04-12-2016, 02:29 PM
|
مدير عام
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 376,634
|
|
دراسة حديث (( لم رَخِّصُ فِي شَيْءٍ مِنَ الْكَذِبِ إِلَّا فِي ثَلَاثٍ،))
أخرج أبو داود في ((السنن)) [4/ 281 رقم 4921] قال: حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْجِيزِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ، عَنْ نَافِعٍ يَعْنِي ابْنَ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ الْهَادِي، أَنَّ عَبْدَ الْوَهَّابِ بْنَ أَبِي بَكْرٍ، حَدَّثَهُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّهِ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ عُقْبَةَ، قَالَتْ: مَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرَخِّصُ فِي شَيْءٍ مِنَ الْكَذِبِ إِلَّا فِي ثَلَاثٍ، كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "لَا أَعُدُّهُ كَاذِبًا، الرَّجُلُ يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ، يَقُولُ: الْقَوْلَ وَلَا يُرِيدُ بِهِ إِلَّا الْإِصْلَاحَ، وَالرَّجُلُ يَقُولُ: فِي الْحَرْبِ، وَالرَّجُلُ يُحَدِّثُ امْرَأَتَهُ، وَالْمَرْأَةُ تُحَدِّثُ زَوْجَهَا "
( ) الصحيح عن الزهري ما أخرج البخاري (2692)، ومسلم (2605)، عن أم كلثوم بنت عقبة أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس، فينمي خيرا، أو يقول خيرا».
وعند مسلم: ... أَنَّ أُمَّهُ أُمَّ كُلْثُومٍ بِنْتَ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ، وَكَانَتْ مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ الْأُوَلِ، اللَّاتِي بَايَعْنَ النَّبِيَّ ، أَخْبَرَتْهُ، أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللهِ ، وَهُوَ يَقُولُ: «لَيْسَ الْكَذَّابُ الَّذِي يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ، وَيَقُولُ خَيْرًا وَيَنْمِي خَيْرًا» قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَلَمْ أَسْمَعْ يُرَخَّصُ فِي شَيْءٍ مِمَّا يَقُولُ النَّاسُ كَذِبٌ إِلَّا فِي ثَلَاثٍ: الْحَرْبُ، وَالْإِصْلَاحُ بَيْنَ النَّاسِ، وَحَدِيثُ الرَّجُلِ امْرَأَتَهُ وَحَدِيثُ الْمَرْأَةِ زَوْجَهَا. أهـ.
قلت أبو عمير: فهذه الفقرة ((وَلَمْ أَسْمَعْ يُرَخَّصُ فِي شَيْءٍ مِمَّا يَقُولُ النَّاسُ كَذِبٌ إِلَّا فِي ثَلَاثٍ: الْحَرْبُ، وَالْإِصْلَاحُ بَيْنَ النَّاسِ، وَحَدِيثُ الرَّجُلِ امْرَأَتَهُ وَحَدِيثُ الْمَرْأَةِ زَوْجَهَا)) صنيع الإمام مسلم يبين أنها مدرجة من قول الزهري كما نص عليه جماعة من أهل العلم منهم:
موسى بن هارون كما نقله الخطيب في ((الفصل للوصل)) (1/ 274): قال موسى نا به عبيد أيضا نا أحمد بن صالح نا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري بهذا الحديث، وقال في آخره: قال الزهري: ولم يرخص في شيء يقول الناس أنه كذب إلا في ثلاث، وساق بهذا أسانيد ثم قال: ... وهذا بين وأمر واضح أن آخر الحديث إنما هو من قول الزهري لا من قول النبي كما نصه عبد الوهاب بن رفيع نصا عن رسول الله ، فلو أن عبد الوهاب روى عن الزهري عن حميد عن أمه عن النبي الحديث الذي يرويه الناس عن الزهري ثم أدرج كلام الزهري في الحديث كان أيسر لأنه كان يكون وهما دون وهم ولكنه لم يرو كلام النبي أصلا, وروى كلام الزهري بإسناد حديث النبي فجاء بوهم غليظ جدا، وهو عندنا غير معتمد لما فعل من ذلك..
وقال أيضا في (1/ 267): وقد ذكرنا أنه وقع في الحديث وهم غليظ ولعمري إنه لوهم غليظ جدا. لأن هذا الكلام إنما هو قول الزهري، أنه لم يسمع يرخص في الكذب إلا في الثلاث خصال وإنما روى الزهري عن حميد عن أمه: " أن النبي قال: " ليس بالكاذب من أصلح بين الناس، فقال خيرا أو نمى خيرا ". ليس في حديث النبي أكثر من هذا، واتفق على هذه الرواية أيوب السختياني ومالك بن أنس وصالح بن كيسان وموسى بن عقبة ومحمد بن عبد الله بن أبي عتيق ومعمر بن راشد والنعمان بن راشد وعقيل بن خالد ويونس ابن يزيد وشعيب بن أبي حمزة وعبد الرحمن بن إسحاق ومحمد بن الوليد الزبيدي وسفيان بن حسين".
وقال الخطيب في (1/ 272): فأما قول موسى بن هارون أن يونس بن يزيد فصل بين الكلامين، وبين أن قوله " ولم أسمع ترخص " كلام ابن شهاب، وأن معمرا رواه كذا. فلعمري أن الأمر على ما قال، ويقوى في نفسي أن الصواب معهما والقول قولهما والله أعلم.
وقال الدارقطني في ((العلل )) (15/ 358/ 4062) وسئل عن حديث أم كلثوم بنت عقبة، والدة حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن النبي صلى الله عليه وسلم: ليس بكاذب من أصلح بين الناس فقال خيرا أو نمى خيرا، فقال: يرويه الزهري، واختلف عنه، فرواه أيوب، ومعمر، ومالك، وعبيد الله بن أبي زياد، وعبد الرحمن بن إسحاق، وسفيان بن حسين، وابن عيينة، وعبد الرحمن بن يزيد بن أبي حبيب، عن الزهري، وزاد كلمة لم يأت بها غيره، قال: ثم تلا هذه الآية: {ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم} البقرة: 224 الآية، ورواه الزبيدي، وصالح بن كيسان، وشعيب بن أبي حمزة، والجراح بن المنهال، عن الزهري، بهذا الإسناد، وزاد فيه: قال: ولم يرخص في شيء مما يقول الناس إنه كذب إلا في ثلاث ويقال: إن هذا ليس من حديث.، النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما هو من كلام الزهري، ومن قال فيه: قالت: ولم يرخص ... فقد وهم، وإنما هو قال ... يعني الزهري، وكذلك روي عن يعقوب بن عطاء، عن الزهري وكذلك رواه إسماعيل بن عياش، وعمرو بن قيس، عن الزهري.
قال الحافظ في (( الفتح )) (5/ 300): وما زاده مسلم والنسائي من رواية يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه في آخره ولم أسمعه يرخص في شيء مما يقول الناس إنه كذب إلا في ثلاث فذكرها وهي الحرب وحديث الرجل لامرأته والإصلاح بين الناس وأورد النسائي أيضا هذه الزيادة من طريق الزبيدي عن بن شهاب وهذه الزيادة مدرجة بين ذلك مسلم في روايته من طريق يونس عن الزهري فذكر الحديث قال وقال الزهري وكذا أخرجها النسائي مفردة من رواية يونس وقال يونس أثبت في الزهري من غيره وجزم موسى بن هارون وغيره بإدراجها.
وله شواهد من حديث أسماء، وعائشة رضي الله عنهن قلن قال رسول الله " لا يحل الكذب إلا في ثلاث: يحدث الرجل امرأته ليرضيها، والكذب في الحرب، والكذب ليصلح بين الناس".
فحديث أسماء رضي الله عنها:
أخرجه الترمذي في ((السنن)) (1939)، وابن ابي شيبة في ((المصنف)) ( 26565)، وابن راهوية في ((المسند)) (2293)، وأحمد (27570، 27597، 27608)، والطبراني في ((الكبير)) (419- 422)، والالكائي في ((أصول الاعتقاد)) (2036)، والبيهقي في ((الشعب)) (4459)، وغيرهم من طرق عن شهر بن حوشب وهو (ضعيف) عن أسماء بنت يزيد به..
ورواه البيهقي في ((الشعب)) ( 4460، 10586) عن شهر بن حوشب، عن الزبرقان، عن النواس بن سمعان الكلابي بنحوه.
وراوه الترمذي في ((السنن)) (1939)، واسحاق بن راهوية في ((المسند)) (2294)، وهناد في ((الزهد)) (2/ 634) عن شهر مرسلا.
وصوب أبو زرعة الرازي الوجه المرسل كما في (علل الأحاديث لابن ابي حاتم)) (991).
قلت وهو مع إرساله فإسناده ضعيف من أجل شهر بن حوشب .
أما حديث عائشة رضي الله عنها:
فأخرجه الطبري في ((تهذيب الاثار)) (201)، و بن عدي في ((الكامل)) (1/ 112) كلاهما من طريق يحيى بن خليف، حدثنا الثوري، عن طلحة بن يحيى، عن عائشة بنت طلحة، عن عائشة أم المؤمنين قالت: قال رسول الله : لا يصلح الكذب إلا في ثلاث؛ الرجل يرضي امرأته، وفي الحرب، وفي صلح بين الناس.
قال الشيخ: وهذا الحديث غريب من حديث الثوري، ولا أعلم يرويه عن الثوري إلا يحيى بن خليف.
قلت أبو عمير: ويحي بن خلف (متهم بالوضع).
وله شاهد آخر من حديث أبو أيوب الأنصاري عند أبي عوانة في ((المستخرج)) (6545) من طريق عبد الله بن عبد العزيز الليثي، قال: سمعت ابن شهاب يحدث، عن عطاء بن يزيد، عن أبي أيوب رضي الله عنه، قال: قال رسول الله : " لا يحل الكذب إلا في ثلاث: الرجل يكذب امرأته يرضيها بذلك، وقال النبي : الحرب خدعة، والرجل يمشي بين رجلين يصلح بينهما ".
وعبد الله الليثي (ضعيف الحديث قال الجوز جاني يروي عن الزهري مناكير وقد اختلط بأخرة).
قلت أبو عمير: ومما سبق والله أعلم يتضح:
** أن الكذب من أجل الإصلاح ثابت من حديث أم كلثوم عند البخاري ومسلم.
** وحديث الكذب في الحرب يشهد له حديث " الحرب خدعة" (متفق عليه).
** وأما كذب الرجل على زوجه فلا يصح عن النبي صلى لله عليه وسلم إنما هو من مرسل الزهري وشهر، والله أعلم.
أبو عمير المصري القليوبي
islammamduh91@gmail.com
المصدر... ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|