شبكة ربيع الفردوس الاعلى  

   
 
العودة   شبكة ربيع الفردوس الاعلى > 3 > الموسوعة الضخمة ------- علوم القران و التفسير
 
   

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: يوسف الشويعي مصحف كامل 114 سورة جودة رهيبة تلاوات برابط 1 و مزيد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: ياسر القرشي برواية حفص و شعبة 2 مصحف كامل 114 سورة جودة رهيبة تلاوات برابط 1 و مزيد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: ياسر المزروعي بجمع رواية روح و رويس عن يعقوب مصحف كامل 114 سورة جودة رهيبة تلاوات برابط 1 و مزيد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: ياسر الدوسري مصحف كامل 114 سورة جودة رهيبة تلاوات برابط 1 و مزيد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: ابراهيم البارقي تلاوة خاشعة (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: EBRAHEEM-----alhozifi------IS---REEDING-----QURAN---MP3----TELAWAT-RECITATION (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: EBRAHEEM-----alkhawalany----IS---REEDING-----QURAN---MP3----TELAWAT-RECITATION (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: EBRAHEEM-----aldowaish------IS---REEDING-----QURAN---MP3----TELAWAT-RECITATION (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: EBRAHEEM----alzobidy-----IS---REEDING-----QURAN---MP3----TELAWAT-RECITATION (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: EBRAHEEM-----alzahrany-----IS---REEDING-----QURAN---MP3----TELAWAT-RECITATION (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)      

إضافة رد
   
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

  #1  
قديم 04-14-2015, 12:52 PM
منتدى اهل الحديث منتدى اهل الحديث غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 5,969
افتراضي فوائد انتقيتها من تفسير سورة البقرة لابن عثيمين - الجزء الثاني - :


بسم الله الرحمن الرحيم
مختارات من تفسير الشيخ محمد العثيمين رحمه الله
الجزء الثاني :
1. قوله تعالى : ( أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين ) يحتمل ثلاث معاني :
الأول : ما كان ينبغي لهؤلاء أن يدخلوها إلا خائفين فضلا عن أن يمنعوا عباد الله ؛ لانهم كافرون بالله عز وجل ؛ فليس لهم حق أن يدخلوا المساجد إلا خائفين .
الثاني : أن هذا الخبر بمعنى النهي ؛ يعني : لا تدعوهم يدخلوها- إذا ظهرتم عليهم- إلا خائفين .
الثالث : أنها بشارة من الله عز وجل أن هؤلاء الذين منعوا المساجد - ومنهم المشركون الذين منعوا النبي صلى الله عليه وسلم المسجد الحرام - ستكون الدولة عليهم ، ولا يدخلوها إلا وهم ترجف قلوبهم .

2. أخذ بعض العلماء من هذه الآية : تحريم تحجر المكان في المسجد ....ولا شك أن التحجر حرام ؛ وأما إذا كان الإنسان في المسجد فلا حرج أن يضع ما يحجز به المكان بشرط ألا يتخطى الرقاب عند الوصول إليه ، أو تصل إليه الصفوف ؛ فيبقى في مكانه ؛ لأنه حينئذ يكون قد شغل مكانين .

3.( ولله المشرق والمغرب ) أي مشرق كل شارق ، ومغرب كل غارب ، ويحتمل أن المراد : له كل شئ ؛ لأن ذكر المشرق والمغرب يعني الإحاطة و الشمول .

4. ( فثم وجه الله ) : اختلف فيه المفسرون من السلف والخلف ، فقال بعضهم : المراد به وجه الله الحقيقي ، وقال بعضهم : المراد به الجهة : ( فثم وجه الله ) يعني في المكان الذي اتجهتم إليه جهة الله عز وجل ؛ وذلك لأن الله محيط بكل شئ ؛ ولكن الراجح أن المراد به الوجه الحقيقي ؛ لأن ذلك هو الأصل ؛ وليس هناك ما يمنعه ؛ وقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى قِبَل وجه المصلي ......

5.( كل له قانتون) : القنوت يطلق على معنيين ؛ معنى عام وخاص ؛ ( المعني الخاص ) هو قنوت العبادة ، والطاعة ، ....والمعنى العام : هو قنوت الذل العام ؛ وهذا شامل لكل من في السموات والأرض ...

6. من فوائد ( ولئن اتبعت أهواءهم ) : أن ما عليه اليهود و النصارى ليس دينا بل هوى

7.( الذين آتيناهم الكتاب ) :المراد بهم : إما هذه الأمة ، أو هي وغيرها ؛ وهذا هو الأرجح ؛ و( الكتاب ) المراد به الجنس ؛ فيشمل القرآن ، والكتب المنزلة الأخرى .

8.( قال ومن ذريتي ) ( من ) يحتمل أنها لبيان الجنس ؛ ويحتمل أنها للتبعيض .

9.( مثابة ) أي مرجع ؛ يثوب الناس إليه ويرجعون من كل أقطار الدنيا سواء ثابوا إليه بأبدانهم أو بقلوبهم .

10.( وعهدنا ) ( العهد ) الوصية بما هو هام .

11. (قال ومن كفر ) القائل هو الله سبحانه وتعالى ؛ فأجاب الله تعالى دعاءه ؛ يعني : وأرزق من كفر أيضا فهي معطوفة على قوله تعالى ( من آمن ) ؛ ولكنه تعالى قال في الكافر : ( فأمتعه قليلا )

12.( ويعلمهم الكتاب والحكمة ) ( الحكمة ) : قيل : هي السنة ؛ لقوله تعالى : ( وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة) ويحتمل أن يكون المراد بها معرفة أسرار الشريعة المطهرة .

13.( إلا من سفه نفسه ) أي أوقعها في سفه .

14.من الفوائد : أن المخالفين للرسل سفهاء ؛ لقوله تعالى : ( ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه ) وقوله تعالى عن المنافقين ( ألا إنهم هم السفهاء ) وقوله تعالى : ( سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها )

15.( الصنو ) الغصنان أصلهما واحد .

16. تطلق ( الأمة ) في القرآن على عدة معان ؛ المعنى الأول : الطائفة كما في قوله تعالى ( تلك أمة قد خلت ) ، المعنى الثاني : الحقبة من الزمن ( و ادكر بعد أمة ) ؛ المعنى الثالث : الإمام ( إن إبراهيم كان أمة ) ؛ المعنى الرابع : الطريق والملة ( إنا وجدنا آباءنا على أمة )

17.( وقالوا كونوا هودا أو نصارى ) ( هود ) جمع هائد

18. الحنيف : المائل عما سوى التوحيد .

19.الإيمان : التصديق المستلزم للقبول والإذعان .

20. ( الأسباط ) قيل : إنهم أولاد يعقوب ، وقيل : هم الأنبياء الذين بعثوا في أسباط بني إسرائيل .

21. ( صبغة الله ) دين الله ؛ وسمي الدين صبغة لظهور أثره على العامل به .

22. ( أم تقولون إن إبراهيم ...) ( أم ) للإضراب ؛ وهو إضراب انتقال ؛ وليس إضراب إبطال .

23. ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا ) الكاف هنا اسم بمعنى ( مثل ) في محل نصب على المفعولية المطلقة .

24. ( وإن كانت لكبيرة ) ( إن ) مخففة من الثقيلة ؛ واسمها ضمير الشأن ؛ والتقدير : وإنها لكبيرة .

25.(وما كان الله ليضيع إيمانكم ) : اللام يسمونها لام الجحود و( الجحود ) يعني النفي ، وضابط هذه اللام أن تقع بعد كون منفي .

26. المراد بـ ( إيمانكم ) صلاتهم إلى بيت المقدس .

27. غالب من ابتلي بالمال طغى من وجه ، وشح من وجه آخر ؛ ثم اعتدى في تمول المال ؛ فضلّ في تموله ، والتصرف فيه ، وتصريفه .

28. امتحن الله الصحابة بأن حرم الصيد على المحرم ، ثم أرسله عليهم وهم محرمون حتى تناله أيديهم ، ورماحهم .

29. ( المسجد الحرام ) سمي (حراما ) ؛ لأنه يمنع فيه من أشياء لا تمنع في غيره ، ولأنه محترم معظم .

30. ( إذ ) للماضي ، و( إذا ) للمستقبل ، ( إذاً ) للحاضر .

31. الظاهر - والله أعلم - أن الكعبة قبلة لكل الانبياء ؛ لقوله تعالى : ( إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين ) ؛ وهكذا قال شيخ الإسلام : إن المسجد الحرام قبلة لكل الانبياء ؛ لكن أتباعهم من اليهود ، والنصارى هم الذي بدلوا هذه القبلة .

32.( وما بعضهم بتابع قبلة بعض ) ؛ فقبلة اليهود إلى بيت المقدس - إلى الصخرة ؛ وقبلة النصارى إلى المشرق - يتجهون نحو الشمس .

33. من الفوائد : بيان أن العلم حقيقة هو علم الشريعة ؛ لقوله تعالى : ( من بعد ما جاءك من العلم ) : أتى بـ ( أل ) المفيدة للكمال ؛ ولاشك أن العلم الكامل الذي هو محل الحمد والثناء هو العلم بالشريعة ؛ ولذلك نقول : إن عصر النبوة هو عصر العلم ؛ وليس عصرنا الآن هو عصر العلم الذي يمدح على الإطلاق ؛ لكن ما كان منه نافعا في الدين فإنه يمدح عليه لهذا .

34. ( ولكل وجهة هو موليها ) ؛ الوجهة ، والجهة ، والوجه ، معناها متقارب ؛ أي لكل واحد من الناس جهة يتولاها ؛ وهذا شامل للجهة الحسية والمعنوية ؛ مثال الجهة الحسية : اختلاف الناس إلى أين يتجهون في صلاتهم ؛ ومثال المعنوية : اختلاف الناس في الملل والنحل وما أشبه ذلك . وليس المراد بهذه الجملة إقرار أهل الكفر على كفرهم ؛ وإنما المراد - والله أعلم - تسلية المؤمنين ، وتثبيتهم على ما هم عليه من الحق ؛ لأن لكل أحد وجهة ولاه الله إياها حسب ما تقتضيه حكمته

35. ( ولكل وجهة ) يشمل الوجهة القدرية ؛ فمن الناس من يهديه الله تعالى فيكون اتجاهه إلى الحق ؛ ومن الناس من يخذل ويكون اتجاهه إلى الباطل ، والوجهة الشرعية : اختلاف الشرائع بين الناس ؛ فلا تظن أن اختلاف الشريعة الإسلامية عن غيرها معناه أنها ليست حقا ؛ فإن الحق من الله .

36. هناك كلمة يقولها بعض الناس فيقول : ( إن الله على ما يشاء قدير ) ؛ وهذا لا ينبغي :
أولا : لأنه خلاف إطلاق النص ؛ فالنص مطلق .
ثانيا : لأنه قد يفهم منه تخصيص القدرة بما يشاء الله دون ما لم يشأ ؛ والله قادر على ما يشاء ، وعلى ما لا يشاء .
ثالثا : أنه قد يفهم منه مذهب المعتزلة القدرية الذين قالوا : إن الله عز وجل لا يشاء أفعال العبد ؛ فهو غير قادر عليها .
ولهذا ينبغي أن نطلق ما أطلقه الله لنفسه ، فنقول : إن الله على كل شئ قدير ؛ أما إذا جاءت القدرة مضافة إلى فعل معين فلا بأس أن تقيد بالمشيئة ، كما في قوله تعالى : ( وهو على جمعهم إذا يشاء قدير ) ؛ فإن ( يشاء ) عائدة على ( الجمع ) ؛ لا على ( القدرة ) .

37. وجه كون فعل العبد مخلوقا لله : أن الإنسان مخلوق لله ؛ وفعله كائن بأمرين : بعزيمة صادقة ؛ وقدرة ؛ والله عز وجل هو الذي خلق العزيمة الصادقة والقدرة ؛ فالإنسان بصفاته ، وأجزائه ، وجميع ما فيه كله مخلوق لله عز وجل .

38. (الخشية ) ( والخوف ) متقاربان ؛ إلا أن أهل العلم يقولون : إن الفرق أن (الخشية) لا تكون إلا عن علم ؛ لقوله تعالى : ( إنما يخشى الله من عباده العلماء ) بخلاف ( الخوف ) فقد يخاف الإنسان من المخوف وهو لا يعلم عن حاله ؛ والفرق الثاني : أن ( الخشية ) تكون لعظم المخشي ؛ و( الخوف ) لضعف الخائف . والفرق الأول أوضح .

39. الغالب أن ( نِعمة ) بكسر النون في نعمة الخير ، و( النَعمة ) بالفتح : التنعم من غير شكر ، كما قال تعالى : ( ونعمة كانوا فيها فاكهين ) ، وقال تعالى : ( و ذرني والمكذبين أولى النعمة ) .
40. إن أهل قباء أتاهم الخبر وهم يصلون صلاة الفجر وكانوا متجهين إلى بيت المقدس ، فاستداروا إلى الكعبة .

41.( ويعلمهم الكتاب والحكمة ) : ( الحكمة ) هي أسرار الشريعة ، وحسن التصرف بوضع كل شئ في موضعه اللائق به بعد أن كانوا في الجاهلية يتصرفون تصرفا أهوج من عبادة الأصنام وقتل الأولاد والبغي على العباد .

42. القرآن - والحمد لله - مبين لفظه ، ومعناه ؛ ليس فيه شئ يشتبه على الناس إلا اشتباها نسبيا بحيث يشتبه على شخص دون الآخر ، أو في حال دون الأخرى ؛ قال تعالى : ( إن علينا جمعه وقرآنه ، فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ، ثم إن علينا بيانه )

43. قوله تعالى ( فاذكروني ) فيها قراءة بفتح الياء ؛ وقراءة بإسكانها ؛ لأن يا المتكلم من حيث اللغة العربية يجوز إسكانها ،وفتحها ، وحذفها تخفيفا ؛ لكنها في القرآن تتوقف على السماع .

44.( ولا تكفرون ) ( لا ) ناهية ؛ والنون هنا نون الوقاية ، وليست نون الإعراب ؛ ومثله قوله تعالى ( فلا يستعجلون) ، ولهذا كانت مكسورة فيهما .

45. ذكر الله يكون بالقلب ، وباللسان ، وبالجوارح

46. ....بعض طلبة العلم تذهب مجالسهم كمجالس العامة لا ينتفع الناس بها ؛ وهذا لا شك أنه حرمان - وإن كانوا لا يأثمون إن لم يأتوا بما يوجب الإثم ؛ فالذي ينبغي لطالب العلم - حتى وإن لم يسأل - أن يورد هو سؤالا لأجل أن يفتح الباب للحاضرين ؛ فيسألوا ......

47.من الفوائد : بيان الآثار الحميدة للصلاة ، وأن من آثارها الحميدة أنها تعين العبد في أموره .

48. ( ونقص من الأموال ) ؛ ( المال ) هو كل ما يتموله الإنسان من نقود ، ومتاع ،وحيوان .

49. في الحديث : ( من رضي فله الرضا ؛ ومن سخط فله السخط ) .

50. ذكر العلماء أن للإنسان عند المصيبة أربعة مقامات : الصبر ، والرضا ، والشكر ، والسخط ( وفصلها الشيخ )

51.( اللهم أْجرني في مصيبتي وأخلف لي ) بقطع الهمزة .

52. يقال للصفا :جبل أبي قبيس ؛ وللمروة : قعيقعان .

53. ( من شعائر الله ) ( الشعائر ) جمع شعيرة ؛ وهي التي تكون علما في الدين ؛ يعني : من معالم الدين الظاهرة ؛ لأن العبادات منها خفية : بين الإنسان وبين ربه ؛ ومنها أشياء عَلَم ظاهر بَيّن - وهي الشعائر .

54. ( من تطوع خيرا ) أي ازداد خيرا في الطاعة ؛ ويشمل الواجب ، والمستحب ؛ وتخصيص التطوع بالمستحب اصطلاح فقهي ؛ أما في الشرع فإن يشمل الواجب ، والمستحب .

55. ( فلا جناح عليه أن يطوف بهما ) وذلك أن ناسا من الأنصار كانوا قبل أن يسملوا يهلون لمناة الطاغية المذكورة في القرآن ؛ وهي في المشلّل - مكان قرب مكة - فكانوا يتحرجون من الطواف بالصفا والمروة وقد أهلوا لمناة ؛ فلما جاء الإسلام سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فأنزل الله سبحانه وتعالى الآية
وفيه سبب آخر لتحرج الناس من الطواف بهما : وهو أنهم كانوا يفعلون ذلك في الجاهلية ، فكانوا يطوفون بهما كما كانوا يطوفون بالبيت أيضا ، فذكر الله عز وجل الطواف بالبيت ، ولم يذكر الطواف بالصفا والمروة ؛ فقالوا : لو كان ذلك جائزا لذكره الله عز وجل ، فهذا دليل على أنه ليس بمشروع ؛ لأنه من أعمال الجاهلية ؛ فلا نطوف ؛ فأنزل الله هذه الآية .
وفيه سبب ثالث ؛ وهو أنه يقال : إنه كان فيهما صنمان : إساف ، ونائلة ؛ وقيل : إنهما كانا رجلا وامرأة زنيا في جوف الكعبة ؛فسمخهما الله سبحانه وتعالى حجارة ؛ فكان من جهل العرب أن قالوا : هذان مسخا جحارة ؛ إذا لا بد أن هناك سرا ، وسببا ، فاخرجوا بهما عن الكعبة ، واجعلوهما على الجبلين - الصفا والمروة - نطوف بهما ونتمسح بهما ، وقد كان ، وعلى هذا يقول أبو طالب :
وحيث ينيخ الأشعريون ركابهم بمفضى السيول من أساف ونائل
وأظهر الأسباب الثلاثة السبب الأول ؛ على أنه لا مانع من تعدد الأسباب .
56. ( من بعد ما بيناه للناس في الكتاب ) المراد به جميع الكتب .

57. من سئل علما فكتمه ألجم بلجام من نار إلا أن يكون السائل متعنتا ، أو يريد الإيقاع بالمسؤول ، أو ضرب آراء العلماء بعضها ببعض ، أو يترتب على إجابته مفسدة ، فلا يجاب حينئذ ؛ وليس هذا من كتم العلم ؛ بل هو مراعاة المصالح ، ودرء المفاسد .

58. دفع الفتوى - وهو أن يحول المستفتي إلى غيره ، فيقول : اسأل فلانا ، أو اسأل العلماء - اختلف فيه أهل العلم : هل يجوز ، أو لا يجوز ؟ والصحيح أنه لا يجوز ، إلا عند الاشتباه فيجب ؛ أما إن كان الامر واضحا فإنه لا يجوز .

59. ( وأنا التواب ) : صيغة مبالغة ونسبة .

60.جبريل مكلف بما فيه حياة القلوب ، و إسرافيل مكلف بما فيه حياة الأبدان . و ميكائيل مكلف بما فيه حياة النبات .

61. ( ولا هم ينظرون ) أي لا يمهلون ؛ بل يؤخذون بالعقاب ؛ من حين ما يموتون وهم في العذاب ، و يحتمل أن المراد لا ينظرون بالعين ؛ فلا ينظرون نظر رحمة ، وعناية بهم .

62. ( حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها ) فمن يوم يجيئونها تفتح ؛ أما أهل الجنة فإذا جاءوها لم تفتح فور مجيئهم ، كما قال تعالى : ( حتى إذا جاءوها و فتحت أبوابها ) أي لا يدخلونها إلا بالشفاعة ، وبعد أن يقتص من بعضهم لبعض .

63. ( ألم نجعل الأرض كفاتا أحيائا وأمواتا ) ؛ ما ظنك لو جعل الله هذه الأرض شفافة كالزجاج ، فدفن فيها الأموات ينظر الأحياء إلى الأموات فلا تكون كفاتا لهم ! وما ظنك لو جعل الله هذه الأرض صلبة كالحديد ، أو أشد فلا يسهل علينا أن تكون كفاتا لأمواتنا ، ولا لنا أيضا في حياتنا !

64. ( يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل ) : على وجه خفي لا يشعر الناس به : يزداد شيئا فشيئا ، وينقص شيئا فشيئا ليست الشمس تطلع فجأة من مدار السرطان ، وفي اليوم التالي مباشرة من مدار الجدي ! ولكن تنتقل بينهما شيئا فشيئا حتى يحصل الالتئام ، والتوازن ، وعدم الكوارث ؛ فلو انتقلت فجأة من مدار السرطان إلى مدار الجدي لهلك الناس ......

65. ( الفلك ) هي السفينة ؛ وتطلق على المفرد ، كما في هذه الآية ، و على الجمع ،كما في قوله تعالى : ( حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم ) .

66.( بما ينفع الناس ) : الباء هنا للمصاحبة أي مصحوبة بما ينفع الناس من الأرزاق ، والبضائع ، والأنفس ، وغيرها .

67. من حكمة الله عز وجل أنه قدر في الأرض أقواتها يعني جعل قدرا هنا ، وقدرا هنا ...

68.( وتصريف الرياح ) أي تنويعها من حيث الاتجاه ، والشدة والمنافع

69. ( و انزلنا الرياح لواقع ) قال المفسرون : تلقح في السحاب

70. بعض المشركين يصرح فيقول : ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى .

71. المحبة من العبادة ؛ بل هي أساس العبادة ؛ لأن أساس العبادة مبني على الحب ، والتعظيم ؛ فبالحب يفعل المأمور ؛ وبالتعظيم يجتنب المحظور . هذا إذا اجتمعا ؛ وإن انفرد أحدهما استلزم الآخر .
72. يقال للكافر تبكيتا ، وتوبيخا ، وتنديما ، وتلويما ، ( ذق ) ؛ ويُذكّر بحاله في الدنيا فيقال له : ( إنك أنت العزيز الكريم ) .

73. ( و تقطت بهم الأسباب ) جمع سبب ؛ وهو ما يتوصل به إلى غيره ؛والمراد هنا كل سبب يؤملون به الانتفاع من هؤلاء المتبوعين .

74. تأتي ( لو ) في اللغة العربية على ثلاثة أوجه : مصدرية ( و ودوا لو تكفرون ) ، وشرطية ( و لو شاء الله ما اقتتلوا ) ، وللتمني ( لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم ) .

75. ( كذلك ) : الكاف : اسم بمعنى ( مثل ) ؛ وهي مفعول مطلق عامله الفعل بعده .

76. ( يريهم ) من : أرى يُري ؛ فزيادة الهمزة جعلتها تنصب ثلاثة مفاعيل ؛ الأول : الضمير ، والثاني : (أعمالهم ) ؛ والثالث: ( حسرات ) .

77. ذكر كثير من المؤلفين في أصول التفسير أن الغالب في السور المدنية أن يكون الخطاب فيها بـ ( يا أيها الذين آمنوا ) ؛ لكنها ليست قاعدة ؛ ولكنها ضابط يخرج منه بعض المسائل ؛ لأن من السور المدنية فيها ( يا أيها الناس ) ، كسورة النساء ، وسورة الحجرات .
78. (إنما يأمركم بالسوء ) وهو كل ما يسوء من المعاصي الصغيرة ؛ أي السيئات ؛ و( الفحشاء ) أي المعاصي الكبيرة

79. ( أو لو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون ) : المراد بالعقل هنا عقل الرشد ؛لا عقل الإدراك .

80. ( بما لا يسمع إلا دعاء ونداء ) أى البهائم لا تفهم إلا الصوت دعاء ، ونداء ، و( الدعاء ) إذا كان يدعو شيئا بعينه باسمه ؛ و( النداء ) يكون للعموم ؛ هناك بهائم يسميها الإنسان باسمها بحيث إذا ناداها أقبلت ؛ والنداء العام لجميع البهائم ؛ فتقبل الإبل جميعا ، هؤلاء الكفار مثلهم - في كونهم يتبعون آباءهم بدون أن يفهموا هذه الحال التي عليها آباؤهم - كمثل هذا الناعق بالماشية .

81. من الأدلة على بطلان القومية تبرأ إبراهيم من أبيه ، وقوله تعالى لنوح ( إنه ليس من أهلك )

82. الشكر شرعا : القيام بطاعة المنعم .

83. من فوائد قوله : ( مما رزقناكم ) أن ما يحصل عليه المرء من مأكول فإنه من رزق الله ؛ وليس للإنسان فيه إلا السبب فقط .

84. ( غير باغ ) أي طالب لأكل الميتة من غير ضرورة ( ولا عاد ) أي متجاوز لقدر الضرورة ؛ هذا هو الراجح في تفسيرهما ، وقال بعض أهل العلم إن ( الباغي ) هو الخارج عن الإمام ؛ و( العادي ) هو العاصي بسفره .

85. إن حل الميتة للمضطر يحتمل حالين :
الأولى: أن نقول : إن الله على كل شئ قدير ؛ فالذي جعلها خبيثة بالموت بعد أن كانت طيبة حال الحياة قدر على أن يجعلها عند الضرورة طيبة ، مثل ما كانت الحمير طيبة تؤكل حال حلها ، ثم أصبحت بعد تحريمها خبيثة ا .
الحال الثانية : انها ما زالت على كونها خبيثة ؛ لكنه عند الضرورة إليها يباح هذا الخبيث للضرورة ؛ وتكون الضرورة واقية من مضرتها ؛ وهذا الحال أقرب ؛لأنه لو كان عند الضرورة يزول خبثها لكانت طيبة تحل للمضطر ، وغيره ....

86. ( اشتروا الضلالة بالهدى ) : الباء هنا للعوض ؛ ويقول الفقهاء : إن ما دخلت عليه الباء هو الثمن ؛ سواء كان بنقد ، أم عينا ؛ وقال آخرون : الثمن هو النقد مطلقا ؛ والصحيح الأول .

87. ( إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما ، واستغفر الله إن الله كان غفورا رحيما ) استدل بعض العلماء بهذه الآية على أن الذنوب تحول بين الإنسان وبين العلم ، ثم قال تعالى : ( واستغفر الله ) فدل هذا على أن الاستغفار من أسباب فتح العلم - وهو ظاهر -

88. ( آتى المال ) ( المال ) كل عين مباحة النفع سواء كان هذا المال نقدا ، أو ثيابا ، أو طعاما ، أو أي شئ .

89. سميت زكاة لأنها تنمي الخلق ، وتنمي المال ، وتنمي الثواب

90. الإيمان باليوم الآخر يستلزم الاستعداد له بالعمل الصالح ؛ فالذي يقول : إنه مؤمن باليوم الآخر ، ولكن لا يستعد له فدعواه ناقصة .

91. ( منكر ونكير ) قال الألباني في الحديث الوارد في صحيح الترمذي : إنه حسن ، وفي السلسلة الصحيحة : إسناده جيد . ( من المحشي )

92. صحف موسى اختلف العلماء أهي التوراة أو غيرها .

93. ورد في حديث صححه ابن حبان أن عدة الرسل ثلاثمائة وبضعة عشر رسولا ؛ وأن عدة الانبياء مائة وأربعة وعشرون ألفا ( فيه حاشية على هذا الكلام )

94.لما سمع أبو طلحة هذه الآية ( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ) تصدق ببستانه ، لا لأنه بستانه فقط ، ولكن لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يأتي إليه ، ويشرب فيه من ماء طيب ، وكان قريبا المسجد .

95. من الفوائد أن إعطاء ذوي القربى أولى من إعطاء اليتامى والمساكين ، لأن الله بدأ بهم ، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم تقديم صلة الرحم على العتق .

96. ( والموفون بعهدهم ) العهد عهدان : عهد مع الله عز وجل ؛ وعهد مع الخلق . فالعهد الذي مع الله بينه بقوله : ( وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم ) ، وقوله تعالى : ( ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا وقال الله إني معكم لئن أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وآمنتم برسلي وعزرتموهم وأقرضتم الله قرضا حسنا لأكفرن عنكم سيئاتكم ....) الآية ، فالعهد الذي عهد الله به إلينا أن نؤمن به ربا ، فنرضى بشريعته ؛ بل بأحكامه الكونية ، والشرعية .
أما العهد الذي بيننا وبين الناس فأنواعه كثيرة جدا غير محصورة ؛ منها العقود مثل عقد البيع ، وعقد النكاح ؛ لأنك إذا عقدت مع إنسان التزمت بما يقتضيه ذلك العقد ؛ إذا فكل عقد فهو عهد ؛ ومن العهود بين الخلق ؛ ما يجري بين المسلمين وبين الكفار .

97. أعلى أنواع الصبر : الصبر على طاعة الله ؛ لأن فيها تحملا ، ونوعا من التعب بفعل الطاعة ؛ ثم الصبر عن المعصية ؛ لأن فيه تحملا ، وكفا عن المعصية ؛ والكف أهون من الفعل ؛ ثم الصبر على أقدار الله المؤلمة ، لأنه على شئ لا اختيار للعبد فيه .

98.إذا كان الكافر يقاتلنا بنفسه بأن يكون هذا الرجل المعين مقاتلا ، أو يقاتلنا حكما ، مثل أن يكون من دولة تقاتل المسلمين فإنه لا يجوز بره ، ولا إعطاؤه المال ؛ لأنه مستعد حكما للقتال .

99. ( كتب عليكم القصاص في القتلى ) ( القصاص ) يشمل إزهاق النفس ، وما دونها ؛ قال الله تعالى في سورة المائدة : ( والجروح قصاص )

100. ( فمن عفي له من أخيه شئ فاتباع بمعروف ) : على العافي اتباع بالمعروف عند قبض الدية ، بحيث لا يتبع عفوه منا ، ولا أذى .

101. ( وأداء إليه بإحسان ) : أي يكون الأداء بإحسان وافيا بدون مماطلة .

102. ذكر ابن عباس رضي الله عنهما أن بني إسرائيل فرض عليهم القصاص فرضا.

103. العفو المندوب إليه ما كان فيه إصلاح ؛ لقوله تعالى : ( فمن عفا وأصلح فأجره على الله ) مثل أن يكون القاتل معروفا بالصلاح ؛ ولكن بدرت منه هذه البادرة النادرة ؛ ونعلم ، أو يغلب على ظننا أنا إذا عفونا استقام ، وصلحت حاله ، فالعفو أفضل لا سيما إذا كان له ذرية ضعفاء و نحو ذلك ، وإذا علمنا أن القاتل معروف بالشر ، والفساد ، وإن عفونا عنه لا يزيده إلا فسادا ، وإفسادا فترك العفو عنه أولى ؛ بل قد يجب ترك العفو عنه .

104.( كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا الوصية ) ؛ إنما لم يؤنث الفعل- كتب - لكون نائب الفاعل – الوصية - مؤنثا تأنيثا مجازيا ؛ وللفصل بينه وبين عامله .

105. أكثر العلماء على أن هذا الحكم الذي دلت عليه الآية منسوخ ؛ ولكن الراجح أنه ليس بمنسوخ ؛ لإمكان التخصيص ؛ فيقال : إن قوله تعالى : ( للوالدين و الأقربين ) مخصوص بما إذا كانوا غير وارثين .

106. من الفوائد أن الوصية الواجبة إنما تكون فيمن خلف مالا كثيرا ؛ لقوله تعالى : ( إن ترك خيرا ) ؛ فأما من ترك مالا قليلا فالأفضل أن لا يوصي .

107. قال الشافعي وغيره من السلف : ناظروا القدرية بالعلم ؛ فإن أقروا به خصموا ؛ وإن أنكروه كفروا ؛ فإما إذا قالوا : إن الله لا يعلم فكفرهم واضح لتكذيبهم القرآن ؛ وإما إذا قالوا : إنه يعلم لكن لا يقدرها ، ولا يخلقها ، قيل لهم : هل وقعت على وفق معلومه ، أو على خلاف معلومه ؟ سيقولون : على وفق معلومه ؛ وإذا كان على وفق معلومه لزم أن تكون مرادة له ؛ وإلا لما وقعت .

108. من الفوائد : أن من خاف جورا أو معصية من موص فإنه يصلح ؛ وهذا يشمل ما إذا كان قبل موت الموصي ، أو بعده ؛ مثاله قبل موت الموصي : أن يستشهد الموصي ، او يستكتب شخصا لوصيته ، فيجد فيها جورا ، أو معصية ، فيصلح ذلك ؛ ومثاله بعد موته : أن يطلع على وصية له تتضمن ما ذكر فتصلح ؛ مثال ذلك أن يوصي لوارث ، فيطلع على ذلك بعد موته ، فتصلح الوصية إما باستحلال الوارث الرشيد ، وإما بإلغائها إذا لم يمكن .

109. من فوائد الآية : أنه قد يعبر بنفي الإثم ، أو نفي الجناح دفعا عن توهمه ؛ وعليه فلا ينافي المشروعية ، كما في قوله تعالى : ( إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ) .

110. ( كما كتب على الذين من قبلكم ) من الأمم السابقة يعم اليهود ، والنصارى ، ومن قبلهم ؛ كلهم كتب عليهم الصيام ؛ ولكنه لا يلزم أن يكون كصيامنا في الوقت والمدة وهذا التشبيه فيه فائدتان : الأولى : التسلية لهذه الأمة حتى لا يقال : كلفنا بهذا العمل الشاق دون غيرنا ، الثانية : استكمال هذه الامة للفضائل التي سبقت إليها الأمم السابقة .

111. من العجائب في زمننا هذا أن من الناس من يصبر على الصيام ، ويعظمه ؛ ولكن لا يصبر على الصلاة .

112. الحكمة في التعبير بقوله : (أو على سفر) - والله أعلم - أن المسافر قد يقيم في بلد أثناء سفره عدة أيام ، ويباح له الفطر ؛ لأنه على سفر .

113. ( وعلى الذين يطيقونه ) أي يستطيعونه ، وقال بعض أهل العلم : ( يطيقونه ) أي يطوّقونه ؛ أي يتكلفونه ، ويبلغ الطاقة منهم حتى يصبح شاقا عليهم ؛ لكن ما ثبت في الصحيحين من حديث سلمة بن الأكوع يدل على ضعفه : ( أنه أول ما كتب الصيام كان الإنسان مخيرا أن يصوم ؛ أو يفطر ويفتدي ...) ؛ وكذلك ظاهر الآية يدل على ضعفه ؛ لان قوله بآخرها : ( وأن تصوموا خير لكم ) يدل على أنهم يستطيعون الصيام .

114. ( فمن تطوع خيرا ) منصوب على أنه مفعول مطلق ؛ والتقدير : فمن تطوع تطوعا خيرا .

115. ( شهر رمضان ) الشهر هو مدة ما بين الهلالين ؛ وسمي بذلك لاشتهاره ؛ ولهذا اختلف العلماء هل الهلال ما هلّ في الأفق - وإن لم ير - أم الهلال ما رئي واشتهر ؛ والصواب الثاني ، وأن مجرد طلوعه في الأفق لا يترتب عليه حكم شرعي حتى يرى ، ويتبين ، ويشهد إلا أن يكون هناك مانع من غيم ، أو نحوه .

116. ( أنزل فيه القرآن ) الصحيح أن ( أل ) هنا للجنس وليست للعموم ؛ وأن معنى : ( أنزل فيه القرآن ) أي ابتدئ فيه إنزاله ، كقوله تعالى : ( إنا أنزلناه في ليلة مباركة ) .

117. من الفوائد أن الله تعالى أنزل القرآن في هذا الشهر ؛ وقد سبق في التفسير هل هو ابتداء إنزاله ؛ أو أنه نزل كاملا ؛ والظاهر أن المراد ابتداء إنزاله ؛ لان الله يتكلم بالقرآن حين إنزاله ؛ وقد أنزله الله جل وعلا مفرقا ؛ فيلزم من ذلك أن لا يكون القرآن كله نزل في هذا الشهر .

118.( فلستجيبوا لي ) عداها باللام ؛ لأنه ضمن معنى الانقياد - أي فلينقادوا لي ؛ وإلا لكانت ( أجاب ) تتعدى بنفسها .

119. وكل أناس سوف تدخل بينهم دويهية تصفر منها الأنامل

120. ( لعلهم يرشدون ) ؛ ( لعل ) للتعليل ؛ وكلما جاءت ( لعل ) في كتاب الله فإنها للتعليل ؛ إذ أن الترجي لا يكون إلا فيمن احتاج .

121. من الفوائد : أن الصيام مظنة إجابة الدعاء ؛ لان الله سبحانه وتعالى ذكر هذه الآية في أثناء آيات الصيام .

122. من الفوائد أن الله تعالى يجيب دعوة الداع إذا دعاه ؛ ولا يلزم من ذلك أن يجيب مسألته ؛ لأنه تعالى قد يؤخر إجابته المسألة ليزداد الداعي تضرعا ، أو يدخر له يوم القيامة ؛ أو يدفع عنه من السوء ما هو أعظم فائدة للداعي .

123. ( علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم ) : أي تاب عليكم بنسخ الحكم الأول الذي فيه مشقة ؛ والنسخ إلى الأسهل توبة كما في قوله تعالى في سورة المزمل : ( علم أن لن تحصوه فتاب عليكم ) ؛ إلا أن يراد بقوله تعالى : ( تاب عليكم و عفا عنكم ) ما حصل من اختيانهم أنفسهم .

124. ( تلك ) ؛ ( تي ) اسم إشارة ؛ واللام للبعد ، والكاف حرب خطاب .

125. ( حدود الله ) ؛ اعلم أن حدود الله نوعان :
حدود تمنع من كان خارجها من الدخول فيها ؛ وهذه هي المحرمات ؛ ويقال فيها : ( فلا تقربوها )
-حدود تمنع من كان فيها من الخروج منها ؛ وهذه هي الواجبات ؛ ويقال فيها : ( فلا تعتدوها )

126. ( وكلوا واشربوا حتي يتبين ) أخذ بعض اهل العلم من هذا استحباب السحور ، وتأخيره ؛ وهذا الاستنباط له غور ؛ لأنه يقول : إنما أبيح الأكل والشرب ليلة الصيام رفقا بالمكلف ؛ وكلما تأخر إلى قرب طلوع الفجر كان أرفق به ؛ فما دام نسخ التحريم من أجل الرفق بالمكلف فإنه يقتضي أن يكون عند طلوع الفجر أفضل منه قبل ذلك ؛ لأنه أرفق ؛ وهذا استنباط جيد تعضده الأحاديث .

127. بركة السحور :
أولا : لكونه معينا على طاعة الله .
ثانيا : لأنه امتثال لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ثالثا : لأنه اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم .
رابعا : لأنه يغني عن عدة أكلات ، وشرابات في النهار .
خامسا : لأنه فصل بين صيامنا وصيام أهل الكتاب .

128. من الفوائد جواز الأكل ، والشرب ، والجماع مع الشك في طلوع الفجر ؛ لقوله تعالى : ( حتى يتبين ) ؛ فإن تبين أن أكله ، وشربه ، وجماعه ، كان بعد طلوع الفجر فلا شئ عليه .

129. من الفوائد : بيان خطأ بعض جهال المؤذنين الذين يؤذنون قبل الفجر احتياطا - على زعمهم - ؛ لأن الله تعالى أباح الأكل والشرب ، والجماع ،حتى يتبين الفجر ؛ وهو أيضا مخالف للاحتياط ؛ لانه يستلزم أن يمتنع الناس مما أحل الله لهم من الأكل ، والشرب ، والجماع ،وأن يقدم الناس صلاة الفجر قبل طلوع الفجر ؛ وأيضا فإنه يفتح بابا للمتهاون ، ثم اعلم أن الاحتياط الحقيقي إنما هو في اتباع ما جاء في الكتاب ،والسنة - لا في التزام التضييق والتشديد - .

130. (وتدلوا بها إلى الحكام ) أي تتوصلوا بها إلى الحكام لتجعلوا الحكام وسيلة لأكلها بأن تجحد الحق عليك وليس به بينة ؛ ثم تخاصمه عند القاضي ، فيقول القاضي للمدعي عليك : هات بينة ؛ وإذا لم يكن للمدعي بينة توجهت عليك اليمين ؛ فإذا حلفت برئت ؛ فهنا توصلت إلى جحد مال غيرك بالمحاكمة ؛ هذا أحد القولين في الآية ؛ والقول الثاني : أن المعنى : توصلوها إليهم بالرشوة ليحكموا لكم ؛ وكلا القولين صحيح .

131. ( يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس ) جمع ميقات - من الوقت - ؛ أي يوقتون بها أعمالهم التي تحتاج إلى توقيت بالأشهر .

132. ( وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ) ( البر ) هو الخير الكثير .

133. ( وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا ) أي في المقاتلة ؛ والاعتداء في المقاتلة يشمل الاعتداء في حق الله مثل أن نقاتلهم في وقت لا يحل القتال فيه ، و أما في حق المقاتَلين فمثل أن نمثل بهم .

134.الأمر بقتال الكفار مقيد بغايتين ؛ غاية عدمية ( حتى لا تكون فتنة ) والفتنة الشرك ،والصد عن سبيل الله ، والغاية الثانية إيجابية : ( ويكون الدين لله ) بمعنى : أن يكون الدين غالبا ظاهرا لا يعلو إلا الإسلام فقط .

135. ( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ) : تشمل الهلاك الحسي أن يعرض نفسه للمخاطر ، والهلاك المعنوي مثل أن يدع الجهاد .

136.( وأحسنوا إن الله يحب المحسنين ) ... لو لم يكن من فضل الإحسان إلا هذا لكان كافيا للمؤمن أن يقوم بالإحسان .

137.( ففدية ) أي فعليه فدية يفدي بها نفسه من العذاب .

138. ( من صيام أو صدقة أو نسك ) الصدقة إطعام ستة مساكين لكن مسكين نصف صاع .

139. ( وسبعة إذا رجعتم ) أي إذا رجعتم من الحج بإكمال نسكه ، أو إذا رجعتم إلى أهليكم .

140.( لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام ) ؛ ( أهله ) قيل المراد به نفسه ؛ وقيل سكنه الذي يسكن إليه من زوجة ، وأب ،وأم ، وأولاد، وما أشبه ذلك ؛ فيكون المعنى : لمن لم يكن سكنه حاضري المسجد الحرام ؛وهذا أصح .

141.الأقرب أن معنى ( حاضري المسجد الحرام ) هو أهل الحرم - يعني : من كانوا داخل حدود الحرم - .

142.هل لحاضر المسجد الحرام التمتع ؟
الجواب :نعم ؛ لأن حاضر المسجد الحرام قد تدخل عليه أشهر الحج وهو خارج مكة ، ثم يرجع إلى أهله في مكة في أشهر الحج ، فيحرم بعمرة يتمتع بها إلى الحج .

143. مما يدل لعدم التهاون بالتوكيل في الرمي أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأذن لسودة بنت زمعة في أن توكل ، وكذلك لو كان جائزا لأذن للرعاة أن يوكلوا .

144. أطلق الله الإحصار ولم يقيده ( فإن أحصرتم ) فالفعل بني للمفعول فلم يذكر الفاعل . – أي فيعم كل إحصار -

145. من الفوائد أن من تعذر أو تعسر عليه الهدي من المحصرين فلا شئ عليه ، وليس بصحيح قياسه على هدي التمتع .

146. من الفوائد أنه لا يحرم حلق شعر غير الرأس ، ولا تلحق الأظافر به ( ثم بسط الشيخ القول في ذلك )

147.أن محل الإطعام او النسك في مكان فعل المحظور ؛ لأن الفورية تقتضي ذلك ؛ أما الصيام فالظاهر ما قاله العلماء من كونه في كل مكان ؛ لكن الفورية فيه أفضل .

148.من لم يجد الهدي أو ثمنه فإنه يصوم ثلاثة أيام في الحج : أولها من حين الإحرام بالعمرة ؛ وآخرها آخر أيام التشريق ؛ لكن لا يصوم يوم العيد .

149. يجوز التتابع والتفريق بين الأيام الثلاثة ، والأيام السبعة ؛ لأن الله سبحانه وتعالى أطلق ، ولم يشترط التتابع ؛ ولو كان التتابع واجبا لذكره الله .

150. تنبيه : كثير من الناس كلما رأوا مخالفة من شخص في الإحرام قالوا : ( عليك دم ) ؛ لو قال : حككت رأسي فسقطت منه شعرة بدون اختيار ولا قصد قالوا عليك دم ؛ وهذا غلط :
أولا : لانه خلاف ما أمر الله به ؛ والله أوجب واحدة من ثلاث : صيام أو صدقة أو نسك فإلزامهم بواحدة معينة فيها تضييق عليهم .
ثانيا : إن الدم في أوقات النحر غالبه يضيع هدرا لا ينتفع به .
ثالثا : أن فيه إخفاء لحكم الله عز وجل ؛ لان الناس إذا كانوا لا يفدون إلا بالدم ، كأنه ليس فيه فدية إلا هذا ؛ وليس فيه إطعام ، أو صيام .

بقية فوائد :

1.( فمن فرض فيهن الحج ) يرجع الضمير إلى بعضهن ؛ لانه لا يمكن أن يفرض الحج بعد طلوع الفجر يوم النحر .

2. ( ولا جدال في الحج ) يشمل الجدال فيه ، وفي أحكامه ، والمنازعات بين الناس في معاملاتهم .
3. الجدال إذا كان لإثبات الحق ، أو لإبطال الباطل فإنه واجب .

4. ( وتزودوا ) أي اتخذوا زادا لغذاء أجسامكم ، وغذاء قلوبكم - وهذا أفضل النوعين -.

5.من فوائد الآية أن أشهر الحج ثلاثة لقوله تعالى أشهر ؛ وهي جمع قلة ؛ والأصل في الجمع أن يكون ثلاثة فأكثر ؛ هذا المعروف في اللغة العربية ؛ ولا يطلق الجمع على اثنين ، أو اثنين وبعض الثالث إلا بقرينة ؛ وهنا لا قرينة تدل على ذلك ؛لأنهم إن جعلوا أعمال الحج في الشهرين وعشرة الأيام يرد عليه أن الحج لا يبدأ فعلا إلا في اليوم الثامن من ذي الحج وينتهي في الثالث عشر ؛ وليس في العاشر ؛ فلذلك كان القول الراجح أنه ثلاثة أشهر كاملة ؛ وهو مذهب مالك ؛ وفائدته أنه لا يجوز تأخير أعمال الحج إلى ما بعد شهر ذي الحجة إلا لعذر .

6. ظاهر الآية الكريمة أنه إذا أحرم بالحج قبل أشهره لا ينعقد ، وهو مذهب الشافعي ، والظاهر أيضا أنه لا ينعقد ، ولا ينقلب عمرة .

7.الكفار قد يكونون عقلاء عقول إدراك لكنهم ليسوا عقلاء عقل رشد .

8.التعبير بـ( أفضتم ) يصور لك هذا المشهد كأن الناس أودية تندفع .

9. سمي عرفات لعدة مناسبات:
قيل : لأن الناس يعترفون هناك بذنوبهم .
وقيل : لأن الناس يتعارفون بينهم .
قيل :لأن جبريل لما علم آدم المناسك ، ووصل إلى هذا قال : عرفت .
قيل : لأن آدم لما أهبط إلى الأرض هو وزوجته تعارفا في هذا المكان
قيل لأنها مرتفعة على غيرها . وعندي - والله أعلم - أن هذا القول أقرب ، وكذلك الأول .

10.من الحكم للوقوف في عرفة أن يجمع الحاج في نسكه بين الحل والحرم .

11. ( واذكروه كما هداكم ) الكاف للتعليل أي اذكروه لهدايتكم ، ويحتمل أن تكون الكاف للتشبيه أي اذكروه على الصفة التي هداكم إليها

12.( وإن كنتم من قبله لمن الضالين ) ؛ ( إن ) مخففة من الثقيلة ؛ فهي للتوكيد بدليل وجود اللام الفارقة ؛ والتقدير : وإنكم كنتم من قبله لمن الضالين ؛ واسم ( إن ) ضمير الشأن محذوف ؛ وهو مناسب للسياق ؛ وبعض النحويين يقدر ضمير الشأن دائما بضمير مفرد مذكر غائب فيكون التقدير : وإنه - أي الشأن - والصواب القول الأول .

13. من الفوائد أنه ينبغي للإنسان في حال بيعه ، وشرائه أن يكون مترقبا لفضل الله لا معتمدا على قوته ، وكسبه ؛ لقوله تعالى : ( أن تبتغوا فضلا من ربكم )

14.( مناسككم ) : ( النسك ) بمعنى العبادة ؛ ولكن كثر استعماله في الحج وفي الذبح .

15. ( وما له في الآخرة من خلاق ) ( من خلاق ) مبتدأ ؛ وخبره الجار والمجرور .

16.( ربنا آتنا في الدنيا حسنة ) حسنة الدنيا كل ما يستحسنه الإنسان منها ، مثل الصحة وسعة الرزق ، وكثرة البنين .....

17. ( أولئك لهم نصيب مما كسبوا ) : قال بعض العلماء إن الإشارة تعود إلى مورد التقسيم كله ، ويكون كل له نصيب مما كسب ؛ كقوله تعالى : ( ولكل درجات مما عملوا ) ؛ وقال آخرون : بل الإشارة تعود إلى التقسيم الثاني ؛ لقوله تعالى ( من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ) ، وأرى أن الثاني أظهر .

18. ( والله سريع الحساب ) السرعة هنا قد تكون سرعة الزمن ؛ بمعنى أن حساب الله قريب ؛ وقد يكون المراد سرعة محاسبة الله للخلق ؛ والثاني أبلغ .

19.(واذكروا الله في أيام معدودات ) الذكر هنا يشمل كل ما يتقرب به إلى الله عز وجل من قول أو فعل ؛ فيشمل التكبير ، والنحر ، ورمي الجمار ؛ بل والصلاة المفروضة ، والتطوع .

20. ( لمن اتقى ) : الظاهر أنها قيد للأمرين جميعا للتعجل والتأخر ، بحيث يحمل الإنسان تقوى الله عز وجل على التعجل أو التأخر

21. ( ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ) ؛ ( من ) هنا للتبعيض ؛ وهي بمعنى بعض الناس ؛ ولهذا أعربها بعض النحويين على أنها مبتدأ .

22. ما من إنسان في الغالب أعطي الجدل إلا حرم بركة العلم ؛ لأن غالب من أوتي الجدل يريد بذلك نصرة قوله فقط .

23. ( أخذته العزة بالإثم ) أي حملته على الإثم .


ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

رد مع اقتباس
 
   
إضافة رد

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

   
 
 
 
   

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة



Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 01:13 AM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات