شبكة ربيع الفردوس الاعلى  

   
 
العودة   شبكة ربيع الفردوس الاعلى > 9 > منتدى الحديث
 
   

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: روائع سورة ال عمران الشيخ عنتر الهنداوى عزاء عائلات فله قرية بدر رشيد بحيرة (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: [179 /564] أسئلة على ما سبق - شرح العقيدة الواسطية لابن عثيمين (الشرح الأول) (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: [180 /564] صفة المعية وأقسامها - شرح العقيدة الواسطية لابن عثيمين (الشرح الأول) (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: [181 /564] هل المعية صفة ذاتية أم فعلية وهل هي حقيقية - شرح العقيدة الواسطية لابن عثيمين (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: [182 /564] هل بين صفة المعية وصفة العلو تعارض! - شرح العقيدة الواسطية لابن عثيمين (الشرح الأول) (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: Have A Nice Day To You # 33577 (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: Have A Nice Day To You # 33579 (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: زوجي يضرب طفلتي الرضيعة (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: وقفات ودروس من سورة البقرة (9) (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: هنيئا لمن مات شهيدا (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)      

 
   
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
المشاركة السابقة   المشاركة التالية

  #1  
قديم 08-24-2016, 01:25 AM
أبو لقمان أبو لقمان غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Aug 2016
المشاركات: 63
Thumbs up عندما يجوع القلب

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندما يجوع القلب
للشيخ: عمر المقبل

إذا ذُكر الجوعُ فلا يكاد ينصرف الذهنُ إلا للجوع المعروف .. لكن ثمة نوعٌ مِن الجوع أشارت له النصوصُ النبوية، والآثارُ المنقولة عن السلف رحمهم الله، تكشف مظهراً من مظاهر عنايتهم بسدّ هذا النوع من الجوع، الذي ابتُلي به أكثرُ الخلق، لكنهم لا يشعرون به! لفقدِ أو ضعفِ الداعي لهذا الشعور؛ وهو: حياة القلب، واستنارته بنور الوحي.
كمّ مرّ على مسامعنا هذا الدعاءُ النبوي العظيم: «اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يستجاب لها»([1])، فتأمل "ومن نفس لا تشبع"، إنه حديثٌ عن القلب إذا جاع وتطلعت نفسُه لحطام الدنيا؛ فيجمع ويجمع حتى لا يُوقِف جمعَه هذا إلا اصطدامُه بجدار الموت!
ويلفتُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم النظرَ إلى هذه الحقيقة بأسلوب آخر، حين أوصى تاجراً من تجار المسلمين ـ وهو حكيم بن حزام ـ فيقول له: «يا حكيم! إن هذا المال خضرة حلوة، فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه، كالذي يأكل ولا يشبع، اليد العليا خير من اليد السفلى»([2])، إنه تحذيرٌ غير مباشر من الوصول إلى تلك الحال التي تعوّذ منها صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق، ألا وهي: ظهور أعراضِ هذا الجوع القلبي بالاستشراف والتطلُّع للمال، فهو جوعٌ دائمٌ "يأكل ولا يشبع"!
ومن تأمل هذه الحال؛ عرف ورأى أعراضَ هذا الجوع على أحوالِ كثيرٍ من الناس الذين أقْفرت قلوبُهم من كنز "القناعة"، وتعطَّلت عندهم حاسةُ ذوقِ لذة "الكفاف"، فتلاشت أو أوشكت أن تتلاشى من حياتهم جماليةُ صورة "الفلاح"، تلك الثلاثُ التي جمعها النبيُّ صلى الله عليه وسلم بقوله: «قد أفلح من أسلم، ورُزق كفافًا، وقنَّعه اللهُ بما آتاه»([3]).
وثمة جوعٌ لا يُشبهه جوعٌ، ألا وهو: جوعُ القلب من لذة القرآن، وتدبُّر آياته، والعيش معه، والأنس بمناجاة الله بكلامه، والتلذذ بخطابه جل جلاله، وإلى هذا المعنى يُشير الخليفةُ الراشد أميرُ المؤمنين عثمان رضي الله عنه بقوله: "لو صحّت قلوبُكم ما شبعتم من كلام الله"!([4]) فلنتأمل هذه الكلمة، ثم لنفتِّش عن مساحة الجوعِ التي تحتل قلوبَنا! ولنفكر في السبب الذي لأجله لا يستطيع الواحدُ منّا أن يُمسك المصحفَ سويعةً من زمن، أو يبقى معه وقتاً يليق به! أو يشعر بالمجاهدة العظيمة ـ وكأنه يحمل أثقالاً ـ إذا ابتدأ بتلاوته! إنه مرضٌ أصابَ القلبَ واعتلّ معه اعتلالاً جعله يشعر بالشبع من أول وجه يقرؤه، ولا يشعر بالجوع والألم عندما يفوته حزبُه منه!
وفي الجملة.. فإن جوع القلوب حالٌ تَعرِض لكل أحد، لكن الشأن بالشعور بهذا الجوع والألم، الذي يدفع لسدِّ جوعتِه، كما يحرص الإنسانُ على سدِّ جوعة البدن.
ومتى ما شعرنا بالجوع، فتلك بدايةُ التصحيح، فمَن جاع بحث عما يسدُّ جوعتَه، ومَن لم يشعر فليبحث عن قلبه، وليتذكر أن القلبَ فيه شعثٌ "لا يلمّه إلا الإقبالُ على الله، وفيه وِحشة، لا يزيلها إلا الأنسُ به في خلوته، وفيه حزنٌ لا يُذهبه إلا السرورُ بمعرفته وصِدْق معاملته، وفيه قلقٌ لا يُسكّنه إلا الاجتماعُ عليه، والفرارُ منه إليه، وفيه فاقةٌ لا يَسدُّها إلا محبتُه، والإنابةُ إليه، ودوامُ ذِكره، وصدقُ الإخلاص له، ولو أُعطي الدنيا وما فيها لم تُسَد تلك الفاقةُ منه أبداً"([5]).
--------------------------
([1]) صحيح مسلم ح(2722).

([2]) صحيح البخاري ح(1472)، صحيح مسلم ح(1035).

([3]) مسلم ح(1054).

([4]) الزهد لأحمد بن حنبل، رقم (680)، وفي سنده انقطاع.

([5]) مدارج السالكين (3/ 156).

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

رد مع اقتباس
 
   
 

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

   
 
 
 
   

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة



Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 07:07 AM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات