07-10-2015, 05:41 AM
|
مدير عام
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 343,188
|
|
الحلقة22 من برنامج إنسان جديد مصطفى حسنى
الحلقة الثانية والعشرون من برنامج إنسان جديد
حال اليوم من أكثر الأحوال السلبية التي تفقد الإنسان ثقته في نفسه وقدرته على مواصلة الحياة ورؤية إنجازاته وهو يرى نفسه إنسان لا يستحق النجاح ولا يستحق الجنة،هذا الحال هو جلد الذات.
وأصل جلد الذات شعور نبيل داخل الإنسان هو رغبته في معاتبة نفسه ومحاسبتها عند الخطأ أو التقصير ولكن معاتبة النفس مثل الدواء عندما تزداد الجرعة قد تؤدي للوفاة؛ وجلد الذات هو إهانة النفس عند التقصير أو الخطأ وهو خطأ كبير في حق النفس، والأساس هنا هو الاتزان بين اللامبالاه وجلد الذات. ومحاسبة النفس تستهدف مصدر الخطأ وتدمره أما جلد الذات فيستهدف النفس ويدمرها ولا يدمر الخطأ.
علامات جلد الذات على الإنسان:
رفض فكرة "حصل خير": أنت إنسان لابد أن تحترم حق نفسك كبشر أن تنسى وتخطئ فهذا شيء طبيعي ولابد ألا تبالغ في جلد ذاتك عند الخطأ؛ يقول رسول الله:" من نام عن صلاة فليصلها إذا استيقظ ومن نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها" الراوي : وهب بن عبدالله.
كثرة الاعتذار بحالة من دنو النفس:
أن يكون لديه إحساس دائم أنه أقل من الاَخرين وأنه دائما مخطئ ولا يفهم شيء ودائما يغضب الناس منه فالاعتذار يأتي بطريقة فيها حالة من التخاذل والتحقير وليس بوعى وقلب كبير وتسامح.
كيف يشكل عبء جلد الذات في الإنسان:
عشق السخط: أوقات قد يصل الإنسان إلى حالة من إدمان المشاعر المؤلمة، فيدمن صاحبنا فكرة أنه إنسان سيء وتكثر شكواه أمام الناس ويعتقد أن الله خلقه للشقاء والنكد ؛وازدراء النفس سبب أساسي من أسباب الاكتئاب،
يقول رسول الله:" رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه" الراوي : عبدالله بن عباس؛ فالله يتجاوز عن أخطاءك وسهوك فلا تتمسك بجلد ذاتك.
التنافر الإداركي: أن يكون لدى الإنسان طاقات ومهارات كبيرة ولا يدركها أو يقدرها فيكون عنده تنافر عن إدراك حقيقة نفسه ولا يرى قيمة نفسه كما يراه كل من حوله، يقول المتنبي:" إذا جهل المرء قدر نفسه رأى منه غيره ما لا يرى"
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يوظف من كان عنده محن في جسدها في مراكز قيادية مثل سيدنا عبد الله بن أم مكتوم الكفيف كان النبي يتركه قائد للمدينة في حال غيابه حتى يشعر بقيمة نفسه ولا يحدث له تنافر إدراكي
ماذا أرادك الله أيها الإنسان الجديد؟
ربنا أرادك أن تتخلص من حال جلد الذات وتصبح لديك تقدير الذات، وهو حال وسط بين ادعاء الكمال أو الألوهية ولا التحقير من الذات والإحساس بالتلوث الدائم وجلد الذات، فتكون مقدرا لهدية الله التي أحسن صنعها وخلقها في أحسن تقويم فاعرف قدر نفسك عند الله.
كيف تصبح إنسانا جديدا يتخلص من جلد الذات:
تعرف على معلمك المتنكر: الخطأ هو نصف حياتك الذي تتعلم منه وهو معلمك المتنكر، هناك رسالة وقصة داخل الخطأ تعلم منها.
شد خط: بعد الخطأ شد خط وانهي الموضوع وابدأ من جديد ولا تبكي إلا بكاء الندم وليس بكاء النواح والحسرة.
مصطفى حسنى
................................
أصلح أخطائك..بدلا من جلد الذات
هنالك صنفان من الناس الأول منهم يخطئ ولا يبالي، والصنف الثاني على النقيض تماما منه فهو يخاف أن يخطئ، وإن أخطأ لجأ الى جلد نفسه بسياط التأنيب والعتاب، والصنف الأول, قد يكرر الخطأ, ويلدغ من الجحر الواحد عشرات المرات دون اهتمام بعواقب الأمور, وهذا الصنف من الناس تكون خسارته بلا حساب.. لأن من لا يتعلم من أخطائه لن تتاح له الفرصة للتعلم.
أما الصنف الثاني, فهو غالباً لا يقوم بأي عمل خوفاً من الانزلاق في الخطأ, ولو ارتكب خطأ لام نفسه وعاتبها إلى حد إيذائها وتحقيرها.
وبالطبع فإن كلا الصنفين على خطأ, أما المطلوب فهو أمر بين الأمرين: أي أن تتجنب الخطأ قبل وقوعه وأن لا تكرره إذا وقع, وقد تكون الملامة للنفس هنا مجدية ولكن على ألا تتعدى حدودها المعقولة , ولا تكون عقبة أمام نشاط الإنسان وفاعليته في الحياة العامة.
كيف يمكن معالجة الشعور بجلد الذات؟
1- استعن بالله... ولا تعجز:
إنَّ ذِكْرَ الله يزيل المخاوف والأفكار، والتصوُّرات السلبية والوساوس، ويطردها من الذهن في الحال، ويعيق تأثيرها على مراكز الانفِعال؛ كما جاء في قوله - تعالى - في كتابه الحكيم: ? أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ? [الرعد: 28].
2- حاسِب... بدل أن تجلد:
كثيرًا ما تتداعَى لنا الذكريات، فينفرط شريط الأيام عارضًا نجاحاتنا وزَلاَّتنا، وبين هذه وتلك لا بد من دقائق محاسَبة نقضيها مع أنفسنا، مكافئين أو مُعاتبين، فالتعزيز له دور إيجابي في مواصلة النجاحات، والعَتْب والمحاسبة إنما هو محاولة لنبْش مواضع التقصير والخطأ لتصحيحها.
لكن قد تعبر بنا أمواج التقصير، فنتخطَّى بها سواحل العتب؛ لنرتمي في أحضان "جلد الذات"، فلا نتوانَى في تعذيبها وتحطيمها؛ لتغرقَ في بحرٍ من فقدان الثقة.
كثيرة هي زَلاَّتنا، فنحن أولاً وأخيرًا بشرٌ، ولسْنا معصومين من خطأ أو نسيان، لكن من الخطأ أن نتوقَّف عندها زمنًا طويلاً لا تستحقه، وأن نُنشئ على أعتابها مزارات نُحيي بها ليالي من البكاء والنُّواح على ماضٍ لن يعود.
فمُحاسَبة الذات: هي مراجعة النفس، ومعرفة الأسباب وطُرق علاجها، وهي ضرورية لكل إنسان صادقٍ مع نفسه قبل غيره، وتُعتبر من العوامل الهامة التي تساعد على استقرار ورُقِي حياة الإنسان وتطورها، ومن ذلك حالة التوبة من الذنوب الكبيرة والصغيرة، فالتوَّابون يهدفون من خلال شعورهم بالذنب إلى تخليص النفس من آثامها، والعمل الجاد لتطهيرها، من خلال بناء الذات الجديدة والقادرة على العطاء، أو الانتقام من كلِّ مصادر الفشل والقمْع.
بينما جلد الذات: هو الاستمرار في الإيذاء دون علاج، وإنزال العقاب بزيادة اللوم والتعذيب للجسد أو للرُّوح، أو للمجتمع فقط، دون التأمُّل في أسباب الخطأ.
3- اصبرْ... عالجْ... بدِّلْ:
يجب التحلِّي بالصبر والهدوء في علاج أي مشكلة، أترى لو كان النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - استسلَم في مهد الدعوة، ولَم يَصبر عليها، هل كانت ستصل دعوته إلينا؛ قال أندرو كارنجي: "الإنسان الذي يُمكنه إتقان الصبر، يُمكنه إتقان أيِّ شيءٍ آخرَ".
4- اقتصدْ... اعتدلْ... تدرَّجْ:
بلا إفراط أو تفريط، فخير الأمور الوسط، فعن أبي هريرة عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنه قال: ((إن الدين يُسرٌ، ولن يُشادَّ الدين أحدٌ إلاَّ غلَبَه، فسدِّدوا وقاربوا وأبْشِروا، واستعينوا بالغَدوة والرَّوحة، وشيءٍ من الدُّلْجة))
قال عمر بن عبدالعزيز لابنه: "يا بُني، لا تعجل؛ إن الله - جل وعلا - ذَمَّ الخمر في القرآن مرتين، وحرَّمها في الثالثة، وإني أخْشَى أن أحملَ الناس على الحقِّ جُملة واحدة؛ فيَدَعوا الحقَّ جُملة واحدة، فتكون فتنة هذا هو الفَهم".
رابعًا: نهي الإسلام عن تعذيب النفس وجلد الذات:
خلَق الله الإنسان مكرمًا؛ قال - تعالى -: ? وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ ? [الإسراء: 70]، وهذا التكريم اقْتضَى الحفاظ على النفس من إلحاق الضرر بها، فالنفس الإنسانية ليستْ ملكًا لصاحبها، فلا يجوز الاعتداء عليها من قِبَل صاحبها أو غيره؛ بالقتل أو التعذيب، أو الجلد أو غير ذلك؛ قال - تعالى -: ? وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ? [النساء: 29]، وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن تردَّى من جبلٍ، فقتَل نفسه، فهو في نار جهنم يتردَّى فيه خالدًا مخلدًا فيها أبدًا، ومَن تحسَّى سُمًّا، فقتَل نفسه، فسُمُّه في يده يتحسَّاه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا، ومَن قتَل نفسه بحديدة، فحديدتُه في يده يَجَأُ بها في بطنه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا))رواه الشيخان عن أبي هريرة - رضي الله عنه.
وفي بعض الأحـيان يفرض الإسـلام كفَّارات بَدَنية، كالصوم، أو مالية تُدفَع للفقراء والمحتاجين، كالطعام والكسوة، من غير أن يعرِّض الجسد للتعذيب، أو النفس للإرهاق والمشقَّة المتلفة؛ قال - تعالى -: ? يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا ? [النساء: 28]، وقال - تعالى -: ? يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ? [البقرة: 185].
والحمد لله ربِّ العالمين.
حسن محمد نجار
شبكة الالوكة
المصدر... ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|