شبكة ربيع الفردوس الاعلى  

   
 
العودة   شبكة ربيع الفردوس الاعلى > 4 > العلوم و التكنولوجيا --- كل جديد ---- في كل المجالات
 
   

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: يوسف الشويعي مصحف كامل 114 سورة جودة رهيبة تلاوات برابط 1 و مزيد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: ياسر القرشي برواية حفص و شعبة 2 مصحف كامل 114 سورة جودة رهيبة تلاوات برابط 1 و مزيد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: ياسر المزروعي بجمع رواية روح و رويس عن يعقوب مصحف كامل 114 سورة جودة رهيبة تلاوات برابط 1 و مزيد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: ياسر الدوسري مصحف كامل 114 سورة جودة رهيبة تلاوات برابط 1 و مزيد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: ابراهيم البارقي تلاوة خاشعة (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: EBRAHEEM-----alhozifi------IS---REEDING-----QURAN---MP3----TELAWAT-RECITATION (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: EBRAHEEM-----alkhawalany----IS---REEDING-----QURAN---MP3----TELAWAT-RECITATION (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: EBRAHEEM-----aldowaish------IS---REEDING-----QURAN---MP3----TELAWAT-RECITATION (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: EBRAHEEM----alzobidy-----IS---REEDING-----QURAN---MP3----TELAWAT-RECITATION (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: EBRAHEEM-----alzahrany-----IS---REEDING-----QURAN---MP3----TELAWAT-RECITATION (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)      

إضافة رد
   
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

  #1  
قديم 07-08-2014, 05:50 AM
منتدى فرسان الحق منتدى فرسان الحق غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2013
المشاركات: 7,826
افتراضي الإسلام وعلم التغذية







الإسلام وعلم التغذية











د. أحمد شوقي الفنجري






كيف حارب الإسلام سوء التغذية؟


أغذية أحلها الإسلام أو شجع عليها:


يتصوَّر كثيرٌ من الناس أن الإسلامَ عندما تعرض لغذاء المسلم قد اقتصر على ذِكر ما حرَّم عليه فقط؛ كالميتة، والدمِ، ولحم الخنزير، وأنه فيما عدا ذلك قد ترَك الأمر بدون ذِكر ولا تنظيم، وهذا خطأٌ كبير!





فالإسلامُ في تعاليمه الغذائية لم يقتصر على ذِكْر المحرَّمات وحدها، بل ذهَب إلى تنظيم الغذاء الحلال، وإلى توجيهِ المسلِمين إلى الأغذية التي تنفَعُ أبدانَهم، وتحفَظ صحَّتهم.





وهو في هذا لا يتبع أسلوبَ النَّهي القاطع، ولا الأمرَ الملتزم، كما هو الحال في المحرَّمات، ولكنه يكتفي هنا بالتوجيه غيرِ المباشر وغير الملزِم؛ حتى لا يكونَ في الدِّين عُسْرٌ ولا إرهاق، وبهذه الطريقةِ نجد أن الإسلامَ قد نظَّم - ولا نقول: ألزَم - أو حدَّد للمسلمين الطعامَ الذي أحلَّه لهم من ناحيتينِ:


أولاً: نوع الطعام، ثانيًا: نظام الطعام.





ولكي ندرك مدى ما في تعاليم الإسلام من منطقٍ عِلمي وفِكر عملي، فلا بد أولاً من دراسة مقارنة للأديان الأخرى:


فالبوذية مثلاً: تحرِّم على كلِّ من يعتنقها أكلَ اللُّحوم على الإطلاق؛ وذلك تطبيقًا لمبدأ (الأهمية)؛ أي: عدم العُنف، باعتبار أن الذَّبح فيه قسوةٌ، وقد أثبتتِ التَّجارِبُ العِلمية أن الإنسان إذا عاش على النباتات وحدها أصيب بالهُزال وضَعْف البنية، وتعرَّض لأمراض فقر الدم، ولعلَّ هذا أحد الأسباب الرئيسية في تسمية الشعوب النباتية بالشعوب الصَّفراء!





وقد بدأت اليابان والصِّين في العصر الحديث بمحاربةِ هذه العادة النباتية، حفاظًا على صحَّةِ أبنائها؛ وذلك بتشجيع أكلِ اللُّحوم في المدارس والمعاهد.





ولكن لأن هذا التغيُّرَ في حياتهم قد بدأ بدون هدًى من عقيدةٍ معيَّنة، أو دِينٍ أو مبدأ، فقد أقبلتِ الصين على أكلِ الكلاب والثَّعابين، كما أقبلت اليابانُ على أكلِ السَّمك النِّيءِ دون طَهْيه.





ومن المعروف عِلميًّا أن اللحوم - كمصدرٍ للغذاء - تحتوي على العناصرِ الحيوية لتكوين الدمِ، وأهمها: الحديد، والزنك، وفيتامين (ب)، كما أن كميةَ البروتين والدهنيات في اللحوم أكبرُ وأكثرُ فائدة وتنوعًا منها في النباتات.





والهندوكية: تحرِّم لحم البقَر؛ بسبب تقديسِهم للبقرة، واعتبارها في منزلة الآلهة، والذي يُهمنا هنا في موضوعنا أنه لم يثبُتْ طبيًّا ولا عِلميًّا أن هناك أي ضرر من تناول لحم البقر طالما طُهِي جيدًا، بعكس ما هو حادث في لحمِ الخنزير، كما سبق أن ذكَرْنا في دواعي تحريمه.





وهناك ديانات أخرى تأمُرُ بالصومِ عن أكل الحيوانات وكل مشتقاتِها وما يُستخرج منها؛ مثل: البيض، والحليب، والجبن، مدةً تتراوح بين الأربعين والتسعين يومًا كلَّ عام.





وقد اتَّضَح أن هذه المدة تكفي لظهورِ أعراض فقر الدمِ عند الأشخاص الضِّعاف البنية والدم.





فإذا جئنا الآن إلى الإسلام بعد هذا العرض المقارن للأديان الأخرى، لوجدنا أنَّ هذا الدِّين المنطقي عندما يحرِّم أو يحلُّ طعامًا ما، إنما يضع في الاعتبار ما يأتي:


1- أن الله وحده هو الخالق، وهو وحده الذي له حقُّ التقديس، ولا يُشاركه في التقديس أيُّ مخلوقٍ آخر، سواء كان إنسانًا أم حيوانًا أم جمادًا.





2- أن الله عندما يحرِّم على المسلم طعامًا، فذلك لتجنيبه الأمراضَ والضَّرر، وليس لتقديسِ ذلك الطَّعام.





3- أن تلك الحيواناتِ قد خلَقها الله وسخَّرها لنا لننتفعَ بها، ونأكل لحومَها، وقد سنَّ الله لنا ركوبها، والاستفادة منها وهي حية دون عنف أو إرهاق، كما سنَّ لنا صيدَها وذَبْحها لأكلها، مع الرَّحمة، وعدمِ التجنِّي.





ومن تعاليم الإسلام في الذبح والصيد ما يأتي:


أ- فقد نهى رسول الله "أن نصبر البهائم"؛ أي: أن تُمسَك وتُجعَل هدفًا يرمى إليه حتى تموت؛ ولذلك عندما حكَم العرب إسبانيا أوقَفوا مصارعةَ الثِّيران خلال حُكم الإسلام؛ لِما فيه مِن تعذيبٍ للحيوان وقسوة.





ب- ونهى الرسولُ عن "الخَذْف" وهو رمي الطيرِ أو الحيوان بالحصاة أو بالنبلة، وقال صلى الله عليه وسلم: ((إنها لا تصيد صيدًا، ولا تنكَأُ عدوًّا، ولكنَّها تكسِرُ السِّنَّ، وتفقَأُ العينَ))؛ رواه مسلم وأحمد.





جـ- ونهى رسولُ الله عن قتلِ الحيوان للتَّسلية أو للرِّياضة أو لمجرَّد تعليم الرِّماية، وقال في ذلك: ((لعَن الله من اتَّخذ شيئًا فيه الرُّوحُ غرَضًا))؛ رواه مسلم وغيره.





د- ويأمر الإسلامُ بإحسان الذَّبح: فتكون الشفرة حادة، وألا يرى الحيوان السكين، ولا يروَّع أو يُضرب قبل الذبح، وأن يسمَّى عليه باسم الله، وفي هذا يقول الرسول: ((إن الله كتَب الإحسانَ على كل شيءٍ، فإذا قتلتم فأحسِنوا القِتْلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذِّبْحة، وليُحدَّ أحدكم شفرتَه، وليُرِحْ ذبيحتَه))؛ رواه أبو داود وغيره.





هـ- ومن حِكمة الإسلام في الصيد بالكلب المعلَّم المدرَّب أنك تستطيع أن تأكل من صيدك إذا أطلقتَ كلبك عليه ليمسكَه، فإذا أكل منه كلبُك، فلا يجوز لك أن تأكلَ بعده؛ لأن ذلك معناه أن كلبَك كان جوعان فاضطرَّ إلى الأكل من الصيد؛ فهو أحق به، ومن حُكم الإسلام أنك إذا وجدتَ الصيد وقد أمسك به كلبٌ آخرُ غيرُ كلبك ألاَّ تأكلَ منه، والحكمة الطبية وراء ذلك أنك تعرف كلبك، وتعلم أنه غير مريض، أما الكلب الضال، فقد يكون حاملاً للميكروب في لعابه، وقد يكون عقورًا، وفي هذا يقول رسولُ الله: ((إذا وجدتَ مع كلبك كلبًا آخرَ فلا تأكل؛ فإنما سمَّيت على كلبِك، ولم تسمِّ على غيره))؛ رواه البخاري وغيره.





و- وهنا خمسة حيوانات سمح الإسلام بقَتْلها لغير الحاجة إلى أكلها، ولكن لمجرد حماية الناس من شرها؛ وذلك لقول رسول الله: ((خمسة لا جُناحَ على من قتَلهن: الفأر، والعقرب، والحية، والكلب العَقُور، والحِدَأة))؛ متفق عليه.





وفي هذا يخالف الإسلامُ مبدأ "الأهمية" الذي يرفض قتل الحيَّةِ والعقرب.





هذه هي شروط الإسلام وتعاليمُه في الذبح، وهي تعاليم تجمَعُ بين الرَّحمة والواقعية، وبين مصلحة الإنسانِ والرَّأفة بالحيوان.





وبهذه النظرة الواقعية يُحلُّ الإسلام للناس كلَّ نوعٍ من الطعام فيه فائدة لأجسامهم، ولا يصيبهم بالضرر، وفي هذا يقول الله تعالى: ﴿ يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ ﴾ [المائدة: 4]؛ أي: أحلَّ لكم جميعُ ما تستسيغه الأذواقُ السَّليمة.





ولا يكتفي الإسلامُ بمِثل هذا التصريح، بل نراه يستنكر كلَّ محاولة أو تطوع من معتنقيه لتحريم شيء آخر زيادة على ما حرَّمه الله، فيقول الله في سورة الأعراف: ﴿ قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ﴾ [الأعراف: 32].





ويؤكِّد الله تعالى هذا المعنى في سورة المائدة قائلاً: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ ﴾ [المائدة: 87].





وأخيرًا نرى أن الله يُعلِن في سورة النحل: ﴿ وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ ﴾ [النحل: 116].





كلُّ هذا الاهتمام والإصرار راجعٌ إلى أن الإسلام لا يرضى لأبنائِه ضَعْف البنية، واعتلال الصحة؛ فرسولُ الله يقول: ((المؤمنُ القويُّ خيرٌ وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضَّعيف))؛ صحيح.





وهو ينهى عن الصِّيام الذي يُضعِف الجسدَ - كما في الديانات الأخرى - فيقول: ((لا صام مَن صام الدَّهرَ))؛ متفق عليه.





ويقول: ((ما أطعمتَ نفسَك، فهو لك صدقةٌ))؛ رواه أحمد.





وقد بلغه أن جماعةً من المسلمين قرَّروا اعتزالَ النِّساء، والصيامَ طول العمر، فغضِب صلى الله عليه وسلم وقال لهم: ((.. إني أصوم وأُفطِر، وأقومُ وأرقُدُ، وأنكِحُ النساء، وهذه سُنَّتي، فمن رغِب عن سُنَّتي فليس منِّي)).





ويُشير اللهُ في كتابه إلى فضل الرجل القويِّ البنية في مناسبات عدة، فيقول: ﴿ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً ﴾ [الأعراف: 69]، ويقول: ﴿ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ﴾ [البقرة: 247].





الغذاء المستحب للمسلم:


لا يكتفي الإسلامُ بهذه الإباحة المطلَقة، بل إنه يشجع بطريقة جميلة ليس فيها الغصب ولا الإجبار على أنواع معيَّنة من الطعام؛ لِما فيها من القيمة الغذائية والصحية، فمن الأطعمة التي جاء ذِكرها بالاستحسان في القرآن: اللحوم ومنتجاتها، سواء منها لحمُ البَر ولحم البحر، ثم العسل، واللبن، والتمر.





حكمة الإسلام في تحريم المذاهب النباتية:


لقد أثبت علماء التغذية أن الإنسانَ لكي يعيش عيشة صحية سليمة، فلا بد له من أكل اللحوم والنباتات معًا، ولا يمكنه الاقتصار على أحدهما دون الآخر، ومن الملاحَظ أن الشعوب النباتية - مثل الهند - تكون أجسادُهم هزيلة ضعيفة، والطفل المولود في الشعوب النباتية لا يزيد عادة عن 2 كحم، في حين أن في الشعوب الأخرى يزيد عن 3 كجم، ومما يعوِّض النباتيين أن يأكلوا المشتقات الحيوانية - كالحليب والبيض - إلى جانب النباتات، وإلا أُصيبوا بالهزال وفَقْر الدم.





واللحوم تحتوي على كمية كبيرة من البروتين والدهون، وهي موادُّ لازمة لبناء أنسجة الجسم وتوليد الطاقة، وحقيقة أن النبات يحتوي على هذه المواد أيضًا، ولكن لكي يحصل الإنسان على الكمية اللازمة لنموه وطاقته، فلا بد له من كمية كبيرة جدًّا من النباتات، مما قد يُجهِد جهازه الهضمي؛ وذلك لأن أمعاء الإنسان قصيرة بالنسبة لأمعاء الحيوانات آكِلة العُشب.





وهناك اعتراض آخرُ على الأغذية النباتية، وهو أن بروتينات النباتات لا تولِّد جميع الأحماض الأمينية اللازمة لبناء أنسجة الجسم.





وهكذا تظهرُ لنا حكمةُ الإسلام في محاربة المذاهب النباتية والحث على أكلِ اللحوم.





عن اللحوم يقول الله تعالى: ﴿ وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ ﴾ [النحل: 5].





ويؤكِّد الله تعالى على أهمية اللحوم، وعلى زيادة قوتها الغذائية على الأغذية النباتية، وذلك عندما ابتدأ بعضُ أحبار اليهود يتَّجهون إلى المذهب النباتي وقالوا: ﴿ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا ﴾ [البقرة: 61]؛ أي: مِن البقول والحِنطة وغيرها من الأغذية النباتية، فكان الردُّ عليهم: ﴿ قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ﴾ [البقرة: 61].





ولا يفوتُنا هنا أن نذكر أن الإسلامَ - الذي جاء دِينًا وَسَطًا - قد أمَر بالاعتدال في المأكولات؛ لحومًا كانت أو غيرها، وعدم الإكثار منها، فمِن المعروف أن الإكثار من اللحوم يزيد الإنسانَ حدةً في الطَّبع، وميلاً إلى العُنف، كما أنه من الناحية الطِّبِّية يزيد نسبة الكولسترول في الدم؛ بسبب الدهن الحيواني، فيعرِّض الإنسان للذَّبحة القلبيَّة، وتصلُّب الشَّرايين.





اللَّبَن: هو الغذاء الثاني الذي يتحدَّثُ عنه الإسلامُ بالاستحسان، وفيه يقول تعالى: ﴿ نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ ﴾ [النحل: 66]، واللَّبَن لا يحتاج إلى مزيدِ شرح لفوائده كغذاءٍ كامل للطفل ولكبار السِّن، ومن الأبحاث العلمية المشهورة أن الطَّبيب الروسي "بوحمرلينز" صاحب الأبحاث على إعادة الشباب قد لاحَظ أن إحدى القبائل المسلِمة في يوغوسلافيا يزيدُ متوسِّط العمر فيها على مائة عام، وقد ظلَّ يبحث عن أسباب ذلك، فوجَد غذاءهم الرئيسي يعتمدُ على لَحْم الغَنم، وعدم أكل لحم الخنزير، ويعتمدون على العسَل ولَبَن الماعز، ولا يتناولون الخمور.





العسل: يقول الله تعالى: ﴿ يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ ﴾ [النحل: 69].





ويؤكِّد الرسولُ في أكثرَ من حديث نبوي على أهمية العسل واللبن، وعلى القيمة الغذائية فيهما، ويوصي بالعسلِ كغذاءٍ ودواء، فيقول صلى الله عليه وسلم ما معناه: ((العسل شفاءٌ مِن كل داء))، ويقول: ((نِعم الشراب العسلُ، يرعى القلب، ويذهب بوَحَر الصدر)).





وجاء في كُتُب السيرة أن المقوقس حاكمَ مصر سأل حاطب بن أبي بلتعة موفد رسولِ الله صلى الله عليه وسلم عن أحبِّ الطَّعام إلى الرسولِ حتى يهديَه إليه، فقال له: "العسل"، فأهداه المقوقس عسلاً من مدينة بنها، فلما تذوَّقه الرسولُ أثنى عليه.





وقد أثبت التحليلُ الطبي أن العسل يحتوي على كمية هائلة من السكر.





وقد يقول البعض: إن الفواكه تحتوي على السكر أيضًا، وهي من هذه الناحية تُغْني عن العسل، ولكن نوع السكر الموجود في العسل هو الجلوكوز، في حين أن سكَّر الفواكه هو الفركتوز أو السكروز، والجلوكوز هو أهمُّ السكريات كلها فائدةً للمريض والسليم؛ لأنه أسهل امتصاصًا في الأمعاء، وأقل قابليةً للتخمُّر؛ ولذلك يعطَى كغذاء أساسي لمرضى الحميات، وللأطفال الضعاف، وتُصنَع منه حقن في الوريد بعد العمليات والحوادث.





والعسل يحتوي على اثنَيْ عشَرَ فيتامينًا، إلى جانب معادنَ حيوية للجسم، مثل: الحديد، والبوتاسيوم، والصوديوم، والكبريت، والماغنيسيوم، والفسفور.





واعترافًا بأهمية العسل تكوَّنت في إنجلترا وألمانيا وسويسرا شركات أدوية تستعمل العسل كعلاجٍ أساسي في جميع مركَّباتها؛ فصنَّعت منه أدوية للسعال، وأدوية للالتهابات الصدرية، والتهابات الحَلْق، وعلاجًا للالتهابات الجلدية، والتهابات اللثة، كما صنَّعت منه غذاء الأطفال الكبار والرُّضَّع.





وأخيرًا، صنعت إحدى شركات الأدوية من خلاصة العسل الذي يقدم إلى ملكة النحل، والذي يسمَّى غذاء الملكة، صنَّعت منه حبوبًا تعطى لكبار السنِّ؛ لكي يستردُّوا نشاطَهم وحيويَّتهم وشبابهم.










ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

رد مع اقتباس
 
   
إضافة رد

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

   
 
 
 
   

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة



Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 05:00 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات