جيش من النساء العنوسة آثارها، أسبابها، علاجها
جيش من النساء العنوسة آثارها، أسبابها، علاجها
الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له القوي المتين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله النبي الأمين، صلوات ربي وسلامه عليه، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين..وبعد:
لا شك أن الجيش في كل دولة هو حصنها الحصين، ودرعها المتين، الجيش هو قوام الدول والشعوب، به تتباهى، وبه تتفاخر، ألم نرى الدول اليوم، وهي تعرض جميع قواتها البرية والبحرية والجوية، وتدعو لذلك بعض قادة العالم ليشاهدوا استعراضها العسكري؟
كل ذلك من أجل ردع الدول التي تحاول المساس بأمنها، والعبث بمقدراتها، حتى يكون ما يعرض من عدة وعتاد وعسكر رادعاً لكل من تسول له نفسه التعرض لتلك الدول بأي شكل من أشكال الأذى، أو أي صنف من صنوف الاعتداء.
الجيش مفخرة لكل دولة، لأنه يحميها من عدوان المعتدين، وتربص المتربصين، لكن لدينا جيش لا نفخر بوجوده، ولا نعتز بكثرته، بل يتملكنا الامتعاظ إذا ذُكر عدده، ونطمع في تفكيكه، ونروم تشتيته، لأن تكدسه وتجمعه عار على الأمم، ووبال على المجتمع والدول، لا نفع في تكثيره، ولا خير في تجميعه.
وكأني بكم تريدون معرفة هذه الجيش من النساء.
لوجود هذا الجيش أسباب، فإذا ما عرفنا أسباب تجمعه، فلا شك أن وصف الدواء والعلاج لتفرقه سهل ميسر بإذن الله - تعالى -.
فمن هو هذا الجيش، وما عواقب كثرته، وما أسباب وفرته، وما علاج فرقته؟
هذا ما سنعرفه من خلال الأسطر التالية:
اللهم يا معلم إبراهيم علمنا، ويا مفهم سليمان فهمنا
جيش النساء:
أما الجيش: فهو العوانس، لقد بلغ عدد العوانس لدينا حوالي ثلاثة ملايين عانس من البنات، وأمثالهم من العزاب من الرجال.
وحديثنا هنا عن العوانس، هذا الجيش الذي يفوق عدده عدد بعض الجيوش بأضعاف مضاعفة من المرات.
هذا الجيش لا خير في كثرته، بل كثرته سبب لكثير من البلايا والمآسي والرزايا.
لقد كثر عدد الإناث، وفاق عدد الذكور، وهذا مصداق قول الحبيب محمد - صلى الله عليه وسلم -.
فقد أخرج البخاري في صحيحه من حديث أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ: " لأُحَدِّثَنَّكُمْ حَدِيثاً لاَ يُحَدِّثُكُمْ أَحَدٌ بَعْدِي، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: (( مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ: أَنْ يَقِلَّ الْعِلْمُ، وَيَظْهَرَ الْجَهْلُ، وَيَظْهَرَ الزِّنَا، وَتَكْثُرَ النِّسَاءُ، وَيَقِلَّ الرِّجَالُ، حَتَّى يَكُونَ لِخَمْسِينَ امْرَأَةً الْقَيِّمُ الْوَاحِدُ )).
يعني: حتى يكون لخمسين امرأة رجل واحد يقوم على مصالحهن، لكثرة النساء، وقلة الرجال، واليوم نحن نعيش بداية هذه العلامة من علامات الساعة الصغرى، فنسأل الله العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدنيا والآخرة.
عواقب العنوسة:
نعم والله، إن لهذا الجيش من العوانس لعواقب خطيرة، ونتائج مريرة، يئن منها المجتمع، تحت وطأة الضغوط النفسية، والآلام الاجتماعية، التي تعيشها كثير من الفتيات في ظل غياب كامل لوجود آباء وأمهات لا يقدرون للأمور قدرها، ولا يقيمون لها وزنها، في سكوت رهيب، ووجوم غريب، من قبل الجهات المعنية.
هذه العواقب أو الآثار المترتبة على وجود هذا الجيش كثيرة، تغاضى عنها الإعلام، لأنه لا يريد علواً للإسلام، وأهملها كثير من الأئمة والخطباء، لأنهم ربما لم يعيشوا هذه المأساة، ولم تطرق أسماعهم هذه الأرقام المذهلة لعدد العوانس في بلادنا، والتي تئن من وطأتها كثير من الفتيات.
أما وسائل الإعلام، فأهدافهم مكشوفة، وألاعيبهم معلومة، لأن الغالب القائم على وسائل الإعلام ممن لا يخفون علينا، فهم يريدون أن يجروا المرأة المسلمة إلى براثن الرذيلة، ومستنقعات الشذوذ، وقتل ما لديها من فضيلة، يريدون التمتع بها، والتلذذ بعرضها، فهم يسعون في الأرض فساداً والله لا يحب المفسدين.
والآثار المترتبة على العنوسة كثيرة منها:
1- انتشار الفاحشة:
لا شك أن وجود وفرة كثيرة من النساء في سن الزواج، ولم يتزوجن، فإنها مشكلة كبيرة وعظيمة، وعواقبها وخيمة، لاسيما مع هذا التقدم الهائل من البث الإعلامي المتدفق، الذي بلي به كثير من المسلمين، مما أسهم سلباً في انتشار جريمة الزنا، وهذا أمر ملموس، لا يخفى على كل ذي لب وعقل صحيح سليم، ولا ريب أن هذه الأرقام الفلكية من جرائم الزنا، والوقوع في الفاحشة، دليل على أن هناك مشكلة متفاقمة يجب حلها، واجتثاث جرثومتها، واستئصال شأفتها، واقتلاع أصلها.
2- عموم العذاب:
انتشار فاحشة الزنا، وفعل الخنا، سبب لوقوع البلاء، وحصول الداء، ونزول العذاب من الله - تعالى -، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (( إذا ظهر الزنا والربا في قرية فقد أحلوا بأنفسهم عذاب الله )) [رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 679].
3- السمعة السيئة للأسرة:
لا شك أن كل أسرة في هذا الكون الفسيح تسعى للسمعة الطيبة، والذكر الحسن، وهذا أمر جبلي، فكل يحب المدح، إذ لا يوجد إنسان على وجه الأرض يُحب أن يُذكر بسوء، ولو كان سيئاً، فكيف بمن هو من أحسن الناس ديناً وخلقاً وصلاحاً وأدباً، فالأسرة تسعى لصلاح أفرادها لتحظى بهذه السيرة العطرة بين الناس، فإذا ما وجد في الأسرة فرد كلٌ عليها، تجرعت المرارة، وذاقت الألم، وأصبحت أثراً بعد عين، بل أصبحت في خبر كان، ولا شك أن من أسباب تلك السمعة السيئة، وجود العوانس داخل الأسر، مما يجعل الأصابع تشير إلى ذلك المنزل، وتلك الأسرة بعلامات الاستفهام، لماذا لم تتزوج بنتهم وقد بلغت من السن مبلغ الزواج، ولم تتزوج، لابد أن في الأمر شيء، وهنا يبدأ الناس يشككون في هذه الأسرة وفي تلكم البنات العفيفات، لأن الناس لا يرحمون، وربما وجدت العانس طريقاً غير سوي تعبر فيه عن مشاعرها تجاه الرجال، ففي كلتا الحالين، يُشار للأسرة بأصابع الاتهام والسوء، وحتى يُقضى على ذلك، يجب علينا أن نزوج من بلغت سن الزواج، في ظل وجود الخاطب الكفء، ولا نتأخر أبداً، هكذا نخرس الألسن، ونسكت الأفواه، ونحتفظ بالسمعة الطيبة، والسيرة الحسنة، ونتقي الله - تعالى -في البنات.
4- السمعة السيئة للدولة:
ليس من المعقول أن تكون هناك دولة تملك من الأموال الطائلة ما تملك، ويوجد بها رجال عزاب، ونساء عوانس، إذ الدولة مكلفة بتزويج من لا يستطيع الزواج، ممن ثبت عجزه، في بادرة طيبة بما يُسمى بالزواج الجماعي، فمثل هذا الزواج غير مكلف، ويجمع الكثير من الأزواج، ويزيد النسل، لنقارع به الأمم، ونخيف به الشعوب، وهذه سنة الحبيب - صلى الله عليه وسلم -، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ - رضي الله عنه - قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: (( إِنِّي أَصَبْتُ امْرَأَةً ذَاتَ حَسَبٍ وَجَمَالٍ، وَإِنَّهَا لاَ تَلِدُ، أَفَأَتَزَوَّجُهَا؟ قَالَ: " لاَ "، ثُمَّ أَتَاهُ الثَّانِيَةَ فَنَهَاهُ، ثُمَّ أَتَاهُ الثَّالِثَةَ فَقَالَ: " تَزَوَّجُوا الْوَدُودَ الْوَلُودَ، فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الأُمَمَ )) [رواه أبو داود والنسائي وابن ماجة وقال الألباني: حسن صحيح]
وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَأْمُرُ بِالْبَاءَةِ الزواج وَيَنْهَى عَنِ التَّبَتُّلِ العزوبة نَهْياً شَدِيداً وَيَقُولُ: (( تَزَوَّجُوا الْوَدُودَ الْوَلُودَ، إِنِّي مُكَاثِرٌ الأَنْبِيَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)) [رواه أحمد]
وعَنْ سَمُرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عَنِ التَّبَتُّلِ، وَقَرَأَ قَتَادَةُ: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً) [رواه الترمذي وقال الألباني: صحيح لغيره]]
فلا يُعقل أن يوجد هذا الكم الهائل من العوانس، في دولة حباها الله - تعالى -الخير والبركة وكثرة سبل الرزق، فعلى الجهات المعنية أن تهتم بالأمر أشد عناية، لما يترتب عليه من عواقب سيئة، وسمعة غير مرضية، وربما اصطاد في مثل هذا المورد من لا خلاق له، ممن يسعى لبث الفتنة، وتأليب المجتمع على قادته وعلمائه.
5- كثرة أولاد الزنا:
لا شك أن العلاقات المشبوهة المحرمة بين الشباب والشابات، أو بين الرجال والنساء، سبب لوجود الحمل، مما يؤدي إلى إنجاب أولاد من سفاح، بسبب علاقات محرمة، فينتج أولاد الزنا، وربما زادوا مع الكبيرة كبيرة أخرى أعظم منها وأشد، وهي قتل ذلك المولود إذا ولدته أمه، إما قتلاً متعمداً، أو بإلقائه عند المساجد، أو في أماكن الزبالة أجلكم الله وهذه جريمة عظيمة عند الله - تعالى -، وعند الناس، قال - تعالى -: (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً) [النساء93]
وعَنِ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: (( لَنْ يَزَالَ الْمُؤْمِنُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ، مَا لَمْ يُصِبْ دَماً حَرَاماً )) [رواه البخاري]
فإذا أصاب العبد دماً حراماً ظلماً وعدواناً، فإنه يضيق عليه دينه، حتى ربما كفر بالله - تعالى -.
6- انتشار الأمراض المهلكة:
إن الانحراف الخلقي، وفشوا جريمة الزنا، سبب لكثير من الأمراض الخطيرة المهلكة التي احتار الطب الحديث في إيجاد علاج ناجع لها، ومن أعظمها خطورة، وأشدها فتكاً، مرض الإيدز، الذي فتك بملايين البشر اليوم، وسببه العلاقات الجنسية المحرمة بين الرجال والنساء، أو بين الرجال بعضهم بعضا وهو ما يسمى اللواط.
7- القتل خوف الفضيحة:
المشاهد اليوم أن العنوسة، وتأخير زواج البنت حتى يفوتها قطار الزواج، ربما كان سبباً للانحراف، مما يؤدي إلى الوقوع في الفاحشة، مما يسبب الفضيحة في بيت تلك الفتاة المنحرفة، ومن ثم ربما أدى إلى قتلها، خوف العار، وخشية الفضيحة، والصحف تعلن لنا بين الفينة والأخرى مثل هذه الأحداث الرهيبة المخيفة، لكن لو تم تزويج الفتاة ممن تقدم لخطبتها، أو عرضها أبواها أو وليها للرجل الكفء، لحسمت مادة الجريمة والفاحشة من أصلها، ولسلمنا من كثرة العوانس، وبالتالي عدم وقوع القتل والفضيحة والعار.
8- الانتحار:
عندما ترى الفتاة قريباتها وصديقاتها من حولها، ينخطبن ويتزوجن وينجبن، وهي لم تحظى بهذه الفرصة التي تتمناها كل فتاة، لتكون لبنة صالحة في المجتمع، ونواة خير فيه، تريد الفتاة أن يكون لها بيت مستقل، وزوج وأولاد، فحرمانها من ذلك يؤدي إلى اضظرابات نفسية داخلية، ربما تؤدي إلى الانتحار والتخلص من هذه الحياة، لاسيما في ظل وجود آباء وأمهات ظلمة قتلة، لا يرعون للتربية حقاً، ولا يعرفون للحنان صدراً.
9- الإذن بالأفول:
ما من دولة أو شعب يعصي الله - تعالى -، ويتمادى في الغي والعصيان، إلا تفكك شمله، وتشتت أهله، وربما أرسل الله عليهم عدواً يفتك بهم، ويقضي عليهم، وهذه سنة كونية لا مرد لها من الله، فالعنوسة تؤول إلى فعل الفاحشة، وارتكاب المعصية، وغير خاف على كل مسلم ومسلمة ما للمعاصي من خطورة بالغة على الأفراد والمجتمعات والأمم والشعوب، فالمعاصي والذنوب ظلم للبشرية، تتعدى لأواءها الإنسان إلى الطير والحيوان، ولقد توعد الله أهل القرى الظالمة بالعذاب، قال - تعالى -: (وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَاباً شَدِيداً وَعَذَّبْنَاهَا عَذَاباً نُّكْراً) [الطلاق8]
وقال - سبحانه وتعالى -: (وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ) [الحج48].
فعلى العبد أن يستغل فترة المهلة، قبل أن يفاجأ بيوم النقلة، عندما ينتقل من هذه الحياة الدنيا مفلس من الحسنات، محمل بالسيئات، فالله يملي للظالم ليتوب، فإن زاد في طغيانه، وتعاظم في ظلمه، أخذه الله أخذ عزيز مقتدر، عَنْ أَبِى مُوسَى - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: (( إِنَّ اللَّهَ لَيُمْلِى لِلظَّالِمِ حَتَّى إِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ "، قَالَ ثُمَّ قَرَأَ: (وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهْىَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ)) [متفق عليه].
كانت تلكم مجمل العواقب أو الآثار المترتبة على العنوسة، وإن المتأمل فيها ليجد أن الأمة على خط الخطر ما لم تتدارك نفسها، بإيجاد الحلول الجذرية الصحيحة، للقضاء على مشكلة العنوسة، والتي سنبينها بين طيات هذه الرسالة بإذن الله - تعالى -.
سن الزواج:
ليس للفتاة سن محددة متى بلغتها تزوجت، بل يرجع الأمر إلى قدرة الفتاة على تحمل أعباء مسؤولية الزوج والبيت والذرية، ولا يعول على الناحية الجسدية كبير معول، بل متى كانت قادرة على القيام بالحقوق الزوجية، والمنزلية، وتربية الأبناء، فقد بلغت سن الزواج، وأيضاً لا يعول على هذه الناحية كبير معول، ولا تُحمل ما تحتمل، فمن الفتيات من ترى أنها غير قادرة على تحمل المسؤولية، وبعد الزواج انقلب الأمر رأساً على عقب، وإذ بها ربة بيت ناجحة، ناجحة في التعامل مع زوجها، وإدارة شؤون بيتها، وناجحة في تربيتها لأبنائها.
متى يُقال للفتاة عانس؟
الجواب:
أظن أن الفتاة إذا بلغت سن الثلاثين أو قاربته ونهازته فقد دخلت سن اليأس، وقال الكثير أن سن الخامسة والعشرين هو سن العنوسة، فإذا بلغت البنت هذا العمر فإنه يقال لها عندئذ عانس.
وليس لبدء الزواج سن محددة كما أسلفت، ومن تأمل سير الصالحين من هذه الأمة وجد عجباً والله، فالبنت تتزوج في سن مبكرة، وأعظم برهان على ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - فقد خطب عائشة - رضي الله عنها - وهي بنت سبع سنين، ودخل بها وهي بنت تسع سنين، وتزوج خديجة - رضي الله عنها - ولها أربعون سنة، وهو ابن خمسة وعشرون سنة، ولنا فيه قدوة حسنة، وأسوة طيبة.
أسباب العنوسة:
العنوسة هي الشبح المخيف الذي يلاحق كثيراً من الفتيات، حيث كشفت إحصائية عن وجود نحو 3 ملايين عانس بالمملكة، وأكد بعض الاختصاصيين أنه رقم كبير ومخيف، وينذر بكارثة اجتماعية إن لم توجد الحلول الجذرية لهذه الظاهرة.
ولهذا الظاهرة الخطيرة أسباب كثيرة، ومن تأمل هذه الأسباب حق التأمل، وجد أنها ليست بأسباب حقيقة لوجود ما يُسمى بالعنوسة، بقدر ما هي تعقيدات، وطمع، ودلال، وهروب من المسؤولية، وطلب للعزوبة، والعزوبة منهي عنها، كما بينته فيما سبق، ودليل ذلك، الأدلة التي سقتها قبل هذا، وأيضاً هذا دليل آخر في الصحيحين من حديث عن سعد بْنَ أَبِى وَقَّاصٍ يَقُولُ: رَدَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ التَّبَتُّلَ، وَلَوْ أَذِنَ لَهُ لاَخْتَصَيْنَا ".
وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ مِنْ حَدِيث عُثْمَان بْن مَظْعُون نَفْسه " أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُول اللَّه إِنِّي رَجُل يَشُقّ عَلَيَّ الْعُزُوبَة، فَأْذَنْ لِي فِي الْخِصَاء، قَالَ: (( لَا، وَلَكِنْ عَلَيْك بِالصِّيَامِ )) [فتح الباري 14 / 307].
وفيه النهي عن العزوبة، والدعوة إلى الزواج، لما في ذلك من تكثير لسواد الأمة، ومكاثرة بهم أمام بقية الأمم، في الدنيا والآخرة، فعلى الفتاة أن تسعى جاهدة لقبول الخاطب الصالح، وعلى ولي أمر الفتاة أن يُسارع بزواج موليته، ولا يعضلها ويمنعها عن الزواج، لأي سبب كان، بل عليه أن يجتهد في ذلك.
وللعنوسة أسباب نتطرق إليها بشيء من الشرح والطرح، لعل الله - سبحانه - أن ينفع بها الجميع، فمن أسباب العنوسة:
1- عزوف الشباب عن الزواج:
وسبب ذلك يرجع إلى انحراف بعض الشباب، والسفر لخارج الحدود والولوغ في أوحال الفاحشة، ومستنقعات الرذيلة، ويكتفي بالحرام عن الحلال، والبعض يخاف من خيانة الزوجة له، لأنه يرى أن كل النساء خائنات، ويعتقد خطأً أن كل النساء منحرفات.
وهذا رد فعل طبيعي لمن خرج عن فطرته السليمة، واتبع هواه والشيطان، واستمرأ فعل الحرام، أن يظن ظن السوء.
2- مواصلة الدراسة:
تعتذر بعض الفتيات عن الزواج في بعض المراحل الدراسية، بحجة إكمال الدراسة، وربما فشلت في دراستها، أو تعرقلت في بعض سنين الدراسة، فتزيد على سنوات الدارسة سنوات أخرى، فيمر عليها العمر وهي لا تشعر، حتى يفوتها قطار الزواج، وسن النكاح، ثم لا يرغب بالزواج منها أحد، مع أن الزواج ربما كان من أعظم الوسائل المعينة على الحفظ والاستذكار والنجاح، بل وحتى التفوق، لاسيما في ضوء وجود زوج عاقل فاهم، يقدر أمر الزوجة، ويعينها على دراستها وتفوقها وهم كثير، في كتب التربية وعلم النفس، أن الكثير من الشباب والشابات البالغين سن الزواج، يكون عندهم شرود ذهني، وكثرة في الأفكار والسرحان، ثم ضعف في التحصيل العلمي، فلما تزوجوا، ذهبت عنهم هذه الأفكار، وصفت عقولهم، وزاد فهمهم وتركيزهم في دراستهم، حتى أصبحوا من المتفوقين والمتفوقات.
فعلى الفتاة إذا تعارضت فكرة الزواج وإكمال الدراسة، فعليها أن تقدم الزواج على الدراسة، لأن الزواج مطلب شرعي، أما إكمال الدراسة فأمر ثانوي، وإذا لزم الأمر، فلها أن تشترط إكمال الدراسة، وبذلك تحقق أملين مهمين، الزواج وإكمال الدراسة.
وعلى الفتاة أن تحذر من التسويف والتسويل والمماطلة، فربما فاتها سن الزواج، ثم ندمت بعد ذلك، في حين لا ينفع الندم.
وفعلاً كم من فتاة أضاعت سن الزواج بسبب حجة الدراسة، ثم تمنت لو ضحت بالشهادة من أجل أن تسمع كلمة [أمي أو ماما]، ولكن فات القطار.
ومن المعلوم أنه يوجد بعض الفتيات متزوجات وهن يدرسن في الصف الثالث متوسط، أو في أول ثانوي، وإن كن قليلات، ثم يكثر عدد المتزوجات في الصف الثاني والثالث الثانوي، فاحذري تأخير الزواج بحجة مواصلة الدراسة.
3- تراكمات أحداث سابقة:
ربما تربط بعض الفتيات، بعض الأحداث القاسية في حياتها بكل رجل، فربما كان الأب قاسياً في تعامله مع أبنائه وبناته، وربما كان الأخ أيضاً وحشاً كاسراً مع أخواته، فلا احترام ولا توقير، ولا إجلال ولا تقدير، بل على العكس من ذلك، سباب وشتائم، وركل ورفس، فتتراكم هذه الأحداث، حتى تصبح حلماً مفزعاً، وهماً مفجعاً، وتحسب الفتاة أن كل الرجال بهذه الشاكلة من سوء الأخلاق، وعنف التعامل، وسيء الطباع.
وربما كانت تخاف من الفشل، لأنها تسمع وترى بعض قريباتها أو صديقاتها، فشلن في زواجهن، فتخاف أن ينسحب الأمر على كل الرجال.
أو الخوف من عدم القيام بحق الزوج، أو الخوف من عدم القيام بشؤون المنزل، وربما كانت إحداهن ترغب في الراحة والدعة، حتى يفوتها الزواج، وتدخل في سن العنوسة المتأخرة التي لا يرغب بالزواج منها أحد، فتخسر بناء أسرة مسلمة تفيد أمتها ومجتمعها، وتخسر زوجاً يكون لها جنة في الدنيا والآخرة، وأبناءً صالحين، يدعون لأمهم، فعلى الفتاة أن تحكم عقلها قبل عاطفتها وما يمليه عليها تفكيرها الخاطئ، بترك الزواج، وعليها أن تقدر للأمور قدرها، وتقارن فوائد الزواج، بمضار العنوسة، إذ لا مقارنة بين الأمرين.
لاسيما والشرع جاء في الأصل بالزواج، ونهى عن العزوبة.
فللزواج فوائد كثيرة، كبناء الأسرة، والحفظ من الانحراف، وتحقيق المكاثرة، وغير ذلك كثير.
وللعنوسة مضار كثيرة، ذكرتها في بداية هذا الموضوع، فلا يمكن لعاقل أن يقارن بين أمرين أحدهما حلو والآخر مر علقم، أحدهما يقرب إلى شرع الله، والآخر يبعد عن مقصود الشرع من الزواج.
4- المبالغة في صفات الزوج:
بعض الفتيات تطلب صفات في الزوج، ربما لا يمكن أن توجد في رجل، فتجدها كلما تقدم لها خاطب ردته، وتتخذ الأعذار في ذلك، هذا طويل، وذاك قصير، وهذا ضعيف الشخصية، وهذا غير جميل، وهذا وظيفته غير مرموقة، أو راتبه قليل، أو ليس لديه وظيفة.
والأدهى من ذلك أنها ترفض شاباً لأنه ملتزم ومتمسك بشعائر دينه، وتدعي بأنه لا يحقق لها رغباتها الشخصية، من إيجاد دش، وتبرج، ونقاب فاتن، وعباءة محرمة، ومشية مجرمة، أو الخروج للأسواق، أو الحدائق المختلطة وما شابه ذلك من أمور منكرة، فتترك هذا الكفء من أجل طلبات محرمة.
ولا شك أن مثل هذه الفتاة إن فعلت ما نهى عنه الشرع، ورفضت الكفء فهي على خطر عظيم، فربما فسدت حياتها من بدايتها بسبب ذلك، لمخالفتها الصريحة لأمر النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقد أخرج الترمذي من حديث أَبِى هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: (( إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلاَّ تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ )).
5- التزويج بالترتيب:
هناك من الآباء والأولياء من ملئت قلوبهم قسوة وظلماً، فقتلوا بناتهم، لا قتلاً حقيقة، ولكن قتلوا فيهن حب العفاف وذلك بالزواج، وتكوين الأسرة، فترى ذلك الأب الظالم، يرفض تزويج البنت الصغرى قبل الكبرى، بحجة مريضة مهيضة، وأنه لابد من تزويج الكبرى ثم الصغرى، ولا شك أن هذا من أعظم الظلم، وأشد الطغيان، فهل من الحق والعدل أن يمنع أب زواج إحدى بناته التي كتب الله لها ذلك، وجاءها نصيبها، وقدرها الذي قدر الله لها، بحجة واهية أوهى من بيت العنكبوت، فعلى الآباء أن يتقوا الله - تعالى -في أنفسهم وبناتهم، وأن لا يحرموهن من الزواج تحت أي اعتذار، إذا جاءها مرضي الدين والسيرة، حسن الأخلاق، فبأي حق تُمنع فتاة من الزواج برجل كفؤ لها؟
فليتق الله أولئك الآباء، وليتذكروا يوم الوقوف بين يدي الله - تعالى -يوم القيامة، فقد قال - تعالى -: (وقفوهم إنهم مسؤولون)، وقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: (( اللَّهُمَّ مَنْ وَلِىَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئاً فَشَقَّ عَلَيْهِمْ، فَاشْقُقْ عَلَيْهِ، وَمَنْ وَلِىَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئاً فَرَفَقَ بِهِمْ، فَارْفُقْ بِهِ )) [رواه مسلم].
ولا أعلم من أين أتينا بهذه الموانع والعوائق عن الزواج؟ أهو تقمص لما يُشاهد من مسلسلات وتمثيليات، أم ماذا؟
لأننا لا نعرف هذه العادة القبيحة إلا من الدخيل علينا من العادات والتقاليد، التي يمليها علينا الشرق والغرب، حتى تقمصنا عادات سيئة، وقع ضحيتها البنون والبنات، وخصوصاً البنات، لأن البنت لا تستطيع أن تأخذ بحقها أو تدافع عنه، لاسيما من والديها، فهي دائماً تتميز بقلب رحيم، وعاطفة جياشة، فعلى الآباء والأمهات أن يراعوا المصالح العامة، لا المصالح الخاصة، فإذا تقدم لإحدى البنات خاطب كفء فعلى الأب أن يُسارع في ستر ابنته وتزويجها، وأن لا يؤخر ذلك، فإذا تقدم للوسطى مثلاً خاطب كفء، سارع بالزواج، وهكذا الصغرى والكبرى، فالإنسان لا يدري أين الخيرة لبناته، فربما تأخر زواج واحدة، وتعجل زواج الأخرى لحكمة يعلمها الله - تعالى -، ونحن لا ندركها.
وربما تعذر بعض الآباء بعدم تزويج من هي أصغر منها، بزعم أنه يجبر خاطر الكبرى، ولا يكسر قلبها، حتى لا تتعقد، وقد يكون في الكبرى بعض الموانع من الزواج مثل: قلة الجمال، أو عدم التمسك بالدين، أو السمعة السيئة، أو أن الكبرى لا ترغب بالزواج الآن، أو غير ذلك من الأسباب.
وبإصرار الوالد على تزويج الكبرى تكون الضحية أخواتها، بأن يدخلن في مرحلة العنوسة بسبب أختهم الكبرى، التي أصبحت حجر عثرة عليهن، وإذا نظر العاقل بعين البصيرة فإنه يعلم أن الزواج قسمة ونصيب، ولعل من أسباب نصيبها فتح المجال لأخواتها بالزواج إذا تقدم لهن الكفء.
وعلى الفتاة الكبرى أن تصارح والدها ووالدتها بضرورة السماح لأخواتها بالزواج، وأن عدم تقدم الزوج لها من قضاء الله وقدره، وتقنع والدها بأن رفضه من تزويج أخواتها معناه إجبار للأزواج أن يتقدموا للكبرى، وهذا الرفض يؤدي ببقية الأخوات إلى العنوسة، وعليها أن تقنع والدها بأنه لا مانع من تزويج أخواتها الأقل منها سناً، وأنها راضية وبكل فرح وسرور.
وأُذكر بأمر مهم، وهو ان بعض الأزواج يكون معدداً، والغالب أن الضرات لا يحبين الخير لبعضهن، ويضايقن أبناء بعضهن.
فربما لإحداهن بنت كبيرة هي أكبر البنات، وللأخرى بنات أخريات قد بلغت سن الزواج، بل تعدين سنة الخامسة والعشرين، وبإصرار وإلحاح من أم الكبرى، يمنع الأب زواج بناته الأخريات، ظلماً وعدواناً، فهذا لأب معين على الشر، جالب للضرر، متهم بالظلم، فأين يذهب من الله - تعالى -يوم القيامة؟
لأن بعض البنات الكبريات ربما لا تكون جميلة، أو لا تحسن معاشرة الناس ومعاملتهم، أو بها من العيوب ما بها، فهل تبقى عقبة في زواج أخواتها؟
أُريد من كل أب أو أخ أن ينظر إلى هذا السؤال بعين العقل، لا بعين الرأفة بالكبيرة، بل بعين العدل والإنصاف، فهل يُعقل أن تبقى بقية البنات حبيسات أجدر أربعة من أجل أختهم الكبيرة لأنه لم يتقدم لها أحد.
النصيب إذا جاء لإحدى البنات صغرى أم كبرى أم وسطى، فالواجب على ولي البنت أن يسرع بزواجها، وانتهاز الفرصة لذلك، فربما ذهب الخطَّاب ولم يعودوا بعد ذلك أبداً.
فاتق الله أيها الولي أياً كنت أباً أم أخاً أم غير ذلك ن فأنت والله موقوف ومسؤول عن هؤلاء الفتيات، أرعيت الأمانة أم خنتها؟
يا أيها الآباء زوجوا بناتكم أتريدون أن يزنين؟
أتريدون أن يتسكعن في الشوارع والأسواق؟
أتريدون أن يأتين ببهتان بين أيديهن وأرجلهن؟
أتريدون أن يملأن بيوتكم أولاد زناً؟
زوجوهن تخرجون من إثمهن، زوجوهن تهربون من ظلمهن.
شكوى:
فتاة تشكو ظلم والدها، وعدم تزويجها، يتقدم لها الخطاب من كل مكان، حفاظ لكتاب الله، وأكفاء وأحساب وأنساب، والوالد يرفض، والأخ يأبى، حتى بلغت الأربعين، وعندما حضر الموت والدها وهو على فراش الفراق، تذكر ظلمه لابنته، وطلب السماح منها، فقالت: والله لن أسامحك، ولن أستغفر لك، ولن أدعو لك، حرمتني الزواج، الموعد بين وبينك يوم القيامة، والوقوف بين يدي الله، ليحكم بيني وبينك.
وأخرى بلغت سن العنوسة، بعد رفض والدها لكل الخطاب، حتى بلغت سناً لا يرغب بها أحد، وسار بها قطار العمر حتى مرضت مرض الموت، فطلبت والدها وهي تجود بأنفاسها، وتقول لأبيها: قل آمين، فقال آمين، قالت: زد قل آمين، فكررتها ثلاث مرات، وأبوها يقول: آمين، قالت: حرمك الله الجنة كما حرمتني الزواج.
فيا أيها الناس حكموا شريعة الله، وزوجوا البنات، ولا تعضلوهن، فعضلهن حرام، ومعصية وظلم وعدوان، لا تعيدوا نعرات الجاهلية، والعصبية المذمومة، ألم تطرق أسماعكم أية المائدة: (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ) [المائدة50].
6- الإعجاب والغرور:
من الفتيات من ترغب بالزواج من شخص رسمت شخصيته، أو رأته فأعجبت به، وربما كان هذا الشخص من أفسق الناس، وأبعدهم عن التقوى، فهي تريد هذا الزوج، والوالد والوالدة لا يريدونه، فيقع الاختلاف ومن ثم عدم الزواج، حتى تصبح عانساً، ترفض الزواج من كل خاطب إلا من ذاك الرجل الذي تريده مع ما به من موانع شرعية، ومخالفات دينية.
وهنا كلمة مهمة:
وهي أنه ربما أعجبت الفتاة بشخص رأته عبر الشاشات أو سمعته في محاضرة أو في برنامج، فأحبته، وربما كلمته وعرضت عليه نفسها للزواج.
وهنا مكمن الخطورة، فالمرأة في حالة لا تترك الخيار هنا للعاطفة، فربما كان هذا الرجل فاشلاً في حياته الزوجية، يختلف تماماً عن الظهور، وهو في الحقيقة أبعد ما يكون عن العاطفة الزوجية، بل ربما كان على العكس من ذلك تماماً، فالمنظر غير الجوهر، فلابد من السؤال عنه أولاً، ثم يتدخل في الموضوع من هو أهله، من أقرباء الفتاة، ويفاتح ذلك الرجل ويعرض عليه الفتاة للزواج منها، ولا يعرضها كسلعة، وأنها رأتك وأحبتك، فربما يدخله الشك، يقول لسان حاله: رأتني اليوم وأحبتني، وغداً ترى غيره وتحبه، بل على الفتاة أن تكون أكثر نضوجاً، وأنضج عقلاً، ولا تسرع إلى مثل هذه الأمور، فنهايتها ربما كانت مؤلمة مهلكة، بل التروي التروي.
المصدر:
منتديات بيت حواء - من قسم:
الأسرة
[da lk hgkshx hguk,sm NehvihK HsfhfihK ugh[ih
المصدر...
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك