09-07-2015, 07:27 PM
|
مدير عام
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 349,874
|
|
لا تبكوا (إيلان)..ولكن لنبكي حالنا !
أثارت صورة الطفل السوري (إيلان ) الذي ألقت به أمواج البحر على أحد الشواطئ التركية جثة هامدة بعد أن غرق مركبهم في البحر أثناء رحلة الهروب من ويلات القتل اليومي الذي يمارسه مجرم الحرب بشار الأسد تجاه شعبه..أثارت الصورة تعاطفا كبيرا، ولاقت تجاوبا واسعا، ونشرتها العديد من الصحف والمواقع الإخبارية في مختلف دول العالم معتبرة أن هذه الصورة اختزلت في مشهد حزين ما يعانيه أهل سوريا من ظلم وقتل وطغيان.
لاشك ولاريب أن صورة (إيلان) وهو منكفئ على وجهه عند الشاطئ، وقد غمرت مياه البحر وجهه البرئ.. قد أبكت كثيرا من العيون، وقطعت نياط القلوب، وأحزنت الافئدة..لكن ماذا بعد؟ هل سوف يتوقف مسلسل القتل والاضطهاد تجاه إخواننا في سوريا؟ وهل سوف يعيش السوريون في أمن وسلام؟ أم أن المأساة لازالت باقية، والمعاناة مستمرة إلى أجل لا يعلمه إلا الله؟
إن إخواننا اليوم في سوريا ليسوا بحاجة إلى بكاء الباكين، ولا كلمات المواسين، ولا أشعار الحزن والرثاء..كلا والله فقد شبعوا حتى أتخموا من ذلك، ويكفيهم قمم الأنظمة العربية البائسة..إنهم في أمس الحاجة إلى مال يكفل يتيما، ويطعم جائعا، ويروي عطشانا، ويشترى به دواء وخيمة و..و...
إن كل من أبكاه منظر الطفل الغريق (إيلان)، فليعاهد نفسه من هذه اللحظة على أن يبادر إلى مد يد العون إلى إخوانه بما قدر عليه..وليتذكر أن المرء في ظل صدقته يوم القيامة..ورب درهم سبق ألف درهم، وفي الوقت نفسه فليحذر من خذلان الله له إذا خذل إخوانه ولم يناصرهم.
أما البكاء على الأطلال، وتنميق العبارات، وإنشاد الأشعار وغير ذلك..فلن يوقف ظلما، ويحرر وطنا، ويطعم خبزا، ويكسو عاريا، ويسقي عطشانا..ولن يرجع (إيلان) إلى قيد الحياة.
لا تبكوا على (آلان) فقد رحل إلى ملك كريم هو أرحم به من الناس أجمعين ..لكن لنبكي حالنا الذي جعل مثل (إيلان) يقتحم غمار البحار، ويكابد الأهوال لينجو بنفسه وأهله من ويلات طاغية لازال (العالم الحر!!) يتفرج عليه وهو يقتل شعبه في وضح النهار دون أن يعيره أدنى انتباه، ويوقفه عن إجرامه.
المصدر... ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|