02-22-2016, 05:08 PM
|
مدير عام
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 376,634
|
|
نشيد "تكشبيلة توليولة" الأندلسية في بلاد المغرب
نشيد "تكشبيلة توليولة" الأندلسي في بلاد المغرب
رؤوف الماجري.
لا زال الأطفال يرددون هذه الكلمات "تكشبيلة توليولة" و لكن لا أظن أحدا منهم يعرف معناها و تجذرها في وجدان الاندلسيين المغاربة و الجزائريين
النشيد:
" تِكشبِيلة تِوليولة ما قتلوني ما حياوني داك الكاس اللي عطاوني الحرامي ما يموتشي جات خبارو في الكوتشي…"
من منا لم ينشد هذه الأغنية عندما كان صغيرا؟ لكن هل نعلم معنى كلماتها
والمأساة التي تنطوي عليها؟ يقول الأستاذ حمزة الكتاني ابن الأستاذ علي المنتصر الكتاني صاحب كتاب انبعاث الإسلام في الأندلس مفسرا معاني كلمات هذه المقطوعة الشعبية:
أذكر أن الوالد رحمه الله كان يقول لنا بأن هذه من أغاني الموريسكيين والأندلسيين المهاجرين من الأندلس يصفون فيها مأساتهم ومعاناتهم في الطريق ومعاني ألفاظها:
طريق اشبيليا، يرجعون إليها يعني النصارى والعلوج ما قتلوني وما أحيوني من كثرة العذاب فلا أنا بالحي ولا أنا بالميت من كأس الويل التي تجرعتها ابن الحرام هذا يعني العلج لا يموت وقد جاءت أخباره في الكوتشي والكوتشي: وسيلة نقل معتمدة على حصان صغير يجر عربة…
والعجيب أن الأطفال المغاربة خصوصا الموريسكيي الأصل يغنونها وهم يرقصون ويد الواحد مع يد الآخر وهما متقابلان…
ف "تِك شبيلة" تعني "طريق اشبيلية" و ربما المورسكيون الذين هاجروا إلى المغرب آنذاك قد غلبت على لسانهم العجمة فكانوا ينطقون القاف كافا ثم تلقفها المغاربة جميعا بعجمتها.
"توليولها" رغم أن الأستاذ حمزة الكتاني فسرها بأن النصارى هم من سيولون إليها إلا أني أميل إلى اعتبار الضمير عائدا إلى الأندلسيين و هنا يصبح المعنى " تكشبيلة تولِّيولها " " طريق اشبيلية ستعودون لها " وهذا تعبير عن حنين الأندلسيين إلى العودة إلى أرضهم بأشبيلية.
"ما قتلوني ما حياوني…ذاك الكاس اللي عطاوني" أثناء تهجير المورسكيين من الأندلس كان بعض النصارى يجبرونهم على شرب الخمر حتى يسمحون لهم بالمرور زيادة في احتقارهم و إذلالهم فهم بهذا ليسوا أمواتا و ليسوا أحياءا من شدة الذل و الباقي كما ذكره الأستاذ حمزة.
إن استمرار هذه الأغنية بيننا إلى اليوم دليل على تجدر الأندلس في عمق ذاكرتنا الجماعية رغم مرور القرون على مأساة سقوطها و من واجبنا الحفاظ عليها لتستمر على ألسننا و ألسن أطفالنا لعلنا بذلك نحفظ ذكرى الأندلس في وجداننا.
المصدر... ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|