منزلة العلم ،خلق قرآني وخلق نبوي،لفريد الأنصاري

[منتدى مكتبة المسجد النبوي الشريف]

بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على اشرف المرسليم.

3- منزلة العلم خلق قرآني وخلق نبوي.
لازلنا مع الدكتور فريد الأنصاري رحمه الله الذي يواصل في قوله:
= السنة في العربية هي الطريق التي مر منها شخص ما وسلكها،عندما تسير في صحراء خالية لا تعرف الشرق من الغرب،تتيه حيث لا توجد علامات تبين لك من أين تمر،ماذا تعمل ساعتها ؟تبحث عن أثر لطريق مر منها الناس،هذه تسمى في اللغة سنة،مر فيها الناس والبهائم حتى تركوا الأثر،أصبحت طريقا،تلك سنة،فالإسلام واسع وعريض إذا دخلته دون دليل،فلن تعرف من أين تدخل فيه،تحتاج إلى من يدلك،فالنبي صلى الله عليه وسلم سن لنا السنة،يعني أرانا تلك الطريقة التي نصل بها وعبرها إلى ربنا،وقال :&إني ذاهب إلى ربي سيهدين&،وكم من إنسان ذهب بلا سنة فوجد نفسه خارج الإسلام،قتلته البدع و أهلكته من بدعة إضافية إلى حقيقية،إلى الحاد في بعض الأحيان،والقول بغرائب وبعجائب مما لم ينزل الله به من سلطان بسبب البعد عن السنة،إنما قلنا السنة ليست هي حفظ النصوص،السنة تخلق بتلك النصوص،المتبع للسنة فيه شيء من عبادة رسول الله صلى الله عليه وسلم،فيه شيء من بر رسول الله صلى الله عليه وسلم،فيه شيء من حلم رسول الله صلى الله عليه وسلم،فيه شيء من الرغبة الشديدة في التمسك بكتاب الله وشكر الله على نهج رسول الله صلى الله عليه وسلم&أفلا أكون عبدا شكورا&،هذا سني ومتمسك بالسنة،ومتبع لها،أما الحافظ للنصوص هكذا،ويلقي بها كاللقي،فهذا ينقصه العلم بالسنة،رغم حفظه لكثير من الأحاديث ينقصه العلم بالسنة،وليس هو على السنة=.انتهى.
المرجع : جريدة المحجة،01 شعبان 1436ه-20 ماي 2015م،العدد 439-صفحة 6.
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك