شبكة ربيع الفردوس الاعلى  

   
 
العودة   شبكة ربيع الفردوس الاعلى > 3 > تفريغ المحاضرات و الدروس و الخطب ---------- مكتوبة
 
   

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: يوسف الشويعي مصحف كامل 114 سورة جودة رهيبة تلاوات برابط 1 و مزيد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: ياسر القرشي برواية حفص و شعبة 2 مصحف كامل 114 سورة جودة رهيبة تلاوات برابط 1 و مزيد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: ياسر المزروعي بجمع رواية روح و رويس عن يعقوب مصحف كامل 114 سورة جودة رهيبة تلاوات برابط 1 و مزيد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: ياسر الدوسري مصحف كامل 114 سورة جودة رهيبة تلاوات برابط 1 و مزيد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: ابراهيم البارقي تلاوة خاشعة (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: EBRAHEEM-----alhozifi------IS---REEDING-----QURAN---MP3----TELAWAT-RECITATION (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: EBRAHEEM-----alkhawalany----IS---REEDING-----QURAN---MP3----TELAWAT-RECITATION (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: EBRAHEEM-----aldowaish------IS---REEDING-----QURAN---MP3----TELAWAT-RECITATION (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: EBRAHEEM----alzobidy-----IS---REEDING-----QURAN---MP3----TELAWAT-RECITATION (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: EBRAHEEM-----alzahrany-----IS---REEDING-----QURAN---MP3----TELAWAT-RECITATION (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)      

إضافة رد
   
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

  #1  
قديم 08-05-2014, 09:30 PM
منتدى فرسان الحق منتدى فرسان الحق غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2013
المشاركات: 7,826
افتراضي توكل الأنبياء عليهم السلام

توكل الأنبياء عليهم السلام








الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل





الحمد لله العليم القدير، العزيز الحكيم؛ خلق خلقه فابتلاهم، وجعل حاجتهم إليه فكفاهم، نحمده حمد الشاكرين، ونستغفره استغفار المذنبين، ونسأله من فضله العظيم، أعطانا ما سألنا وما لم نسأل، ودفع عنا ما حذرنا وما لم نحذر، ونعمه فينا لا تحصى ولا تعد، وألطافه بنا لا تحد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ أمضى قدره في خلقه بعلمه وحكمته، ولا يخرج شيء عن إرادته وفعله ﴿ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا ﴾ [الفرقان: 2] وأشهد أن محمدا عبده ورسوله؛ إمام المرسلين، وخاتم النبيين، وأفضل الخلق أجمعين، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.





أما بعد:


فاتقوا الله تعالى وأطيعوه، وأنيبوا له وأسلموا، ولوذوا به واعتصموا، واعتمدوا عليه وتوكلوا؛ فإن الإيمان جنة المؤمن، وإن الإنابة برهان الصدق، وإن التوكل حرز وحصن ﴿ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ﴾ [آل عمران: 159].





أيها الناس: في أحوال الفتن التي تموج موج البحر، وعندما يختلط على الناس الأمر، وحينما يحسون بخطر قادم، أو يشعرون بمكر عدو غاشم؛ فإنه لا معاذ لهم إلا الله تعالى، ولا حول لهم ولا قوة إلا به سبحانه. فلا قوة لهم من دون الله تعالى تنفع، ولا حلفاء يركنون لهم فيغنون عنهم من الله تعالى شيئا؛ فإن البشر أهل ظلم وأثره، والساسة أهل مكر وخديعة، فكيف إذا كان النظام العالمي السياسي اليوم لا مكان فيه للدين والأخلاق، إن هي إلا المصالح فقط. ولا عجب والحال هذه أن نرى تبدل المواقف، وتحول التحالفات، وانقلاب الصداقات إلى عداوات، وقد أبصرنا ذلك وعشناه في كثير من الأزمات والمشكلات.





إن العالم اليوم ملئ بالمشكلات المعقدة، ورياح الفتن والمحن تهز أركان الدول والأمم، والبؤر المتحركة المشتعلة أكثر من الساكنة، وهي تزيد ولا تنقص، ويزداد اشتعالها يوما بعد يوم حتى ليُخشى من بركان مدمر يغير خرائط الدول، ويفني كما كبيرا من البشر، وقد أخبر النبي عليه الصلاة والسلام عن فتن في آخر الزمان تدع الحليم حيران، وعن قتل في الناس ذريع، وعن تمن للموت من شدة المحن والفتن وعظيم الابتلاء.





إن عالم اليوم ليس كعالم الأمس، إنه عالم تتفاقم فيه المشكلات السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية، عالم تزداد فيه المعاصي الموجبة للعقوبات، عالم تتسيده المصالح، وتغيب عنه الرحمة، عالم أضحى فيه البشر وحوشا في صور أناسي، فلا تتحرك قلوبهم بمشاهد القتل والسحل والتعذيب التي تصلهم في بيوتهم، عالم قست فيه القلوب، وفسدت النفوس، وضعفت الديانة، وتلاشت الأخلاق، عالم يزحف نحو ملاحم آخر الزمان.





هذا العالم المخوف الراعب جعل كثيرا من الناس وهم يرون ما حل بغيرهم من القتل والتشريد ينظرون نظرة قاتمة لمستقبل مجهول مأزوم، يخافون أن تنزل بهم العقوبات، وتحل بهم المثلات، ولن ينجيهم من خطر ذلك، أو يثبتهم فيه إلا الله تعالى؛ فإنه مالك الملك، مدبر الأمر، مقلب القلوب.





مرت الشدائد والمحن بأفاضل البشر فقابلوها بالتوكل واليقين، والثبات على الحق المبين، وقد سطر رسل الله تعالى في تحقيق التوكل ما يجل عن الوصف؛ لثقتهم بالله تعالى، ويقينهم به، وعلمهم بأسمائه وصفاته وأفعاله، فكانت عاقبة أمرهم فلاحا وفوزا.





مكث نوح في قومه قرونا تباعا يدعوهم، فقابلوه بالسخرية، وناصبوه العداوة، وكادوا به كيدا عظيما، ومكروا مكرا كبارا، فما قابل كيدهم ومكرهم وجمعهم بغير التوكل على الله تعالى، وهم أمة وهو واحد، فقال لهم ﴿ يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنْظِرُونِ ﴾ [يونس: 71] يالها من ثقة بالله عظيمة، واعتماد عليه وحده لا شريك له، لم يهب جمعهم، ولم يخش كيدهم، ولم يترك دعوتهم.





ولما خوّف قوم هود هودًا بآلهتهم تبرأ منهم ومن شركهم، وقابل تهديدهم بتحديهم، ولم يكن له سلاح ولا قوة إلا التوكل على الله تعالى، قال لهم ﴿ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ * إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ ﴾ [هود: 55، 56].





وتبرأ الخليل عليه السلام من شرك قومه، وهو يعلم ما قد أضمروه من الشر له، وما قصدوه من البطش به، ولم يكن له سلاح يواجه كيدهم به إلا التوكل على الله تعالى فقال عليه السلام داعيا ربه عز وجل ﴿ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ﴾ [الممتحنة: 4]. ولما ألقوه في النار ظهرت حقيقة توكله بقوله حسبي الله، فكانت النتيجة آية باهرة، ومعجزة ظاهرة ﴿ قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ * وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ ﴾ [الأنبياء: 69، 70]فمن ذا الذي يخاف كيد الكافرين وقوتهم، وكيد المنافقين ومكرهم بعد هذه الآيات البينات في توكل الخليل ونجاته.





ولما ألمت بيعقوب عليه السلام الملمات، واجتمعت عليه الكربات، وتكالبت الهموم، وتوالت الغموم؛ لم يكن له مفزع يفزع إليه إلا الله تعالى، فألقى عن كاهله حمله، وأخلص لله تعالى قلبه، وملأه بالتوكل واليقين، وقال بحزم وعزم، ويقين وتصديق ﴿ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ ﴾ [يوسف: 67]. فأزال الله تعالى همه، وكشف كربه، ورد عليه بصره، وأرجع له ولده، ورفع مقامه، وأعلى ذكره، فها نحن بعد قرون من زمنه نتلو قصته، ونذكر صبره وتوكله.





وقابل شعيب عليه السلام تكذيب قومه وصدودهم وتهديدهم بإعلان التوكل على الله تعالى فقال عليه السلام ﴿ وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا ﴾ [الأعراف: 89] وقال أيضا: ﴿ تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ﴾ [هود: 88].





وبالتوكل واجه الكليم أعتى طاغية ادعى الربوبية، وعبّد لذاته كل البشرية، وامتحن الناس على ذلك بالقتل والتعذيب، حتى مسّ المؤمنين منه بلاء شديد، وأصابهم كرب عظيم، فدعاهم موسى عليه السلام للتوكل حصنا يتحصنون به من الفتنة، وطوقا ينجون به في شدة البلوى ﴿ وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ * فَقَالُوا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴾ [يونس: 84 - 86] فكانت عاقبة توكلهم على الله تعالى أن نجاهم وأهلك أعداءهم.





وحين يقرأ المؤمن سير الأنبياء في القرآن الكريم يجد أن التوكل على الله تعالى هو حصنهم في مقابلة الشدائد، وهو أمضى سلاح واجهوا به المكذبين من أقوامهم؛ ولذا أعلنوا جميعا توكلهم على الله تعالى، وقالوا مستنكرين على المشركين ﴿ وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ ﴾ [إبراهيم: 12].





إن التوكل حالة إيمانية يستسلم فيها القلب لله تعالى، ويسلم الأمر إليه، ويفوضه له، ويعتمد عليه، ويتبرأ من حوله وطوله وقوته، ومن البشر أجمعين، فتسكن نفسه بالتوكل، ويطمئن قلبه، ويزول الخوف، فكيف يخاف قلب ليس فيه مكان لمخلوق، قد عمر بتعظيم الخالق وعبوديته والاستكانة له، والتضرع إليه؟!





وأما نبينا وقدوتنا محمد - صلى الله عليه وسلم - فقد أمره الله تعالى بالتوكل في كثير من الآيات ﴿ وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ ﴾ [الفرقان: 58] ما أعظمه من أمر رباني بالتوكل، قد علل بأن المتوكَل عليه حي لا يموت، فكم من بشر توكلوا على بشر مثلهم فماتوا.. توكل ملأ فرعون وجنده على فرعون وقوته فغرق أمامهم، وتوكل موسى والمؤمنون معه على الحي الذي لا يموت فنجاهم.. وتوكل ملأ من الناس في عصرنا على زعماء كانوا يملكون من السلطة والبطش والقوة ما ظن معه الأتباع أنهم يخلدون، فأزيحوا من عروشهم أذلة صاغرين فمنهم من قتل أمام ملئه، ومنهم من حبس، ومنهم من هرب، وبقي للمتوكلين على الله تعالى ربهم ومليكهم، حي لا يموت، قوي لا يهزم، قدير لا يقهر، فسبحان ذي الملكوت والجبروت والكبرياء والعظمة.





وموافقةً لآية التوكل على الحي الذي لا يموت كان النبي عليه الصلاة والسلام يقول في دعائه «اللهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ، وَبِكَ خَاصَمْتُ، اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِعِزَّتِكَ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَنْ تُضِلَّنِي، أَنْتَ الْحَيُّ الَّذِي لَا يَمُوتُ، وَالْجِنُّ وَالْإِنْسُ يَمُوتُونَ» رواه الشيخان عن ابن عباس - رضي الله عنهما.





وجَاءَ رَجُلٌ إِلَى الرَّبِيعِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَسَأَلَهُ أَنْ يُكَلِّمَ الْأَمِيرَ فِي حَاجَةٍ لَهُ، فَبَكَى الرَّبِيعُ، ثُمَّ قَالَ: «أَيْ أَخِي، اقْصِدْ إِلَى اللَّهِ فِي أَمْرِكَ تَجِدْهُ سَرِيعًا قَرِيبًا، فَإِنِّي مَا ظَاهَرْتُ أَحَدًا فِي أَمْرٍ أُرِيدُهُ إِلَّا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، فَأَجِدُهُ كَرِيمًا قَرِيبًا لِمَنْ قَصَدَهُ وَأَرَادَهُ وَتَوَكَّلَ عَلَيْهِ».





أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ ﴾ [الزمر: 38].





بارك الله لي ولكم في القرآن...








الخطبة الثانية


الحمد لله حمدا طيبا كثيرا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى، نحمده ونشكره، ونتوب إليه ونستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداهم إلى يوم الدين.





أما بعد: فاتقوا الله تعالى وأطيعوه ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ﴾ [الطلاق: 2 ، 3].





أيها المسلمون:


ينشأ التوكل على الله تعالى في قلب العبد إذا قدّم دينه على دنياه، فكان دينه في نفسه أعز ما يملك، فبذل دونه كل شيء، فهذا يرزق التوكل، وينجو من الفتن. وأما مفتون القلب الذي يبذل دينه لأجل دنياه، ويعتمد على قوة البشر من دون الله تعالى، فحري أن يخذل ويذل ويهان، ويحيط به الخوف من كل مكان، وفي مصارع المبدلين لدين الله تعالى آيات للموقنين.





إن من الناس من يضعف أمام قوة الكفار والمنافقين وجبروتهم فيبدل دين الله تعالى خوفا من سطوتهم، أو طلبا لحظوتهم، فهذا قد جعل بينه وبين التوكل مفازا عظيما، وهو مع بيعه لدينه سيفقد دنياه، ولو بدا للناس غير ذلك.





تأملوا أمر الله تعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام حين قال له ﴿ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ ﴾ [النمل: 79] لتعلموا أن الدين الحق هو أغلى ما يملك العبد فلا تنازل عنه، ولا مساومة على الحق، ولا ضعف في تبليغه والصدع به، مع التسلح بالتوكل على الله تعالى.





وفي غزوة الأحزاب حين اجتمعت أمم الكفر على أهل الإيمان، وتآزر الكفر مع النفاق، في حال يشبه حالنا اليوم، ما أمر الله تعالى المؤمنين بغير التوكل عليه سبحانه، ولم يرخص لهم في ترك شيء من دينهم، فنهاهم عن طاعة الكفار والمنافقين بخطاب حاسم جازم واضح جلي، أعقبه بالأمر باتباع الوحي وعدم ترك شيء منه، ثم ثلث بالأمر بالتوكل عليه سبحانه؛ وهذا يدل على إن أخذ عزائم الدين وتبليغه ومواجهة الكفار والمنافقين لا يقوم بها إلا المتوكلون ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا * وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا * وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا ﴾ [الأحزاب: 1 - 3].





ما أحوج أهل الإيمان في هذا الزمن إلى الترنم بهذه الآيات الكريمات، وكثرة ترديدها، وقراءة تفسيرها، وفهم معانيها، والعمل بها.. ما أحوجهم إلى ذلك في زمن اجتمع عليهم فيه الكفار والمنافقون يريدون تبديل دينهم، ومسخ شريعتهم، وإفساد مجتمعاتهم، وجرهم إلى الإلحاد والفساد، وفرض ذلك عليهم بقوة القرار السياسي، والخنق الاقتصادي، والتدخل العسكري.





وفي وسط السورة الكريمة يؤكد الله تعالى هذا النهي والأمر، النهي عن طاعة الكفار والمنافقين، والأمر بالتوكل عليه سبحانه ﴿ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا ﴾ [الأحزاب: 48] فهذه عزيمة لا رخصة فيها، ولا عذر لأحد في التخاذل عن القيام بها؛ فإن طاعة الكفار والمنافقين تركس أصحابها في الذل والمهانة والتبعية، وتوجب لهم العقوبة العاجلة والآجلة.. والتوكل على الله تعالى يقتضي الثبات على الحق وإن كان أهله قلة مستضامين، ومقارعة الباطل وإن كان أصحابه كثرة متسلطين، وما أشبه مقولات منافقي اليوم بمقولات منافقي الأمس، ولا مواجهة لها إلا بالتوكل على الله تعالى؛ فهو سبحانه يعز من يشاء، ويذل من يشاء، ﴿ إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ غَرَّ هَؤُلَاءِ دِينُهُمْ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [الأنفال: 49].








ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

__________________
الاميل و الماسنجر

alfirdwsiy1433@ymail.com


شبكة ربيع الفردوس الاعلى
نحتاج مشرفين سباقين للخيرات


اقدم لكم 16 هدايا ذهبية



الاولى كيف تحفظ القران بخاصية التكرار مع برنامج الريال بلاير الرهيب وتوضيح مزاياه الرهيبة مع تحميل القران مقسم ل ايات و سور و ارباع و اجزاء و احزاب و اثمان و صفحات مصحف مرتل و معلم و مجود
مع توضيح كيف تبحث في موقع ارشيف عن كل ذالك


والثانية
خطا شائع عند كثير من الناس في قراءة حفص بل في كل القراءات العشر
تسكين الباء في كلمة السبع في قوله تعالى ( وما اكل السبع ) سورة المائدة الاية 3
والصحيح ضمها لان المراد بها هنا حيوان السيع بخلاف السبع المراد بها العدد سبعة فان الباء تسكن كما في سورة المؤمنون الاية 86
- قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم - ولا تنسى قراءاة كتاب اسمه الاخطاء الشائعة في قراءة حفص وهذا رابطه لتحميله
https://ia701207.us.archive.org/34/i...ng-of-hafs/pdf

واسمع اليها في تلاوة عندليب الاسكندرية الخاشع الشيخ شعبان محمود عبد الله السورة رقم 5 المائدة ورقم 23 المؤمنون
حيث يقف الشيخ على كلمة السبع في سورة المائدة لتوضيح ضم الباء
http://archive.org/details/sha3baan-mahmood-quran



والهدية الثالثة

لاول مرة من شرائي ومن رفعي
رابط ل صفحة ارشيف تجد في اعلاها
مصحف الحصري معلم
تسجيلات الاذاعة
نسخة صوت القاهرة
النسخة الاصلية الشرعية
لانا معنا اذن من شركة صوت القاهرة بنشر كل مصاحفها بعد شرائه وتجد في نفس الصفحة كيفية الحصول على مصاحف اخرى نسخة صوت القاهرة



وحين تفتح لك الصفحة اقرا فيها كيفية الحصول على كل مصاحف صوت القاهرةبجودة رهيبة لا تصدق سي دي اوديو معدل الجودة 1411 ك ب
وايضا بجودة رهيبة ام بي ثري معدل الجودة 128 كيلو بايت

ايضا تجد في نفس الصفحة
رابط ل ملف مضغوط zip فيه روابط ل 696 مصحف مقسمين الى روابط تورنت ومباشرة وجودة فلاك مع الشرح كيف تكفر عن ذنوبك وتكسب ملايين الحسنات عن طريق التورنت
مع برنامج تورنت سريع وشرح كيفية عمله
مع هدايا اخرى ومفاجات
مع صوت ابي العذب بالقران

تجد ايضا في الملف المضغوط zip مقطع صغير لصوت ابي العذب بالقران
من اراد ان ياخذ ثواب البر بابيه وامه حتى بعد موتهما فليسمع صوت ابي العذب بالقران لان الدال على الخير كفاعله بالاضافة الى ان صوته العذب بالقران يستحق السماع
وحاول ان تزور هذه الصفحة دائما لتجد فيها
الجديد من الملفات المضغوطة zip
فيها الجديد من روابط المصاحف
والتي ستصل الى الف مصحف باذن الله
********************************
ولا ننسى نشر موضوع المصاحف وموضوع صوت ابي في المنتديات المختلفة ولا يشترط ان تقولو منقول بل انقلوه باسمكم فالمهم هو نشر الخير والدال على الخير كفاعله وجزاكم الله خيرااااااااااااااااا
اكتب في خانة البحث ل موقع صفحة ارشيف او في جوجل او يوتيوب
عبارة ( مصحف كامل برابط واحد) لتجد مصاحف هامة ونادرة كاملة كل مصحف برابط واحد صاروخي يستكمل التحميل والمصاحف تزيد باستمرار باذن الله

او اكتب عبارة (صوت القاهرة ) لتجد مصاحف اصلية نسخة صوت القاهرة

والهدية الرابعة

اسطوانة المنشاوي المعلم صوت و صورة نسخة جديدة 2013 نسخة اصلية من شركة رؤية مع مجموعة قيمة جدا من الاسطوانات التي تزيد يوما بعد يوم على نفس الصفحة


والهدية الخامسة

مصحف المنشاوي المعلم فيديو من قناة سمسم الفضائية

والهدية السادسة


مصحف المنشاوي المعلم صوتي النسخة الاصلية بجودة رهيبة 128 ك ب

والهدية السابعة

مصحف القران صوتي لاجمل الاصوات مقسم الى ايات و صفحات و ارباع و اجزاء و اثمان و سور كل مصحف برابط واحد صاروخي يستكمل التحميل



الهدية الثامنة

من باب الدال على الخير كفاعله انقلوا كل المواضيع فقط الخاصة بالشبكة والتي هي كتبت باسم المدير ربيع الفردوس الاعلى ولا يشترط ان تقولومنقول بل انقلوه باسمائكم الطاهرة المباركة



والهدية التاسعة


جميع ختمات قناة المجد المرئية بجودة خيالية صوت و كتابة مصحف القران مقسم اجزاء و احزاب اون لاين مباشر


الهدية العاشرة

اون لاين مباشر جميع تلاوات القران الخاشعة المبكية فيديو

الهدية 11

اون لاين مباشر جميع تلاوات القران الخاشعة المبكية اوديو



الهدية 12

جميع مصاحف الموبايل الجوال - القران كاملا بحجم صغير جدا و صوت نقي

الهدية13

برنامج الموبايل و الجوال صوت و كتابة لكل الاجهزة الجيل الثاني و الثالث و الخامس


الهدية14

الموسوعة الصوتية لاجمل السلاسل والاناشيد والدروس و الخطب لمعظم العلماء


الهدية 15

الموسوعة المرئية لاجمل الدروس و الخطب

16

برامج هامة كمبيوتر و نت
رد مع اقتباس
 
   
إضافة رد

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

   
 
 
 
   

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة



Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 02:02 AM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات