أنس.. فاز بشهادة الآخرة قبل شهادة التوجيهي

[منتدى ترايدنت]

بعيون باكية وقلب مفجوع استقبلت أم أنس قنديل (35 عاما) خبر نجاح ابنها البكر في الثانوية العامة، وحصوله على معدل يؤهله للالتحاق بالتخصص الذي كان يحلم به في الجامعة، إثر اعلان اليوم الثلاثاء، نتائج الثانوية العامة "التوجيهي".

وتفترش أم أنس مع عائلتها المكونة من أربع بنات وثلاثة أطفال عتبة بيتها في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، وتنظر إلى السماء وهي تدعو "يا رب، يا رب، ارحم ابني أنس وزوجي يوسف، وسلّم أولادنا وأحفظهم من كل سوء".

واستشهد أنس أبن السبعة عشر ربيعا، ووالده يوسف و4 آخرين أثر استهداف الطائرات الحربية الإسرائيلية لمجموعة من المواطنين أمام مسجد أنور عزيز في جباليا مساء الأربعاء الماضي.

وأعلنت وزارة التربية والتعليم الثلاثاء، نتائج الثانوية العامة ودعت طلبة الثانوية العامة في قطاع غزة إلى الحصول على نتائجهم من خلال المواقع الالكترونية وعدم تعريض أنفسهم للخطر.

وفي حديثها لوكالة "صفا" تصف أم أنس الوضع في البيت بعد استشهاد ابنها وزوجها بالكارثي، حيث كانوا ينتظرون إعلان نتائج الثانوية العامة على أحر من الجمر، لافتة إلى أن النتيجة جاءت كما توقع الجميع له وهي 75%.

وأوضحت أن زوجها -الذي كان يعمل في إحدى المحلات التجارية- لطالما كان يحلم برؤية ابنه أنس وهو يتخرج من الجامعة، ويصبح استاذا "قد الدنيا".

وتضيف بحسرة "كان يحلم أنس أن يدرس تخصص تعليم أساسي في الجامعة الاسلامية، ودرس كثيرا طوال الفترة الماضية لتحقيق هذا الحلم، ولكن الصواريخ الإسرائيلية قضت عليه وعلى حلمه ".

وأعلنت وزارة التربية والتعليم الإثنين نتائج الثانوية العامة لقطاع غزة والضفة الغربية، على الرغم من مقاطعة التعليم بغزة وعدد من وسائل الاعلام هذه النتائج، رفضا لتوقيتها الذي يأتي في ظل عدوان إسرائيلي على غزة متواصل منذ تسعة أيام.

وبروح ألهبتها الفاجعة تؤكد أم أنس أن ابنها كان بارا بوالديه، وملتزم في صلاته ودراسته، وينتظر نتيجته على أحر من الجمر، وكان دائما يقول لها "جهزوا الحلويات قربت النتائج"، مبينة أنها ستحتفظ بشهادة أنس في "برواز" كبير في غرفتها.

وتابعت "استشهد أكثر اثنين كانوا سيفرحون بهذه النتيجة، بعدما كان يقول له أبيه مرحبابك يا والدي بدل صينية الحلويات صنيتين، والجيران كانوا دائما يقولون له متى سنأكل حلويات نجاحك يا أنس".

وأشارت إلى أن الفرحة التي كانت ستدخل البيت في مثل هذا اليوم استبدلت بحزن الفراق وأعادت فتح صفحة الآلام من جديد، داعية ربها برحمتهما وإدخالهم الجنة، والفوز بالفردوس الأعلى بدلا من الفوز بشهادة الدنيا.

ولم توزع الشهادات في المدارس في قطاع غزة كما لم تطبع أو تدخل الصحف المحلية التي تنشر النتائج على صفحاتها كل عام.

وكتب ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تعليقا على إعلان التوجيهي رغم العدوان الإسرائيلي على غزة "في رام الله أعلنوا نتائج الثانوية العامة وفي غزة اليهود يقتلون المتفوقين".

وأسفر العدوان الإسرائيلي واسع النطاق على قطاع غزة مع دخوله يومه العاشر عن استشهاد 197 مواطنا وجرح أكثر من 1400 أخرين.

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك