رجل لا يخاف الله و هو من أهل الجنة!
عبد الرحمن بن عبد اللّه السحيم
السؤال:
هل يجوز ذكر هذا الموضوع:
رجل لا يخاف الله و هو من أهل الجنة.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
هذا هو الموضوع:
مشارق الأنوار: قال: إن رجلاً حضر مجلس أبي بكر فأدَعى أنه لا يخاف الله، ولا يرجو الجنة، ولا يخشى النار، ولا يركع ولا يسجد، ويأكل الميتة والدم، ويشهد بما لا يرى، ويحب الفتنة ويكره الحق، ويصدق اليهود والنصارى، وأن عنده ما ليس عند الله، وله ما ليس لله، وأني أحمد النبي، وأني عليَ وأنا ربكم، فقال له عمر: ازددت كفراً على كفرك.
فقال له أمير المؤمنين - عليه الصلاة والسلام -: هون عليك يا عمر! فإن هذا الرجل من أولياء الله، لا يرجو الجنة ولكن يرجو الله، ولا يخاف النار لكن يخاف ربه، ولا يخاف الله من ظلم، ولكن يخاف عدله؛ لأنه حكمُ عدل، ولا يركع ولا يسجد في صلاة الجنازة، ويأكل الجراد والسمك، ويحب الأهل والولد ويشهد بالجنة والنار ولم يرهما، ويكره الموت وهو الحق، ويصدق اليهود والنصارى في تكذيب بعضهما بعضاً، وله ما ليس لله؛ لأنه له ولد وليس لله ولد، وعنده ما ليس عند الله، فأنه يظلم نفسه وليس عند الله ظلم، وقوله: أنا أحمد النبي -صلى الله عليه وآله- أي أنا أحمده على تبليغ الرسالة عن ربه، وقوله: أنا علي يعني عليَ في قولي، وقوله: أنا ربكم أي ربُ كمِ، بمعنى لي كمِ أرفعها وأضعها، ففرح عمر، وقام وقبل رأس أمير المؤمنين، وقال: لا بقيت بعدك يا أبا الحسن.
فما رأيكم فيه.
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وأعانك الله.
هذا مأخوذ مِن كُتُب الرافضة وهو باطِل؛ لأن الرافضة تروي مثل هذا للحطّ من قَدْر عمر -رضي الله عنه-، فإن الرافضة تسب أبا بكر وعمر وعثمان، بل ويلعنونهم، إلا أنهم يُنكرون ذلك من باب الـتَّقِيّة، التي هي تسعة أعشار دينهم!
ثم إن هذا القول ليس من طريقة السلف؛ لأنهم أبعد الناس عن التكلّف.
وعمر -رضي الله عنه- ممن كان يَرى لعليّ -رضي الله عنه- فضله ومكانته وقدْرَه، فقد كان عليّ -رضي الله عنه- جليس عمر ومستشاره، وقد استشار عُمرُ عَلـيًّا في حدّ الخمر، وفي غيره من الأمور.
فنحن أهل السنة أهل توسّط، وأهل البِدع والزندقة أهل حيف وجور! وليس هذا قول أهل السنة، بل هو قول خصومهم من الصوفية والرافضة وغيرهم.
والله أعلم.
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك