04-30-2015, 02:48 PM
|
عضو مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 5,969
|
|
نهي بائعي الخضار عن المبالغة في مدح بضائعهم وتسمية الأشياء بغير مسمّياتها كذباً
نهي بائعي الخضار عن المبالغة في مدح بضائعهم وتسمية الأشياء بغير مسمّياتها كذباً
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه.
أما بعد، روى ابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (35 / 204) عن خيثمة بن سليمان قال: سمعت العباس بن الوليد بن مزيد يقول سمعت أبي يقول: كان الأوزاعي على باب دكان بحذاء درج مسجد بيروت وحذاءه صاحب دكان يبيع فيه ناطفاً، وإلى جانبه صاحب دكان يبيع بصلاً وهو يقول ما أحلا من الناطف، فقال الأوزاعي: سبحان الله ما يرى هذا بالكذب بأساً ! اهـ.
قال محمد بن محمد ابن الحاج الفاسي المالكي (ت 737 هـ) في كتابه ((المدخل إلى تنمية الأعمال بتحسين النيات والتنبيه على بعض البدع والعوائد التي انتحلت وبيان شناعتها وقبحها)) : ينبغي له أن لا يمدح سلعته ولا يثني عليها بلفظ ولا كناية، ويكفي في ذلك مشاهدة المشتري وغيره لها، لأنه إنْ فعل ذلك فالغالب عليه الخروج عن الحد في الإخبار بخلاف ما هي عليه، فيقع عليه العتب من جهة الشرع الشريف، وقد تقدم أن مدح البائع لسلعته مع صدقه في ذلك لم يكن من عمل السلف الماضين رضي الله عنهم أجمعين، وبعض الناس في هذا الزمان يمدح سلعته بالكذب! حتى إنّ بعضهم لينادي عليها ويذكر لها اسماً غير اسمها المعروف بين الناس، فمَن سمعه مـمّن لا يعرف يظن أنه كما قال، والأمر بخلافه، مثاله مَن يبيع الفقوس ينادي عليه (يا لوبيا) فمَن سـمِعَه مـمّن لا يعرف يظن أن ذلك منه صحيح. اهـ.
وقال أبو حامد محمد بن أحمد المقدسي الشافعي في ((بذل النصائح الشرعية فيما على السلطان وولاة الأمور وسائر الرعية)) : ينبغي على الخضري أنْ لا يتغالى في مدح سلعته ويسمِّي الأشياء بغير مسمياتها كذباً، كأنْ يقول في القثّاء (أطول من الخيار) : يا لوبيا – ويا فستق . وفي الجمِّيز (نوع من شجر التين) : يا كُنافة، ويا عسل، ويا أحلى من التين. اهـ. ( نقلها محمد خير رمضان يوسف).
* قال أبو معاوية البيروتي: كتاب ((بذل النصائح الشرعية فيما على السلطان وولاة الأمور وسائر الرعية)) وجدته منسوباً أيضاً لأحمد ابن الرفعة الشافعي المصري (ت 710 هـ)، ووجدتُ البغدادي في ((هدية العارفين)) ترجم لأبي حامد المقدسي مرتين؛ مرة ذكر وفاته في حدود سنة 868 ثمان وستين وثمان مئة، والثانية ذكر وفاته سنة 893 ثلاث وتسعين وثمان مئة!
==========
الكناشة البيروتية (المجموعة الثالثة)
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|