|
01-18-2016, 09:19 PM
|
مدير عام
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 376,634
|
|
مختصر البداية والنهاية لابن كثير (سنة 131)
مختصر البداية والنهاية لابن كثير (سنة 130)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=360950
ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ
فِي الْمُحَرَّمِ مِنْهَا وَجَّهَ قَحْطَبَةُ بْنُ شَبِيبٍ وَلَدَهُ الْحَسَنَ إِلَى قُومِسَ لِقِتَالِ نَصْرِ بْنِ سَيَّارٍ , وَأَرْدَفَهُ بِالْأَمْدَادِ
فَخَامَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى نَصْرٍ ( مال بعض الجنود إلى نصر )
وَارْتَحَلَ نَصْرٌ فَنَزَلَ الرَّيَّ , فَأَقَامَ بِهَا يَوْمَيْنِ , ثُمَّ مَرِضَ , فَسَارَ مِنْهَا إِلَى هَمَذَانَ , فَلَمَّا كَانَ بِسَاوَةَ قَرِيبًا مِنْ هَمَذَانَ , تُوُفِّيَ لِمُضِيِّ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ مِنْ هَذِهِ السَّنَةِ , عَنْ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً
فَلَمَّا مَاتَ نَصْرٌ , تَمَكَّنَ أَبُو مُسْلِمٍ الْخُرَاسَانِيُّ وَأَصْحَابُهُ مِنْ بِلَادِ خُرَاسَانَ , وَقَوِيَتْ شَوْكَتُهُمْ جِدًّا
فَسَارَ قَحْطَبَةُ مِنْ جُرْجَانَ , وَقَدَّمَ أَمَامَهُ زِيَادُ بْنُ زُرَارَةَ الْقُشَيْرِيُّ
وَكَانَ زِيَادُ بْنُ زُرَارَةَ قَدْ نَدِمَ عَلَى اتِّبَاعِ أَبِي مُسْلِمٍ , فَتَرَكَ الْجَيْشَ , وَأَخَذَ جَمَاعَةً مَعَهُ , وَسَلَكَ طَرِيقَ أَصْبَهَانَ , لِيَأْتِيَ ابْنَ ضُبَارَةَ
فَبَعَثَ قَحْطَبَةُ وَرَاءَهُ جَيْشًا , فَقَتَلُوا عَامَّةَ أَصْحَابِهِ , وَأَقْبَلَ قَحْطَبَةُ وَرَاءَهُ , فَقَدِمَ قُومِسَ وَقَدِ افْتَتَحَهَا ابْنُهُ الْحَسَنُ , فَأَقَامَ بِهَا , وَبَعَثَ ابْنَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ إِلَى الرَّيِّ , ثُمَّ سَاقَ وَرَاءَهُ , فَوَجَدَهُ قَدِ افْتَتَحَهَا , فَأَقَامَ بِهَا , وَكَتَبَ إِلَى أَبِي مُسْلِمٍ بِذَلِكَ
وَارْتَحَلَ أَبُو مُسْلِمٍ مِنْ مَرْوَ , فَنَزَلَ نَيْسَابُورَ , وَاسْتَفْحَلَ أَمْرُهُ جِدًّا
وَبَعَثَ قَحْطَبَةُ بَعْدَ دُخُولِهِ الرَّيَّ بِثَلَاثٍ ابْنَهُ الْحَسَنَ بَيْنَ يَدَيْهِ إِلَى هَمَذَانَ
فَلَمَّا اقْتَرَبَ مِنْهَا , خَرَجَ مِنْهَا مَالِكُ بْنُ أَدْهَمَ وَجَمَاعَةٌ مِنْ أَجْنَادِ الشَّامِ وَخُرَاسَانَ , فَنَزَلُوا نَهَاوَنْدَ
فَافْتَتَحَ الْحَسَنُ هَمَذَانَ , ثُمَّ سَارَ وَرَاءَهُمْ إِلَى نَهَاوَنْدَ
وَبَعَثَ إِلَيْهِ أَبُوهُ بِالْأَمْدَادِ وَرَاءَهُ
فَجَاءَ فَحَاصَرَهُمْ بِهَا حِصَارًا شَدِيدًا , حَتَّى سَأَلَهُ أَهْلُ الشَّامِ الَّذِينَ بِهَا أَنْ يَشْغَلَ أَهْلَهَا حَتَّى يَفْتَحُوا لَهُ الْبَابَ , فَفَتَحُوا لَهُ الْبَابَ , وَأَخَذُوا لَهُمْ مِنْهُ أَمَانًا
فَقَالَ لَهُمْ مَنْ بِهَا مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ : مَا فَعَلْتُمْ ؟
فَقَالُوا : أَخَذْنَا لَنَا وَلَكُمْ أَمَانًا .
فَخَرَجُوا ظَانِّينَ أَنَّهُمْ فِي أَمَانٍ
فَقَالَ قَحْطَبَةُ لِلْأُمَرَاءِ الَّذِينَ مَعَهُ : كُلُّ مَنْ حَصَلَ عِنْدَهُ أَسِيرٌ مِنَ الْخُرَاسَانِيِّينَ فَلْيَضْرِبْ عُنُقَهُ وَلْيَأْتِنَا بِرَأْسِهِ .
فَفَعَلُوا ذَلِكَ , وَلَمْ يَبْقَ مِمَّنْ كَانَ هَرِبَ مِنْ أَبِي مُسْلِمٍ مِنْهُمْ أَحَدٌ
وَأَطْلَقَ قَحْطَبَةُ الشَّامِيِّينَ وَأَوْفَى لَهُمْ عَهْدَهُمْ , وَأَخَذَ عَلَيْهِمُ الْمِيثَاقَ أَنْ لَا يُمَالِئُوا عَلَيْهِ عَدُوًّا
ثُمَّ بَعَثَ قَحْطَبَةُ - عَنْ أَمْرِ أَبِي مُسْلِمٍ - أَبَا عَوْنٍ إِلَى شَهْرَزُورَ فِي ثَلَاثِينَ أَلْفًا
فَحَاصَرَهَا حَتَّى افْتَتَحَهَا , وَقَتَلَ نَائِبَهَا عُثْمَانَ بْنَ سُفْيَانَ . وَبَعَثَ إِلَى قَحْطَبَةَ بِذَلِكَ .
وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ مَاتَ عَامِرُ بْنُ ضُبَارَةَ , وَكَانَ سَبَبُ ذَلِكَ أَنَّ ابْنَ هُبَيْرَةَ كَانَ قَدْ كَتَبَ إِلَيْهِ أَنْ يَسِيرَ إِلَى قَحْطَبَةَ , وَأَمَدَّهُ بِالْعَسَاكِرِ
فَسَارَ ابْنُ ضُبَارَةَ حَتَّى الْتَقَى مَعَ قَحْطَبَةَ , وَابْنُ ضُبَارَةَ فِي مِائَةٍ وَخَمْسِينَ أَلْفًا , وَكَانَ يُقَالُ لَهُ : عَسْكَرُ الْعَسَاكِرِ , وَقَحْطَبَةُ فِي عِشْرِينَ أَلْفًا , فَلَمَّا تَوَاجَهَ الْفَرِيقَانِ رَفَعَ قَحْطَبَةُ وَأَصْحَابُهُ الْمَصَاحِفَ , وَنَادَى الْمُنَادِي : يَا أَهْلَ الشَّامِ , إِنَّا نَدْعُوكُمْ إِلَى مَا فِي هَذَا الْمُصْحَفِ .
فَشَتَمُوا الْمُنَادِيَ , وَشَتَمُوا قَحْطَبَةَ
فَأَمَرَ قَحْطَبَةُ أَصْحَابَهُ أَنْ يَحْمِلُوا عَلَيْهِمْ , فَلَمْ يَكُنْ بَيْنَهُمْ كَثِيرُ قِتَالٍ حَتَّى انْهَزَمَ أَصْحَابُ ابْنِ ضُبَارَةَ
وَاتَّبَعَهُمْ أَصْحَابُ قَحْطَبَةَ , فَقَتَلُوا مِنْهُمْ خَلْقًا كَثِيرًا , وَقَتَلُوا ابْنَ ضُبَارَةَ فِي الْعَسْكَرِ , وَأَخَذُوا مِنْ عَسْكَرِهِمْ مَا لَا يُحَدُّ وَلَا يُوَصَفُ .
وَلَمَّا بَلَغَ مَرْوَانَ خَبَرُ قَحْطَبَةَ وَأَبِي مُسْلِمٍ , وَمَا وَقَعَ مِنْ أَمْرِهِمَا , تَحَوَّلَ مِنْ حَرَّانَ , فَنَزَلَ بِمَكَانٍ يُقَالُ لَهُ : الزَّابُّ الْأَكْبَرُ .
وَفِيهَا قَصَدَ قَحْطَبَةُ فِي جَيْشٍ كَثِيفٍ نَائِبَ الْعِرَاقِ يَزِيدَ بْنَ عُمَرَ بْنِ هُبَيْرَةَ
فَلَمَّا اقْتَرَبَ مِنْهُ , تَقَهْقَرَ ابْنُ هُبَيْرَةَ إِلَى وَرَائِهِ , وَمَا زَالَ يَتَقَهْقَرُ إِلَى أَنْ جَاوَزَ الْفُرَاتَ
وَجَاءَ قَحْطَبَةُ فَجَازَهُ وَرَاءَهُ , وَكَانَ مِنْ أَمْرِهِمَا مَا سَنَذْكُرُهُ فِي السَّنَةِ الْآتِيَةِ , إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى .
المصدر... ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|
|
|