12-31-2014, 08:52 AM
|
عضو مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 5,969
|
|
السكن * المودة * الرحمة
يقول الحق تبارك وتعالى:
{وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (الروم: 21).
هذه الآية فيها عظة وتذكير بنظام الناس العام وهو نظام الازدواج وكينونة العائلة وأساس التناسل، وهو نظام عجيب جعله الله مرتكزا في الجبلة لا يشذ عنه إلا الشذاذ (1).
فقد عبر التنزيل بالسكون بين الزوجين، وذلك أن المرء إذا بلغ سن الحياة الزوجية يجد في نفسه اضطرابا خاصا، لا يسكن إلا إذا اقترن بزوج من جنسه واتحدا، ذلك الاقتران والاتحاد الذي لا تكمل حياتهما الجنسية المنتجة إلا به (2).
• وهي آية تنطوي على عدة آيات منها:
- أن جعل للإنسان ناموس التناسل، وأن جعل تناسله بالتزاوج ولم يجعله كتناسل النبات من نفسه.
- وأن جعل أزواج الإنسان من صنفه ولم يجعلها من صنف آخر لأن التآنس لا يحصل بصنف مخالف.
- وأن جعل في ذلك التزاوج أنسا بين الزوجين ولم يجعله تزاوجا عنيفا أو مهلكا كتزاوج الضفادع.
- وأن جعل بين كل زوجين مودة ومحبة فالزوجان يكونان من قبل التزواج متجاهلين فيصبحان بعد التزواج متحابين.
- وأن جعل بينهما رحمة فهما قبل التزاوج لا عاطفة بينهما فيصبحان بعده متراحمين كرحمة الأبوة والأمومة.
ولأجل ما ينطوي عليه هذا الدليل ويتبعه من النعم والدلائل جعلت هذه الآية آيات عدة في قوله إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون (3).
___________
(1) التحرير والتنوير، محمد الطاهر ابن عاشور، دار سحنون، ج22، ص70-71.
(2) تفسير المنار، محمد رشيد رضا، الهيئة المصرية للكتاب، بدون تاريخ نشر ورقم طبعة، ج9، ص 432.
(3) التحرير والتنوير، ابن عاشور، ج22، ص70-71. ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|