شبكة ربيع الفردوس الاعلى  

   
 
العودة   شبكة ربيع الفردوس الاعلى > 3 > الموسوعة الضخمة المتنوعة ------------ رمضان
 
   

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: الختمة المرئية بجودة خيالية --القران مقسم اجزاء 30 جزء - مصحف مرتل- ل الشيخ مشاري العفاسي (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: الختمة المرئية بجودة خيالية --القران مقسم اجزاء 30 جزء - مصحف مرتل- ل الشيخ محمد ايوب (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: الختمة المرئية بجودة خيالية --القران مقسم اجزاء 30 جزء - مصحف مرتل- ل الشيخ توفيق الصائغ (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: الختمة المرئية بجودة خيالية--القران مقسم اجزاء 30 جزء - مصحف مرتل- ل الشيخ فارس عباد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: الختمة المرئية بجودة خيالية --القران مقسم اجزاء 30 جزء - مصحف مرتل- ل الشيخ خليفة الطنيجي (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: الختمة المرئية --القران مقسم اجزاء 30 جزء - مصحف مرتل- ل الشيخ سعد الغامدي (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: الختمة المرئية بجودة خيالية --القران مقسم اجزاء 30 جزء - مصحف مرتل- ل الشيخ الحذيفي (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: الختمة المرئية بجودة خيالية --القران مقسم احزاب 60 حزب- مصحف مجود - ل الشيخ عبد الباسط - مجود (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: الختمة المرئية بجودة خيالية --القران مقسم احزاب 60 حزب - مصحف مرتل- ل الشيخ الحصري (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: --القران مقسم اجزاء 30 جزء -مرئي مصحف مرتل- ل اجمل الاصوات ختمه عام 1430 شهر رجب (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)      

إضافة رد
   
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

  #1  
قديم 07-15-2014, 02:12 AM
منتدى فرسان الحق منتدى فرسان الحق غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2013
المشاركات: 7,826
افتراضي حديث رمضان ونظرات في الجد واللهو





حديث رمضان



ونظرات في الجد واللهو


محمد بن كمال الخطيب



تمهيد:

حديث رمضان حديث القرآن والإيمان: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ﴾ [البقرة: 185]؛ فهو على ما يتوقع القارئ الكريم لأول وهلة يجب أن يتناول حديث وعظ وتنسك، لما بينهما وبين شهر الصوم والعبادة من صلة، ولكنني أردت غير هذا لصلة أوثقَ وأعمق، وغاية أبعد وأرفق، أردته حديث الحياة ووجودها بجدها ولهوها، والبقاء وخلوده بسمته ونوره، فالجِد واللهو كلمتان نطلقهما كثيرًا على أعمالنا في حياتنا ولكن ونحن أبعدُ ما نكون عن الجِد حين نطلق كلمة الجد، وأبعد ما نكون عن اللهو حين نقصد اللهو، لاضطراب في مجتمعنا، ونقص في تربيتنا، وضعف في أخلاقنا وتفكيرنا، فإذا عمَدنا إلى الجِد واللهو نتدبرهما ونضع نصب أعيننا حدودهما كان ذلك أفضل حديث نستفيده في رمضان، فنقول: إنه حديث رمضان، وقد ضربت كشحًا عن الهزل وإن كان لغة يقابل الجد؛ لِما فيه من هزال قد تمجه الطباع السليمة، بينما نرى في اللهو متعة ومعنى من معاني الجِد في وقت واحد، تميل النفس إليهما، وتستقيم الحياةُ بهما.

• • •



نظرات في الجِد واللهو:

(الجِد) و(اللهو) صفتان نصِفُ فيهما (أعمالنا) حين نقيسها بمقياس (المنفعة) غالبًا، المنفعة المباشرة القريبة؛ فالطفل يلهو بلعبه فنزجره حين يركض أو يصرخ أو يتناول شيئًا بيده؛ لأننا نريد الجِد لِما فيه من نفع قريب عاجل، بل قد نتهمه فنقول - إذ لا يكفينا حركته ما دمنا لا نرى فيها نفعًا -: إنه مُؤْذٍ مضرٌّ إذا حطم ما تناوله، ونحن في غفلة عن تكوينه الحيوي، وشعوره النفسي، وطَوره العقلي، وما في أعماله تلك من معاني هي معاني الرجل الذي سيكون من بعدِ طفولته، بحسب موهبته الطبيعية التي تطاوع بيئتها، فتدرسها وتتعرف إليها لتعرفها وتعرف نفسها فتتمم بذلك تكوينها، فصراخ التعجُّب والفرح من كسر الطفل شيئًا أراد معرفته مثلاً تفوتنا منه غايته وتقديراته، فلا نقدر الأمور بتقديره، ونتهمه وننتهره، وكذلك نفعل، فيا رب نبوغ شاب وأَدَتْه (السخرية) لعدم تقديرها، ويارب محامد طفولة قضي عليها، وأفاعيل بطولة كانت منتظرة فأفسد تعهدها، فانقلبت مآثم وشرورًا؛ لجهلنا معنى الجِد واللهو وحدودهما، وبالنتيجة طبعًا ضرورتهما، هذا في شؤون التربية، وثمة في مراحل الحياة لا يقل عنها؛ لذلك كانت لمعرفة (الجِد واللهو) بحدودهما ضرورة بالغة.



الجِد واللهو في الحياة:

الجِد واللهو هما الحياة بحدودها وغايتها؛ كما قال تعالى: ﴿ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ ﴾ [الأنعام: 32]؛ فهي: ﴿ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ ﴾ [الحديد: 20]، تروي ظمأ الحب والمال والسلطان وما إليها مما تلتقي عنده مطامع الناس أفرادًا وجماعات، هذا إن اعتبر الناظر الحياةَ بما هي عليه، متدبِّرًا حوادثها، غيرَ ناظر في أُولاها ومبدأ وجودها، ولا في أخراها والغاية منها، بله البحث عن مصدرها وموجب وجودها؛ فهي بهذا الاعتبار على حدِّ قوله تعالى: ﴿ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ ﴾ [الأنعام: 32]، جِدُّها كلَهْوِها عبث باطل، ولكن المتأمل في الحياة وما هي عليه، حين يرى حوادثها متباينة في حالاتها ومقاصدها، فيرى نعمة الحياة وبلاءها، وسرورها وحزنها، وخيرها وشرها، ويرى (الموت) قرين (الولادة)، فيمتد نظره بين (السبب) و(الغاية)، كما يرى أن الحياة لا تقوم على الرغبات والأهواء، بغير اتقاء، يدرك حينئذ وجهًا من وجوه ضرورات الآخرة، فيؤمن بها بمنزلتها من الحياة، وحينئذ يدرك قوله تعالى: ﴿ وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴾ [العنكبوت: 64]، ويدرك هذه الصلة التي جعلت شطر آية الأنعام الآنفة: ﴿ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ ﴾ [الأنعام: 32] متصلاً بقوله تعالى: ﴿ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ ﴾ [الأنعام: 32]، (فيجتنبون ما حرم عليهم مما فيه مضرتهم في حياتهم مضرة تمتد إلى أخراهم)، ﴿ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾ [الأنعام: 32] (فترَوْن سرَّ الحياة ونظامها قائمين على أساس من نظام الآخرة وتقواها؟!).



إن الجِد واللهو في الحياة من أولى مقاييس أعمال الإنسان فيها بنظر شعوره ونشاطه، ونفعه وضره، بل أكثر مقاييسه الباقية ترد إليه، ولكن هذا المقياس بنظر العقل ولغته، والمجتمع ونظرته يسمى خيرًا وشرًّا، بل قل: حقًّا وباطلاً، فتدور بهذا الاعتبار من حول هذه الأعمال أحكام الشريعة، وأنظمة كل أمة، فتصل بذلك بين الفرد والجماعة، وتربط بين الأنانية وميولها وبين الغيرية ووجائيها، هذا ما ندركه إن نظرنا إلى الحياة كما هي عليه، أو نظرنا إليها بما هي صائرة إليه، مما تحفل به الشرائع الدينية، وأشار إليه القرآن الكريم بآيات كثيرة؛ كقوله تعالى ذاكرًا مصير الحياة: ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ﴾ [آل عمران: 185]، (فليست الحياة غاية بذاتها) ونبلوكم بالشرِّ والخير (فيها) فتنة، (وهي فتنة اختبار لا اضطرار؛ ليُجزَى كلُّ امرئ بما اكتسب لنفسه، ﴿ وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ﴾ [الأنبياء: 35] (فيجد ﴿ كُلُّ امْرِئٍ ﴾ (نفسه) ﴿ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ ﴾ [الطور: 21]، ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾ [الزلزلة: 7، 8]، وكقوله تعالى ذاكرًا تكوين الحياة: ﴿ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ﴾ [هود: 7]، وكقوله ذاكرًا ما هي عليه الحياة، بتعاقب أُمَمها واختلاف طبقاتها مما تدور عليه أنظمةُ المجتمعات بالنظر إلى غيرها وذاتها في آنٍ معًا: ﴿ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ ﴾ [الأنعام: 165] (أممًا تتعاقب، تحكم نظام المجتمعات بما تنتظم به شؤون الحياة، بإقامة العدل والحق، فتكون بذلك متممة لنظام الكائنات فيما فوضه خالقها إلى الإنسان بما ترك له في حياته من مجال الحرية والإرادة..)، ﴿ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ ﴾ [الأنعام: 165] (كما تجدون كل أمة، بل كل مجتمع يمكن تصوُّره ووجوده) ﴿ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ﴾ [الأنعام: 165] (من نفع أو ضر، وشر أو خير، أتصبِرون وتشكرون، أم تكفرون وتسيئون؟) ﴿ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [الأنعام: 165]، فانظروا في حياتكم ما تفعلون ﴿ إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ﴾ [التغابن: 15].



هذه هي فتنةُ الحياة وابتلاؤها من حيث النظرُ إلى ما يجري فيها ﴿ الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ﴾ [العنكبوت: 1 - 3].



وإن في هذا مدار الخير والشر في أعمالها، بل هو مدارُ الحق والباطل بالنظر لأصل وجودها، والغاية منها؛ كما قال تعالى:

﴿ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ ﴾ (تريهم ذلك) ﴿ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ ﴾ [الحجر: 85] (يا محمدُ عما تلاقيه ممن يصدون دعوتك التي تبصرهم بالحياة وغايتها والحق فيها)، ورددَتْ آيات كثيرة، أن الكائناتِ ما خُلِقت إلا بالحق، لا باطلاً ولا لعبًا ولا لهوًا؛ قال تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ ﴾ [ص: 27]، وقال سبحانه: ﴿ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ * مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [الدخان: 38، 39]، وقال عز من قائل: ﴿ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ * لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا لَاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا ﴾ (بما يناسب مقام ألوهيتنا) ﴿ إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ ﴾ (ولكن هذا مما نتنزه عنه)، ﴿ بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ ﴾ (أنبياء: 16 - 18).



إن الجِد واللهو قرينُ الخير والشر، والحق والباطل، وكلها تدور حول أعمال الإنسان في حياته، ثم مصيره من بعدها، وغاية وجوده فيها؛ لذلك فإن حديث الجِد واللهو حديث الدين والدنيا معًا.



جدٌّ ولهوٌ كل عيشك، فانعم بجدك أو بلهوك.. وانظر إلى ما ترتضيه غدًا بقبرك.. هذا مصيرك إن أردت مهِّد لنفسك.
يتبع




ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

رد مع اقتباس
 
   
إضافة رد

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

   
 
 
 
   

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة



Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 06:51 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات