لطائف وغرائب

[منتدى فرسان الحق]

لطائف وغرائب

ساعد عمر غازي
هذه بعض اللطائف والغرائب التي وقفت عليها أثناء المطالعة:
البغل المباح:
قال ابن عثيمين في "الشرح الممتع" (1/461):"والبغل: دابة تتولد من الحمار إذا نزا على الفرس.

وتعليل ذلك: تغليب جانب الحظر؛ لأن هذا البغل خُلِقَ من الفرس والحمار الأهلي، على وجه لا يتميز به أحدهما عن الآخر؛ فلا يمكن اجتناب الحرام إلا باجتناب الحلال.

فإِن كان من حمار وحشي، كما لو نزا حمار وحشي على فرس، فإن هذا البغل طاهر؛ لأن الوحشي طاهر، والفرس طاهر، وما يتولد من الطاهر فهو طاهر".

قال ابن عقيل الحنبلي في "الفنون" (1/414-415): "وذلك يتصور في بغل مخصوص؛ وهو فرس نزا على أتان وحشية فأولدها، فإنه يولدها بغلاً مركباً بين حيوانين مباحين، الفرس، وحمار وحشي".

أباطيل لا أصل لها في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام:
سئلت اللجنة الدائمة للإفتاء السؤال التالي:
يقال من يرغب في رؤية الرسول -صلى الله عليه وسلم- في المنام يصلي (4) ركعات يقرأ في كل ركعة (100 مرة سورة الإخلاص) هل هذا صحيح؟
الجواب: هذا القول ليس بصحيح، بل هو باطل لا أساس له من الصحة.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضوعضونائب الرئيسالرئيسبكر أبو زيدصالح الفوزانعبد العزيز آل الشيخعبد العزيز بن عبد الله

فتاوى اللجنة الدائمة (2/248) السؤال رقم (20280)

♦ إثبات همزة الوصل في (ابن) إذا أضيف إلى الجد أو إلى الأم: نحو محمد ابن عبد المطلب، وعيسى ابن مريم. ["معجم الأخطاء الشائعة" (ص/43)].


وقال ابن حجر في "فتح الباري" (2/311): "عبدالله بن مالك ابن بُحَيْنَة هو عبدالله بن بُحَيْنَةَ، وبُحَيْنَةُ والدة عبدالله على المشهور فينبغي أن تثبت الألف في ابن بُحَيْنَةَ". وقال أيضاً (3/ 92):"قوله: "عَن عبدالله بن بُحَيْنَةَ"، تقدم في التشهد أن بُحَيْنَةَ اسم أمه، أو أم أبيه وعلى هذا فينبغي أن يكتب ابن بُحَيْنَةَ بألف".


أصل قولهم: "إذا حَضَرَ الماءُ بَطَلَ التيمم":
هذا القول يستدل له بحديث عمران بن حصين رضي الله عنه -الطويل- والذي فيه:"... إذا هو برجل معتزل لم يصل مع القوم فقال: "ما منعك يا فلان أن تصلي مع القوم؟" فقال: يا رسول الله أصابتني جنابة ولا ماء. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عليك بالصعيد؛ فإنه يكفيك"... ". ثم لما وَجَدَ الماء، كما جاء في الحديث: "... وكان آخر ذلك أن أعطى الذي أصابته الجنابة إناء من ماء، فقال: "اذهب فأفرغه عليك ". أخرجه البخاري (344)، وأحمد (4/434). وفي لفظ مسلم (682):"... فاعتزل رجل من القوم لم يصل معنا، فلما انصرف، قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا فلان ما منعك أن تصلي معنا؟". قال: يا نبي الله أصابتني جنابة، فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم فتيمم بالصعيد، فصلى...". ثم لما وَجَدَ الماء:"... فشربنا ونحن أربعون رجلاً عطاش حتى روينا، وملأنا كل قربة معنا وإداوة، وغسلنا صاحبنا".

قال الزرقاني في "شرحه على الموطأ" (1/226):"لأنه وَجَدَ الماء فَبَطَلَ تيممه".
وقال ابن عثيمين في "شرح رياض الصالحين" (1/365):"فدل هذا علي أنه إذا وجد الماء بطل التيمم، وهذه -لله الحمد- قاعدة حتى عند العامة، يقولون: "إذا حضر الماء بطل التيمم".

وهذا القول تطبيق لقاعدة: "مَا جَازَ لعذر بَطل بزواله". [الأشباه والنظائر للسيوطي (ص/85)، الأشباه والنظائر بن نجيم (ص/74)، غمز عيون البصائر في شرح الأشباه والنظائر (1/278)، شرح القواعد الفقهية لأحمد الزرقا (ص/189)، الوجيز في إيضاح قواعد الفقه الكلية (ص/241)].

قال ابن نجيم:" في "الأشباه والنظائر" (ص/74):"فبطل التيمم إذا قدر على استعمال الماء؛ فإن كان لفقد الماء بَطَلَ بالقدرة عليه، وإن كان لمرض بَطَلَ ببرئه، وإن كان لبرد بَطَلَ بزواله". والله أعلم.

قاعدة فيمن يعد من محارم المرأة:
♦ سئل الإمام ابن باز -رحمه الله-: عم الوالدة وخالها هل هما من محارمي؟
فأجاب: نعم عمها وخالها من المحارم، قاعدة في المحرم: كل من تحرم عليه بالنسب كخالها أو عمها أو أبيها، أو سبب كرضاع، أو مصاهرة كأب الزوج وابن الزوج هؤلاء هم المحارم. فالخال من المحارم والعم من المحارم، وإن كان خال أبيها، وإن كان خال أمها، وإن كان عم أبيها وعم أمها، فإن عم أبيها عم لها وعم أمها عم لها، وهكذا خال أبيها وخال أمها أخوال لها فهم محارم وإن علوا، كأخي جدها وأخي جدتها هم أخوال لها. "مجموع فتاوى ومقالات متنوعة" (16/381)].

وقال الشيخ العلامة ابن عثيمين -رحمه الله- في "الشرح الممتع"(12/109):"فبنت كل أخ حرام على أخيه؛ لأنه عمها، وإذا نزلت تكون حراماً؛ لأن عم الأم عم لبناتها، وعم الأب عم لبناته وإن نزلن، وهذه قاعدة تريحك، فلا تبحث ولا تسأل: فما دام هذا الإنسان خالاً للأصل فهو خال للفرع، وما دام عمًّا للأصل فهو عم للفرع".

فائدة: في الرضاع:
المحارم من الرضاع نظير المحارم من القرابة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب". أخرجه البخاري (2645)، ومسلم (1447).

فكل ما حرم من الأنساب، فإنه يحرم بالرضاع، كالمرأة التي ترضع الرجل فهي أمه، وأمها جدته، وجداتها من قبل أبيها وأمها كلهن أم له.
وكل من أرضعته فهن أخواته وإخوته.
ومن تناسل منهم فهن بنات إخوته وبنات أخواته.
وعمات التي أرضعته وخالاتها خالاته كما ذكرنا.
وعمات أبيه من الرضاعة عماته - وهكذا في كل شيءٍ. ["المحلى" لابن حزم (9/131)].

وسئل الشيخ ابن جبرين -رحمه الله-: أفيدكم أنني قد رضعت من امرأة مع ابنتها نورة، فهل يكون إخوان نورة إخواني؟ وهل أكون محرماً لأخواتها؟
الجواب: تكون المرضعة أمك وزوجها أباك ونورة أختك من الرضاعة وأخواتها أخواتك وإخوانها إخوتك. وأما إخوانك فهم أجانب منها. [فتاوى الشيخ ابن جبرين (82/7، بترقيم الشاملة آليا].

وقال الإمام ابن باز -رحمه الله-:"إذا أرضعت امرأة طفلاً خمس رضعات معلومات في الحولين أو أكثر من الخمس، صار الرضيع ولداً لها ولزوجها صاحب اللبن، وصار جميع أولاد المرأة من زوجها صاحب اللبن ومن غيره إخوة لهذا الرضيع، وصار أولاد الزوج صاحب اللبن، من المرضعة وغيرها إخوة للرضيع. فصار إخوتها أخوالاً له، وإخوة الزوج صاحب اللبن أعماماً له، وصار أبو المرأة جداً للرضيع، وصار أبو الزوج صاحب اللبن جدا للرضيع، وأمه جدة للرضيع؛ لقول الله جل وعلا في المحرمات من سورة النساء: ﴿ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ ﴾ [النساء:23]، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب". ولقوله صلى الله عليه وسلم: "لا رضاع إلا في الحولين"، ولما ثبت في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان فيما أنزل من القرآن عشر رضعات معلومات يحرمن، ثم نسخن بخمس معلومات، فتوفي النبي صلى الله عليه وسلم والأمر على ذلك". أخرجه الترمذي بهذا اللفظ وأصله في صحيح مسلم". انتهى نقلا عن "فتاوى إسلامية" (3/141-142).

فالعبرة هو الاشتراك في الرضاع من ثدي واحد أو لبن رجل واحد، بمعنى لو كان الرجل متزوج من امرأتين، وأرضعت أحداهما مثلاً ولد فنقول له، هذه المرضعة تكون أمك من الرضاع، وأولادها إخوانك وأخواتك من الرضاعة، وإخوانها أخوالك وأخواتها خالاتك من الرضاعة، وخالاتها وعماتها خالات وعمات أمك المرضعة، فأنت محرمهن جميعاً، وأولادك تكون هي جدتهم، وأولادها أعمام أولادك، وإخوانها أخوال أولادك، كما في النسب. وزوجها هو أبوك من الرضاعة، وأولاده من المرأة الأخرى إخوانك من الرضاع لأبيك، وإخوانه وأخواته أعمامك وعماتك، وعماته وخالاته عمات أبيك وخالاته، فأنت محرم لهن، وهو جد أولادك، وبنوه أعمام أولادك كالنسب. أما الزوجة الثانية فأنت محرمها لكونها زوجة أبيك من الرضاع، ولو لكان لهذه الزوجة الثانية أولاد من غير أبيك من الرضاع، فلا قرابة بينك وبينهم فهم أجانب منك. أما أخواتك وإخوانك من النسب، فهم لم يرضعوا من هذه المرأة، فليست أمهم، ولا زوجها أب لهم، وعليه فلا حرج عليهم في زواج أخيك من النسب أختك من الرضاع، أو زواج أختك من السب من أخيك من الرضاع. يعني أن التزاوج بينهما يجوز. والله أعلم. [مستفاد من فتوى للشيخ ابن جبرين -رحمه الله- بتصرف وزيادة]. انظر: فتاوى الشيخ ابن جبرين (11/9) بترقيم الشاملة آليا].

تنبيه: لفظ حديث عائشة رضي الله عنها الذي ذكره الإمام ابن باز رحمه الله عند مسلم (1452) عن عائشة رضي الله عنها، أنها قالت: "كان فيما أنزل من القرآن: عشر رضعاتٍ معلوماتٍ يحرمن، ثم نسخن، بخمسٍ معلوماتٍ، فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهن فيما يقرأ من القرآن".

أما لفظ الترمذي (1150) فهو: "أنزل في القرآن عشر رضعاتٍ معلوماتٍ، فنسخ من ذلك خمس، وصار إلى خمس رضعاتٍ معلوماتٍ، فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم والأمر على ذلك".

فظهر من ذلك أن الإمام ابن باز -رحمه الله- لم يقيم لفظ الحديث من رواية الترمذي، بل أدخل فيه لفظ مسلم، فوجب التنبيه. والله أعلم.

دعوة المظلوم:
قال ابن عقيل الحنبلي في "كتاب الفنون" (2/574):"حُكي أن بعض الوزراء ظلم رجلاً، فقال له الرجل: اتق الله وكف عني، وإلا دعوت الله تعالى عليك، فقال له الوزير:ادع بما شئت. فما مضت أيام حتى قبض على الوزير، وعُذب فكتب إليه الرجل بهذين البيتين:

سِهَام اللَّيلِ لا تَهْدَا وَلكِنْ ... لَهَا أمَدٌ ولِلأَمَدِ انْتِهَاءُ

أتَهْزَأُ بالدُعَاءِ وتَزدَرِيهِ ... تَأَمَّلْ فِيكَ ما فعَلَ الدُعَاءُ".
يتبع

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك