الإيمان بما جاء في الكوثر والحوض
محمد حسن نور الدين إسماعيل
الإيمان بما جاء في الكوثر وحوض نبينا صلى الله عليه وسلم، وأن له لواءَ الحمد يوم القيامة، وأنه سيدُ الناس يومئذ.
ومن الإيمان باليوم الآخر: الإيمان بحوض خير الخَلْق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وهو الكوثر الذي أعطاه الله عز وجل؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ﴾ [الكوثر: 1].
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال في الكوثر: هو الخيرُ الذي أعطاه الله إياه، قال أبو بِشرٍ: قلت لسعيد بن جبير: فإن الناسَ يزعمون أنه نهر في الجنة، فقال سعيد: النهرُ الذي في الجنة من الخير الذي أعطاه الله إياه[1].
وقد تواتَر ذِكر الحوض وتفسير الكوثر به وإثباته وصفته في كتب السنة:
فعن أنس رضي الله عنه قال: لما عُرج بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء قال: ((أتيتُ على نهر حافَتاه قباب اللؤلؤ المجوَّف، فقلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا الكوثر))[2].
وعن أبي عُبيدة عن عائشة رضي الله عنها، قال: سألتُها عن قوله تعالى: ﴿ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ﴾ [الكوثر: 1]، قالت: نهرٌ أُعْطِيَه نبيُّكم صلى الله عليه وسلم، شاطئاه عليه درٌّ مجوف، آنيتُه كعددِ النجوم))[3].
وعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((حوضي مسيرة شهر، وزواياه سواءٌ، وماؤه أبيض من الورِقِ، وريحُه أطيبُ من المسك، وكِيزانُه كنجوم السماء، فمَن شرب منه فلا يظمأ بعده أبدًا))[4]، الوَرِق: الفضَّة.
وثبت في صحيح مسلم أن الحوض عَرضه مثلُ طوله، وأنه أشدُّ بياضًا من اللبن، وأحلى من العسل، وفيه مِيزابان يمدانه من الجنة، أحدهما من ذهب، والآخر من فضة، وأنه سيُذادُ عن هذا الحوض مَن أعرَض عن سنَّة النبي صلى الله عليه وسلم وابتدَع في دِين الله ما ليس منه؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إني لكم فَرَطٌ[5] على الحوض، فإياي لا يأتين أحدُكم فيُذَبَّ عني كما يُذَبُّ البعير الضالُّ، فأقول: فيمَ هذا؟ فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول: سُحقًا)[6]، يُذَب: يُبعَد، سُحقًا: بُعدًا.
وعند مسلم رحمه الله تعالى: أنه صلى الله عليه وسلم قال: ((لأَذُودَنَّ عن حوضي رجالًا كما تذاد الغريبة من الإبل)).
ومن الإيمان باليوم الآخر: أنه صلى الله عليه وسلم سيد ولد آدم يوم القيامة، وله لواء الحمد يومئذ، وأنه أول مَن تنشقُّ عنه الأرض، وأول شافع، وأول مشفَّع، وهذا ثابت في عدة أحاديث صحيحة[7].
[1] رواه البخاري رحمه الله تعالى.
[2] رواه البخاري رحمه الله تعالى.
[3] رواه البخاري رحمه الله تعالى.
[4] رواه مسلم رحمه الله تعالى.
[5] فرط فرطًا فروطًا: عجل وأسرع، ويقال: فرط له ولد؛ أي: سبقه إلى الجنة؛ (المعجم الوجيز).
[6] رواه مسلم رحمه الله تعالى.
[7] انظر صحيح الجامع للألباني: أحاديث رقم: 1466، 1467، 1468.
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك