تعقيب على فتوى الشيخ عبد الحكيم عبد اللطيف شيخ عموم المقارئ المصرية بخصوص السكت على المد

[منتدى اهل الحديث]

كم أنا حزين حين أكتب هذا الكلام لكن ما لي بد إما أن يكون صوابا أو خطأ
الحكاية أن هناك مقطع فيديو منتشر على الصفحات المتعلقة بعلم القراءات لفضيلة الشيخ العلامة ( عبد الحكيم عبد اللطيف ) شيخ عموم المقارئ المصرية . بعنوان (فتوى الشيخ عبدالحكيم عبداللطيف شيخ عموم المقارئ في سكت حمزة على المد المنفصل والمتصل)

وخلاصة ما في الفيديو أنا شيخنا الجليل حينما كان يقرأ عليه أخ فاضل قوله تعالى ( ألم يروا إلى الطير مسخرات في جو السماء ما يمسكهن إلا الله إن في ذلك لآيات لقوم يوؤمنون) وكان الطالب يقرأ بوجه السكت على المد المتصل والمنفصل ( السكت العام ) لحمزة من طريق طيبة النشر . فأوقفه الشيخ وقال له ( سكت المد مبنئراش بيه فقال له الطالب حاضر يا سيدنا فقال الشيخ: رجع فيه ابن الجزري وتراجع النشر وإتحاف فضلاء البشر إن حمزة نفسه رجع عن السكت على المد . بسكت على المفصول والموصول غير المد . السكت على المد المتصل والمنفصل رجع عنه حمزة أيده أبو عمر الداني . فين بأه . ترجع للنشر في باب السكت وإتحاف فضلاء البشر في باب السكت . المصدرين دول هيقول لك إن حمزة رجع عن السكت على المد المنفصل والمتصل) . وبدأ الطالب بالتلاوة على ما قرره الشيخ حفظه الله وبارك فيه في علمه .
والسؤال هنا هل فعلا رجع حمزة عن وجه السكت على المد المتصل والمنفصل ؟
وللإجابة نراجع ما قاله ابن الجزري في كتاب النشر باب السكت على الساكن قبل الهمز وغيره . وكتاب إتحاف فضلاء البشر
أولا:كتاب النشر
قال ابن الجزري ( واختلفت الطرق فيه عن حمزة وعن أصحابه اختلافا كثيرا فروى...................................وبد� � ابن الجزري بسرد الطرق التي وقع فيها الختلاف وهي سبعة منها ما عليه مدار الكلام قول ابن الجزري :(
وروى آخرون السكت عن حمزة من الروايتين على حرف المد أيضاً وهم في ذلك على الخلاف في المنفصل
والمتصل كما ذكرنا فمنهم من خص بذلك المنفصل وسوى بين حرف المد وغيره مع السكت على لام التعريف
و (شيء). وهذا مذهب الحافظ أبي العلاء الهمداني صاحب غاية الاختصار وغيره. وذكره صاحب التجريد من قراءته على عبد الباقي في رواية خلاد. ومنهم من أطلق ذلك في المتصل والمنفصل وهو مذهب أبي بكر الشذائي وبه قرأ سبط الخياط على الشريف أبي الفضل عن الكارزيني عنه وهو في الكامل أيضا )...........وبدأ بذكر باقي المذاهب إلى أن قال (فهذا الذي علمته ورد عن حمزة في ذلك من الطرق المذكورة وبكل ذلك قرأت من طريق من ذكرت)
. واختياري عنه السكت في غير حرف المد جمعاً بين النص والأداء والقياس ، فقد روينا عن خلف وخلاد وغيرهما عن سليم عن حمزة قال إذا مددت الحرف فالمد يجزي من السكت قبل الهمزة قال وكان إذا مد ثم أتى بالهمز بعد المد لا يقف قبل الهمز انتهى. قال الحافظ أبو عمرو الداني وهذا الذي قاله حمزة من أن المد يجزي من السكت معنى حسن لطيف دال على وفور معرفته ونفاذ بصيرته وذلك أن زيادة التمكين لحرف المد مه الهمزة إنما هو بيان لها لخفائها وبعد مخرجها فيقوى به على النطق بها محققة وكذا السكوت على الساكن قبلها إنما هو بيان لها أيضاً. فإذا بينت بزيادة التمكين لحرف المد قبلها لم تحتج أن تبين بالسكت عليه وكفى المد من ذلك وأغنى عنه (قلت) وهذا ظاهر واضح وعليه العمل . انتهي
ثانيا : ماورد في اتحاف فضلاء البشر
قال الشيخ البنا رحمة الله ( وقد ورد السكت عن حمزة وان ذكوان وحفص وادريس إلا أن حمزة أشد عناية به ولذا اختلفت عنه الطرق واضطربت الرواة والذي تحصل حسبما صح عنه وقرأنا به من طريق طيبة النشر التي هي طرق الكتاب سبعة طرق وبدأ الشيخ بذكر السبع طرق وكان منها ما عليه مدار الكلام :
( رابعها : السكت عنه من الروايتين على جميع ما ذكر وعلى حرف المد المنفصل وهذا مذهب الهمداني وغيره
خامسها : السكت عنه منهما على جميع ذلك وعلى المتصل ايضا وعليه أبو بكر ، والشذاءي ، والهذلي . وغيرهما وإلى الطريقين الإشارة بقوله بعد مد لشموله لهما ..................
واستكمل باقي السبع طرق إلى أن وصل فقال ( وبكل ذلك قرأت من طريق ما ذكرت ، ثم اختار السكت عن حمزة في غير حرف المد للنص الوارد عنه أن المد يجزئ عن السكت ) انتهي
التحليل:
1- ما ورد في الكتابين ليس فيه نص على أن حمزة رجع عن مذهبه في السكت على المد وإنما قال (قال إذا مددت الحرف فالمد يجزي من السكت قبل الهمزة. قال. وكان إذا مد ثم أتى بالهمز بعد المد لا يقف قبل الهمز) ومعلوم أن لحمزة طريق بعدم السكت على المد
2- القول بترك السكت على المد هو اختيار ابن الجزري وليس رجوعا من حمزة ، حيث قال ابن الجزري (واختياري عنه السكت في غير حرف المد جمعاً بين النص والأداء والقياس)
3- أن ابن الجزري نفسه قرأ بجميع الطرق السبعة حيث قال (فهذا الذي علمته ورد عن حمزة في ذلك من الطرق المذكورة وبكل ذلك قرأت من طريق من ذكرت) وكذلك صاحب الإتحاف حيث قال (( وقد ورد السكت عن حمزة وان ذكوان وحفص وادريس إلا أن حمزة أشد عناية به ولذا اختلفت عنه الطرق واضطربت الرواة والذي تحصل حسبما صح عنه وقرأنا به من طريق طيبة النشر التي هي طرق الكتاب سبعة طرق) . يعني أن هذه الطرق السبعة جاءت بالتواتر . فهل نقدم الإستحسان والقياس على التواتر !؟
4- أن اختيار ابن الجزري مبنيٌ على النص الوارد عن حمزة (إذا مددت الحرف فالمد يجزي من السكت قبل الهمزة) ومعلوم أن من طرق حمزة في السكت. طرق عدم السكت على المد فربما قال هذا الكلام عندما كان يقرئ من هذا الطريق لأنه لا يوجد نص صريح برجوع حمزة عن وجه السكت المد إنما كما قلنا هو اختيار لابن الجزري .
5- الإمام البنا صاحب كتاب الإتحاف قرأ بجميع طرق السكت لحمزة كما نص على ذلك (والذي تحصل حسبما صح عنه وقرأنا به من طريق طيبة النشر التي هي طرق الكتاب سبعة طرق )مع العلم أن بينه وبين ابن الجزري قرابت 284 عاما . فلما قرأ الشيوخ طيلة 284 عاما بالطرق السبعة ومنها طريق السكت على المد وإلى عصرنا هذا لما لم يأخذ الشيوخ باختيار ابن الجزري كالشيخ المتولي والضباع والزيات وعامر السيد عثمان وغيرهم من الشيوخ .
إلى فضيلة الشيخ العلامة عبد الحكيم عبد اللطيف شيخ عموم المقارئ المصرية حفظه الله ورعاه .
* قلت أن حمزة رجع عن وجه السكت على المد ولم يوجد في الكتابين نص صريح على ذلك كما مر إنما هو اختيار لابن الجزري.
*إذا كنت قد أخذت باختيار ابن الجزري فلما لم تأخذ له في باقي إختياراته كعدم الوقف بهاء السكت ليعقوب وغير ذلك
*إذا كان اختيار ابن الجزري مخالفا لما قرأ به فهل يؤخذ بما قرأ أم بما اختاره . السؤال لك
لماذا أقرأت بوجه السكت المد سنين وأنا أعلم كثير ممكن قرءو ا على فضيلتكم يقرءون الى الأن بوجه السكت على المد فكلامك هذا جديد منك
فضيلتكم قد قرأتم على الشيخ الزيات والشيخ السمنودي وغيرهم بوجه السكت على المد فلما تقرئ الأن باختيار ابن الجزري أليست القراءة سنة متبعة يأخذها الآخر عن الأول .
سؤال هنا هل هذا القول اجتهاد من فضيلتكم أم أنه تصحيح لما مر من الزمان ؟
والخلاصة :
أعلم أن فضيلتكم عالم نحرير وأهل للاجتهاد وما كان لمثلي أن يسطر هذا الكلام ولكن هذا من غيرتي على كتاب الله ومن باب نصيحة صغارهم لكبارهم وسامحوني على هذا
أرجوا من مشايخنا الرد على ما كتب إما برده أو تأييده
أخوكم : أبو عمر صالح عبد المقصود صالح
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك