09-15-2015, 12:26 AM
|
مدير عام
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 349,658
|
|
تعليقات ... وتساؤلات مع كتاب ( إتحاف الجماعة ) للتويجري
بعد قراءتي كاتب ( إتحاف الجماعة ) لصاحبه التويجري رحمه الله ، ظهر لي أن أكتب بعض التعليقات والتساؤلات التي تبادرت لذهني خلال قراءة الكتاب ، وأما الكتاب فهو عظيم في بابه، حتي أني قرأت الكثير منه في وقت يسير، وما ذلك إلا لطبع الإنسان وشغفه للتطلع للغيب والمستقبل، وبالأخص عندما تكثر الفتن . لذلك أحببت أن أشارككم هذه التساؤلات لعلمي بوجود طلبة للعلم في هذا الملتقى الطيب ، لعلهم يفيدوننا ، والموضوع مفتوح للجميع . وهاهو أجعله بين أيديكم على شكل نقاط .
النقطة الأولى : في الحقيقة إن موضوع ( الفتن وأشراط الساعة ) موضوع متشعب وكبير وليس بالهين ، بل هلكت فيه جماعات وضل فيه من ضل ، فمنهم من رأى نفسه المهدي، ومنهم من رأى أنه ذاك الشخص المقصود أو ذاك . ومنهم من أنكر المتواتر كنزول عيسى وخروج الدجال .ولذلك أشعر أنه من المهم إعادة قراءة الأحاديث وسبرها جيداً، ووضعها في المكان المناسب تفسيراً وترجمة . وبالأخص أن أحايث الفتن وأشراط الساعة مبثوثة ومبسوطة، فيها الكثير من العجائب وفيها الصالح للأخذ بها، وغير ذلك. وقلّ من تجد من ألّف في هذا الباب بكتاب مفرد إلا وخلط الصحيح مع الضعيف ( ولعل في ذلك سبب سأذكره لا حقا) . إضافة لذلك ترك هذه الأحاديث في القرون المفضلة وعدم أعارتها الاهتمام التي حظيت به أحاديث العقيدة والفقه ، بل ( على ما أظن ) تُرك محدثي الأقاليم التي اشتهرت بها أحاديث الفتن كمصر . وهذا أمر لعل لهم عذرهم في وقته بفعلهم ذلك لكن أجد حاجته اليوم.
من أشهر الأمثلة التي وقعت في عصرنا الحديث بسسب إهمال أحاديث الفتن ، هي ( فتنة جهيمان ) الذي أجبر الناس على مبايعة مايعتقده هو أنه المهدي بين الركن والمقام ، وفيما بعد سمعت للشيخ العلوان يُعلّ جميع الأحاديث التي تقول أن المهدي يُبايع له بين الركن والمقام أساساً !
النقطة الثانية : إن ما استهل به الشيخ التويجري - رحمه الله - حديث حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - وهو الحديث المشهور الذي فيه أن الرسول صلى الله عليه وسلم خطب من بعد صلاة الفجر إلى أن غربت الشمس ، فذكر كل هو ماكائن إلى قيام الساعة !
تساؤلي : أين هذا العلم ؟ أم هو من العلم الذي لا ذنب في إخفائه ؟!
والذي يدل عليه الحديث أن هذه الأمور هي عن الفتن والأمور التي ستحدث ! فلماذا فلم تبلغنا ؟ أم بلغتنا ولكن لم يُلقى لها بالاً فأصبحت تحت الأحاديث الضعيفة؟
النقطة الثالثة : الوقت والتزامن في أحاديث الفتن لم أفهمها ! وعرض عليّ أمر محير ! أن جل ماحذر منه النبي صلى الله عليه وسلم هو في ( القرن الأول ) في الغالب . ثم في ( أخر الزمان ) آو "القرن الأخير" إن صح التعبير ! لكن (مابينهما) لا أجده ! لم يبلغه علمي ! وهذا أمر محيّر حقاً ! كثير من الفتن العظام حدثت منذ القرن الأول إلى يومنا هذا ولكن لم نجد فيها حديثاً ! بل إن الأمة لم تكمل قرنين من الزمن إلا وقد اجتاحتها الفتن والدويلات والزندقة والبدع وبالرغم من ذلك لا نجد فيها حديثاً واحداً !
مثال ذلك الحديث الذي رواه لبخاري في صحيحه من حديث عوف بن مالك رضي الله عنه قال: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ وَهُوَ فِي قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ، فَقَالَ: «اعْدُدْ سِتًّا بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ: مَوْتِي، ثُمَّ فَتْحُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، ثُمَّ مُوتَانٌ يَأْخُذُ فِيكُمْ كَقُعَاصِ الْغَنَمِ، ثُمَّ اسْتِفَاضَةُ الْمَالِ حَتَّى يُعْطَى الرَّجُلُ مِئَةَ دِينَارٍ فَيَظَلُّ سَاخِطًا، ثُمَّ فِتْنَةٌ لَا يَبْقَى بَيْتٌ مِنَ الْعَرَبِ إِلَّا دَخَلَتْهُ، ثُمَّ هُدْنَةٌ تَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَنِي الْأَصْفَرِ فَيَغْدِرُونَ، فَيَأْتُونَكُمْ تَحْتَ ثَمَانِينَ غَايَةً، تَحْتَ كُلِّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا»
فنجد هنا مثلاً أن ( الأربعة ) الأولى منها هي في ( القرن الأول ) والأخريان لم تقعا بعد !
لما يزيد عن ألف وأربعمائة سنة !
أليس في ذلك غرابة؟ أليس في ذلك أمر غير منطقي تسلسلياً ؟ لأن السامع للحديث يشعر بالتتابع ؟ وهو مايعيدنا للمربع الأول في حديث حذيفة وأنه ( قد يكون جزء منه ) منثور في ثنايا الأحاديث الضعيفة والتي في الغالب ما يطعم بها المؤلفون في هذا الباب مؤلفهم.
النقطة الرابعة : حديث الفتنة بين الصحابة رضي الله عنهم هو حاضر و كثير وملاحظ في قوله عليه الصلاة والسلام ! وكلمة ( فتنة ) في الغالب يراد بها ( القتل ) والنبي صلي الله عليه وسلم استعظمه كثيراً
وهو عظيم ! منذ قتل عثمان إلى يومنا هذا ونحن نعاني من الفتن ! وساق التويجري في هذا الباب أحاديث كثيرة وأكثر ما استوقني هذاه الأحاديث
1- ( عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تدور رحى الإسلام لخمس وثلاثين أو ست وثلاثين أو سبع وثلاثين فإن يهلكوا فسبيل من هلك وإن يقم لهم دينهم يقم لهم سبعين عاما قال قلت أمما بقي أو مما مضى قال مما مضى) رواه أبو داوود والحاكم في المستدرك وقال على شرط مسلم ووافقه الذهبي.
ظ¢- ( من نجا من ثلاث فد نجا .... وذكر منها خليفة مصطبر بالحق يعطيه ) رواه أحمد والطبراني والحاكم
2- قول عبدالله بن سلام رضي الله عنه للذين قتلوا عثمان قبل أن يتفرقوا ( يا أهل مصر ياقتلة عثمان .. والله لا يزال عهد منكوث ودم مسفوح ومال مقسوم لا سقيتم ) قال الهيثمي رجاله ثقات .
هذه الأحاديث أشعرتني أن الفتنة مقدرة على أمه محمد صلى الله عليه وسلم مذ قتلوا عثمان تى نزول عيسى عليه السلام
وتساؤلي هنا : أيهما أكبر فتنة الصحابة أم الفتن التي حدثت بعدها ؟
هذه
النقطة الخامسة :
القاريء لتاريخ الأمة الإسلامية يرى أنها مرت بنكاسات كبيرة حتى قبل وصولها لتمام المئة الثانية للهجرة ! وفي الحقيقة منذ سقوط الدولة الأموية عام 132 للهجرة لم ترى الأمة الأمة الإسلامية خليفة واحد يحكم جميع أقاليمها بكتاب الله وسنته ! بل لم تتجاوز المئة الثانية حتى انفك المغرب الإقريقي عن الدولة العباسية ، بل حتى نضجت الفرق المبتدعة وظهرت الدولة ( العبيدية ) التي كانت خنجراً في خاصرة الإسلام لمدة مائتي عام، وقدحكمت بالزندقة والكفر ولا أيزال أثرها إلى يومنا هذا ،فمن فراخها ( الدروز والبهائيون والصوفية الشركية ) . ومن العجيب أنه لم تقم لدولة الإسلام بعد الخليفة المتوكل حاكمية غير بدعية ! بل كانت كلها بدع وانحرافات عقدية ، وعلى مايبدو مانتصوره ( العصر الذهبي للإسلام في الطب والفلسفة ) هو عهد انحطاط من جهة أخرى من ناحية الحاكمية !
وهكذا توالت الممالك والحاكميات حتى أكبرها ( الدولة العثمانية ) والتي ليس لدي خلفية علمية عنها. لكنها قد جعلت من ( الصوفية الشركية ) واقعاً أدبياً في آلأمة الإسلامية بمؤلفاتها وطقوسها !
حتى جاء الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله فكان نصراً للإسلام والمسلمين ، واليوم لا تكاد بلداً
يإسلامياً يخلو من بدعة عظمى غير ماكان لتعاليم الشيخ رحمه الله أثر فيها مثل السعودية الآن.
بل ذكر الشيخ التويجري أن ( ذا الخلصة ) عبدت من دون الله وكان لها بناء حتى جاء أتباع الشيخ فهدموها .
وهذا التاريخ إما تناساه أو نسيناه ولكنه مذكور في أحاديث النبي صى الله عليه وسلم بشكل ما
في هذه الأحاديث
ظ،- في صحيح مسلم أن النبي صصص (...فرفع رأسه إلى السماء وكان كثيرا مما يرفع رأسه إلى السماء فقال النجوم أمنة للسماء فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد وأنا أمنة لأصحابي فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون)
وآخر من توفى من الصحابة هو أبو الطفيل عامر بن واثة سنة مائة للهجرة ! قال ابن كثير (هو آخر من رأى النبي صلى الله عليه وسلم وفاة بالإجماع روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رآه يستلم الركن بمحجنه ) . كذلك قال ابن كثير عن نفس السنة ( كان بدو دعوة بني العباس ) .
وفيها كان عمر بن العزيز خليفة للمسلمين . وبعدها بسنة توفى الله عمراً وجاء بعده يزيد بن عبدالملك.
وفيما يتعلق بالمغازي والفتوحات ، فهناك الحديث المشهور في البخاري أن الناس يفتح لهم طالما أن فيهم أصحاب محمدصصص أو أصحاب أصحابه (التابعين ) أو أصحاب أصحاب أصحابه ( أتباع التابعين )
والأمر المستغرب أنه لم تذكر أحاديث في هذا ! أو عن أهل البدع كالرافضة ودولهم ، اللهم إلا أن يكونوا الأمراء الذين قصدوا في بعض الآثار . اللهم إلا إن قلنا أن أن عصر انتهاء أتباع التابعين سنة 300 وهو قيام بدو ونشوء الدولة " الفاطمية " وكذلك عندما غز القرامطة الكعبة والججاج في نهاية القرن الثالث ( وكأن الفتوحات لم تعد فتوحات ) والله أعلم .
النقطة السادسة : الطائفة المنصورة !
وهي الطائفة التي لاتزال على الحق منصورة لا يضرها من خالفاها ! من هي ؟
وكونها في الشام أو في غيره ؟ ومن هم ( أهل الغرب ) الذين في صحيح مسلم بقوله عليه الصلاة والسلام (لا يزال أهل الغرب ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة)
ثم أحاديث هلاك العرب لم أفهمها ومتى ستحدث؟ ولم أفهم تراتبيتها ؟ هل هي مع الدجال أم قبله
وهل العرب قليل أم كثير وماهي الفتنة التي ستنظفهم ؟
ماذا عن الحروب الصليبية خصوصاً عندما أخذوا القدس سنة 492 للهجرة وحكموها 88 سنة ! حيث قال فيها ابن كثير (استحوذ الفرنج - لعنهم الله - بيت المقدس - شرفه الله - وهم في نحو ألف ألف مقاتل ، فقتلوا في وسطه أزيد من سبعين ألف قتيل من المسلمين ، وجاسوا خلال الديار ، وكان وعدا مفعولا . ) الذي أتى مليون مقاتل ؟ هل يُعقل أن لا يذكر فيها حديث واحد ؟
ماذا عن غزو التتار وإسقاطهم الخلافة ووضعهم الياسق ؟ هي أمو عظام لا تجد فيها ذكرراً
ونجد أن فتنة الصحابة رضي الله عنهم ذكرت مع مقرونة مع فتنة الدجال في حديث ( ثلاث من نجا منهم فقد نجا ).
والسؤال هل فتنة الصحابة أعظم مما سبق؟
النقطة السابعة :كذلك ماحدث للأمة الإسلامية ( والعربية خصوصاً ) بعد سقوط الخلافة العثمانية ، حيث احتلتها دول أوروبا ولم تتركها حتى وضعت أحكاماً ودساتير هي متوائمة معها ! فلم تعد العرب عرباً، وقد غفا لسانهم وتبدل لباسهم مما لا يخفى على أحد ، اللهم إلا في موضع بيضتهم جزيرة العرب وإن كان نهشها من تلك الحقبة مانهشها . وكان خلال ذلك القرن نشوء الكيان الصهيوني والذي له الآن مايربو على ستين سنة ، ولاتكاد تجد في هذا الأمر حديثاً واحداً قط . هذا بالإضافة لعصر النهضة والعلم والتغير الجذري الذي حلّ بالبشر ككل في القرنين المنصرمين ، وهو أمر كبير جداً وحضارة لم تعرف لها البشرية مثيلاً في تاريخها أبداً فيما نعلم ولانجد فيه حديثاً واحداً ! وقد برر الشيخ التويجري ذلك أن لو أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك لافتتن الناس عن دينهم . مع أن حديث حذيفة السالف الذكر يذكر تفاصيلاً حتى أن حذيفة كان يقول أنه ينسى الأمر فيذكره حين يراه !
اللهم إلا في حديث ذكره التويجري استوقفني ، وهو حديث سمرة بن جندب (الله لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذاباً آخرهم الأعور الدجال الحديث في شأن الدجال إلى أن قال: ولن يكون كذلك حتى تروا أموراً عظاماً يتفاقم شأنها في أنفسكم وتساءلون بينكم هل كان نبيكم ذكر لكم منها ذكراً وحتى تزول الجبال عن مراتبها) رواه الإمام أحمد والطبراني وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي في تلخيصه .
النقطة الثامنة : حديث الرايات السود ، وهو الحديث الذي يشغل الناس الآن بحكم الوضع في الذي في العراق والشام ، والعلماء مابين مصحح ومضعف ! والناس تموج فيها في المنتديات والمجالس ، ولاأدري هل فيها شيء صحيح أم لا ! فبعضها على سبيل الذم والبعض الآخر على سبيل المدح وأن فيها المهدي . وأعجب ماجاء في هذا السياق وهو ليس في الكتاب ، لكنه حديث المجالس؛ هذا الأثر الذي ساقه ( نعيم ابن حماد ) في كتاب الفتن عن على رضي الله عنه "إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّايَاتِ السُّودَ فَالْزَمُوا الْأَرْضَ فَلَا تُحَرِّكُوا أَيْدِيَكُمْ ، وَلَا أَرْجُلَكُمْ ، ثُمَّ يَظْهَرُ قَوْمٌ ضُعَفَاءُ لَا يُؤْبَهُ لَهُمْ ، قُلُوبُهُمْ كَزُبَرِ الْحَدِيدِ ، هُمْ أَصْحَابُ الدَّوْلَةِ ، لَا يَفُونَ بِعَهْدٍ وَلَا مِيثَاقٍ ، يَدْعُونَ إِلَى الْحَقِّ وَلَيْسُوا مِنْ أَهْلِهِ ، أَسْمَاؤُهُمُ الْكُنَى ، وَنِسْبَتُهُمُ الْقُرَى ، وَشُعُورُهُمْ مُرْخَاةٌ كَشُعُورِ النِّسَاءِ ، حَتَّى يَخْتَلِفُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ ، ثُمَّ يُؤْتِي اللَّهُ الْحَقَّ مَنْ يَشَاءُ" وهو أثر يكاد ينطق عن الواقع اليوم ! ولكنه [ ضعيف وسنده في علل كثيرة ].
ومن العجيب أن الشيخ التويجري له مذهب في الأحاديث الضعيفة المطابقة للواقع هذا !حيث يقول
"وبعض الأمور التي ورد الإخبار بوقوعها لم ترو إلا من طرق ضعيفة ، وقد ظهر مصداق كثير منها، ولا سيما في زماننا، وذلك مما يدل على صحتها في نفس الأمر، وكفى بالواقع شاهدا بثبوتها وخروجها من مشكاة النبوة، وأنا أذكر منها ما تيسر، وأنبه على ما يحتاج إلى التنبيه عليه إن شاء الله تعالى...أهـ" ولا أدري هل له سلف في ذلك أم لا !
كذلك أثنى على نعيم بن حماد وقال يكفيك توثيق يحيى بن معين له ، ودر على الذهبي عندما علق على أحد أحاديث نعيم وقال هذا من مرابده ، رد عليه التويجري ولم يوافق على قول الذهبي رحمه الله .
وأنا هنا أتساءل ، هل من ( الممكن ) أن يكون في ثنايا كتاب نعيم ، أحاديث صحيحة بحكم مطابقتها للواقع ؟ وبالأخص عندما نعرف أن هناك أحاديث لم يذكرها الصحابة كأبي هريرة وحذيفة بن اليمان رضي الله عنهما - ربما لأنه ليس من المعلم المكلفان بإبلاغه ، فقد يكون قالاه لبعض خواصهما وتسربت وهي مبثوثة في الكتب!، وبالأخص عندما نعرف أن حديث الخطبة الطوبل هو تفصيلي .
ومن العجيب أحاديث الرايات في كتاب نعيم
كحديث الرايات الصفر من المغرب والسود من المشرق ، والفتنة التي أولها لعب الأطفال.
والأحاديث الضعيفة في الغالب ما يُلجأ لها لحل أحجية ما يكون أصلها حديث صحيح ، فتكون من باب الاستشهادات .
والغريب أن نعيماً أفرد باباً كاملاً - مثلاً - عن البربر الآتون من المغرب وإفسادهم في الأرض !
والتاريخ يسوق لنا أن " الفاطميون " إنما مادة جيشهم هم من البربر . والله أعلم
وعلى العموم [ نقل الأحاديث الضعيفة على أنها صحيحة أمر خطير جداً وقد يكون فيه تعرضاً لوعيد النبي صصص ]
النقطة التاسعة : المهدي والأحاديث الواردة فيه !
أقول من يسمع كلام الشيخ العلوان حفظه الله يهون في أمر المهدي حيث قال في تسجيل له
1-حديث يصلحه الله في ليله عند أبي داوود ( منكرة )
2-كل الأحاديث التي تقول أنه يخرج من المدينة ( معلولة )
3- كل الروايات التي تقول أنه يُبايع له بين الركن والمقام ( منكرة )
4- كل الروايات التي تقول أن المهدي يلتقي بعيسى عليه السلام ( منكرة ولايصح منها شيء )
5- رواية أن اسم أبيه يواطيء اسم أبي ( رواية شاذة )، والمحفوظ أن اسمه فقط هو الذي يواطيء اسم الرسول صلى الله عليه وسلم .
بل إن الشيخ العلوان أطنب العلوان في أن المهدي ليس بالضرورة أن يكون عالماً بل يخطيء ويرجع للعلماء.
وهو على عكس ماتسمعه من العوام الذي يشعرك كلامهم أنه أعلى مرتبة من عيسى عليه السلام والعياذ بالله
بينما نجد الشيخ التويجري - رحمه الله - يطنب بالأحاديث في أمره ونقل التواتر فيه- أي في أمر المهدي - عن الشوكاني وغيره من العلماء .
والغريب أنه ذكر كلاماً لابن كثير عندما ذكر هذا الحديث الذي رواه ابن ماجه
" بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أقبل فتية من بني هاشم فلما رآهم النبي صلى الله عليه وسلم اغرورقت عيناه وتغير لونه قال فقلت ما نزال نرى في وجهك شيئا نكرهه فقال إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا وإن أهل بيتي سيلقون بعدي بلاء وتشريدا وتطريدا حتى يأتي قوم من قبل المشرق معهم رايات سود فيسألون الخير فلا يعطونه فيقاتلون فينصرون فيعطون ما سألوا فلا يقبلونه حتى يدفعوها إلى رجل من أهل بيتي فيملؤها قسطا كما ملئوها جورا فمن أدرك ذلك منكم فليأتهم ولو حبوا على الثلج"
قال ابن كثير ( في هذا إشارة إلى ملك بني العباس ) ا.ه
وذلك لأن أبا مسلم الخراساني هو من وطأ الدولة لبني العباس - الذي كانت له راية سوداء !
ولا أدري هل كان ابن كثير يقصد أن المهدي هو الخليفة المهدي رابع خلفاء بني العباس؟
علي مايبدو أن هذا ليس مذهباً له في مواضع أخرى.
كذلك فترة حكمه على صح فيها شىء أنها سبع أو تسع ؟
كذلك أتساءل لماذا لم يخرّج الشيخان أي حديث في هذا الباب ؟
أحاديث ( نزول عيسى علي السلام ) و ( خروج الدجال) حاضرة وبقوة في الصحيحين على عكس أمر المهدي ! وهذا أمر غريب !
إضافة لذلك هناك أمرين مهمين ورد فيهما أحاديث صحيحة ، وهي تربط بأمر المهدي دائماً، وهي
1- انحسار الفرات عن جبل من ذهب وقتال الناس حوله
2- جيش الخسف الذي يؤم عائذاً بالبيت .
النقطة العاشرة : قتال الروم وفتح القسطنطينية !
كنت قد تساءلت سابقاً عن غرابة التسلسل في حديث (اعدد بين يدي الساعة ستاً .. ) إذ أن معظمهما هو في القرن الأول من الإسلام أما باقيها فلم يحدث إلى يومنا !
كذلك الغزو الرومي الصليبي لبيت المقدس ولم يذكر فيه حديث واحد مع أن جيشهم كان مليوناً نقلاً عن ابن كثير.
كذلك ورد في القصة أن الروم يطالبون المسلمين بأصحاب لهم ( منهم ) ! فكأن في القصة أمر مفقود ؟ من هم الذين من الروم ثم دخلوا في الإسلام وأصبحوا جيشاً فيه؟ فما الذي حدث قبل هذا ؟وهل هؤلاء الجند هم أنفسهم الطائفة التي تقاتل في أكناف بيت المقدس ؟ وهل العرب يومئذ قليل ؟
على مايبدو أن هناك أمر جلل قبل هذه المعركة يجعل الناس ترزأ للمدينة ، مع ورود حديث( أن عمران بيت المقدس خراب يثرب وخراب يثرب خروج الملحمة وخروج الملحمة فتح القسطنطينية... ) فهي أحادث متشابكة أجد صعوبة في التنسيق بينها .
أما بالنسبة ( لفتح القسطنطينية ) فهو واضح، جداً لكن مايشكله هو ( الفتح العثماني )! والذي يجمع العلماء أنه ليس الفتح المقصود في الحديث . والأعجب من ذلك أنهم يذكرون ثلاث غزوات للقسطنطينية كما قال به الشيخ العلوان - حفظه الله - في تسجيل صوتي . ولم أجد في هذا أثراً واحداً إلا ما رواه نعيم بن حماد في كتابه الفتن ، والذي ساقه بدوره الشيخ حمود التويجري
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، قَالَ : " تَغْزُونَ الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ ثَلاثَ غَزَوَاتٍ ، فَأَمَّا غَزْوَةٌ وَاحِدَةٌ فَتَلْقَوْنَ بَلاءً وَشِدَّةً ، وَالْغَزْوَةُ الثَّانِيَةُ يَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ صُلْحٌ ، حَتَّى يَبْتَنِيَ فِيهَا الْمُسْلِمُونَ الْمَسَاجِدَ ، وَيَغْزُونَ مَعَهُمْ مِنْ وَرَاءِ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ ، ثُمَّ يَرْجِعُونَ إِلَيْهَا ، وَالْغَزْوَةُ الثَّالِثَةُ يَفْتَحُهَا اللَّهُ لَكُمْ بِالتَّكْبِيرِ ، فَتَكُونُ عَلَى ثَلاثِ أَثْلاثٍ ، يُخَرَّبُ ثُلُثُهَا ، وَيُحْرَقُ ثُلُثُهَا ، وَيَقْسِمُونَ الثُّلُثَ الْبَاقِي كَيْلا "
فبناء على هذا الأثر والذي - لا آدري هل يصححه العلوان أم لا - فإن غزو القسطنطينية يكون على ثلاث مراحل
1- الغزو الأول وهو الموصوف ( بالبلاء والشدة ) : وأغلب العلماء يقولون هو غزو ىزيد بن معاوية لها سنة 49 , حيث قال ابن كثير (و قد كان يزيد أول من غزى مدينة قسطنطينية في سنة تسعٍ و أربعين في قول يعقوب بن سفيان، و قال خليفة بن خياط سنة خمسين. ثمّ حجّ بالناس في تلك السنة بعد مرجعه من هذه الغزوة من أرض الروم) وهو المذكور في الحديث عن أم حرام في صحيح البخاري.
2- الغزو الثاني الموصوف ( بالصلح وبناء المساجد ) : تاريخياً الغزو الثاني هو غزو مسلمة بن عبدالملك لها سنة 98 هـ ، لكن وصفها ابن كثير بالآتي (وضاق الحال على المسلمين ، حتى أكلوا كل شيء إلا التراب ، فلم يزل ذلك دأبهم حتى جاءتهم وفاة سليمان بن عبد الملك وتولية عمر بن عبد العزيز ، على ما سيأتي ، فكروا راجعين إلى الشام وقد جهدوا جهدا شديدا ، لكن لم يرجع مسلمة حتى بنى مسجدا بالقسطنطينية شديد البناء محكما ، رحب الفناء ، شاهقا في السماء . )
والملاحظ بناء مسلمة مسجداً لكن من دون صلح والله أعلم .
3- الغزو الثالث الذي يحصل بالتكبير والتهليل : لم يحدث بعد. ويشكل فيه أن الجيش الذي يفتتحه يخرج من المدينة وليس من أكناف بيت المقدس .
لكن ( الفتح العثماني ) الذي ارتج له العالم النصراني سنة 857 هـ ، والذي زلزل كيان أوروبا ، حتى أن أدبياتهم صورت الذل الذي أصاب العالم النصراني بالرسومات والأشعار ! وبالرغم من ذلك لا نجد له وروداً في أي حديث ! غريب ! إنه حقاً أمر غريب .
النقطة الحادية عشرة : الدجال ،
أمره واضح ولكن (مخرجه) مشكل ! فهل يخرج من خراسان أم من العراق أم من خلة بين العراق والشام
وأحاديث ابن صياد وحديث الجساسة غرائب في بابه. كذلك ركوبه الحمار الكبير . فقد أورده الشيخ التويجري ودافع عن الأحاديث المتعلقة في الدابة التي يركبها.
ثم أحاديث الخوارج وأن في بقيتهم الدجال !
النقطة الثانية عشرة : تحديد الوقت !
أورد الشيخ التويجري أحاديث في مدة بعض الأمور والآيات ، ومن أمثلة ذلك
1- حديث ( كل ماتوعدون في مائة سنة ) رواه البزار والحاكم في مستدركه وقال صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي .
2- وحديث في صحيح مسلم ( ثلاث إذا خرجن لم ينفع نفس إيمانها ....)
3- حديث ( بين الملحمة وفتح المدينة ست سنين ويخرج المسيح الدجال في السابعة ) رواه أحمد وأبو داوود وابن ماجه ورواته كله ثقات .
4- قول ابن عمرو بن العاص ( ... ولكن هذه الأمة أجلت ثلاثين ومئة سنة ) رجاله كله ثقات
5- تأخير الأمة 500 عام ! وحديث معاوية ( إذا رأيت الشام مائدة رجل واحد ).
التقطة الثالثة عشر : ملاحظات عامة
حديث ستغزون الروم فيفتحها الله عليكم ... إلى أن يقول فتغزون الدجال فيفتحه الله له تسلسل غزيب.
حديث عن عبد الله بن عمرو أن في كل مائة عام أمر !
حديث ابن حوالة إذا نزلت الخلافة أرض الشام ومعناه ؟!
ورود أحاديث في منكري الدجال والقدر ؟
حديث القجطاني والجهجاه؟
هذا والله أعلم ... المشاركة مفتوحة للجميع
المصدر... ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|