مشاعر العيد
النميري بن محمد الصبار
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على النبي الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
ففي هذا العيد السعيد، عيد الفطر المبارك لعام ١٤٣٥، تختلط لدى المؤمن وتمتزج في نفسه مشاعر متباينة، ولله الأمر من قبل ومن بعد، يقضي ما يشاء ويحكم ما يريد، له الحكمة الباهرة والحجة البالغة.
إنها مشاعر الفرح والسرور مع مشاعر الأسى والحزن مع مشاعر الغضب والأسف: مشاعر الفرح والسرور إظهاراً للسنة والهدي النبوي، وشكراً لله على فضله ورحمته على توفيقه لنا بالصيام والقيام وسائر الأعمال الصالحة، وهذا هو الفرح الشرعي الممدوح في قوله تعالى: ﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ [يونس: 58]، ومشاعر الحزن والأسى على حال إخواننا المسلمين المضطهدين في فلسطين وسوريا والعراق وبورما وأفريقيا الوسطى- فرج الله عنهم -، استشعاراً لحقيقة الجسد الواحد الإسلامي وما ينبغي أن يكون عليه أهل الإسلام من لحمة واحدة وبنيان مرصوص كما قال صلى الله عليه وسلم: ((مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر))، وقال صلى الله عليه وسلم: ((المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً))، ومشاعر الغضب والأسى على انتهاك حرمات الله في هذا اليوم من مخالفات شرعية يندى لها الجبين من ترك للصلوات والجماعات وعقوق للوالدين وقطع للأرحام واختلاطبين الجنسين وسماع لصوت الشيطان في آلات الطرب والموسيقى ومصافحة للمرأة الأجنبية من غير المحارم ، إلى غير ذلك من المخالفات التي تعج بها ديار المسلمين والتي تستجلب غضب الله وسخطه وعذابه ونقمته ومن ذلك ما نراه اليوم من تسلط أرذل خلق الله ، من شذاذ الآفاق من المغضوب عليهم من اليهود ومن شايعهم من النصارى الضالين المجرمين المعتدين قاتلهم الله جميعاً وأنزل بهم عذابه ورجزه الذي لا يُرد عن القوم المجرمين، وأصلح الله حال المسلمين وردنا وإياهم إلى دينه رداً جميلاً.
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك