تفريغ حلقة::علامات حب الله للعبد:: للشيخ أحمد جلال من دورة عن رب العزة

[ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله وبياكم
الإخوة الأفاضل والأخوات الفضليات: يسر فريق التفريغ بشبكة الطريق إلى الله
أن يقدم لكم:
تفريغ حلقة ::علامات حب الله للعبد:: للشيخ أحمد جلال من دورة عن رب العزة
لتحميل التفريغ بصيغة pdf منهنا
وإليكم نص التفريغ:


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد،
أهلا وسهلا ومرحبا بإخوني وأخواتي وأهلي وأحبابي، وأسأل الله سبحانه وتعالى الذى جمعني وإياكم فى هذه الساعة المباركة على طاعته، أن يجمعني وإياكم فى جنته ودار كرامته، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، وبعد..
أحبابي الكرام الأحاديث القدسية هي عبارة عن خريطة ترسم لنا العلاقة بيننا وبين ربنا تبارك وتعالى، وكلما ازداد الإنسان معرفة بهذه الأحاديث، وحاول تطبيق هذه الأحاديث على أرض واقعه، كلما زادت صلته بربه سبحانه وتعالى، أحبابي الكرام من أروع الأبواب اللي الشيخ ذكرها معنا في هذا الكتاب باب علامات حب الله للعبد، وعلامات حب العبد لربه سبحانه وتعالى، اتنين مع بعض، هنحاول بقدر المستطاع أن إحنا نشوف إيه العلامات اللي تدل أن ربنا بيحبنا، وإيه العلامات اللى تدل أن إحنا بنحب ربنا.


- علامات حب العبد لله
أنا هبدأ أولا بعلامات حب العبد لربه سبحانه وتعالى، لأن العبد إذا أحب ربه أحبه الله، العبد إذا خد خطوة فى طريقه لحب الله أحبه الله سبحانه وتعالى، هل إحنا فعلا أحبابي الكرام بنجب ربنا سبحانه وتعالى؟ ولا إحنا حبنا لربنا سبحانه وتعالى مجرد دعوة ..مجرد كلام.. أحبابي الكرام هحاول بقدر المستطاع النهاردة في نقاط سريعة -لأن الباب النهاردة طويل شوية- في نقاط سريعة أحط أمامكم أهم العلامات اللى ممكن نقدر نوزن نفسنا بيها عشان نقدر نعرف فعلا أحنا بنحب ربنا بجد ولا حبنا لربنا سبحانه وتعالى مجرد كلام.

بس من البداية عايز أقولكم كلمة هي من أروع الكلمات التي قرأتها في حياتي ، هذه الكلمة للإمام الغزالي رحمه الله، حيث يقول :"أسعد الخلق حالا في الآخرة هم أكثرهم حبا لله تعالى في الدنيا"، أسعد الناس في الآخرة هما اللى حبوا ربنا سبحانه وتعالى بجد في الدنيا، وكان حبهم لربنا سبحانه وتعالى كان حب صادق، حب تحول إلى عمل، سبحان الله.



- اختبر نفسك.. هل أنت تحب الله حقًا؟
وضع العلماء لينا عدة علامات تدل على حب العبد لربه سبحانه وتعالى، أولى هذه العلامات: اختبار هنختبر بعضنا بيه، لو في يوم من الأيام أنت بتلعب لعبة معينة على التليفون بتاعك، وأنت بتحب اللعبة دي جدا، ومرة واحدة وأنت بتلعب على التليفون بتاعك افتكرت نعم ربنا عليك، فقومت سايب الدور وأنت خلاص في الدرجات المتقدمة جدا وأنت خلاص هتقفل اللعبة، قُمت قايل لا خلاص مينفعش، مينفعش أن تكون في حاجة شاغلاني عن ربنا، وقُمت قافل اللعبة، وقُمت حطيتها فى جمب، وقولت أما اذكر ربنا أفضل، أو أقرأ لي شوية قرآن، أو اصلي لي ركعتين لله عزو جل.
لو فى يوم من الأيام راجع من شغلك تعبان جدا، وخلاص نمت على سريرك ونمت، وأنت نايم كده ما في حالة إيه اللي هي الغيبوبة بقى ما بين النوم والصحيان، وقع فى قلبك قيام الليل، هل من الممكن إنك تسيب النوم دلوقتي وترجع تصلي ركعتين وترجع تكمل تاني؟
هل يا ترى لو في يوم من الأيام معاك صفقة كبيرة جدًا جدًا جدًا، وحان وقت الصلاة، ممكن تقوله استنى شوية، أو تعالى نصلي وبعدين نكمل؟

العلامة الأولى: تركك ما يشغلك عن ربك
من أعظم علامات حب الله تركك ما يشغلك عن ربك لإنشغالك بربك سبحانه وتعالى، لذا كان ذو النون المصرى يقول -ودى من أهم العلامات يا أخواننا والله- كان ذو النون المصرى يقول:" علامة الحب ترك كل ما شغلك عنه؛ حتى يكون الشغل كله به سبحانه وتعالى".
من علامات حبك لربنا سبحانه وتعالى أنك تترك كل حاجة تشغلك عن ربنا سبحانه وتعالى، يا ترى النهاردة -بتكلم النهاردة- أول ما قومت الصبح، هل أول حاجة قولتها الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا؟ ولا أول حاجة عملتها دورت على التليفون بتاعك عشان تفتح تشوف أهم الكومنتات اللي جتلك امبارح ايه؟ علامة الحب الصادق أن تترك كل ما يشغلك عن ربك سبحانه وتعالى ليكون شغلك كله بربك سبحانه وتعالى، يا ترى العلامة دى عندنا ولا لا؟
بنقول بقى لكل الحبّيبة، اللى بيحب بنت هنا، أو بتحب ولد هنا، أو مرتبطة بولد هنا، أو مرتبط ببنت هنا، أنت بتحب ربنا بجد؟ بالله عليك حبك لربنا صادق؟ لو حبك لربنا صادق فأنت تترك كل ما شغلك عن ربك سبحانه وتعالى ليكون الشغل كله بالله سبحانه وتعالى.

العلامة الثانية: حب الطاعات
العلامة التانية : أخواتنا وزوجاتنا وبناتنا.. هل يا ترى هو أنتم ملتزمين بالصلاة فى أوقاتها؟ هل قلوبكم بتهفوا للصلاة اللى بعدها؟ هل يا ترى في مرة صليتي المغرب وقعدتي تقرأي شوية قرآن وأنتِ منتظرة صلاة العشاء؟ هل أنت فى يوم من الأيام حسيت من جواك كده بحنين وشوق للمسجد، فروحت وقولت أروح أقعد فى المسجد شوية؟ كتير من الشباب لما بيبقى متضايق يروح يقعد على القهوة، وممكن يقعد عليها من 12 الصبح لحد واحدة اتنين بليل.. لحد الفجر، هل يا ترى إحنا عندنا حب للأماكن اللى ربنا سبحانه وتعالى بيحبها زى المساجد؟ حب لطاعة الله سبحانه وتعالى؟
بصوا .. بعض الناس تلاقيهم سبحان الله قايم الصبح ويقول ايه؟ أنا النهاردة صايم، يابنى الجو حر..لا لا أنا النهاردة صايم، أنا بحب الصيام، هل يا ترى إحنا موجود عندنا فعلا مبدأ حب الطاعة؟ هل عندنا مبدأ أن أنا أقعد فى البيت كده أذكر ربنا عز وجل ألف مرة؟ استغفر ربنا سبحانه وتعالى ألف مرة؟ من العلامات التي تدل على صدق حبنا لربنا عزوجل حبنا للطاعة، أنا مش بقول إنتِ بتصلى العشاء 12 بليل، ولكن إنتِ منتظرة أصلا من بعد المغرب أذان العشاء عشان تقومي تصلي، إنتِ كده؟ إحنا كده؟ حالنا مع ربنا عز وجل كده؟ من علامات حبنا لربنا عزوجل، جبنا لكل حاجة ربنا بيحبها وهى الطاعات، قال أحمد بن أبى الحواري رحمه الله:" علامة حب الله حب طاعته".

- العلامة الثالثة: حب القرآن
العلامة التالتة: احنا بنفتح يه اكتر ؟ الفيسبوك ولا القرآن؟ إحنا بنفتح إيه أكتر؟ تليجرام ولا القرآن؟ إحنا بنفتح إيه أكتر؟ الواتس ولا القرآن؟ من أعظم علامات حبنا لربنا سبحانه وتعالى حبنا لكلام ربنا سبحانه وتعالى، ودي علامة فارقة في المحبة، علامة فارقة فعلا في المحبة، ذكر ابن مسعود رضي الله عنه فقال: "من كان يحب أن يعلم أنه يحب الله أم لا، فليعرض نفسه على القرآن؛ فإن من أحب القرآن فهو مُحب لله"، اللى يحب القرآن دليل أنه بيحب ربنا سبحانه وتعالى.

الولد اللى بيحب البنت طبعا استغفر الله لهذا المثال يعني، الولد اللى بيحب بنت في الحرام، هو بيقعد يتكلم معاها بالست سبع تمن ساعات كل يوم، وبعد ما يخلص معاها التليفون يخش على الرسايل بتاعتها اللي باعتاهاله على التليجرام أو على الواتس أو على الفيس، وإذا في يوم من الأيام متكلمتش أو الكلام ده يفتح الصفحة بتاعتها على الفيس ويفضل يقرأ فى الكلمات بتاعتها، بيحب كلامها لأنه بيحبها، استغفر الله لهذا المثال..
ده في أهل المعصية، أهل الطاعة هو بيحب كلام ربنا جدا، والله يا أخواننا أهل المعصية لو عرف أن حبيبته بتحب أغنية معينة، بيفضل طول النهار يسمعها؛ أصل هي بتحبها، أما أهل الطاعة من علامة حبهم لربهم حبهم للقرآن يقول ابن القيم: وكذلك محبة كلام الله عزوجل فهى علامة محبته إذا أردت أن تعرف قدر حب الله فى قلبك فانظر محبة القرآن فى حياتك، والتذاذك بهذا الكلام، شوف أنت أد إيه بتحب القرآن، شوف أنت أد إيه مرتبط بالقرآن، شوف أنت أد إيه حريص على قراءة القرآن، شوف ورد القرآن بتاعك عامل ازاي، شوف فرحتك وسعادتك بالقرآن بتبقى عاملة ازاي، يقول سهل بن عبد الرحمن التوستارى رحمه الله: حب الله حب القرآن، عايز تشوف أنت بتحب ربنا ولا لا، شوف أنت بتحب القرآن ولا لا.


العلامة الرابعة: الذُّل لله
العلامة الرابعة - ودى من أهم العلامات المتعلقة فعلاً باللي بيحب ربنا بجد- أحبابى الكرام، في مقام اسمه مقام الذل، إحنا نتذل لله عز وجل، إن أنت بليل زى ما اتكلمنا في مقام الخوف قولنا أن في نوع من أنواع الخوف اسمه خوف المحبة، أنك تخاف في يوم من الأيام أنك تنتكس فتبعد عن طاعة ربنا، تخاف في يوم من الأيام أنه يحصلك فتور فتبعد عن طاعة ربنا، سبحان الله، فتلاقي العبد اللي عنده خوف ده بليل عمال يصلي ويدعو الله سبحانه وتعالى، يارب ما تحرمني من طاعتك أبدًا، يارب ارزقني حبك وحب من يحبك وحب كل عمل يقربنى إلى حبك، تلاقيه عمّال يتذلل بليل، يارب اللهم إنى أعوذ بك من الإنتكاس، أعوذ بك من الرجوع عن هذا الطريق، يارب ثبتنى على الطريق، الذل ده، خوفك ده، دليل على حبك لربنا سبحانه وتعالى.
كلمة من أعظم الكلمات اللي أرجو إن شاء الله أنها تكون من أهم الكلمات اللى تكون في حياتنا كلنا، يقول الرقاشى رحمة الله عليه: والله لو جُمع للعابدين جميع لذات الدنيا بحذافيرها، لكان امتهانهم لأنفسهم في طاعة الله عندهم ألذ، العابدين لو جمعنا لهم كل لذات الدنيا؛ طعام وشراب ونساء وخروجات وفُسَح وهدوم وكل حاجة، جمعنا ليهم ده فى جمب، وامتهانهم لأنفسهم بالليل فى طاعة الله عز وجل، الامتهان ده والذل ده، أحب إلى قلوبهم من كل لذات الدنيا، موجودة عندنا؟ إنك فعلا بليل تقف وتحس أن رجليك بدأت توجعك، امتهانك لنفسك ده دليل على حبك لله سبحانه وتعالى.


العلامة الخامسة: الرضا بقضاء الله
من علامات حب الله سبحانه وتعالى أنك ترضى بقضاء الله، زى ما كان النبي صلى الله عليه وسلم بيقول: "إن الله يقول: إن عبدي المؤمن عندي بمنزلة كل خير، يحمدُني وأنا أنزع نفسه من بين جَنْبَيْه" صححه الألباني، شوف المؤمن ربنا بينزع روحه منه وهو عمال يحمد ربنا سبحانه وتعالى، كان ذا النون المصرى يقول: ثلاثة من أعلام المحبة؛ -في 3 علامات على المحبة لربنا عز وجل- .. الرضا بالمكروه.
هل يا ترى في يوم من الأيام لو مرضت أنت راضي عن ربنا؟ لو في يوم من الأيام ابنِك تعبان وعمال يكُح كُحة بتشق فى صدره وهي بتشق في صدرِكِ الأول أنتِ راضية؟ بتقولي الحمد لله؟ في يوم من الأيام عملتي عملية في الثانية في الثالثة في الرابعة أنتِ راضية؟ الدنيا ضاقت عليك أوي، أنت راضي؟ لو أنت راضي عن ربنا في وقت المكروه أنت بتحب ربنا، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا النزول فى مقام الرضا عند البلاء.

العلامة السادسة: كثرة ذكر الله
كذلك أيضا من علامات حب الله عزوجل كثرة ذكر الله عزوجل، اللي بيحب ربنا بيذكره كتير، وكل ما كان الإنسان أكثر ذكرا، كان هذا دليلا على كثرة حبه لربه سبحانه وتعالى، أحبابي الكرام، يقول إبراهيم بن علي: من المحال أن تعرفه ثم لا تحبه، محال أنك تعرف ربنا ومتحبهوش، ومن المحال أن تحبه ثم لا تذكره، محال، دى قوانين علماؤنا وضعوها، نقيس بيها حبنا لربنا سبحانه وتعالى، إذا كنت كده، أنت بتعمل ده كله.


العلامة السابعة: اتباع النبى صلى الله عليه وسلم
من علامات حبك لربنا عز وجل متابعتك للنبىي صلى الله عليه وسلم الدائمة، اتباعك للنبي صلى الله عليه وسلم الدائم، لو أنت كده " قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُم" آل عمران31 هل يا ترى إحنا كده؟ صدقوني لو إحنا كده سيعطينا الله سبحانه وتعالى أمر عظيم،شيء جميل، لو كنا دائما بنسعى لرضا الله سبحانه وتعالى ربنا بيديك حاجة مهمة جدا، عارفين إيه هي؟ أن يحبك الله سبحانه وتعالى، إن ربنا يحبك، ولو ربنا عز وجل أحبك يسر لك كل خير.



علامات حب الله للعبد
أولا: أن يوضع للعبد القَبول فى الأرض
طيب الشيخ عندنا قال باب علامة حب الله للعبد، وذكر فيه حديث أبي هريرة رضى الله عنه قال: قال النبي صلى الله عله وسلم: "إنَّ الله، إذا أحَبَّ عبْدًا دعا جبريلَ فقال: إنّي أُحِبُّ فلانًا فأحِبَّه، قال فَيُحِبُّه جبريلُ. ثُمَّ ينادي في السماء فيقول: إنَّ اللهَ يُحِبُّ فلانًا فأَحِبّوه. فيُحِبُّه أهل السماء. قال ثُمَّ يوضع له القَبولُ في الأرض" صحيح مسلم.
وذكر الشيخ رواية أخرى من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أيضا رواها الترمذي، فالشيخ بيقولنا أن من علامات حب الله عز وجل للعبد فى الأحاديث القدسية هو أن يحبك الله سبحانه وتعالى فيحبك أهل السماء، ويضع الله سبحانه وتعالى لك القبول فى الأرض، فعلا .. من أحبه الله سبحانه وتعالى، أحبه كل الخلق، سبحان الله، كان أحد السلف يقول: والله ما أقبل عبد على الله بقلبه، إلا أقبل الله بقلوب الخلق عليه، قال تعالى: " إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَ?نُ وُدًّا" مريم: 96.. قال ابن عباس: يحبهم ويحبب الخلق فيهم، دي علامات حب الله سبحانه وتعالى للعبد، يضع لك القبول فى الأرض، تقولي يا شيخ بس نلاقي مثلا واحدة رقاصة وناس كتير جدا بتحبها، وليها معجبين كتير جدا، ونلاقي واحد على معصية وناس كتير جدا بتحبه ..
لا يا أخي، أنا لا أتكلم عن هذه المحبة، ولكن أتكلم عن المحبة الحقيقية، يحبه أهل الدين، يحبه أهل الفضل يحبه أهل الخير، أما الحب التانى ده، فده مما صنعه الشيطان بهم، من تلاعب الشيطان بهم، حب المعصية من فعل الشيطان، إنما حب أهل الايمان للإنسان ده من فعل الرحمن، وفرق كبير جدا جدا بين المحبتين.


ثانيا: أن يرزقه الدين
من علامات حب الله سبحانه وتعالى للعبد أن يرزقه الدين، إن ربنا سبحانه وتعالى يحبب لك الطاعة ويقربك أكثر وأكثر من طاعته سبحانه وتعالى، كما قال ابن مسعود: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "وإنَّ اللَّهَ يؤتي المالَ من يحبُّ ومن لا يحبُّ ..."صححه الألباني، مش كل واحد معاه الدنيا ربنا بيحبه، ممكن يكون عز وجل لا يحبه، شوفوا اللي جاية دي، "وإنَّ اللَّهَ يؤتي المالَ من يحبُّ ومن لا يحبُّ ولا يؤتي الإيمانَ إلَّا من أحبَّ فإذاأحبَّ اللَّهُ عبدًا أعطاهُ الإيمانَ " صححه الألباني.
لو وجدت نفسك فى يوم من الأيام على طاعة الله عزوجل بتتقلب من طاعة لطاعة فأعلم أن هذه علامة من علامات حب الله عزوجل لعبده، من علامات حب الله سبحانه وتعالى لعبده أنه يديله الدين ويديله الإيمان، أنه يرزقه الله سبحانه وتعالى لسانًا ذاكرًا وقلبًا شاكرًا، ويرزقه الله سبحانه وتعالى يد وقدم بتسعى دائما لطاعة الله سبحانه وتعالى، دي من علامات حب الله سبحانه وتعالي للعبد.

ثالثا: أن يرزقه الرفق في أهل بيته
من علامات حب الله سبحانه وتعالى للعبد أن يرزقه الله سبحانه وتعالى الرفق في أهل بيته، تلاقي سبحان الله الله عز وجل يرزق زوجته وأولاده الرفق به ويرزقه هو الرفق بهم، أن ربنا يرزقه الرفق مع والده ووالدته، ويرزق والده ووالدته الرفق به وتلاقي سبحان الله يجعل الله سبحانه وتعالى له من أمره مِرفَقًا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله إذا أحب أهل بيت أدخل عليهم الرفق" صححه الألباني.



رابعًا: أن يحميه من الدنيا
ومن علامات حب الله سبحانه وتعالى للعبد أن يحميه الله سبحانه وتعالى من الدنيا، يعنى ايه يحميه من الدنيا؟ بصوا يا أحبابي الكرام: الدنيا عاملة زى الثعبان، العالم الخبير يقدر يطلع من التِعبان ده تِرياق نافع، دواء نافع، إنما الجاهل أول ما يقرب من التِعبان يلدغه ويموته.
من علامات حب الله سبحانه وتعالى للعبد أنه يحميه من الدنيا، فيعطيه من الدنيا ما يحبه الله سبحانه وتعالى ولا يشغله عن ربه، الدنيا كما قال صلى الله عليه وسلم: "اقتربت الساعة، ولا يزداد الناس على الدنيا إلا حرصًا، ولا يزدادون من الله إلا بُعدًا" صححه الألباني، هي دي المشكلة الأساسية، أنه بعض الناس لما بياخد الدنيا بيبعد عن ربنا سبحانه وتعالى، لا، هنا من أحبه الله سبحانه وتعالى يعطيله الدنيا، ولكن إذا أعطاه الدنيا لا يجعل هذه الدنيا فى قلبه، إنما يجعلها ربنا تبارك تعالى فى يده؛ لا يحزن عليها إذا فقدها، ولا يفرح بها إذا جاءته، بل دائما ما يعلم أنها وسيلة بتقرب من الله سبحانه وتعالى، أبو بكر كان معاه الدنيا ومع ذلك ما فرح أبدا بإقبالها مرة، ولا حزن أبدًا على إدبارها عنه فى مرة، عبدالرحمن بن عوف، عثمان بن عفان.. كلهم نظروا للدنيا هذه النظرة.
النبي صلى الله عليه وسلم جعل من علامات حبه لعبده أن يحميه من الدنيا أي من شر الدنيا ، مش معنى أنه يبعد عنه الدنيا، لا يحميه من شر الدنيا، كما قال صلى الله عليه وسلم: "إذا أحب اللهُ عز وجل عبدًا حماه الدنيا كما يظل أحدكم يحمي سَقيمَهُ الماء" صححه الألباني، كما يمنع أحدكم المريض عن الماء، لأن الماء هيضره وغير ذلك.



خامسًا: أن يعصمه الله
كذلك أيضًا من علامات حب الله سبحانه وتعالى للعبد: عصمة الله عز وجل لهذا العبد، فيحول الله عز وجل بين هذا العبد وبين معصية الله سبحانه وتعالى، كما قال صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الله قال: ...وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، وقدمه التي يمشي بها، وإنْ سألني لأُعطينه، ولئن استعاذني لأُعيذنَّه" صحيح البخاري، هنا ربنا عصم جوارج هذا الإنسان من العصية، عصم جوارحه؛ عصم سمعه وبصره يده وقدمه، كل هذا الجوارح سُخرت فى طاعة الله.




سادسًا: أن يستجيب دعاءه
ومن علامات حب الله سبحانه وتعالى لعبده في هذا الحديث استجابة الله عزوجل دعاء هذا العبد، وتفريج الله عزوجل الكربات عن هذا العبد.

سابعًا: الابتلاء
ومن علامات حب الله سبحانه وتعالى لهذا العبد: قد تظهر فى الدنيا بعض الابتلاءات، وهذه والله دلالة على حب الله للعبد، يعنى سبحان الله ابتلى الله سبحانه وتعالى السيدة مريم فى ولدها، وراحت وسط أهلها وبطنها فيها هذا الحمل، وسبحان الله كان هذا البلاء فى الدنيا، ولكن للكرامة العظيمة اللي ربنا عزوجل وضعها لها.
سبحان الله يوسف عليه الصلاة والسلام ابتلاه الله عز وجل بالدخول فى السجن، كان بلاء عظيم جدا ليخرج من هذا السجن عظيم مصر، كل إنسان منا ..
السيدة عائشة رضي الله عنها ابتلاها الله عز وجل بأن طُعن فى عرضها عشان يرفعها الله عزوجل فى القرآن هذه الرفعة العظيمة، من علامات حب الله عزوجل للعبد: "إن الله إذا أحب قومًا ابتلاهم" صححه الألباني، ليه هذا البلاء؟ حتى يرفعهم الله عز وجل؛ لأن قانون ربنا فى الكون لا تتم الرفعة إلا بعد المرور ببلاء، فيبتلي الله سبحانه وتعالى ليرفع عبده إلى أعلى عليين.


ثامنا: حسن التدبير للعبد
كذلك أيضًا من علامات حب الله سبحانه وتعالى للعبد: أن ييسر الله .. حسن التدبير لهذا العبد، أن ربنا يرزق هذا العبد حسن التدبير، ومن حسن تدبير الله للعبد كما قال صلى الله عليه وسلم: "إذا أراد الله بعبد خيرًا عَسَلَهُ، قيل: وما عسله؟ قال: يفتح له عملا صالحًا قبل موته..." ، وهو رزقه الدين في الدنيا، وعند موته يفتح الله له عز وجل بعمل صالح، " ..ثُمَّ يَقْبِضُهُ عليه" صححه الألباني، ثم يكون القبض على هذا العمل الصالح، سبحان الله، وهو ده اللي ينبغي علينا أنه يكون واضح وظاهر لينا.



تاسعًا: أن يُنشِأ فى قلب العبد محبته
من علامات حب الله سبحانه وتعالى لهذا العبد كما يقول ابن القيم رحمه الله: وإن الله إذا أحب عبدا أنشأ فى قلبه محبته، ياه! ربنا عزوجل لو أحب عبدًا فى يوم من الأيام، يضع الله سبحانه وتعالى فى قلب هذا العبد محبة الله سبحانه وتعالى، فترى العبد دائمًا ما يسعى لمرضاة الله سبحانه وتعالى، يبذل الغالي والنفيس من أجل إرضاء الله سبحانه وتعالى، سبحان الله، هؤلاء العباد اللي عاشوا فى الدنيا على رضا الله، كما قال النبى صلى الله عليه وسلم:" يقول الله سبحانه وتعالى لأهل السماء: يا أهل السماء، إن عبدي هذا يلتمس رضاي، فيقول جبريل لأهل السماء ولمن هم حول العرش: إن هذا العبد يلتمس رضا الله سبحانه وتعالى، ثم يقول ربنا عز وجل: ألا إن رضاي على عبدي هذا.


هؤلاء العباد الذين عاشوا فى الدنيا يلتمسون رضا الله سبحانه وتعالى في أقوالهم وفي أفعالهم، تيجى تتكلم فى يوم من الأيام بالغيبة أو بالنميمة أو بالكذب أو أو أو .. تمنع نسفهما ، وتقول أنا بلتمس رضا ربنا سبحانه وتعالى، إن عبدي هذا يلتمس رضاي، ألا إن محبتى أو رحمتي على عبدي هذا"، هذا العبد اللي كان فى الدنيا بيلتمس رضا الله عزوجل، يوم القيامة لما يدخل الجنة، وإحنا بنتكلم إن شاء الله بعد ذلك على أحاديث الرؤية هنجد أن ربنا عزوجل بعد ما يدخل هؤلاء العباد يوم القيامة إلي الجنة وربنا عزوجل يسألهم: هل تشتهون شيئًا؟ فلا يتكلمون إلا بشيء واحد يقولون: يارب نلتمس رضاك.


أحبابي الكرام هذه بعض علامات حب الله للعبد، وعلامات حب العبد لله سبحانه وتعالى، أحبابي الكرام، أنا كل اللي محتاجة النهاردة أن أنا هقعد، هأخد النص الأول من الدرس، وابدأ أحُط العلامات اللي أنا ذكرتهالكم بين أيدينا، ونبدأ نسأل نفسنا ياترى هو أنا فعلاً بحب ربنا سبحانه وتعالى ولا لا؟ وإذا كنا بالفعل بناخد هذه الخطوات فهنيئًا لكم حب الله عزوجل لكم، وحب الله عزوجل لكم واقع من الله عزوجل هذا الحب، صدقوني والله نسعد في الدنيا ونسعد في الآخرة، وأود أن أختم درسي بالكلمة اللي أنا بدأت بيها الدرس، كلمة الإمام الغزالي رحمه الله فى كتابه إحياء علوم الدين: أسعد اخلق حالًا فى الآخرة أقواهم حبًا لله تعالى فى الدنيا.
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا حبه، وحب من يحبه، وحب كل عمل يقربنا إلى حبه، هذا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.



تم بحمد الله
انتظرونا قريبًا بإذن الله مع دروس جديدة من تفريغ
"فريق عمل التفريغ"
كما نتشرف بانضمامكم لفريق عملنا
فرغ درسًا وانشر خيرًا ونل أجرًا
رزقنا الله وإياكم الإخلاص والقبول

المصدر...
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك