كيف نحيا بغير الحب؟!

[منتدى اهل الحديث]

كيف نحيا بغير الحبّ؟!

صالح الشناط
أحياناً يُتهم بعض الشباب الملتزم بأنه لا يعرف الحبّ، وقلبه جافٍ، ولا يفهم الرومانسية ولا يستطيع ممارستها! ولكن الأمر على خلاف ذلك، إلا أن ما يحول دون إظهار ذلك من الإنسان المستقيم على شرع الله، هو انضباطه لأوامره ونواهيه.. وله في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة، كيف كان يظهر الحبّ لزوجاته، وفي السيرة الكثير في هذا الجانب، لا سيّما مع أم المؤمنين عائشة رض الله عنها حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم..

فالحب مطلب شرعي غير محصور بين الذكر والأنثى، بل حب لله أولاً ثم لنبيه ثم المؤمنين.. إلخ، فلو تأملت لرأيت حياتك في كثير من جوانبها يتجسد فيها الحب.
غير أن أناساً دنسوا الحبّ، وقرنوه بالشهوات، والأغنيات، والرقصات، سلكوا له سبل الشيطان، وما كان للشيطان أن يدل على حّب يرتضيه الله سبحانه وتعالى؛ لذلك لا بدّ أن نفهم حقيقة الحب وما نريد من الحب.
يقولون الحبّ من أول نظره، والحب يصنع المعجزات، والحب أعمى، والحب عذاب، ومن الحب ما قتل، والحب يرد الكهل فتى، وإذا ذكر الحب ذكر قيس وليلى، وقيس ولبنى، وجميل وبثينة، وكثير وعزة، وعروة وعفراء، وعنتر وعبلة..

الحب في العصر الحديثِ كسلعةٍ .. معروضةٍ في أبشع الأسواقِ
يتنثر العشاق فيه ببعضهــم .. ويقاطعون مكارم الأخـلاق ِ

يقول الشيخ إبراهيم الدويش في محاضرته بحر الحب: الحب إخلاص وصفاء ونقاء، الحب عهد ورسالةٌ ومبدأ، الحب ماء الحياة بل هو وربى سر الحياة، الحب لذة الروح بل هو روح الوجود، وبالحب تصفو الحياة ,وتشفق النفس، ويرقص القلب، وبالحب تغفر الزلات، وتقال الحسرات، وتشهر الحسنات، ولولا الحب ما التف الغصن على الغصن، ولا عطف الظبي على الظبية، وما بكى الغمام لجدب الأرض، ولا ضحكت الأرض لزهر الربيع، وما كانت الحياة..
ويوم ينتهي الحب، تضيق النفوس، ويكون البغض والمشاحنة والمشاكل، ويوم ينتهي الحب تبذل الأزهار، وتظلم الأنوار، وتقصر الأعمار، وتجدب الرياض، وتفشو الأمراض، ويوم ينتهي الحب تطلق النحلة الزهرة، ويهجر العصفور الروض، ويغادر الحمام الغدير.

فهي دعوة لحب ما يحبه الله، وتجنب ما يسخطه، الحب في الله ولله ومع الله.. واعلم أنه قد مات بسبب الحقد والكره كثيرون، ولكن ربما مات بسبب الحبّ واحد أو لم يمت.
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك