2- خيرية هذه الأمة للشيخ علي علمي شنتوفي

[منتدى مكتبة المسجد النبوي الشريف]

بسم الله الرحمان الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وآل بيته الطيبين، وصحابته الغر الميامين، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، ونسأل الله العفو والمغفرة لجميع المسلمين والمسلمات، آمين.

يسترسل الشيخ علي علمي في الحديث عن خيرية أمتنا ،فيقول رحمه الله:= ومن هنا يتضح لنا أن الدعوة الى فرض عين لا يرتفع الإثم عن الأمة الا باعداد جيل مؤمن صادق مخلص رسالي يحمل مشعل الهداية من أجل إنقاذ البشرية مما هي فيه من التيه والضياع طلبا لمرضاة الله وتأسيا بر1سول الله ومن معه الذين قال فيهم رب العزة :& محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا &- سورة الفتح ،الآية 29.أولائك الرجال الذين حملوا مشعل التوحيد الى جميع أنحاء المعمور،ينشرون العدل والرحمة والمحبة يقولون ويفعلون يكدون ويجتهدون لا أرب لهم في الدنيا ومتاعها الفاني بل الآخرة هي ديدنهم ورضا الله أسمى غايتهم حتى كنت ترى الرجل منهم يتشوق إلى الجنة ويعز عليه أن يكمل أكل تمرات في يده والآخر يصيح : يا سعد فو الله إني لأشم رائحة الجنة من وراء أحد ويأتي الآخر في ليلة عرسه وأمل لقاء بزوجته وقبل غسله من الجنابة يسمع نداء الجهاد فيسارع بالتلبية ويستشهد في المعركة فيرى الحبيب المطفى الملائكة تغسله بين السماء والأرض.وهذا موقف أبي عبيدة وهذا وهذا ...مواقف كثيرة لا تعد ولا تحصى.
لكن لما عقمت الأمة عن إنجاب مثل أولائك الأشاوس ،وجاءت بالخلف الذي ركن إلى الدنيا ومتاعها الفاني وصلت إلى هذه النتيجة المفجعة التي يعيش غصتها كل مؤمن غيور يحس بمغص أمته ثم يجول ببصره وبصيرته في جميع أنحاء العالم فيرى الأمة القائدة قد تحولت الى أمة الذل والخنوع إلى أمة الاستبداد والاستعباد والخضوع لكن الخضوع لمن، إلى أسافل البشر ولطالما حذرنا الحبيب المصطفى من هذه النهاية البائسة في قوله صلى الله عليه وسلم := يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة على قصعتها قالوا أمن قلة نحن يومئذ ،قال بل أنتم كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل= الحديث.
اذا هل يعدو حالنا ما وصفه الحديث الشريف ، ألسنا في عددنا نتجاوز ربع سكان العالم لكن أين مكانتنا بين هؤلاء السكان ؟ ألم يجعلونا عبارة عن بقرة حلوب يأكلون خيراتنا ويرموننا بشرورهم .أموال العرب في بنوكهم ومعاملهم ومصانعهم وقنابلهم ووسائل تدميرهم يدركون بها مدننا وقرانا ومدارسنا ومستشفياتنا ويقرون بحناجرهم بطون الحوامل من أمهاتنا و أحواتنا وبناتنا في كل بقاع العالم فلا تخلو نقطة من خريطة العالم من مآسينا فالعراق و أفغانستان وكشمير والشيشان والصومال وفلسطين واللائحة طويلة.
وفي كل العالم بشرقه وغربه وبعربه وعجمه تسمع أنين المعذبين و آهات المكروبين و صرخات الايامى و الأرامل و اليتامى ،لكن هل نحس ،هل نشعر ،هل نسمع ؟
أسئلة كثيرة تصك الآذان و لا جواب عنها إلا بالآهات والحسرات فماذا أصنع أنا و أنت لملايين الاجئين والمسجونين والمطرودين ،وما ذا أصنع أنا و أنت ونحن مكسورو الجناح،مكبلون بالقيود والأغلال نكاد نختنق و لا من يغيث و لا من يرحم ،فالى الله المشتكى.
نعم هذا غيض من فيض، وما دمنا لم نستيقظ من غفلتنا،كفى تقاعسا،كفى من دفن الرؤوس في الرمال ، كفى استهتارا بالمسؤولية و مقدرات الأمة،ألم نعلم جميعا بأن هذه الأمة أمانة في عنق أبنائها و أنهم سيحاسبون عليها الحساب العسير ، يقول تعالى :& فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين & الأعراف.
و أخيرا أقول لنفسي و للجميع : إن الدعوة إلى الله تعالى واجبة على كل مكلف في حدود ما يعلم و ما يطيق لان الأمة في أمس الحاجة إلى الكلمة الطيبة الى القلوب الصادقة إلى النية الخالصة إلى السلوك القويم إلى الجهد المبذول إلى التضحية من أجلها و لو بأقل القليل.والله إنها لتستغيث بكل قوة صادقة مهما قلت ، وبكل عمل جاد يقف في وجه هذه الهجمة الشرسة من طرف قوى الشر الغاشمة والعاتية والتي تنحدر بالبشرية إلى أحط من درك الحيوان ، فالحيوان يترفع عن العمل الجنسي ألشاد والإنسان المنقطع عن ربه يمارسه، الحيوان لا يمارس الجنس من غير جنسه والمستهترات من شرق و غرب يتزوج بالكلاب ،والحيوان لا يتزوج بمثله المستهترون من الشرق والغرب يفعلون ذلك ورجال الدين في الغرب يصادقون على ذلك.إنها نكبة البشرية نكبة لم يسبق لها مثيل ولا مخرج إلا بالرجوع إلى هذا الدين الذي جاء لانقاد البشرية من التيه والضياع لأنه دين الطهر و النبل و كرامة الإنسان انه دين الإنس والجن دين الشرق والغرب والشمال والجنوب لا يفرق بين أبناء البشرية إلا بميزة واحدة & إن أكرمكم عند الله أتقاكم & الحجرات.
وكل مفاهيم الجاهلية ألغاها الحبيب بقوله:= دعوها فإنها منتنة=
انتهى كلام الشيخ رحمه الله.
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك