في رِحابِ آيةٍ مِنْ كِتابِ اللهِ تِعالى (31)
﴿ قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ * أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ ﴾
الشيخ عبدالله محمد الطوالة
إنَّهُ أمرٌ عظِيمٌ فَوقَ ما تظُنونَ، وأكبَرُ ممَّا تَتوقعُونَ.. أمرٌ يتَجاوزُ الزَّمانَ والمكانَ، ليؤثرَ في مُستقبلِ البَشريَّةِ كُلِّها، في جميعِ عُصورِها وأقطارِها.. فالخالقُ العظِيمُ، والمدبِّرُ الحكِيمُ، مَلكُ الملوكِ جلَّ جلالهُ: يتكرَّمُ ويتفضَلُ فيرسِلُ من فوقِ سَبعِ سمواتٍ.. كتابًا مُحكَمًا، وكلامًا مُعجزًا، يُغيرُ بهِ وجهَ الأرضِ كُلِّها، وينشئُ به حَضارةً ما عرفت الدُّنيا شبِيهًا لها.. هذا هو النبأُ العظِيمُ، الذي قالَ اللهُ عنهُ: ﴿ وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ ﴾ [ص: 88]، وقالَ عنهُ: ﴿ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ ﴾ [النبأ: 4، 5].. وهذا ما كان وتحقَّقَ.. فالقرآنُ العظِيمُ بفضلِ اللهِ، هو الذي نهضَ بأمَّةِ العَربِ نهضَتهُم الكُبرى، وحوَّلهُم مِنْ رُعاةِ غَنمٍ إلى قادةِ أُممٍ.. وهو الذي نَقلهُم من مُستنقعاتِ التخلُفِ والجاهِليةِ، إلى مَنصاتِ العزِّ والخيرِيةِ، وقيادةِ البشريةِ، وحتى أصبحوا بحقٍّ خيرَ أُمَّةٍ أُخرِجت للنَّاس، وصدَقَ اللهُ العظِيمَ: ﴿ لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾ [الأنبياء: 10].
ومع الأسفِ فالمسلمونَ اليومَ، يَقفِونَ من هذا النبأِ العظِيمِ، والذِّكْرِ الْحَكِيمِ، كما وقفَ مِنهُ أوائِلُهم.. ﴿ كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ * بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ ﴾ [فصلت: 3، 4].. وبإذنِ اللهِ تعالى سيعودُ المسلِمونَ إلى قرآنِهم العظِيم لينهضوا مرةً أخرى، فقد جاءَ في الأثر: أنَّهُ لن يصلُحُ آخِرُ هذهِ الأمّةِ إلا بما صلُحَ بهِ أولُها.. ﴿ وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ ﴾ [ص: 88].. وآخرُ دعوانا أن الحمدُ للهِ ربِّ العالمين..
اضغط هنا للذهاب ل مصدر عنوان موضوعنا...
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك