بالصور.. أشهر وسائل الدعاية فى التاريخ.. "صابون نعمة عماد" يطيل عمر الملابس بالخمسينيات.. و"هيئ شفاهك للقبل" إعلان لـ"روج".. و"مربى الشيخ" تعالج الضعف الجنسى.. والشِّعر وسيلة العصر الأموى
الأربعاء، 6 أغسطس 2014 - 05:04 صورة أرشيفية
كتب محمود بكر
الإعلان فكرة قبل أن يكون وسيلة، وهو العنصر الرئيسى للترويج لسلعة أو فكرة معينة، وقد ظل بما يعنيه من رسائل وأساليب متنوعة جزءاً من تاريخ المجتمعات. ويعتبر أول إعلان مصرى يرجع تاريخه إلى ألف عام قبل الميلاد كتبه أمير مصرى يعلن عن فقدانه لأحد مماليكه.
إعلان صابون نعمة عماد
كانت إعلانات الخاصة بالصابون وعلاج الضعف الجنسى والسجائر وغيرها، أبرز إعلانات فترة الخمسينيات من القرن الماضي، حين نشرت جريدة الأهرام إعلانًا عن صابون "نعمة عماد" واعتمد مُصمم الإعلان على جذب المُستخدم من خلال التأكيد على أن تلك الصابونة تُطيل من عمر الملابس.
إعلان مربى الشيخ للضعف الجنسى
فيما انتشرت دعاية وإعلانات علاج الضعف الجنسى والذكورة فى شوارع القاهرة فى أواخر الخمسينات وبداية الستينيات، واعتمد المُعلن فيها على استخدام تأثير رجال الدين على المجتمع المصرى حينها، وخاصة علماء الأزهر، حيث تناول الإعلان صورة لأحد الأشخاص بالزى الأزهرى المعهود "الجبة، والقفطان" يحمل بين يديه منتج يسمى بـ"مربة الشيخ" لعلاج ارتخاء الأعصاب والضعف الجنسى.
ويعتبر الاعتماد على النجوم والفنانين ورجال السياسة ليس وليد هذه الأيام فقد اعتمد المعلنون على نجوم التمثيل والغناء مثل شادية وفاتن حمامة وهدى سلطان للترويج لمنتجاتهم كالسجائر والكولا وحتى أقراص الريفو كما نجد أيضا روائح صفية زغلول.
كان لأسلوب الترغيب فى شراء المنتج عن طريق الهدايا التى من الممكن أن تحصل عليها بداخل العبوة كالهدايا أسفل أغطية زجاجات الكولا نصيب من الإعلانات فى منتصف القرن الماضى، فنجد إعلان لهدايا تحت الأغطية كثلاجة للرحلات ومسجلات صوت وساعات يد وغيرها، كما حمل إعلان عن أحم شفاه عبارة "هيئ شفاهك للقبل".
ضع صورة
إعلان أحمر شفاة
تاريخيًا، يذكر لنا التاريخ أبيات الشاعر "ربيعة بن عامر" فى العهد الأموى، كأول إعلان تجارى من نوعه حيث قالها بعد مشاهدته كساد بضاعة أحد تجار البصرة الذى استورد بضاعة من الخمار الأسود، وكانت "موضة" النساء فى تلك الفترة لبس الخمار الأبيض فتسابقت نساء البصرة على العودة إلى الخمار الأسود حيث قال:
ولعل أفضل مثال لإعلان تسويقى ما ذُكر بالأدب العربى، فقد كان هناك رجلاً كان يُدعى "المحلق بن حنتم"، وكان فقيراً معدماً ولم يرزق بولد ذكر من بين سبع بنات لم يكتب لهن الزواج، بل لم يتقدم لهن أحد حتى خشيت والدتهن عليهن العنوسة وكانت امرأة فطنة عاقلة، فلما حل أحد مواسم سوق عكاظ نصحت زوجها بأن يستبق القوم إلى استضافة الشاعر الكبير أبى بصير الأعشى "ميمون بن قيس"؛ فبادر إلى قيادة ناقته من خطامها ونحر له ناقة كانت لديه، فلما تعشى الأعشى بدأ يسأل عن حال مضيفه فأدرك بحس الشاعر أن "المحلق" كان من أشد الناس فقراً، فأثر ذلك فى نفس "الأعشى" تأثيراً شديداً، فكتب قصيدته القافية الشهيرة والتى مطلعها:
وهى قصيدة طويلة انتشرت فى سوق عكاظ، فلم يُمسِ "المحلق" إلاّ وقد تزوجت كل بناته، واغتنى ذائع الصيت، بعد أن كان خاملاً مغموراً.
وقد ورد أيضا كمثال على الدعاية السلبية أنه كان لأحد تجار بغداد يسمى بالـ"نطافى" جارية اسمها "بنان" عُرفت بجمالها؛ حتى أن تجار سوق النخاسة ظلوا يساومون "النطافى" فى بيعها فرفض، لا سيما حين نما إلى مسامعه أن الخليفة "هارون الرشيد" يرغب فى شرائها، وما أن علم بذلك "أبو نواس" الذى كان هائماً فى عشق هذه الجارية إلا وراح يهجوها بقصيدة شنيعة افترى فيها على هذه الجارية المسكينة، وما أن ذاعت أبيات "أبى نواس" فى شوارع بغداد، إلاّ وهبط سعر الجارية إلى أدنى مستوى وزهد فيها التجار وصعب الأمر على الخليفة فهو لا يستطيع شراءها بعد أن وصفها "أبى نواس"، بل وصف من يشتريها بأقذع الأوصاف.
« آخـــر الــمــواضــيــع »
بالصور.. أشهر وسائل الدعاية فى التاريخ.
العرض العادي
