بقلم : سيد علي قورية
ملاحظة :التوثيق موجود في أصل هذه المقالات
الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره ، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، و من يضلل فلا هادي له ، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، و أشهد أن محمدا عبده و رسوله – صلى الله عليه و آله و صحبه و سلم -
أما بعد :
فإن علم أصول الفقه يعد من أجل علوم الشريعة ؛ فهو آلة فهم نصوص الوحيين ، و طريق درك مقاصد الشارع من وضع الشريعة و التكليف بها ، و به تعلم مآخذ المسائل و تتضح مداركها وأسباب اختلاف العلماء فيها ، و بإتقانه و إجادته يستحق الفقيه مقام التوقيع عن رب العالمين، و رتبة خلافة النبي صلى الله عليه و سلم في الفتوى و تحقيق مناط المسائل الفقهية ( و ناهيك عن علم يرتقي الناظر فيه عن حضيض رتبة المقلدين ، إلى رفيع درجات المجتهدين ، و أقل أحواله أن يعرف وجوه الترجيح فيفرق بين الراجح و المرجوح ، و يميز بين السقيم و الصحيح )
و موضوع مباحث هذا الفن:"أدلة الفقه الإجمالية"، و لما كانت الدلائل مفيدة للظن غالبا، وليس بين الظني و مدلوله ارتباط عقلي، لجواز عدم دلالته عليه ؛احتيج إلى رابط و هو الاجتهاد.
و لذلك أدخل الأصوليون مبحث الاجتهاد في حد الأصول و ألحقوا به مبحث التقليد على سبيل التبع ، فقالوا في تعريف هذا العلم باعتباره علما و لقبا على الفن المخصوص : "دلائل الفقه إجمالا و كيفية الاستفادة منها وحال المستفيد"
فالمستفيد هو طالب حكم الله ،و يشمل: المجتهد و المقلد؛ لأن المجتهد يستفيد الأحكام من الأدلة ، و المقلد يستفيدها من المجتهد.
و مما سبق تتضح أهمية هذا الباب ، و موقعه من علم الأصول ، لذا فقد حاولنا في هذه المقالات دراسة جملة من المطالب المهمة المتعلقة بقضية الاجتهاد ،و قد اعتمدنا في إعدادها على عدد من المصادر و المراجع الأصولية - مستمدين العون و التوفيق من الله جل جلاله ، فما كان من توفيق فمنه وحده سبحانه، و ما كان من زلل فمن النفس و الشيطان -
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
« آخـــر الــمــواضــيــع »
مقالات في الاجتهاد
العرض العادي
