شبكة ربيع الفردوس الاعلى  

   
 
العودة   شبكة ربيع الفردوس الاعلى > 3 > الموسوعة الضخمة ------- علوم القران و التفسير
 
   

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: يوسف الشويعي مصحف كامل 114 سورة جودة رهيبة تلاوات برابط 1 و مزيد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: ياسر القرشي برواية حفص و شعبة 2 مصحف كامل 114 سورة جودة رهيبة تلاوات برابط 1 و مزيد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: ياسر المزروعي بجمع رواية روح و رويس عن يعقوب مصحف كامل 114 سورة جودة رهيبة تلاوات برابط 1 و مزيد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: ياسر الدوسري مصحف كامل 114 سورة جودة رهيبة تلاوات برابط 1 و مزيد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: ابراهيم البارقي تلاوة خاشعة (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: EBRAHEEM-----alhozifi------IS---REEDING-----QURAN---MP3----TELAWAT-RECITATION (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: EBRAHEEM-----alkhawalany----IS---REEDING-----QURAN---MP3----TELAWAT-RECITATION (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: EBRAHEEM-----aldowaish------IS---REEDING-----QURAN---MP3----TELAWAT-RECITATION (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: EBRAHEEM----alzobidy-----IS---REEDING-----QURAN---MP3----TELAWAT-RECITATION (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: EBRAHEEM-----alzahrany-----IS---REEDING-----QURAN---MP3----TELAWAT-RECITATION (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)      

إضافة رد
   
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

  #1  
قديم 08-10-2014, 01:13 PM
منتدى اهل الحديث منتدى اهل الحديث غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 5,969
افتراضي هزيمة الصهاينة من القرآن

إذا أراد العرب والمسلمين حقاً أن يهزموا الصهاينة ويُخرجونهم من أرض فلسطين لتعود عربية خالصة ومسلمة نقية كما أراد لها الخالق سُبحانهُ وتعالى فهناك آيات في القرآن الكريم تُظهر الطريقة المُثلى لتحقيق ذلك ، ولن ينفع عندئذٍ الصهاينة ومن خلفهم جميع العملاء والخونة والصليبين أي شيء في تغيير مصيرهم المحتوم ، فالطائرات والصواريخ والسُفن الحربية والأسلحة الحديثة لا يعود لها أي قيمة أو منفعة مُقابل حكمة الله وعظمتهِ ونصرهِ للمؤمنين بالله واليوم الآخر .
إذاً كل ما علينا فعله بهذا الشأن بعد إستحضار النيَّة الخالِصة والإيمان المُطلق بالله الواحد القهَّار هو التمعُّن في دراسة وفهِم آيات الله البيِّنات وبعدها سوف نرى العجب العُجاب في مدى قدرة آيات القرآن الكريم على تفنيد وحل جميع المشاكل البشرية بكل حكمة ويُسر.
وبخصوص الصراع الحالي بين الصهاينة المُعتدين والمسلمين الصابرين المُرابطين في أرض الرِباط أرض فلسطين نقرأ الآيات التالية من سورة الإسراء ونُفسرها بحسب المُعطيات الحالية التي يعيشها ويعرفها الجميع دون لبس أو تأويل ونترك بذلك كل تفسير قد إستند إلى تحاليل شخصية لا تستند إلى أي واقع أو دليل ، فلقد جاء في أوائل سورة الإسراء قولهُ تعالى :
بسم الله الرحمن الرحيم
• سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (( وتفسيرنا هُنا هو : سُبْحَانَ ( أي تعالى الله عن كل مخلوق في الأرض أو السماء ) الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ ( أعلن الله سُبحانهُ بأنهُ هو من سار بعبدهِ المُخلص أي بنبينا مُحمد صلى الله عليهِ وسلم ) لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ ( وهنا تمَّ تحديد زمان الرحلة بليلة واحدة وتحديد المسافة المحصورة بين موقعين معروفين ومُميَّزين وتمَّ هُنا تخصيص الأقصى بكونهِ المكان الذي بارك الله بمن حوله لينوه عن تخصيصهِ بالبركة لكونهِ بوابة السماء والجنَّة حيث مدخل أهل الأرض كي يصلوا إلى السماء حيث جنَّة الخُلد ) لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ( وهُنا جاء ذكر الهَدف من هذهِ الرحلة ألا وهو تعريف الرسول الكريم والمؤمنين من بعدهِ بدلائل الله وأحكامهِ الخاصة بالبشر ليتيقن الناس بعد معرفتها بأنَّ الله هو الذي يسمع دعاء المؤمنين فيلبيهم وهو الذي يُبصر بأحوال عباده فيُغير حالهم إلى أحسن حال )).
• وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلاَّ تَتَّخِذُواْ مِن دُونِي وَكِيلاً (( وتفسيرنا هنا هو : وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ ( بعد أن تمَّ تخصيص المسلمين بمعجزة الإسراء والمعراج ولفت إنتباههم بـأنَّ الله سُبحانهُ وتعالى هو الذي يسمع ويرى كل شيء ، نسب الخالق لا إله إلا هو إتيان موسى الكتاب لنفسهِ جلَّ وعلا بعد أن نسب لنفسه بأنهُ هو سبحانه من أسرى بالرسول الكريم ) وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ ( وبعد أن أتى الله موسى الكتاب حيث جعل فيهِ هُدى ورحمة لبني إسرائيل كتعويضاً لهم بما عانوا من العُزلة والحرمان والضلال طيلة مقامهم عند فرعون ) أَلاَّ تَتَّخِذُواْ مِن دُونِي وَكِيلاً ( وإشترط الله سبحانه على بني إسرائيل لبقاء هذهِ الرحمة والهداية فيهم بأن لا يُشركوا بالله شيئاً وبأن لا يتَّوكَّلوا على أحد سوى الله وحدهُ لا إله إلا هو )
• ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا (( وتفسيرنا هُنا هو : ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ ( جاء ذكر المولى سبحانه لذُرية نوح هُنا التي نالت رحمة الله دوناً عن الآخرين من خلقهِ حيث نجَّاها الله بمعجزتٍ وفضلٍ من عندهِ وحده ليثبت إستمرارية الفضل الإلهي وبالتالي وجوب إستمرار الموحدون في توحيدهم لله العظيم قتبقى الصراط المُستقيم لجميع المؤمنين ) إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا ( ثُمَّ لمَّح سُبحانهُ بكون النبي نوح عليه السلام كان من الشاكرين الذاكرين لفضل الله العظيم وعليه فعلى ذُريتهُ من بعدهِ أن تتصف بصفاتهِ لتنال رحمة الله وديمومة عطائه ورحمته عليهم أجمعين ).
• وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (( وتفسيرنا هو : هُنا يتجلى الأمر فالسورة الكريمة بدأت بتسبيح الله وتعظيمة لجزيل كرمهِ وعطائهِ ورحمتهِ ورفقهِ بالعباد ، ثمَّ جاء ذكر الرعاية الخاصة التي خصَّها الله سُبحانهُ برسولِنا الكريم مُحمد إبن عبد الله عليه الصلاة والسلام في ليلة إسراءه ومعراجه ، ثُم يعود بالزمان إلى رعاية موسى عليه السلام وإتيانه الكتاب و تذكير بني إسرائيل بفضل الله عليهم ، ليعود إلى أصل الرحمة التي خصَّها الله بذرية نوح عليهِ السلام ليُظهِر للعباد مدى الرحمة والرعاية التي أولاها الرحمن لذرية نوح خاصة وذكرَّهُم بأنهُ عليهِم أي ذُرية نوح أن يداوموا على شكر الله وحمدهِ على نعمه كما كان جدَّهُم نوح عليهِ السلام وذلك ليدوم فظل الله العزيز القدير وتستمر رعايتهِ للعباد ، ولكن وكما هو معروف فلقد خانت بني إسرائيل الأمانة وإستنكرت لله عن طريق التنكيل بالأنبياء والعمل على قتل رُسل الله دون حُجه أو دليل ، وبالتالي فلم يعودوا من الشاكرين كما أمرهم الله ، فنالوا غضب الله عليهِم وإنتقلت الرسالة والنبوة من سلالة إسحق عليهِ السلام إلى سلالة إسماعيل عليهِ السلام في محمد نبي الله ورسوله عليه الصلاة والسلام حيث جاء ذكر معجزة الله فيهِ عندما أسرى بهِ في ليلة واحدة بعد أن أنزل عليه القرآن الكريم ) وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ ( ونقرأ هُنا بأنَّ الله قضا بأن تحوَّل الرسالة والنبوة من بني إسرائيل إلى بني إسماعيل وبأن يتم التنبُأ بالقرآن على شكل قضاء لكونهم ناكرين لجميل الله وغير شاكرين لأنعمهِ ) لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ ( والمقصود هُنا بأنَّهُم أي الجُزء الكافِر بأنعم الله من اليهود سوف يقوموا بإلعمل على إفساد الأرض مرتين ) وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا ( أي ولتعلُنَّ بإفسادكم في كل مرَّة العُلو الكبير فتتجاوزون كُل الحدود الأخلاقية والإنسانية ولتستبيحوا كل ما هو ممكن من أجل أن يتم نشر الفساد في الأرض ).
• فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً (( وتفسيرنا هُنا : فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا ( يتم التنويه هُنا بأنَّ الله قد وعد رسولهِ والمؤمنين المُخلصين من بعدهِ بوعدٍين مُحددين كان أولهما فتح بيت المقدس على المسلمين ) بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ ( وليتمم الله وعدهُ الأول أمر عبادهِ المخلصين ذو البأس الشديد ، وما عرفت الأرض حينها أشد بأساً ولا أقوى عزيمة وأصدق إيماناً وعِبادةً لله الواحد القهَّار خيراً من أصحاب رسول الله صلى الله عليهِ وسلم وقائدهم وأميرهم الخليفة عمر بن عبد العزيز رضي الله عنهُ ، فجائهم الأمر بالتوجه إلى بيت المقدس ) فَجَاسُواْ خِلالَ الدِّيَارِ ( وبسبب الهيبة والمقام العظيم لعباد الله الصالحين تنحَّ اليهود ومن عاونهم من الروم الذين كانوا يحكمون بيت المقدس جانباً ولم يقاوموهم ولكنهم طلبوا كنوع من الإنصياع لأمر الله وتعظيماً لبيت المقدس أن يكون أول من يدخلهُ هو قائد المسلمين أي أمير المؤمنين عمر ، فاستحسنوا المسلمين الأمر فقدم عُمر بنفسه إلى المسجد الأقصى ) فَجَاسُواْ خِلالَ الدِّيَارِ ( أي فرض أمير المؤمنين عمر هيبته وسلطانه على الجميع فلم يُقاوم أحد أو يعترض على أمرهِ أي إنسان فالمقصود بالديار هُنا هو جميع أهل المعمورة وساكنيها ) وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً ( وبإتمام هذا الأمر يكون وعد الله للمؤمنين من صحابة رسول الله قد تمَّ بكل دقة ووضوح ).
• ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (( وتفسيرنا هو : بعد أن صدق الله وعدهُ للمؤمنين المسلمين الأوائل وبعد مرور السنين حدث بعض الوهن عند المسلمين فلم يعودوا شاكرين لأنعم الله كما كانوا وكما يجب أن يكونوا وإقتربوا لنكران جميل الله وفضلهِ عليهم ، فنسوا قيمة نصر الله ووعده بفتحه لهم بيت المقدس ونسوا فضل الله عليهم بأن سلمهم البيت بكل محبة وإحترام كهبة من دون سفك دماء أو تحطيم جدران كما كان معهود في النزاعات آنذاك ، مما إستدعى من الخالق سُبحانه أن يسحب ولو لبعض الوقت هذا الفضل وهذا العطاء فجاء قولهُ سبحانه لبني إسرائيل ) ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ ( فبعد أن أصبح بعض المسلمين يتشبهون باليهود ، شاء أمر الله أن يتسلط اليهود على المسلمين كما تسلط المسلمين على اليهود في أول مرة أي أستسلم زعماء المسلمون لسلطان اليهود وأصبحوا يأتمرون بأمرهم ويسيرون بمشيئتهم لا بمشيئة ربهم ) وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا ( وبإستمرار خنوع زعماء المسلمون لسلطان اليهود الصهاينة زاد الله من نفوذ وسيطرة اليهود عن طريق تسخير مال المسلمين ليكون بأيد اليهود الصهاينة فمدهم بذلك بالمال الذي كان بيد المسلمين وجعل المسلمين وبنيهم تحت إمرة اليهود الصهاينة وبذلك قد جعل اليهود في هذهِ الحالة أكثر نفيرا أي نفوذ وسلطة ، وهُنا يكون الخالق سُبحانه قد عدَل بين الفريقين ، فعندما فسد اليهود أعطى خيراتهم للمسلمين ، وعندما فسد المسلمون أعطى خيراتهم لليهود ) .
• إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا (( والتفسير هُنا كما نراه : أن الله سُبحانهُ وتعالى قد عدَل بين الفريقين بأن عاقب كل من يتنكر لفضل الله وانعمه ، فجاء قولهُ تعالى ) إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لأَنفُسِكُمْ ( أي ها هو الله سبحانهُ وتعالى قد أعطى للجميع فرصة ثانية دون تمييز ، فإن أحسن أيٍ من الفريقين فقد أحسن لنفسهِ بأن أعاد الله ملكه لهُ ، فكان المسجد الأقصى المقياس لنعمة الله وفضله ، فمن يُحسن في العبادة والطاعة فيكون المسجد الأقصى تحت إمرته ) وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ( ومن يُسيء لنفسه أي يضلمها ويُدنسُها بعصيان الله والتنكر لفظلهِ وانعمهِ يكون قد أساء لنفسه وخسر كل شيء ، فجاء قولهُ سبحانه فلها أي لنفسهِ وذاته وحده لا لغيره ، فملكه وماله وبنيه سوف يزولان ولن يمتلك منهم شيئاً ) فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ ( أي عندما يجيء الوعد الثاني والمُتمثل بنصر الله لمن ينصره ويؤمن به ويُخلص العبادة لهُ كما جاء في القرآن الكريم بأن الله ناصر عبده ولو بعد حين ، وهُنا يبرز إيمان وصدق المؤمنين من كل دين ، فأي دين يكون أتباعهُ هُم المُخلصون لله النادمين على تقصيرهم بأنعم الله يكون الفوز لهم ويكون الوعد الخالص بنصر الله لهم ويكون خيرات الله وفضله لهم وحدهُم ، فهذا وعد الله بالنصر المُبين ، وهذا هو الواقع الفعلي ، فمن يُسيطر على المسجد الأقصى يُسيطر على الشرق الأوسط وعلى البلدان العربية ويكون بذلك قد سيطر على أغنى دول العالم وأكثرها ثروات طبيعية وبشرية إضافة إلى الثروة الدينية كونها أرض مُباركة وفيها أصل الأديان السماوية وفيها الخير كله ) لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ ( أي ليفظح المؤمنين بالله واليوم الآخر تأمر اليهود الصهاينة على الناس وليظهروا للعالم أجمع زيفهم وشركهم بالله ونكرانكهم لأنعم الله ، وبالتالي زيفهم بإدعاء اليهود الصهاينة العدل والإصلاح بين البشر وبأنهم أصحاب حق وقضية عادلة ، فتكون حينها أي بعد ظهور الحقيقة وجوه اليهود الصهاينة أسوء ما تكون ويكونوا منبوذين مكروهين مُبعدين من جميع الأمم ) وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ ( وهنا وعد الله وتأكيده بل وإصراره على أنَّ المؤمنون بالله واليوم الآخر الصادقين والصابرين والمُرابطين الغير مُنهزمين سوف يدخلون المسجد الأقصى كما دخلهُ أمير المؤمنين عُمر ومن خلفه صحابة رسول الله ، والدخول حينها سوف يكون كما كان أول مرة ، أي بكل يُسر وهيبة وإحترام ، وهذا كنتيجة لِسَوئَة وجوه اليهود الصهاينة بعدما إنكشف أمرهم وتمَّت تعريتهم وإظهار حقيقتهم أمام الأمم جميعاً ، فالخزي والعار الذي سوف يمُنو بهِ اليهود الصهاينة سيجعلهم يتركون المسجد الأقصى مدحورين مهزومين ، فكما هو معروف للجميع بأن أساس قوة ووجود اليهود الصهاينة على أرض فلسطين إنما يعتمد على الغش والخِداع الذي يُمارسونهُ على الأمم بكونهم مظلومين ومضطهدين ومستظعفين في الأرض ، والمسلمين الصادقين وحدهم من يعرفون بأنهم لكاذبون ، وسوف يكون كشف خِداع وألاعيب وجرائم اليهود الصهاينة على أيدي المسلمين المرابطين المجاهدين بإذن الله ، وبمجرد أن ينكشف زيفهم وخداعهم للأمم سوف تذهب قوَّتهم وتزول هيبتهم ويتشتت أمرهم وتضعف شوكتهم ، فلا يعود أمامهم سوى الإستسلام والعودة من حيث أتو وتسليم المنطقة للمسلمين الصادقين من عباد الله الموحدين ، وسوف يذهب معهم كل الخونة الكافرين ، لتنعم الأرض بعدها بالأمان والإطمئنان فينتشر العدل ويحل السلام إن شاء الله ) وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا ( فيعلوا شأن المسلمين المؤمنين بعد نصر الله لهم ويكون إعلاء الشأن كما تمنى المؤمنين وكما يشاؤون فلن تكون بعدها حدود لعلوهم ورفعة شأنهم ، وسوف يتبروا ويهدموا ويحطموا كل الفساد والدمار والخراب الذي سببه الصهاينة ، ومهما كان عظمة وعلوا الفساد والخراب الذي أحدثوه اليهود الصهاينة سوف يكون بإستطاعة المؤمنين المسلمين حينها دحظهِ وتفنيده وزهقهِ ، كما تمَّ إزالة كل أفكار وأعمال وعادات المشركين في عهد الصحابة ، فكلنا يعرف نفوذ اليهود الصهاينة بالإعلام وبالتأثير على أفكار الناس جميعاً وتصرفاتهم وتوجهاتهم الفكرية ، ومهما كان هذا التأثير قوياً وعالياً ويصعب الوصول إليه فسوف يحطمهُ المسلمين إن شاء الله بكل يُسر فلا يعود لوجودهِ أي أثر )) .
• عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا (( والتفسير هُنا كما نراه : الكلام للمؤمنين الفائزين بهذا الصراع ) عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ (فبعد الفوز العظيم الذي سوف يتحقق إن شاء الله للمؤمنين الموحدين يتمنى الله علهِم أن لا يعودوا إلى ما كانوا عليهِ من نكران وغفله وفساد في أمور دينهم ودنياهم وذلك لعل وعسى الله العزيز الرحيم أن يُبقي نعمتهُ وفضلهِ عليهم فلا يأخذها منهم ثانيةً فيسلب ملكهم وعزتهم وفخرهم ) وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا ( ولكن الله بعدله وحكمته لا يظلم أحدا ، فإذا عاد المؤمنون على ما كانوا عليه من جهل وفساد فسوف يعود الله بغظبهِ وسخطهِ عليهم ولن يخشى أحدا ، وسوف تتكرر الحالة مع أي مؤمن أو مسلم يظن بنفسهِ قد نجى أو فاز فيعيث بالأرض الفساد ، فأن الله شديد العقاب على عباده الناكرين لفضلهِ وأنعمه ، والله لا يخلف الميعاد ) وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا ( يعود الخالق سُبحانهُ ويُذكر بأنهُ لا إله إلا هو قد جعل جهنَّم للكافرين بأنعم الله حصرياً لهم وليس لسواهم ، فإن الأمر ليس محصور بالأرض فقط حيث يظن الكافر بأنَّهُ عندما يموت سوف ينتهي كل شيء وسوف يتوقف عقاب الله وسخطه على ما أفسد في الأرض ، فبعد الموت سوف يُحاسب على أفعاله وسوف يلاقي جزائه الكافي والوافي ليخلد في جهنم مذموماً مدحورا وإلى الأبد ).
• إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ( وتفسيرنا هُنا : يعود الله سُبحانهُ وتعالى ليُذكر بالقرآن وبأنَّه ككتاب الله المُنزَّل على الناس خير هادي للذين ينشدون أحسن الأمور وأقومها أي أشدها صلاحاً وحكمة وعدلاً ، وبأنَّهُ في تمسك المؤمنين الذين يُقرنون إيمانهم بالعمل الصالح والنيَّة الصادقة والإخلاص المُطلق لله ولرسوله والمتمسكون بكتاب الله العزيز وهو القرآن الكريم سوف تكون لهم البُشرى بالأجر الكبير ، والأجر هُنا هو جنَّة الخُلد التي أُعدت للمُتقين من عِباد الله المُخلصين ).
• وَأَنَّ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ( والتفسير هُنا كما نراهُ : بعدما ذكَّر الخالق سُبحانهُ المؤمنين بكتابهِ العزيز بكونهُ فيهِ التوجيه الصحيح لمن يرجوا لقاء الله والفوز بالجنَّة ، عاد وذكَّر الكافرون الذين لا يؤمنون بالله واليوم الأخر ويكفرون بما أنعم الله عليهِم وبكتبهِ ورسلهِ ويُعيثون بالأرض الفساد بأنَّ الله لم ينساهم وبأنهُ قد أعدَّ وجهَّز لهم ما يستحقونهُ من عذاب أليم جزاءاً لهم ولأعمالهم الخبيثة ، حيث جهنَّم مثوى الكافرين خالدين فيها أبدا ، ولا يُزحزح عنهم العذاب أبدا ، والله شديد العقاب ).
• وَيَدْعُ الإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الإِنسَانُ عَجُولاً ( وتفسيرنا هو : بعد أن تمَّ إستخلاص الدروس والعِبر مما سبق شرحهُ وتفصيلهُ بما يخص أوائل سورة الإسراء ، حيث جاء فيها خبر اليهود الصهاينة ومن والاهم من النصارى والمسلمين ومن أعانهم على مكرهم وعلى إفسادهم بالأرض ، وكيف كانت حكمة الخالق فيهم وكيف سيكون وسيؤول بمصيرهم ومستقبلهم وصراعهم ومحاربتهم لدين الله الخالص وللمؤمنين الموحدين بالله والمؤمنين باليوم الآخر ، جاء الخالق سُبحانهُ بهذهِ الآية ليُلخص الحكمة المُختصرة مِنها ، ألا وهي أن الإنسان بطبيعتهِ وبعدما تتيه بهِ الأحداث ويبتعد بنفسه عن كتاب الله الذي فيهِ رحمة للعالمين ، يبدأ بالدعاء لربهِ ولا يدري إن كان في هذا الدعاء خيراً له أم شر ، وهذا إن دلَّ على شيء فإنَّهُ يدل على إستعجالهِ وعدم صبره وتيقنهُ في طلب الأمر الذي يخصَّهُ ، فكل البشر على الأرض لهم طلبات وأمنيات ، وكلهم يسعون جاهدون للحصول على ما يحتاجونه ، وبسبب التعجُّل وعدم التأني في إستبيان الأمر وعدم الحرص على التعامل مع حقيقة الأشياء يصبح الإنسان في تيهٍ عظيم ، وإختصرت الآية الكريمة الأنفة الذكر العِلة والسبب وذلك في كون الإنسان عجولاً في طبيعته وليس متأنياً في الأمور التي تتعلق بمصيره ومستقبله ، والحل هُنا بان يثق بالله وبكتبهِ والقرآن الكريم ورسلهِ أجمعين وبرسولهِ العظيم محمد إبن عبد الله عليه الصلاة والسلام ، وأن يتأنى بطلب المعرفة بما يخص الحق والباطل ، لعلهُ بذلك حينما يتوجه إلى الله داعياً وطالباً لفضلهِ ونعمتهِ تكون في تلبية الله لدعائهِ رحمةً له وخلاص لروحهِ ونفسهِ ، لا أن تكون إستجابة الخالق لدعائهِ فيها شرٌ لهُ ولنفسهِ ، فكلنا يعلم بأن الجميع يدعون الله ويطلبون فضلهِ ، الأشرار يدعون والخيرون يدعون ، والله يستجيب لدعائهم جميعاً دون إستثناء ، فالذي يدعو بالشر سوف يحصل على الشر ، والذي يدعوا بالخير سوف يحصل على الخير ، والفصل هُنا في معرفة الخير من الشر هو بالقرآن الكريم وبدين الله العظيم دين الإسلام وبإتباع سيرة رسول الله وخاتم النبين محمد إبن عبد الله عليه الصلاة والسلام ، وإلى الله ترجع الأمور )
إنتهى التفسير بعون الله ورحمته .
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المُرسلين محمد إبن عبد الله وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعين وعلى من والاه وإتبع سُنتهُ إلى يوم الدين ، والرحمة لشهدئنا الأبرار والصبر والسلوان للمرابطين الأحرار والشفاء العاجل لمرضى المسلمين .

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

رد مع اقتباس
 
   
إضافة رد

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

   
 
 
 
   

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة



Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 01:15 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات