شبكة ربيع الفردوس الاعلى  

   
 
العودة   شبكة ربيع الفردوس الاعلى > 3 > الموسوعة الضخمة المتنوعة ------------الحج و العمرة
 
   

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: روائع التلاوات تلاوات خاشعة ل الشيخ محمد احمد شبيب - برابط واحد واسمع اولا (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: روائع التلاوات تلاوات خاشعة ل الشيخ محمد احمد بسيوني - برابط واحد واسمع اولا (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: روائع التلاوات تلاوات خاشعة ل الشيخ محمد الطاروطي - برابط واحد واسمع اولا (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: روائع التلاوات تلاوات خاشعة ل الشيخ شعبان الصياد - برابط واحد واسمع اولا (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: روائع التلاوات تلاوات خاشعة ل الشيخ علي محمود شميس - برابط واحد واسمع اولا (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: روائع التلاوات تلاوات خاشعة ل الشيخ احمد الشحات لاشين - برابط واحد واسمع اولا (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: روائع التلاوات تلاوات خاشعة ل الشيخ صالح العليمي - برابط واحد واسمع اولا (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: روائع التلاوات تلاوات خاشعة مبكية - تلاوة ل الشيخ راغب مصطفى غلوش - برابط واحد واسمع اولا (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: البنا مصحف 35 حفلات و تلاوات خاشعة مجودة المصحف المجود صوتي برابط واحد mp3 (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: روائع التلاوات تلاوات خاشعة ل الشيخ منصف بن شقرون - برابط واحد واسمع اولا (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)      

إضافة رد
   
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

  #1  
قديم 07-22-2014, 03:10 PM
منتدى الحياة الزوجية منتدى الحياة الزوجية غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
المشاركات: 6,624
افتراضي ماهي أشهر الحج وفضائلها..



الحمد لله على ما خَصَّنا به من الفضلِ والإكرام، فما زال يُوالي علينا مواسمَ الخير والإنعام، ما انتهى شهر رمضان حتى أعقبَه بأشهر الحج إلى بيته الحرام. وأشهدُ أنَّ لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ربوبيته وإلهيته وأسمائه الحسنى وصفاته العظام، وأشهدُ أنَّ محمداً عبده ورسوله. أفضلُ مَنْ صلَّى وصام ووَقَفَ بالمشاعر، وطاف بالبيت الحرام. صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه البررة الكرام. وسلَّم تسليماً كثيراً.
أما بعد:
قال الله تعالى: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الأَلْبَابِ) [البقرة:197].
يخبرُ تعالى أنَّ الحجَّ يَقَعُ في أشهُرَ معلومات وهي شوال وذو القعدة وعشرةُ أيام من ذي الحجة، وقال تعالى: (مَعْلُومَاتٌ)، لأنَّ النَّاس يعرفونها من عهدِ إبراهيم وإسماعيل عليهما الصلاة والسلام، فالحجُّ وقتُهُ معروفٌ لا يحتاج إلى بيان كما احتاج الصيام والصلاة إلى بيان مواقيتهما.
وقوله تعالى: (فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ)، معناه: مَنْ أحرمَ بالحجِّ في هذه الأشهر سواءٌ في أولها أو في وسطِها أو في آخرها، فإنَّ الحج الذي يحرمُ به يصير فرضاً عليه، يجب عليه أداؤه بفعل مناسكه ولو كان نفلاً، فإن الإحرام به يصيره فرضاً عليه لا يجوز عليه رفضه.
وفي قوله تعالى: (فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ)، معناه: بيانٌ لآداب المحرم وما يجبُ عليه أن يجتنبه حال الإحرام، أي: يجبُ أن تعظموا الإحرام بالحج وتصونوه عن كل ما يُفسده أو ينقصه من (الرفث): وهو الجماع ومقدماته الفعلية والقومية.
الفسوق: وهو جميعُ المعاصي، ومنها محظورات الإحرام.
الجدال: وهو المحاورات والمنازعة والمخاصمة، لأنَّ الجدال يثيرُ الشرَّ ويوقع العداوة ويُشْغِلُ عن ذكر الله. والمقصودُ من الحج الذلُّ والانكسارُ بين يدي الله وعند بيته العتيق ومشاعره المقدسة، والتقربُ إلى الله بالطاعات وترك المعاصي والمحرمات ليكون الحجُّ مبروراً.
فقد صحَّ عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أنَّ الحجَّ المبرور ليس له جزاءٌ إلا الجنة"؛ ولما كان التقرُّب إلى الله تعالى لا يتحقق إلا بترك المعاصي وفعل الطاعات فإنه سبحانه بعد أن نهَى عن المعاصي في الحج أمرَ بعمل الطاعات، فقال تعالى: (وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ)؛ وهذا يتضمن الحثَّ على أفعال الخير خصوصاً في أيام الحج، وفي تلك البقاع الشريفة والمشاعر المقدسة، وفي المسجد الحرام، فإن الحسنات تُضاعفُ فيها أكثر من غيرها كما ثَبَتَ أنَّ الصلاة الواحدة في المسجد الحرام أفضلُ من مئة ألف صلاة فيما سواهُ من المساجد، لا سيَّما وقد اجتمع للحاج في هذا المكان وهذا الوقت شرفُ الزمان وشرفُ المكان.
ومن الجدل الذي نهى الله عنه في الحجِّ ما كان يجري بين القبائل في الجاهلية في موسم الحج وفي أرض الحرم من التنازُعِ والتفاخُرِ ومدح آبائهم وقبائلهم حتى حوَّلوا الحجَّ من عبادة إلى نزاع وخصام، ومن تحصيل فضائل إلى تحصيل جرائم وآثام، وقد وُجِدَ في زماننا هذا مَنْ يريد أن يُحْيِيِ هذه السنَّة الجاهلية، والنخوة الشيطانية، فيحوَّل الحجُّ إلى هتافات ومظاهرات وشعارات، ورفع صُوَرِ ووثنيات، وصَخَبِ ولجاج وإيذاء وترويع للحجاج. وعدم مراعاة لحرمة الحرم والإحرام، وحرمة تلك الأيام. حيثُ يقول سبحانه: (فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ)، وقال تعالى عن الحرم: (وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ) [الحج :25 ].
فاللهم مَنْ آذى حجيجك وروع عبيدَك وانتهك حرمةَ بيتك وألحدَ في حرمِكَ بظلم وفودك فَأذِقْهُ من عذابك الأليم، الذي توعَّدت به كل ملحد أثيم. إنَّك على كل شيء قدير. وأنت مولانا نِعَم المولى ونِعْم النصير.
اللهم يا مٌرسلَ الطير والأبابيل، على أصحاب الفيل، ترميهم بحجارة من سجِّيل، حتى جعلتهم كعصفٍ مأكول، وأذِقْ كلَّ مَنْ حاول أن يفعل مثل فعلهم من عذابك الوبيل، وأنت حسبنا ونعم الوكيل.
اللهم أمين. اللهم آمين. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي، ولكم، ولجميع المسلمين.
(من كتاب الخطب المنبرية ، لفضيلة الشيخ الدكتور صالح الفوزان)

فتاوى العلماء في أشهر الحج
أولا: سماحة العلامة الشيخ ابن باز –رحمه الله-:
• السؤال: ما هي الأشهر الحرم؟ ولماذا سُميت بهذا الاسم؟ وهل الحرمة لبلد معين، أو شيء معين؟
الجواب: الأشهر الحرم هي أربعة: رجب وذو القعدة وذو الحجة والمحرم؛ فشهر مفرد، وهو رجب، والبقية متتالية، وهي: ذو القعدة وذو الحجة ومحرم. والظاهر أنها سميت حرماً؛ لأن الله حرم فيها القتال بين الناس؛ فلهذا قيل لها حرم؛ جمع حرام. كما قال الله جل وعلا: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ)، وقال تعالى: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ)، فدل ذلك على أنه محرم فيها القتال، وذلك من رحمة الله لعباده؛ حتى يسافروا فيها، وحتى يحجوا ويعتمروا.
واختلف العلماء: هل حرمة القتال فيها باقية، أو نسخت؟ على قولين: الجمهور: على أنها نسخت، وأن تحريم القتال فيها نُسخ. وقول آخر: أنها باقية ولم تُنسخ، وأن التحريم فيها باقٍ ولا يزال، وهذا القول أظهر من جهة الدليل.
(موقع سماحة الشيخ العلامة ابن باز – رحمه الله-)

ثانيا: فضيلة الشيخ العلامة ابن عثيمين – رحمه الله-:
1- السؤال: هذه مستمعة للبرنامج تقول امرأة عليها أيام من رمضان وقد سمعت في حديث بأنه من صام رمضان وأتبعه ستاً من شوال فكأنما صام الدهر كله تقول ولا تستطيع أن تقضي وهي لا تستطيع أن تقضي؛ وهل يصح لها أن تصوم الستة أيام من شوال وتقضي في ذي القعدة؟
الجواب: لا، لا ينفعها إذا صامت الأيام الستة قبل قضاء رمضان، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال"، فلا بد من إكمال رمضان أولاً ثم يتبع بعد ذلك بصيام ستة أيام من شوال، لكن إذا كان لا يمكنها أن تقضي في شوال مثل أن تكون امرأة نفست في أول يوم من رمضان وبقي عليها دم النفاس أربعين يوماً، ثم طهرت وشرعت في صوم رمضان فستصوم من شوال عشرين يوماً من رمضان، والبقية في ذي القعدة، ففي هذه الحال يكون لها الأجر كاملاً لأنها أخرت صيام الأيام الستة لعذر، وقد ظن بعض الناس أن صيام الستة أيام من شوال كسائر التطوع بالصوم، وقال إنه إذا كان يجوز للمرأة، أو يجوز لمن عليه قضاء من رمضان أن يتطوع بالصوم فإنه يجوز أن يقدم صيام الأيام الستة قبل القضاء، ولكن هذا ليس بصحيح، إي هذا الظن ظن غير صواب لأن النبي -عليه الصلاة والسلام- صرح بأن هذه الستة لا بد أن تكون تابعة لرمضان، والتابع لا يمكن أن يكون قبل تمام المتبوع، أما صوم التطوع من غير رمضان فالنزاع فيه معروف، فإن من أهل العلم من قال إن التطوع قبل القضاء أعني التطوع بالصوم قبل قضاء رمضان غير صحيح، ومنهم من قال إنه صحيح، ولا شك أن الاحتياط عدم الصحة، بمعنى أننا نأمر هذا الرجل أن يصوم الدين الواجب عليه وهو قضاء رمضان قبل أن يتطوع، وهذا هو مقتضى العقل أن يبدأ الإنسان بأداء الواجب قبل فعل التطوع، فمثلاً إذا قال قائل أنا علي صيام عشرة أيام من رمضان وجاء عشرة من ذي الحجة، فهل أصوم بنية صيام عشرة ذي الحجة، أو بنية قضاء رمضان؛ نقول: صم بنية قضاء رمضان، وإذا وقع هذا القضاء في أيام عشرة ذي الحجة فقد يكتب الله لك الأجرين جميعاً.
2- السؤال: بارك الله فيكم، هذا السائل عطية مصري من طنطا، يقول: رجلٌ أدى العمرة في شوال ثم عاد بنية الحج مفرداً؛ فهل يعتبر متمتعاً ويجب عليه الهدي أم لا، أفتونا مأجورين؟
الجواب: إذا أدى العمرة في شوال فقد أداها في أشهر الحج، لأن أشهر الحج شوال وذو القعدة وذو الحجة، فإذا أدى العمرة في شوال فقد أداها في أشهر الحج، ثم إن بقي في مكة أو سافر إلى غير بلده وأتى بالحج، فهو متمتع وإن سافر إلى بلده، ثم رجع من بلده مفرداً بالحج فليس بمتمتع، ووجه ذلك أنه أفرد العمرة بسفر وأفرد الحج بسفرٍ آخر، فإن الإنسان إذا عاد إلى بلده انقطع سفره فيكون بذلك قد أنشأ للحج سفراً جديداً منفصلاً عن السفر الأول الذي أدى فيه العمرة، وهذا هو أعدل الأقوال في هذه المسألة؛ والقول الثاني: أنه لا يزال متمتعاً ولو رجع إلى بلده، ثم عاد مفرداً؛ والقول الثالث: أنه إذا سافر من مكة مسافة القصر إلى بلده أو غير بلده، فإنه يكون بذلك مفرداً وينقطع التمتع، ولكن ما ذكرناه من التفصيل والتفريق بين حضوره من بلده وغيره، وهو الصحيح ،وهو المروي عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-.
3- السؤال: هذا السؤال للمستمع عويض عميش العتيبي من الطائف، يقول: ما معنى قول الله تعالى في سورة التوبة: (إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَاماً يُحِلُّونَهُ عَاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عَاماً لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ)، الآية؟
الجواب: قوله تعالى إنما النسيء زيادة في الكفر النسيء معناه التأخير، وكانوا في الجاهلية يعتقدون تحريم شهر صفر؛ لأنه أحد الأشهر الحرم الأربعة التي ذكرها الله تعالى في قوله: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ)، وهي ثلاثة متوالية وشهر منفرد، فالمتوالية: هي ذو القعدة وذو الحجة والمحرم؛ والمنفرد: هو شهر رجب؛ فكانوا في الجاهلية يؤخرون شهر المحرم يحلونه ويجعلون التحريم في شهر صفر؛ ويقولون: نحن جعلنا أربعة أشهر في السنة محرمة فوافقنا ما حرم الله، ولكنه في الحقيقة أحلوا ما حرم الله تعالى، وهو شهر المحرم وتأخيرهم له إلى صفر، هذا ضلال منهم وزيادة في الكفر، ولهذا قال الله عز وجل: (زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ).
4- السؤال: هذا المستمع هاشم يوسف مصري يقول يسأل: يا فضيلة الشيخ عن الأشهر الحرم، يقول: هل ما زالت حرم عند الله تعالى، أم تم نسخها، وما الدليل على ذلك؟
الجواب: الأشهر الحرم أربعة، كما قال الله تعالى: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ)، وهي ثلاثة متوالية ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، وواحد منفرد وهو رجب هذه الأشهر الحرم لها مزيد عناية في تجنب الظلم، سواء كان ظلماً فيما بين الإنسان وبين ربه، أو ظلم فيما بينه وبين الخلق ولهذا قال الله تعالى: (يَسْأَلونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ)، واختلف العلماء -رحمهم الله- في القتال في هذه الأربعة الحرم هل هو باقي تحريمه أم منسوخ، فجمهور أهل العلم على أنه منسوخ، لأن الله تعالى أمر بقتال المشركين كافة على سبيل العموم؛ وذهب آخرون من أهل العلم إلى أن التحريم، أي تحريم القتال في هذه الأشهر باق، وأنه لا يجوز لنا أن تبتدئ الكفار بالقتال فيها، لكن يجوز لنا الاستمرار في القتال، وإن دخلت الأشهر الحرم، وكذلك يجوز لنا قتالهم إذا بدونا هم بالقتال في هذه الأشهر، فالمسألة إذا خلافية هل يجوز ابتداء القتال فيها؟ أي في هذه الأشهر الأربعة الحرم، أو لا يجوز والأمر في هذا موكول إلى ولاة الأمور الذين يدبرون أمور الحرب والجهاد.
5- السؤال: الله يحييك هذا المستمع عبد الباسط سالم من ليبيا يقول فضيلة أسأل عن الآية الكريمة في قوله تعالى: (يَسْأَلُونَكَ عَنْ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ)، ما تفسير هذه الآية الكريمة بارك الله فيكم؟
الجواب: الحمد لله رب العالمين؛ وأصلي وأسلم على نبينا محمد، وعلى آله، وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين؛ هذه الآية الكريمة: (يَسْأَلُونَكَ عَنْ الأَهِلَّةِ)، خطاب من الله سبحانه وتعالى لرسوله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أن يجيب الصحابة الذين سألوا النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- عن الحكمة في هذه الأهلة، فبين الله سبحانه وتعالى أنها مواقيت للناس، ومواقيت للحج مواقيت للناس في معاملاتهم وعباداتهم وغير ذلك مما يحتاجون فيه إلى التوقيت، وكلمة الناس عامة تشمل جميع بني آدم، فتحديد الشهور الذي وضعه الله تعالى لعباده إنما هو بالأهلة، لأن الله قال هي مواقيت للناس وعمم، وقال سبحانه وتعالى: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُم)، وقد اتفق العلماء على أن المراد بهذه الشهور هي الشهور الهلالية اعتمادا على ما جاءت به السنة المطهرة عن رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، فهي مواقيت للناس في العبادات، وفي المعاملات في العبادات شهر رمضان يصام إذا رؤي هلاله، ويفطر منه إذا رؤي هلال شوال في المعتدات المتوفى عنها زوجها، تعتد أربعة أشهر وعشرة أيام بالأهلة، المطلقات اللاتي لا يحضن لصغر، أو إياس يعتددن بثلاثة أشهر بالأهلة الناس يؤجلون ديونهم وغير ديونهم بالأشهر الأهلة، وهكذا جميع ما يحتاج إلى تأجيل بالشهر يكون الاعتماد فيه على الأهلة؛ وقوله تعالى والحج، يعني أن الحج مربوط بالهلال أيضا، لأن ابتداء الحج يكون من اليوم الثامن من ذي الحجة وينتهي باليوم الثالث عشر منه، وأشهر الحج شوال وذو القعدة وذو الحجة كما قال تعالى: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ)، وهذه الأشهر الهلالية منها أربعة حرم، وهي رجب وذو القعدة وذو الحجة والمحرم فذو القعدة وذو الحجة والمحرم ثلاثة متوالية ورجب منفرد بين جمادى وشعبان، والأهلة مقرونة بالقمر يبدو في الغرب صغيرا، ثم لا يزال ينمو رويدا، رويدا إلى أن يتكامل نموه في نصف الشهر، ثم يعود إلى الاضمحلال حتى يتم، ثم يعود مرة ثانية فيخرج من المغرب، وخروجه من المغرب هو ابتداء الهلال، هذا هو معنى الآية الكريمة.
6- السؤال: مستمع من الجزائر يقول: نسأل ما هو النسيء في قوله تعالى: (إنما النسيء زيادة)؟
الجواب : (إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَاماً يُحِلُّونَهُ عَاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عَاماً لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ)، النسيء هو أن الأربعة الأشهر الأربعة الحرم يحرم فيها القتال، وهي ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب فكانوا في الجاهلية، إذا أرادوا القتال في المحرم وهم يعتقدون أنه حرام، قالوا: نؤجل تحريم هذا الشهر، أعني شهر المحرم إلى صفر فيؤجلونه ويقاتلون في المحرم، ويقولون: نحن حرمنا بدله صفر، وهذا تأخيرٌ للتحريم من شهر محرم إلى شهر صفر، وقد قال الله تعالى عنه زيادة في الكفر، لأنه تغييرٌ لما حرم الله عز وجل، ونقلٌ للتحريم من زمن إلى زمنٍ آخر، ولهذا قال الله تعالى إنه: (زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَاماً يُحِلُّونَهُ عَاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عَاماً لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ)، فيقولوا: نحن حرمنا القتال في أربعة أشهر من السنة، فيحلوا ما حرم الله، يعني يحلوا القتال في المحرم مثلاً.


(موقع فضيلة الشيخ العلامة ابن عثيمين – رحمه الله-)


lhid Haiv hgp[ ,tqhzgih>>

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

رد مع اقتباس
 
   
إضافة رد

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

   
 
 
 
   

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة



Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 10:27 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات