من هنا، من المدينة، التي شرفها الرسول - صلى الله عليه وسلم -، فأصبحت أول عاصمة للإسلام والمسلمين في العالم.
كان اسمها يثرب، وبعد تشريفه لها - صلى الله عليه وسلم -، صار اسمها:المدينة المنورة، ومن أسمائها طيبة الطيبة.
تقع المدينة المنورة في الحجاز، على بعد حوالي 100 كم شرق البحر الأحمر، وتحف بها الجبال من ثلاث جهات، والجهة الرابعة الجنوبية النخيل، وتعرف ببلد النخيل.
ذكرها المؤرخون في التاريخ، منهم بطليموس، أنها واحة تقع في بلاد الحجاز بشبه الجزيرة العربية.
سكنها قديمًا العماليق والمعينيون، ثم وصل اليهود إليها من فلسطين، بعد أن دمر بُخْتنصر مدينة القدس.
وعلى إثر انهيار سد مأرب، نزحت عدة قبائل من مملكة سبأ في اليمن، ومن هذه القبائل؛ الأوس والخزرج، وقد أُعجبت القبيلتان بما في يثرب من أرض خصبة وينابيع كثيرة فاستقروا فيها مع وجود اليهود. ثم تحول الأوس والخزرج إلى عدوين لدودين واشتعلت بينهم الحروب الطاحنة، استمرت أكثر من مئة عام.
وجاء وفد من أهل يثرب إلى الحج، فتلقَّاهم النبي - صلى الله عليه وسلم -، وعرض عليهم الإسلام فأسلموا، وكانوا من الأوس والخزرج، وتعاهدوا على نصرته وحمايته.
لقد كان - صلى الله عليه وسلم - حريصًا على تبليغ دعوة الله على الناس، متفانيًا في تبليغها، متلهفًا إلى من يؤمن بدعوته، ويحميه وينصره، فوجد ذلك في الأوس والخزرج، فأمر أصحابه بالهجرة إلى يثرب، ثم هاجر - صلى الله عليه وسلم - ومعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه، ولما علم أهل يثرب بمقدم النبي - صلى الله عليه وسلم - استقبلوه بالأناشيد:
وقبل دخوله - صلى الله عليه وسلم - المدينة، عرَّج على قُباءَ فبنى فيها مسجدًا، كان أول مسجد في الإسلام. ثم قام بعد ذلك ببناء المسجد النبوي وكان يعمل مع أصحابه بيديه الشريفتين، يتناول اللبِن حتى غبر صدره الشريف. وغدا المسجد النبوي نواة الدولة الإسلامية. نظر - صلى الله عليه وسلم - إلى أهل المدينة، وفيها الأوس والخزرج، واليهود وقبائل شتى، فعمل على وحدة الصف وجمع الكلمة، فتصافى الأوس مع أبناء عمومتهم الخزرج، وانتهت الحروب بينهم التي استمرت بينهم طويلًا فحقنت الدماء ونشر عليهم السلام، ورفرف فوق الأمن، وأظلهم الحب والوئام وهم الذين آووا ونصروا.
ثم آخى بين المهاجرين والأنصار، قائلًا لهم " تآخَوا في الله؛ أخَوين أخوين".فأصبح المسلمون كتلة واحدة. ودعا - صلى الله عليه وسلم - للمدينة فقال (اللهم حبب إلينا المدينة كما حببت إلينا مكة أو أشد، وبارك لنا في مُدِّها وصاعها).
ثم نظر صلى الله وسلم إلى اليهود، فاعترف بكيانهم، وأقرهم على دينهم وأموالهم، وكتب في ذلك كتابًا، سماء المؤرخون: الصحيفة، ومما جاء فيها، ألا ينصر ساكنُ المدينة من فعل شرًا ولا يؤويه. وعلى اليهود أن ينفقوا مع المؤمنين محاربين، ولا يخرج منهم أحد إلا بإذن محمد - صلى الله عليه وسلم -. وأن بينهم النصرَ على من داهم المدينة.
لقد أصبحت المدينة المنورة، عاصمة الدولة الإسلامية لها أرضها وحدودها، ولها جيشها الذي يدافع عنها، ولها قانونها ونظامها وتشريعها، ولها حراسها الذين يسهرون على أمنها وسلامتها واستقرارها، وأصبح الرسول - صلى الله عليه وسلم - رئيسَها، وقائد جيشها، وإليه يرجع سكان المدينة كلهم في فض المنازعات فيما بينهم. وبهذا تكون المدينة قد انتقلت من عهد الصراع الدامي بين سكانها فيما بينهم من جهة، ثم فيما بينهم وبين القبائل المجاورة، وصارت المدينة ذات حضارة تعيش في جفون الأمن والأمان، والسلم والسلام.
ونشطت الحركة العلمية، انطلاقًا من مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، الذي كان يتنزل عليه الوحي من الله تعالى بين الفينة والفينة، فيفيض المسجد بالنور الإلهي النازل من السماء إلى الأرض، وينتشر العلم في حلقات الذكر وأنوار التنزيل. مما يجعل المسجد مورد الظمآن للعلوم والتوجيه الإلهي، يقصده أهل المدينة زرافات ووحدانًا، ويؤمه المسلمون حول المدينة المنورة.
كما أصبحت المدينة مركز النشاط المتفجر حياة وحيوية، وبناء؛ بناء النفوس وبناء الوطن، في المسجد حلقات العلم والتعليم، وفي ساحة الحياة، نشطت التجارة وقد شجع - صلى الله عليه وسلم - على العمل وترْك الكسل وشجع على عزة النفس.
وبعد أن توطدت أركان الدولة الإسلامية في المدينة المنورة في السنة الأولى، أنزل الله تعالى قوله ﴿ أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ﴾ [الحج: 39].
في السنة الثانية للهجرة، وقعت معركة بدر، أولى غزوات الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ومن أهمها، قال تعالى ﴿ وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ ﴾ [آل عمران: 123] وتوالت الحروب بين الحق والباطل في غزوة أحد والخندق وما تلاهما من غزوات وحروب.
وكانت المدينة المنورة، منطلق جميع غزوات الرسول - صلى الله عليه وسلم - وما تلاها من فتوح.
وفي السنة الثامنة، عاد الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى بلده الأمين مكة المكرمة فاتحًا، ولم يبق فيها؛ إنه الوفاء بالكلمة، لقد أعطى الأنصار عهدًا ألا يتركهم إذا انتصر، وهاهو ذا ينتصر. لقد أحب الأنصار الرسول - صلى الله عليه وسلم - منذ رأوه فبايعوه، فقالوا له: يا رسول الله، لعلك إذا نصرك الله على عدوك أن تلحق بقومك وتتركنا، فتبسم - صلى الله عليه وسلم - قائلًا لهم مطمئنًا (أنا منكم وأنتم مني). وقد أكد هذا المعنى بعد غزوة حنين:فقال في خطبة خصها الأنصار (والذي نفسي بيده، لو أن الناس سلكوا شِعبًا وسلكت الأنصار شعبًا لسلكت شعب الأ نصار، اللهم ارحم الأنصار، وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار).
وبعد أن فتح الله على نبيه - صلى الله عليه وسلم -، جاءت الوفود من الجزيرة العربية كلها في السنة التاسعة، إلى المدينة المنورة تعلن إسلامها، وقد أنزل الله تعالى قوله: ﴿ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا ﴾ [النصر: 1 - 3].
لقد أدى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مهمة تبليغ الدعوة خير ما يؤديها نبي ورسول، وبلغ عن الله دينه الذي أكمله تعالى، فجزى الله تبارك وتعالى عنا نبينا محمدًا - صلى الله عليه وسلم -، خير ما جازى به نبيًا عن أمته، لقد كانت المدينة المنورة حافلة بأنوار الوحي، ينزل من السماء إليها، من عند الله تعالى إلى رسوله - صلى الله عليه وسلم - في طيبة الطيبة في بيته أو مسجده، ينزل بالأنوار والتوجيه والتأييد؛ المدينة التي استنارت بالوحي طوال عشر سنين، ينقطع عنها الوحي، ويلقى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ربه راضيًا مرضيًا، فلله قلوب الصحابة كيف تحملت هذه الصدمة؟ لقد زلزل الصحابة رضوان الله عليهم للفجيعة زلزالًا شديدًا، حتى أعلن الصديق رضي الله عنه: من كان يعبد محمدًا، فإن محمدًا قد مات، ومن كان يعبد الله؛ فإن الله حي لا يموت.
وظلت المدينة المنورة عاصمة الدولة الإسلامية، وكفاها الله تعالى بقدرته، شر المرتدين والمتربصين بها، وتابع الخلفاء الراشدون رضي الله عنهم مسيرة البناء، بناء الأمة وبناء الحضارة من المدينة المنورة؛ فهي عاصمة الدولة، ومركز الحكم، ومنبع العلم، وفيها مركز الخلافة ومنها انطلاق الجيوش وإرسال الولاة والقضاة إلى الأمصار، وقد امتدت الدولة إلى الشام بعد اليرموك وإلى أقصى بلاد فارس بعد القادسية، وانفتحت الدنيا على المسلمين، تجبى إلى المدينة الأموال وتوزع على المسلمين فترفع من مستوى معيشتهم، وتعزز قوتهم، مساهمة في بناء صرح الحضارة الإسلامية والحضارة الإنسانية.
يتبع
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
والثانية
خطا شائع عند كثير من الناس في قراءة حفص بل في كل القراءات العشر
تسكين الباء في كلمة السبع في قوله تعالى ( وما اكل السبع ) سورة المائدة الاية 3
والصحيح ضمها لان المراد بها هنا حيوان السيع بخلاف السبع المراد بها العدد سبعة فان الباء تسكن كما في سورة المؤمنون الاية 86
- قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم - ولا تنسى قراءاة كتاب اسمه الاخطاء الشائعة في قراءة حفص وهذا رابطه لتحميله https://ia701207.us.archive.org/34/i...ng-of-hafs/pdf
واسمع اليها في تلاوة عندليب الاسكندرية الخاشع الشيخ شعبان محمود عبد الله السورة رقم 5 المائدة ورقم 23 المؤمنون
حيث يقف الشيخ على كلمة السبع في سورة المائدة لتوضيح ضم الباء http://archive.org/details/sha3baan-mahmood-quran
وحين تفتح لك الصفحة اقرا فيها كيفية الحصول على كل مصاحف صوت القاهرةبجودة رهيبة لا تصدق سي دي اوديو معدل الجودة 1411 ك ب
وايضا بجودة رهيبة ام بي ثري معدل الجودة 128 كيلو بايت
ايضا تجد في نفس الصفحة
رابط ل ملف مضغوط zip فيه روابط ل 696 مصحف مقسمين الى روابط تورنت ومباشرة وجودة فلاك مع الشرح كيف تكفر عن ذنوبك وتكسب ملايين الحسنات عن طريق التورنت
مع برنامج تورنت سريع وشرح كيفية عمله
مع هدايا اخرى ومفاجات
مع صوت ابي العذب بالقران
تجد ايضا في الملف المضغوط zip مقطع صغير لصوت ابي العذب بالقران
من اراد ان ياخذ ثواب البر بابيه وامه حتى بعد موتهما فليسمع صوت ابي العذب بالقران لان الدال على الخير كفاعله بالاضافة الى ان صوته العذب بالقران يستحق السماع
وحاول ان تزور هذه الصفحة دائما لتجد فيها
الجديد من الملفات المضغوطة zip
فيها الجديد من روابط المصاحف
والتي ستصل الى الف مصحف باذن الله
********************************
ولا ننسى نشر موضوع المصاحف وموضوع صوت ابي في المنتديات المختلفة ولا يشترط ان تقولو منقول بل انقلوه باسمكم فالمهم هو نشر الخير والدال على الخير كفاعله وجزاكم الله خيرااااااااااااااااا
اكتب في خانة البحث ل موقع صفحة ارشيف او في جوجل او يوتيوب
عبارة ( مصحف كامل برابط واحد) لتجد مصاحف هامة ونادرة كاملة كل مصحف برابط واحد صاروخي يستكمل التحميل والمصاحف تزيد باستمرار باذن الله
او اكتب عبارة (صوت القاهرة ) لتجد مصاحف اصلية نسخة صوت القاهرة
من باب الدال على الخير كفاعله انقلوا كل المواضيع فقط الخاصة بالشبكة والتي هي كتبت باسم المدير ربيع الفردوس الاعلى ولا يشترط ان تقولومنقول بل انقلوه باسمائكم الطاهرة المباركة