|
02-19-2015, 04:49 AM
|
عضو مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 5,969
|
|
مختصر البداية والنهاية لابن كثير (سنة 33)
مختصر البداية والنهاية لابن كثير (سنة 32)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=346835
ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ
وَفِيهَا غَزَا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ إِفْرِيقِيَّةَ ثَانِيَةً حِينَ نَقَضَ أَهْلُهَا الْعَهْدَ.
وَفِيهَا سَيَّرَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ جَمَاعَةً مِنْ قُرَّاءِ أَهْلِ الْكُوفَةِ إِلَى الشَّامِ ,
وَكَانَ سَبَبُ ذَلِكَ أَنَّهُمْ تَكَلَّمُوا بِكَلَامٍ قَبِيحٍ فِي مَجْلِسِ سَعِيدِ بْنِ العاص ,
وَذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ يَشْتَمِلُ مَطَاوِي كَلَامِهِمْ عَلَى الْقَدْحِ فِي قُرَيْشٍ , كَوْنَهُمْ فَرَّطُوا وَضَيَّعُوا مَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ مِنَ الْقِيَامِ فِيهِ مِنْ نُصْرَةِ الدِّينِ , وَقَمْعِ الْمُفْسِدِينَ , وَإِنَّمَا يُرِيدُونَ بِهَذَا التَّنْقِيصَ وَالْعَيْبَ وَرَجْمَ الْغَيْبِ.
وَكَانُوا يَشْتُمُونَ عُثْمَانَ , وَسَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ ,
وَكَانُوا تِسْعَةً:
كُمَيْلُ بْنُ زِيَادٍ ,
وَالْأَشْتَرُ النَّخَعِيُّ - وَاسْمُهُ مَالِكُ بْنُ يَزِيدَ -
وَعَلْقَمَةُ بْنُ قَيْسٍ النَّخْعِيُّ ,
وَثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ النَّخْعِيُّ ,
وَجُنْدُبُ بْنُ زُهَيْرٍ الْعَامِرِيُّ ,
وَجُنْدُبُ بْنُ كَعْبٍ الْأَزْدِيُّ ,
وَعُرْوَةُ بْنُ الْجَعْدِ
وَعَمْرُو بْنُ الْحَمِقِ الْخُزَاعِيُّ.
فَكَتَبَ سَعِيدُ بْنُ العاص إِلَى عُثْمَانَ فِي أَمْرِهِمْ ,
فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُثْمَانُ أَنْ يُجْلِيَهُمْ عَنْ بَلَدِهِ إِلَى الشَّامِ ,
وَكَتَبَ عُثْمَانُ إِلَى مُعَاوِيَةَ أَمِيرِ الشَّامِ: أَنَّهُ قَدْ خرجَ إِلَيْكَ قُرَّاءٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ , فَأَنْزِلْهُمْ وَأَكْرِمْهُمْ وَتَأْلَفْهُمْ.
فلمَّا قَدِمُوا , أَنْزَلَهُمْ مُعَاوِيَةُ وَأَكْرَمَهُمْ , وَاجْتَمَعَ بِهِمْ , وَوَعَظَهُمْ وَنَصَحَهُمْ فِيمَا يَعْتَمِدُونَهُ مِنِ اتِّبَاعِ الجَمَاعةِ , وترك الانفراد والابتعاد ,
فأجاب مُتَكَلِّمُهُمْ وَالْمُتَرْجِمُ عَنْهُمْ بِكَلَامٍ فِيهِ بَشَاعَةٌ وَشَنَاعَةٌ ,
فَاحْتَمَلَهُمْ مُعَاوِيَةُ لِحِلْمِهِ , وَأَخَذَ فِي مَدْحِ قُرَيْشٍ - وَكَانُوا قَدْ نَالُوا مِنْهُمْ -
وَأَخَذَ مُعَاوِيَةُ فِي الْمَدْحِ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ , وَالصَّلَاةِ وَالتَّسْلِيمِ.
فَإِذَا هُمْ يَتَمَادَوْنَ فِي غَيِّهِمْ , وَيَسْتَمِرُّونَ عَلَى جَهَالَتِهِمْ وَحَمَاقَتِهِمْ ,
فَعِنْدَ ذَلِكَ أَخْرَجَهُمْ مُعَاوِيَةُ مِنْ بَلَدِهِ , وَنَفَاهُمْ عَنِ الشَّامِ , لِئَلَّا يُشَوِّشُوا عُقُولَ الطَّغَامِ ,
فَلَمَّا خَرَجُوا مِنْ دِمَشْقَ , أَوَوْا إِلَى الْجَزِيرَةِ ,
فَاجْتَمَعَ بِهِمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ - وَكَانَ نَائِبًا عَلَى الْجَزِيرَةِ , ثُمَّ وَلِيَ حِمْصَ بَعْدَ ذَلِكَ - فَهَدَّدَهُمْ وَتَوَعَّدَهُمْ ,
فَاعْتَذَرُوا إِلَيْهِ , وَأَنَابُوا إِلَى الْإِقْلَاعِ عَمَّا كَانُوا عَلَيْهِ ,
فَدَعَا لَهُمْ , وَسَيَّرَ مَالِكًا الْأَشْتَرَ النَّخَعِيَّ إِلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ , لِيَعْتَذِرَ إليهِ عَنْ أَصْحابِه بَيْن يَدْيْه ,
فَقَبِل عُثْمَانُ ذَلِكَ مِنْهُمْ , وَكَفَّ عَنْهُمْ , وَخَيَّرَهُمْ أَنْ يُقِيمُوا حَيْثُ أَحَبُّوا ,
فَاخْتَارُوا أَنْ يَكُونُوا فِي مُعَامَلَةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ , فَقَدِمُوا عَلَيْهِ حِمْصَ ,
فَأَمَرَهُمْ بِالْمَقَامِ بِالسَّاحِلِ , وَأَجْرَى عَلَيْهِمُ الرِّزْقَ.
وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ سَيَّرَ عُثْمَانُ بَعْضَ أَهْلِ الْبَصْرَةِ مِنْهَا إِلَى الشَّامِ وَإِلَى مِصْرَ , بِأَسْبَابٍ مُسَوِّغَةٍ لِمَا فَعَلَهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ,
فَكَانَ هَؤُلَاءِ مِمَّنْ يُؤَلِّبُ عَلَيْهِ , وَيُمَالِئُ الْأَعْدَاءَ فِي الْحَطِّ وَالْكَلَامِ فِيهِ , وَهُمُ الظَّالِمُونَ فِي ذَلِكَ , وَهُوَ الْبَارُّ الرَّاشِدُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ حَجَّ بِالنَّاسِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , وَتَقَبَّلَ اللَّهُ مِنْهُ. ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|
|
|