02-06-2015, 09:24 AM
|
مشرف
|
|
تاريخ التسجيل: Jun 2013
المشاركات: 7,826
|
|
الكينونات المعلوماتية
الكينونات المعلوماتية
حسن مظفر الرزّو
إنَّ البيئة الرقميةَ المُحَوسَبة قد أقامتْ علاقاتٍ وثيقةً مع سيل المعلومات المتدفِّقةِ بين العقد المقيمة في الفضاء المعلوماتيِّ، وتلك المقيمةِ في المستودعات الرَّقميَّة، فأضَفتْ عليها سماتٍ وخصائصَ وجوديَّةٍ، منحَتْها كينونةً مستقلةً في عالَمٍ افتراضيٍّ، يتَّسمُ بخصائصَ فريدة.
وسنحاولُ في هذه الفِقرةِ معالجةَ بعضِ تفاصيلِ ماهيَّة هذه الكينونات؛ لكي يتعمَّقَ فهمُنا بطبيعة الكائنات المقيمة في عالَمنا الافتراضيِّ الجديد.
بصورةٍ عامَّة، فإنَّ النقطة الجوهريَّةَ في هذا المَقام تدورُ حول الكينونة المعلوماتيَّة بوصفِها محلاًّ تتمُّ في بيئته سلسلةٌ من العمليَّات والمعالجاتِ الرقميَّة، وتنشأ عنه، وتَرتبطُ به مجموعةٌ من وشائِجِ الارتباط والتفاعلات مع كينوناتٍ أخرى، أو مع عناصرَ أخرى مقيمةٍ في الذات.
أما الصيغُ الرياضية أو الوصفيَّة - بمستوياتها جميعًا - والنظمُ الصِّيغيَّة Formula Systems فهي عبارةٌ عن وسائلِ صياغةٍ تعبيريَّة تُوظَّف لوصف المواقف وتفسيرِها، والحالاتِ الفيزيائيَّة، والظاهراتيَّة ذاتِ الصِّلة بالكينونة الرقميَّة، بالمقابل تَبرُزُ أمامَنا حالةُ التحليل والتفكيك المعلوماتيِّ، التي تُستخدَم بوصفها معالجاتٍ معرفيَّةٍ تسعى لإعادة تشكيل صياغاتٍ وصفيَّة جديدة، تصلحُ للتداوُل في البيئة المعلوماتيَّة على وفق أنماطٍ مفاهيمِيَّة جديدة.
1 - المستويات المعرفية للكيانات المعلوماتية:
يشمل الفضاء المعلوماتيُّ كلَّ الكيانات التي تُمَارِس - بصورة مباشرة أو غيرِ مباشرة - عملياتِ الإعلام، أو يتمُّ الارتقاءُ بمحتواها عبرَ عمليات إعلامٍ تُمَارَسُ عليها من الخارج.
من أجل هذا لا تسري المحدَّداتُ المنطقيَّةُ الظاهراتِيَّة الصَّارمةُ على هذه الكيانات، كما أنَّها تنْزلِق من قبضة المعالجات الرياضيَّة الدقيقة؛ بسبب الرمزيَّة الفريدةِ التي تَسُود كيانَها، وسيادةِ منطقٍ مستحدثٍ، وصياغاتٍ رياضيَّة لم تتقولب بصورتها النهائية لغاية هذا التاريخ.
من أجل هذا؛ سنحاول معالجةَ الكيانات المعلوماتية في هذه الفِقرة عبرَ توظيفِ المستويات المعرفيَّة لمحمولاتِها، والتي تُعَدُّ من المعالجات التي تَلقَى قبولاً واسعًا في حقول الفضاء المعلوماتيِّ والتطبيقات السائدة فيه.
بصورة عامَّة، تنقسم الكيانات المعلوماتية التي تُعدُّ موردًا للمعرفة في الفضاء المعلوماتيِّ إلى ثلاثةِ مستوياتٍ رئيسة:
المستوى الأول: البيانات:
بصورة عامة، يُستخدَم اصطلاحُ البياناتData لوصف الكائنات[1]، والأرقام، والإحصائيَّات، وغيرها، والتي تصلُح للخزن أو المعالجة في البيئة الحاسوبيَّة.
وعلى هذا الأساس تتألَّف البَيَاناتُ السائدة في الفضاء المعلوماتيِّ من أيِّ مفردةٍ معرفيَّة
تُستخدَم في ميادين العلوم المختلفة، مهْما كانت طبيعةُ الاستخدام، مع استبعاد طبيعة العَلاقات القائمة بينها وبين غيرِها من المفردات السائدة في هذا العلم أو ذاك.
لذا؛ فإنَّ المفردات التي تتعلَّقُ - على سبيل المثال - بمتغيِّرات المُناخ، والموقع الجُغرافِيِّ، وتفاصيلِ التضاريس، وغيرِها من المفردات - هي بياناتٌ تتعلَّق بعناصرِ المتغيِّر المُناخِيِّ؛ لكونها واضحةً بذاتِها، وقابلةً للخزن في وسائط خزن البيانات المتاحة على الحاسوب.
المستوى الثاني: المعلومات:
استُخدِم مصطلحُ المعلومات Information لصياغة حدٍّ فاصل بين رُكام البيانات التي تنشأ عن جملة الأنشطة البشريَّة، وبين عملية استثمارِها وإحالتها إلى حقائق، وبذلك أضحى تعريفُ المعلومات - على وفق المعالجة المعرفيَّة لمحتواها - أنها عبارةٌ عن كلِّ أنواعِ البيانات التي تمَّ تجميعُها - بالملاحظة، أو المراقبة، أو التدوين - مسموعةً كانت أم مرئيَّة، وتمتازُ بكونها قابلةً للمعالجة بتقنيات الحاسوب، والآليَّات المعلوماتيَّة المتاحة فتتحول إلى خطابٍ يَحمل دلالةً معرفيَّة قابلة للتَّفسير، والتَّداوُل بما يَضمَنُ إكساب الجهات التي تستخدُمها معارف، أو حقائق قابلة للاستثمار في شتى ميادين الأنشطة المعاصرة.
وفي ضوء ذلك، يمكن إنشاء المعلومات عن المتغيِّرات المُناخيَّة عبرَ معالجةٍ تُوظَّف فيها المعرفةُ بعلوم الطَّقس والمُناخ، بحيثُ تُصنَّف على أساسها الرُّقعَ الجغرافيَّة، على وفق درجات الحرارة وبوصفها دالة لمتغيرات أخرى.
فتتحوَّلُ البيانات الخام التي تصفُ متغيراتٍ مناخيَّة، وجغرافيَّة، إلى معلوماتٍ مترابطة يستطيع أنْ يستثمِرَها العاملون في أكثر من مَيدانٍ ذي صلة بالمتغير المُناخي.
المستوى الثالث: المعارف:
تمتاز المعرفةُ Knowledge بكونها حصيلةً عمليَّة تقطيرًا للبيانات والمعلوماتِ؛ لإنتاج قواعدَ منطقيَّة تصلُح للتوظيفِ في تجاوُز عقباتٍ مماثلة، أو توليد سلوكٍ ذكيٍّ يتَّسمُ بالخبرة والحِنكَة في معالجة المواقف.
لذا؛ فإنَّ عملية توصيفِ المعرفة تشمل: اختزانَ المفردات، واختيارَ الآليَّات المناسبة لمعالجةِ البيانات والمعلومات، على وَفْق شبكة العَلاقات والقواعدِ التي تربط بين هذه المفردات في أُنْموذجٍ معلوماتيٍّ تتكامل فيه الأواصرُ القائمة بين هذه المفردات، وبالشكل الذي يُوفِّر بيئةً برمجيَّةً متكاملة تمتلك القدرةَ على صنْع قرارٍ يَستثمِر محتوياتِ قاعدة المعرفة في تحقيق الغاياتِ المحدَّدة له.
جدول: مقارنة بين ثلاثية (البيانات - المعلومات - المعرفة).
البيانات المعلومات المعرفة مشاهداتٌ بسيطة. بياناتٌ وثيقة الصلة بموضوع وذات غاية محددة. معلوماتٌ مفيدة وخصبة مستنبطة بواسطة الذهن البشري، تنشأ من عمليات الاستنباط والسبر والقياس. تسهُلُ هيكلتُها. تفتقر إلى آلياتٍ تحليليَّة. يصعُبُ هيكلتُها. يسهل التقاطُها من الواقع
بواسطة الآلات. تحتاجُ إلى اتفاقٍ على دلالة معانيها. من الصعب التقاطُها بواسطة الآلات، وتفتقرُ إلى معالجات عقلية. تمتازُ بقابليَّتها على التحديد الكميِّ. تفتقرُ إلى وساطة العقل البشري في صياغة دلالة معانيها. غالباً ما تكون ضمنية أو صوريِّة. يسهُلُ نقلُها وتداوُلُها. يسهُلُ نقلُها وتداولُها. يصعُبُ نقلها ما لم تكن قد نشبت عن معرفة ميدانية وخبرة ودراية.
وهنا نجد أنفسَنا قُبَالةَ موجودٍ معرفيِّ بمستويات متعدِّدةٍ، تتحدَّد مراتبُها بمقدار القيمة المضافة إلى كلِّ مستوى من مستوياتها المختلفة خلالَ عملياتِ التَّحولات التَّطويريَّة التي تمرُّ بها.
2 - هُويةُ الكينونات المعلوماتية:
إنَّ الإمكانيَّاتِ التي قد أتاحتْها الشبكةُ العنكبوتيَّة عبرَ النصِّ التشعُّبِيِّ، وتوظيفَ آليَّةِ التَّناصِّ - قد منحتِ الكينونةَ المعلوماتيِّةَ سماتٍ فريدةً تختلف إلى حدٍّ كبير عن القوالب الثابتة، التي قد أُدرجَتْ خلالَها المفرداتُ التقليديَّةُ في النصوص الأُحاديَّة Plain Text.
وعلى هذا الأساس اكتسبت المعلوماتُ معانيَ جديدةً لم تكن مألوفةً لدينا في المعالجات التَّقليديَّة للكينونات التقليدية.
لقد تحوَّل الكيانُ المعلوماتيُّ إلى إيعازٍ، أو ذكاء مُحَوْسَبٍ، أو مفردة معرفيَّة، أو واقعةٍ، أو شبكةِ العَلاقات التي تربط بين هذه الكينونات الرقميَّة، كما برزتْ في بيئة الفضاء المعلوماتيِّ - بصورة موازية - مجموعةٌ من الاصطلاحات التي تُستَخدم بكثافةٍ لوصف الأنشطة السائدة بين هذه الكينونات، وتَرتبط في الوقت نفسه بوشائجَ متينة مع الماهيَّة المعلوماتيَّة.
ومن هذه الاصطلاحات: التلقائيَّةُ المعلوماتيَّة Informational Spontaneism، والانبثاقُ المعلوماتيُّ Emergentism، وأخيرًا سِمةُ الدوران التي تسري في هاتين الظاهرتين في الوقت نفسِه.
فالتلقائيَّةُ سمةٌ تتَّسمُ بها الكيانات المعلوماتيَّةُ؛ لما تتميَّز من صعوبة التَّكهُّن بمظاهرها، وغيابِ القدرة على إدراجها على قائمة حساباتنا وتوقُّعاتِنا، بسبب سيادةِ العشوائيَّة، والاختلاط في المعاني المصاحبة لها؛ نتيجةً لتشابكُ عَلاقاتها مع مختلف المستويات الوجوديَّة المحيطة بها.
أمَّا الانبثاقُ المعلوماتيُّ، فينشأ عن جدليَّة النُّشوء العفويِّ لكياناتٍ جديدةٍ؛ نتيجةَ تكوينِ شبكاتِ عَلاقاتٍ آنية بين هذه الكيانات، وبصورة دورية، من دون أن يقفَ أمامَها حاجزٌ معرفيٌّ يَحولُ دون توليد تكرارات جديدة مثقلة بمعانٍ مُستحدَثة.
وقد أَرْسَى الباحثُ (زليزنيكار) ثلاثةَ ركائزَ أساسيَّةٍ لوصف خصائص هذه الكيانات:
الركيزة الأولى: المعلوميَّةُ الباطنة: Informational Internalism التي تُعَدُّ معيارًا على قدرة الكيان المعلوماتي على استبطان كلِّ المفردات المعلوماتية التي تبلغ حدودَه، ونتيجة للتفاعل الذي يقيمه مع كائنات المحيط.
الركيزة الثانية: المعلوميَّةُ المتَمَظْهرةُ خارجيًّا:Informational Externalism والتي تشمل قدرةَ الكيان المعلوماتيِّ على منْحِ المحيط معلوماتٍ تُعَمِّق صلَته المعرفيَّةَ بالآخر، عبرَ تجسيد المعاني المُستَنبَطة إلى آثارٍ يُمكن إدراكُها.
الركيزة الثالثة: المعلوميَّةُ المجرَّدة:Informational ****physicalism التي تتعمَّقُ جذورُها في جوهر الكيان المعلوماتيِّ عندما نَعُدُّه مظهرًا لوحدةٍ انطولوجيَّة، ومعرفيَّة، وكونيَّةٍ تصِفُ المعاني المقيمةَ في هذا الكيان.
وفي ضوء الركائز الثلاثة المذكورة، فإنَّ الكينونة المعلوماتيَّةَ ليستْ سوى مستوىً وجودِيٍّ رمزيٍّ معلوميٍّ، ينبثِقُ كوحدةٍ متكاملة تُودَعُ ضمنَ منظومة من الصيغ التي تترابطُ عناصرُها معلوماتيًّا من خلال نسيج من العلاقات التَّشعُّبيَّة.
وتُسهمُ الارتباطات التشعبيةُ في توسيع دائرة الكينونة، من خلال تلاحمِ نسيجها الوجوديِّ مع كينوناتٍ معلوماتيَّةٍ أخرى، بحيث يكتسبُ نسيجُ مادةِ هذه الكِيَانات معانيَ ترتبطُ بمستوى المنظومة الدلاليَّة التي أُنشئتْ بفعل الارتباطات القائمة.
ولكي نتخلَّص من الوصف المجرَّد للمسألة؛ سنحاولُ أن نتناولَ مثالاً بسيطًا، والذي يشملُ مفردةً من مفردات خطابٍ معلوماتيٍّ مطروح على صفحة (ويب) بالفضاء المعلوماتي.
بدايةً: تُعدُّ هذه المفردة كينونةً معلوماتية قائمةً بذاتها، وتَمتَلكُ معنى ضمن خطاب اللغة الطبيعيَّة التي نستخدمُها في حياتنا اليومية.
وتُمارِس هذه المفردةُ عمليةَ (سلسلة عمليَّاتٍ) من خلال ارتباطِها بكيانات لُغويَّةٍ - أسماء، أو أفعال، أو صفات، أو حروف - لكي تُشكِّل جملةً تنقل بُعدًا معلوميًّا، وفي الوقت نفسِه فإنَّ هذه الكينونةَ المعلوماتيَّةَ - سواءٌ كانت تقفُ بمفردها أَم ضمنَ بناء الجملة، التي تُخاطِبُ مَن يتناولُها - سوف تَرتبطُ بمفردةٍ أو نصٍّ تشعُّبي جديد، يجعلُها ترتقي باتجاه كينونةٍ معلوماتية ذاتِ مستوى وجوديٍّ مُفارق، يرتبطُ نسيجُه بمجموعةٍ من الكينونات الأخرى التي تُضفِي عليه معاني جديدة.
وعلى هذا الأساس ستَتَوسَّع دلالةُ ومعاني الكينونة المعلوماتيِّةِ المقيمة في الفضاء المعلوماتي؛ لأنها ستصبِحُ عبارةً عن أيِّ هُويَّة وجوديَّة يمكن إدراكُها أو التَّعامل معها بوصفِها وحدة تنبثقُ عنها معلوماتٌ ذاتُ صلةٍ بالعالَم الحقيقي أو الافتراضي، سواءٌ كانت هذه الكينونةُ صورةً، أم لحنًا موسيقيًّا، أم سلوكًا، أم خطابًا لُغويًّا، أم سلسلةَ ارتباطاتٍ تتلاحمُ مع مفردةٍ من المفردات المطروحة على صفحة (ويب).
إن سمتَيْ التعقيد (التشابك) والانبثاقِ هما من السِّمات الجوهريَّةِ التي تلتصق بالكينونات التي تمارِسُ فعلاً معلومًا خلالَ إقامتِها في الفضاء المعلوماتي، وتنشأ سمةُ التعقيد (التشابك) المعلوماتي الملتصقة بهذا النوع من الكينونات الوجوديَّة كنتيجةٍ للعَلاقة الحميمة، التي تُقيمُها مع منظومة الوعيِّ البشريِّ في جزئه المرتبطِ بالأنشطة المعلومية؛ إذ تتفاعل عناصرُ الإدراك، والأحاسيس البشريَّة؛ نتيجة لاحتكاكها مع هذه الكينونات.
3- المقاييس النوعية والكمية لمحتوى المعلومات:
تعدُّ المعلوماتُ موردَ الموارد في عصرنا الرَّاهن؛ فهي كيانٌ يَمتلك قيمةً معرفيَّة تَنعكسُ آثارُها على جُلِّ العمليات السائدة في المجتمع، وقد تعوَّد الإنسانُ على اعتماد مقاييسَ كَميَّةٍ، وأخرى نوعيَّةٍ؛ لقياس محتوى الموجودات الفيزيائيَّة، وتحديدِ المستوى الوجوديِّ الذي تُعبِّر عنه - في سلسلة العَلاقات التي تقيمُها مع الآخر الذي يشاركها - البيئةُ الأرضية.
بَيْدَ أنَّ الخصائصَ الوجوديَّةَ الفريدةَ التي تُميَّزُ بها الكِياناتُ المعلوماتيَّة، تجعلُها صعبةَ المنال أمام المقاييسِ الكَميَّة التي نستخدِمُها في وصف ماهيَّةِ الأشياء، وأمام المعاييرِ النَّوعيَّة التي نتبنَّاها عندما نعمِدُ إلى مباشرة عمليات التحليل النوعيِّ للأشياء التي تُحيطُ بنا.
لقد مرَّتْ بنا جميعًا حالاتٌ عمدنا من خلالِها إلى التَّخلُّص من حجم كبير من البيانات والمعلومات؛ بسبب تقادمُها، أو انتفاء الحاجة إليها، بينما نعمد في أحيان أخرى إلى جمع كمٍّ كبير من المعلومات؛ لحاجتنا إليها في تحليل بعضِ المسائل، أو استشراف أمور مستقبلية، وفي كلا الحالتين: يبدو أنَّ السماتِ النوعيةَ للمعلومات تمنحُها أهميةً، أو تُصادرُ أهميتَها في ضوء المنطق الذي نتعامل به معها.
إنَّ هذا النوعَ من المقاربات البعيدة عن الأساليب الكَمِّية تَزيدُ من صعوبة التَّعامل مع قيمتِها، أو خصائصها النَّوعية، قد يزيدُ مِن تفاقُم آثار ظاهرة الفيضان المعلوماتيِّ؛ عندما لا تتوفَّرُ بين أيدينا معاييرُ وثوابتُ نحدِّد من خلالها الطيِّبَ من الخبيث، الأمرُ الذي قد يُورث الفضاءَ المعلوماتيَّ عقبةَ الاكتظاظ Congestion الذي يُثقلُ كاهلَ الشبكاتِ المعلوماتية، ويُقلِّلُ من سرعة سَرَيان الحزم المعلوماتية بين العقد المقيمة على مادة نسيجها الشبكاتي.
من أجل هذا؛ فإنَّ نجاحَ أيِّ محاولةٍ لتكميم الخصائص النَّوعيَّة للمعلومات، ستمنحنا فرصةَ الظفر بمعايير تمتلك القدرة على قياس المعاني التي تُصاحب محمولاتِ الكيانات المعلوماتية.
يتبع
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|