِهِ - ثُمَّ قَالَ : وَاللَّهِ لَأَجُرَّنَّهُ فِيكُمْ جَرَّ الْمَرْأَةِ ذَيْلَهَا , وَلَأَفْعَلَنَّ بِكُمْ وَلَأَصْنَعَنَّ .
فَلَمَّا سَمِعُوا كَلَامَهُ جَعَلَ الْحَصَى يَتَسَاقَطُ مِنْ أَيْدِيهِمْ
ثُمَّ قَالَ : أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَحْمِلُ الشَّرَّ بِحِمْلِهِ , وَأَحْذُوهُ بِنَعْلِهِ , وَأَجْزِيهِ بِمِثْلِهِ , وَإِنِّي لَأَرَى رُءُوسًا قَدْ أَيْنَعَتْ وَحَانَ قِطَافُهَا , وَإِنِّي لَأَنْظُرُ إِلَى الدِّمَاءِ تَتَرَقْرَقُ بَيْنَ الْعَمَائِمِ وَاللِّحَى , ثم قال : " قَدْ شَمَّرَتْ عَنْ سَاقِهَا فَشَمِّرِي "
ثُمَّ أَنْشَدَ أَيْضًا :
هَذَا أَوَانُ الشَّدِّ فَاشْتَدِّي زِيَمْ. . . قَدْ لَفَّهَا اللَّيْلُ بِسَوَّاقٍ حُطَمْ
لَسْتُ بِرَاعِي إِبِلٍ وَلَا غَنَمْ. . . وَلَا بِجَزَّارٍ عَلَى ظَهْرِ وَضَمْ
ثُمَّ قَالَ : إِنِّي يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ مَا أُغْمَزُ بِغِمَازٍ , وَلَا يُقَعْقَعُ لِي بِالشِّنَانِ , وَلَقَدْ فُرِزْتُ عَنْ ذَكَاءٍ ( تم اختياري بعناية ) وَجَرِّبْتُ إِلَى الْغَايَةِ الْقُصْوَى , وَإِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ نَثَرَ كِنَانَتَهُ ( جراب السِّهام ) ثُمَّ عَجَمَ عِيدَانَهَا عُودًا عُودًا ( ثنى السهام ليختبر أقساها ) فَوَجَدَنِي أَمَرَّهَا عُودًا , وَأَصْلَبَهَا مَغْمِزًا , فَوَجَّهَنِي إِلَيْكُمْ , فَإِنَّكُمْ طَالَمَا أَوْضَعْتُمْ فِي أَوْدِيَةِ الْفِتَنِ , وَسَنَنْتُمْ سُنَنَ الْغَيِّ , أَمَا وَاللَّهِ لَأَلْحُوَنَّكُمْ ( أُقَشِّرُكُم ) لَحْيَ الْعُودِ ( كما يُقشر العود ) وَلَأَعْصِبَنَّكُمْ عَصْبَ السَّلَمَةِ ( سأربطكم كما تُربط حزمة الحطب ) وَلَأَضْرِبَنَّكُمْ ضَرْبَ غَرَائِبِ الْإِبِلِ ( كما تُضرب الإبل إذا توحشت ) إِنِّي وَاللَّهِ لَا أَعِدُ إِلَّا وَفَيْتُ , وَلَا أُخْلِقُ إِلَّا فَرَيْتُ ( إذا ضربتُ , ضربت ضربا موجعا للغاية ) فَإِيَّايَ وَهَذِهِ الْجَمَاعَاتِ ( احذركم من التجمع والتآمر ) وَقِيلًا وَقَالًا , وَاللَّهِ لَتَسْتَقِيمُنَّ عَلَى سَبِيلِ الْحَقِّ , أَوْ لَأَدَعَنَّ لِكُلِّ رَجُلٍ مِنْكُمْ شُغْلًا فِي جَسَدِهِ .
ثُمَّ قَالَ: مَنْ وَجَدْتُ بَعْدَ ثَالِثَةٍ ( ثلاثة أيام ) مِنْ بَعْثِ الْمُهَلَّبِ - يَعْنِي الَّذِينَ كَانُوا قَدْ رَجَعُوا عَنْهُ لَمَّا سَمِعُوا بِمَوْتِ بِشْرِ بْنِ مَرْوَانَ كَمَا تَقَدَّمَ - سَفَكْتُ دَمَهُ , وَانْتَهَبْتُ مَالَهُ .
وَيُقَالُ: إِنَّ الْحَجَّاجَ قَالَ فِي خُطْبَتِهِ هَذِهِ: شَاهَتِ الْوُجُوهُ , إِنَّ اللَّهَ ضَرَبَ مَثَلًا {قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} وَأَنْتُمْ أُولَئِكَ , فَاسْتَوْثِقُوا وَاسْتَقِيمُوا , فَوَاللَّهِ لَأُذِيقَنَّكُمُ الْهَوَانَ حَتَّى تَدِرُّوا ( حتى تنقادوا للطاعة وتصلحوا ) وَلَأَعْصِبَنَّكُمْ عَصَبَ السَّلَمَةِ حَتَّى تَنْقَادُوا , وَأُقْسِمُ بِاللَّهِ لَتُقْبِلُنَّ عَلَى الْإِنْصَافِ , وَلَتَدَعُنَّ الْإِرْجَافَ ( الإشاعات ) وَكَانَ وَكَانَ , وَأَخْبَرَنِي فُلَانٌ عَنْ فُلَانٍ , وَالْخَبَرُ ؟ , وَمَا الْخَبَرُ ؟ ( يقصد كثرة اشتغالهم بتسمُّع الإشاعات واشتغالهم بنشرها ) أَوْ لَأَهْبُرَنَّكُمْ بِالسَّيْفِ هَبْرًا يَدَعُ النِّسَاءَ أَيَامَى , وَالْأَوْلَادَ يَتَامَى , حَتَّى تَمْشُوا السُّمَّهَى , وَتُقْلِعُوا عَنْ هَا وَهَا ( أي : تتوقفوا عن سماع الإشاعات وبثها ).
فِي كَلَامٍ طَوِيلٍ بَلِيغٍ غَرِيبٍ , يَشْتَمِلُ عَلَى وَعِيدٍ شَدِيدٍ , لَيْسَ فِيهِ وَعْدٌ بِخَيْرٍ.
فَلَمَّا كَانَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ , سَمِعَ تَكْبِيرًا فِي السُّوقِ , فَخَرَجَ حَتَّى جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ , فَقَالَ : يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ , يَا أَهْلَ الشِّقَاقِ وَالنِّفَاقِ وَمَسَاوِئِ الْأَخْلَاقِ , إِنِّي سَمِعْتُ تَكْبِيرًا فِي الْأَسْوَاقِ , لَيْسَ بِالتَّكْبِيرِ الَّذِي يُرَادُ بِهِ التَّرْغِيبُ , وَلَكِنَّهُ تَكْبِيرٌ يُرَادُ بِهِ التَّرْهِيبُ , وَقَدْ عَصَفَتْ عَجَاجَةٌ تَحْتَهَا قَصْفٌ ( زوبعة في فنجان ) يَا بَنِي اللَّكِيعَةِ , وَعَبِيدَ الْعَصَا , وَأَبْنَاءَ الْإِمَاءِ وَالْأَيَامَى , أَلَا يَرْبَعُ كُلُّ رِجْلٍ مِنْكُمْ عَلَى ظَلْعِهِ ( ألا يُشفق كل رجل على نفسه ) وَيُحْسِنُ حَقْنَ دَمِهِ , وَيُبَصِرُ مَوْضِعَ قَدَمِهِ , وَأُقْسِمُ بِاللَّهِ لَأُوشِكُ أَنْ أُوقِعَ بِكُمْ وَقْعَةً تَكُونُ نَكَالًا لِمَا قَبِلَهَا , وَأَدَبًا لِمَا بَعْدَهَا .
فَقَامَ إِلَيْهِ عُمَيْرُ بْنُ ضَابِئٍ التَّمِيمِيُّ فقَالَ : أَصْلَحَ اللَّهُ الْأَمِيرَ , أَنَا فِي هَذَا الْبَعْثِ , وَأَنَا شَيْخٌ كَبِيرٌ وَعَلِيلٌ , وَهَذَا ابْنِي هُوَ أَشِبُّ مِنِّي .
قَالَ : وَمَنْ أَنْتَ ؟
قَالَ : أَنَا عُمَيْرُ بْنُ ضَابِئٍ التَّمِيمِيُّ .
قَالَ : أَسَمِعْتَ كَلَامَنَا بِالْأَمْسِ ؟
قَالَ : نَعَمْ .
قَالَ : أَلَسْتَ الَّذِي غَزَا عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ ؟ ( كان عميرٌ هذا ممن شارك في الثورة على أمير المؤمنين عثمان ررر )
قَالَ : بَلَى .
قَالَ : وَمَا حَمَلَكَ عَلَى ذَلِكَ ؟
قَالَ : كَانَ حَبَسَ أَبِي وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا .
قَالَ : أَوَلَيِسَ هُوَ ( أبوك ) الَّذِي يَقُولُ :
هَمَمْتُ وَلَمْ أَفْعَلْ وَكِدْتُ وَلَيْتَنِي. . . فَعَلْتُ وَوَلَّيْتُ الْبُكَاءَ حَلَائِلَهُ
ثُمَّ قَالَ الْحَجَّاجُ : إِنِّي لَأَحْسَبُ أَنَّ فِي قَتْلِكَ صَلَاحُ الْمِصْرَيْنِ , ثُمَّ قَالَ : قُمْ إِلَيْهِ يَا حَرَسِيُّ فَاضْرِبْ عُنُقَهُ .
فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَضَرَبَ عُنُقَهُ , وَانْتَهَبَ مَالَهُ , وَأَمَرَ مُنَادِيًا فِي النَّاسِ : أَلَا إِنَّ عُمَيْرَ بْنَ ضَابِئٍ تَأَخَّرَ بَعْدَ سَمَاعِ النِّدَاءِ ثَلَاثًا , فَأُمِرَ بِقَتْلِهِ .
فَخَرَجَ النَّاسُ ( للقتال مع المهلب ضد الخوارج ) حَتَّى ازْدَحَمُوا عَلَى الْجِسْرِ , فَعَبَرَ عَلَيْهِ فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ أَرْبَعَةُ آلَافٍ مِنْ قبيلة مَذْحِجٍ , وَخَرَجَتْ مَعَهُمُ الْعُرَفَاءُ ( رؤساء القبائل ) حَتَّى وَصَلُوا بِهِمْ إِلَى الْمُهَلَّبِ , وَأَخَذُوا مِنْهُ كِتَابًا بِوُصُولِهِمْ إِلَيْهِ .
فَقَالَ الْمُهَلَّبُ : قَدِمَ الْعِرَاقَ وَاللَّهِ رَجُلٌ ذَكَرٌ ( قوي حازم ) الْيَوْمَ قُوتِلَ الْعَدُوُّ ( أي : الآن أستطيع أن أقاتل الخوارج ).
وَبَعَثَ الْحَجَّاجُ الْحَكَمَ بْنَ أَيُّوبَ الثَّقَفِيَّ نَائِبًا عَلَى الْبَصْرَةِ مِنْ جِهَتِهِ , وَأَمَرَهُ أَنْ يَشْتَدَّ عَلَى خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , وَأَقَرَّ عَلَى قَضَاءِ الْكُوفَةِ شُرَيْحًا ,
ثُمَّ رَكِبَ الْحَجَّاجُ إِلَى الْبَصْرَةِ , وَاسْتَخْلَفَ عَلَى الْكُوفَةِ أَبَا يَعْفُورَ , وَوَلَّى قَضَاءَ الْبَصْرَةِ لِزُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى , ثُمَّ عَادَ إِلَى الْكُوفَةِ .
وَحَجَّ بِالنَّاسِ فِي هَذِهِ السَّنَةِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ , وَأَقَرَّ عَمَّهُ يَحْيَى عَلَى نِيَابَةِ الْمَدِينَةِ , وَعَلَى بِلَادِ خُرَاسَانَ أُمَيَّةَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ.
وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ وَثَبَ النَّاسُ بِالْبَصْرَةِ عَلَى الْحَجَّاجِ ( خرجوا عليه ) , وَذَلِكَ أَنَّهُ لَمَّا رَكِبَ مِنْ الْكُوفَةِ بَعْدَ قَتْلِ عُمَيْرِ بْنِ ضَابِئٍ , وَقَامَ فِي أَهْلِ الْبَصْرَةِ بِخُطْبَةٍ نَظِيرَ مَا قَامَ فِي أَهْلِ الْكُوفَةِ مِنَ الْوَعِيدِ الشَّدِيدِ وَالتَّهْدِيدِ الْأَكِيدِ , ثُمَّ أُتِيَ بِرَجُلٍ مِنْ بَنِي يَشْكُرَ , فَقِيلَ : هَذَا عَاصٍ ( يرفض الخروج لقتال الخوارج ).
فَقَالَ الرَّجُلُ : إِنَّ بِي فَتْقًا , وَقَدْ عَذَرَنِي بِشْرُ بْنُ مَرْوَانَ , وَهَذَا عَطَائِي مَرْدُودٌ عَلَى بَيْتِ الْمَالِ .
فَلَمْ يَقْبَلْ الْحَجَّاجُ مِنْهُ , وَأَمَرَ بِقَتْلِهِ فَقُتِلَ
فَفَزِعَ أَهْلُ الْبَصْرَةِ , وَخَرَجُوا مِنَ الْبَصْرَةِ حَتَّى اجْتَمَعُوا عِنْدَ قَنْطَرَةِ رَامَهُرْمُزَ , وَعَلَيْهِمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْجَارُودِ
وَخَرَجَ إِلَيْهِمُ الْحَجَّاجُ - وَذَلِكَ فِي شَعْبَانَ مِنْ هَذِهِ السَّنَةِ - فِي أُمَرَاءِ الْجَيْشِ مِنَ الْمِصْرَيْنِ ( الكوفة والبصرة )
فَاقْتَتَلُوا هُنَاكَ قِتَالًا شَدِيدًا , فَهَزَمَهُمِ الْحَجَّاجُ , وَقَتَلَ أَمِيرَهُمْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْجَارُودِ فِي رُءُوسٍ مِنَ الْقَبَائِلِ مَعَهُ , وَأَمَرَ بِرُءُوسِهِمْ فَنُصِبَتْ عِنْدَ الْجِسْرِ مِنْ رَامْهُرْمُزَ , ثُمَّ بَعَثَ بِهَا إِلَى الْمُهَلَّبِ
فَقَوِيَ بِذَلِكَ الْمُهَلَّبُ , وَضَعُفَ أَمَرُ الْخَوَارِجِ
وَأَرْسَلَ الْحَجَّاجُ إِلَى الْمُهَلَّبِ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مِخْنَفٍ , فَأَمَرَهُمَا بِمُنَاهَضَةِ الْأَزَارِقَةِ ( طائفة من الخوارج , أتباع نافع بن الأزرق )
فَنَهَضَا بِمَنْ مَعَهُمَا إِلَى الْخَوَارِجِ الْأَزَارِقَةِ , فَأَجْلَوْهُمْ عَنْ أَمَاكِنِهِمْ مِنْ رَامْهُرْمُزَ بِأَيْسَرِ قِتَالٍ
فَهَرَبُوا إِلَى أَرْضِ كَازَرُونَ مِنْ إِقْلِيمِ سَابُورَ
وَسَارَ النَّاسُ وَرَاءَهُمْ , فَالْتَقَوْا فِي الْعَشْرِ الْآخَرِ مِنْ رَمَضَانَ.
فَلَمَّا كَانَ اللَّيْلُ بَيَّتَ الْخَوَارِجُ الْمُهَلَّبَ مِنَ اللَّيْلِ , فَوَجَدُوهُ قَدْ تَحَصَّنَ بِخَنْدَقٍ حَوْلَ مُعَسْكَرِهِ , فَجَاءُوا إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مِخْنَفٍ , فَوَجَدُوهُ غَيْرَ مُحْتَرِزٍ - وَكَانَ الْمُهَلَّبُ قَدْ أَمَرَهُ بِالِاحْتِرَازِ بِخَنْدَقٍ حَوْلَهُ , فَلَمْ يَفْعَلْ - فَاقْتَتَلُوا فِي اللَّيْلِ , فَقَتَلَتِ الْخَوَارِجُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مِخْنَفٍ وَطَائِفَةً مِنْ جَيْشِهِ , وَهَزَمُوهُمْ هَزِيمَةً مُنْكَرَةً.
فَلَمَّا كَانَ الصَّبَاحُ جَاءَ الْمُهَلَّبُ فَصَلَّى عَلَيْهِ وَدَفَنَهُ , وَكَتَبَ إِلَى الْحَجَّاجِ بِمَهْلِكِهِ
فَكَتَبَ الْحَجَّاجُ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ يُعَزِيهِ فِيهِ , فَنَعَاهُ عَبْدُ الْمَلِكِ إِلَى النَّاسِ بِمِنًى
وَأَمَّرَ الْحَجَّاجُ مَكَانَهُ عَتَّابَ بْنَ وَرْقَاءَ , وَكَتَبَ إِلَيْهِ أَنْ يُطِيعَ الْمُهَلَّبَ
فَكَرِهَ ذَلِكَ , وَلَمْ يَجِدْ بُدًّا مِنْ طَاعَةِ الْحَجَّاجِ , وَلَمْ يُمْكِنْهُ مُخَالَفَتُهُ , فَسَارَ إِلَى الْمُهَلَّبِ , فَجَعَلَ لَا يُطِيعُهُ إِلَّا ظَاهِرًا , وَيَعْصِيهِ كَثِيرًا , ثُمَّ تَقَاوَلَا ( صرخ بعضهم على بعض ) فَهَمَّ الْمُهَلَّبُ أَنْ يُوقِعَ بِعَتَّابٍ , ثُمَّ حَجَزَ بَيْنَهُمَا النَّاسُ
فَكَتَبَ عَتَّابُ إِلَى الْحَجَّاجِ يَشْكُو الْمُهَلَّبَ .
فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَنْ يَقَدَمَ عَلَيْهِ , وَأَعْفَاهُ مِنْ ذَلِكَ
وَجَعَلَ الْمُهَلَّبُ مَكَانَهُ ابْنَهُ حَبِيبَ بْنَ الْمُهَلَّبِ .
وَفِيهَا خَرَجَ دَاوُدُ بْنُ النُّعْمَانِ الْمَازِنِيُّ بِنَوَاحِي الْبَصْرَةِ ( هكذا كانت الدولة الإسلامية آنذاك , مصابة بصداع دائم اسمه : العراق , مما أخَّر الفتوحات وعطلها واستنزف طاقة الأمة من أجل توقيف هؤلاء الناس عند حدِّهم )
فَوَجَّهَ إِلَيْهِ الْحَجَّاجُ أَمِيرًا عَلَى سِرِّيَّةٍ فَقَتَلَهُ.
وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ تَحَرَّكَ صَالِحُ بْنُ مُسَرِّحٍ الصُّفْرِيّ ( وهذه جماعة أخرى من الخوارج العراقيين , تُدعى الصُّفرية )
وَكَانَ سَبَبَ ذَلِكَ أَنَّهُ حَجَّ بِالنَّاسِ فِي هَذِهِ السَّنَةِ , وَمَعَهُ شَبِيبُ بْنُ يَزِيدَ الْخَارِجِيُّ , وَالْبَطِينُ , وَأَشْبَاهُهُمْ مِنْ رُءُوسِ الْخَوَارِجِ
وَاتَّفَقَ حَجُّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَبْدِ الْمَلِكِ
فَهَمَّ شَبِيبٌ بِالْفَتْكِ بِهِ
فَبَلَغَ عَبْدَ الْمَلِكِ ذَلِكَ مِنْ خَبَرِهِ , فَكَتَبَ إِلَى الْحَجَّاجِ بَعْدَ انْصِرَافِهِ مِنَ الْحَجِّ أَنَّ يَتَطَلَبَهُمْ
وَكَانَ صَالِحُ بْنُ مُسَرِّحٍ هَذَا يُكْثِرُ الدُّخُولَ إِلَى الْكُوفَةِ وَالْإِقَامَةَ بِهَا , وَكَانَ لَهُ جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ دَارَا وَأَهْلِ الْمَوْصِلِ يُعَلِّمُهُمُ الْقُرْآنَ وَيُفَقِّهُهُمْ , وَيَقُصُّ عَلَيْهِمْ , وَكَانَ مُصْفَرًّا كَثِيرَ الْعِبَادَةِ , وَكَانَ إِذَا قَصَّ يَحْمَدُ اللَّهَ وَيُثْنِي عَلَيْهِ , وَيُصَلِّي عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , ثُمَّ يَأْمُرُ بِالزُّهْدِ فِي الدُّنْيَا , وَالرَّغْبَةِ فِي الْآخِرَةِ , وَيَحُثُّ عَلَى ذِكْرِ الْمَوْتِ , ثُمَّ يَتَرَحَّمُ عَلَى الشَّيْخَيْنِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ , وَيُثْنِي عَلَيْهِمَا ثَنَاءً حَسَنًا , وَلَكِنْ بَعْدَ ذَلِكَ يَذْكُرُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَيَسُبُّهُ وَيَنَالُ مِنْهُ , وَيُنْكِرُ عَلَيْهِ أَشْيَاءَ مِنْ جِنْسِ مَا كَانَ يُنْكِرُ عَلَيْهِ الَّذِينَ خَرَجُوا عَلَيْهِ وَقَتَلُوهُ مِنْ فَجَرَةِ أَهْلِ الْأَمْصَارِ , ثُمَّ يَحُضُّ أَصْحَابَهُ عَلَى الْخُرُوجِ مَعَ الْخَوَارِجِ لِلْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ , وَلِإِنْكَارِ الْمُنْكَرِ الَّذِي قَدْ شَاعَ فِي النَّاسِ وَذَاعَ , وَيُهَوِّنُ عَلَيْهِمُ الْقَتْلَ , وَيَذُمُّ الدُّنْيَا وَأَمْرَهَا وَيُصَغِّرُهَا .
فَالْتَفَّ عَلَيْهِ جَمَاعَةٌ مِنَ النَّاسِ ( الأغبياء , فالجاهل مادة خام تستطيع أن تشكلها وتستعملها في أي وجه شئت )
وَكَتَبَ إِلَيْهِ شَبِيبُ بْنُ يَزِيدَ الْخَارِجِيُّ يَسْتَبْطِئُهُ فِي الْخُرُوجِ , وَيَحُثُّهُ عَلَيْهِ , وَيَنْدُبُهُ إِلَيْهِ , ثُمَّ قَدِمَ شَبِيبٌ , وَأَخُوهُ مُصَادٌ , وَالْمُحَلَّلُ , وَالْفَضْلُ بْنُ عَامِرٍ عَلَى صَالِحٍ وَهُوَ بِدَارَا , فَاجْتَمَعَ عَلَيْهِ مِنَ الْأَبْطَالِ وَهُوَ بِدَارَا نَحْوُ مِائَةٍ وَعَشَرَةِ أَنْفُسٍ , فَتَوَاعَدُوا وَتُوَافَقُوا عَلَى الْخُرُوجِ فِي مُسْتَهَلِّ صَفَرٍ مِنَ السَّنَةِ الْآتِيَةِ - وَهِيَ سَنَةُ سِتٍّ وَسَبْعِينَ - ثُمَّ وَثَبُوا عَلَى خَيْلٍ لِمُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ , فَأَخَذُوهَا وَتَقْوَّوْا بِهَا , ثُمَّ كَانَ مِنْ أَمَرِهِمْ بَعْدَ ذَلِكَ مَا سَنَذْكُرُهُ فِي السنة الَّتِي بَعْدَهَا , إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.

مَنْ تُوُفِّيَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ مِنَ الْأَعْيَانِ
الْعِرْبَاضُ بْنُ سَارِيَةَ السُّلَمِيُّ أَبُو نَجِيحٍ ررر
وَهُوَ صَحَابِيٌّ جَلِيلٌ , أَسْلَمَ قَدِيمًا هُوَ وَعَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
وَنَزَلَ الصُّفَّةَ
وَكَانَ مِنَ الْبَكَّائِينَ الْمَذْكُورِينَ فِي سُورَةِ بَرَاءَةٍ , في قَوْلِهِ تَعَالَى : {وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ} [التوبة: 92]
وَهُوَ رَاوِي حَدِيثِ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُطْبَةً وَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ , وَذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ
ثم سَكَنَ حِمْصَ
وَقَدْ كَانَ الْعِرْبَاضُ شَيْخًا كَبِيرًا , وَكَانَ يُحِبُّ أَنْ يَقْبِضَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ , وَكَانَ يَدْعُو : اللَّهُمَّ كَبِرَتْ سِنِّي , وَوَهَنَ عَظْمِي , فَاقْبِضْنِي إِلَيْكَ .

أَبُو ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيُّ ررر
صَحَابِيٌّ جَلِيلٌ
وَقَدِ اخْتُلِفَ فِي اسْمِهِ وَاسْمِ أَبِيهِ عَلَى أَقْوَالٍ كَثِيرَةٍ , وَالْأَشْهُرُ مِنْهَا: جُرْثُومُ بْنُ نَاشِرٍ.
شَهِدَ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ
وَغَزَا حُنَيْنًا
وَكَانَ مِمَّنْ نَزَلَ الشَّامَ بِدَارَيَّا غَرْبِيِّ دِمَشْقَ .
وَكَانَ مِمَّنْ يُجَالِسُ كَعْبَ الْأَحْبَارِ
وَكَانَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ يَخْرُجُ فَيَنْظُرُ إِلَى السَّمَاءِ , فَيَتَفَكَّرُ , ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى الْمَنْزِلِ فَيَسْجُدُ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ
وَكَانَ يَقُولُ : إِنِّي لَأَرْجُوَ أَنْ لَا يَخْنُقَنِي اللَّهُ عِنْدَ الْمَوْتِ كَمَا أَرَاكُمْ تَخْتَنِقُونَ . فَبَيْنَمَا هُوَ لَيْلَةً يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ إِذْ قُبِضَتْ رُوحُهُ وَهُوَ سَاجِدٌ
وَرَأَتِ ابْنَتُهُ فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ أَبَاهَا قَدْ مَاتَ , فَانْتَبَهَتْ مَذْعُورَةً , فَقَالَتْ لِأُمِّهَا : أَيْنَ أَبِي ؟
قَالَتْ : هُوَ فِي مُصَلَّاهُ .
فَنَادَتْهُ فَلَمْ يُجِبْهَا , فَجَاءَتْهُ فَحَرَّكَتْهُ فَسَقَطَ لِجَنْبِهِ , فَإِذَا هُوَ مَيِّتٌ , رَحِمَهُ اللَّهُ.

الْأَسْوَدُ بْنُ يَزِيدَ النَّخَعِيُّ
مِنْ كِبَارِ التَّابِعِينَ
وَمِنْ أَعْيَانِ أَصْحَابِ ابْنِ مَسْعُودٍ , وَمِنْ كِبَارِ أَهْلِ الْكُوفَةِ ,
وَكَانَ يَصُومُ حَتَّى يَخْضَرَّ وَيَصْفَرَّ , وَقَدْ ذَهَبَتْ عَيْنُهُ مِنْ كَثْرَةِ الصَّوْمِ , وَكَانَ يَصُومُ الدَّهْرَ.
فَلَمَّا احْتُضَرَ بَكَى
فَقِيلَ لَهُ : مَا هَذَا الْجَزَعُ ؟
فَقَالَ : مَا لِيَ لَا أَجْزَعُ ؟ وَمَنْ أَحَقُّ بِذَلِكَ مِنِّي ؟ , وَاللَّهِ لَوْ أُنْبِئْتُ بِالْمَغْفِرَةِ مِنَ اللَّهِ , لَأَهَمَّنِي الْحَيَاءُ مِنْهُ مِمَّا قَدْ صَنَعْتُ , إِنَّ الرَّجُلَ لَيَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الرَّجُلِ الذَّنَبُ الصَّغِيرُ , فَيَعْفُو عَنْهُ , فَلَا يَزَالُ مُسْتَحْيِيًا مِنْهُ .

حُمْرَانُ بْنُ أَبَانٍ , مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ررر
كَانَ مِنْ سَبْيِ عَيْنِ التَّمْرِ
اشْتَرَاهُ عُثْمَانُ
وَهُوَ الَّذِي كَانَ يَأْذَنُ لِلنَّاسِ عَلَى عُثْمَانَ ( حاجبه ) .
تُوُفِّيَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ , وَاللَّهُ سُبْحَانَهُ أَعْلَمُ.

المصدر...


الساعة الآن 03:53 AM

Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات

mamnoa 2.0 By DAHOM