شبكة ربيع الفردوس الاعلى  

   
 
العودة   شبكة ربيع الفردوس الاعلى > 9 > منتدى العقيدة
 
   

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: مصحف احمد عيسى المعصراوى منزوع الترجمه عربي فقط غير مترجم بدون ترجمه 114 سورة رواية حفص (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف أحمد عيسى المعصراوي شيخ عموم المقارىء المصريه 114 سورة قراءة عاصم رواية حفص المصحف المرتل (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف احمد عيسى المعصراوى 114 سوره بقراءة عاصم برواية حفص (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف أحمد عيسى المعصراوي 114 سورة بجودة عالية (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: صلاح الهاشم مصحف مقسم اجزاء (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: صلاح الهاشم مصحف مقسم أجزاء مسرع الحدر الى نصف الوقت (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: صلاح الهاشم مصحف مقسم أجزاء مرقق الصوت (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: صلاح الهاشم مصحف مرقق الصوت معلم تكرار 3 مرات (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: صلاح الهاشم مصحف مقسم اجزاء (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: حسن سعيد السكندري المصحف المرتل مقسم اجزاء mp3 (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)      

إضافة رد
   
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

  #1  
قديم 11-08-2014, 08:10 AM
منتدى اهل الحديث منتدى اهل الحديث غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 5,969
افتراضي (037)الإيمان هو الأساس - 6 ـ لا يشرع ترك الأسباب لتخلف بعض المسببات:


الأصل أن يترتب المسبَّب على وجود السبب، فالأكل سبب في إذهاب الجوع، وشرب الماء سبب في إذهاب العطش، وفلاحة الأرض وبذر الحب سبب في إنبات الزرع، والغطاء المناسب سبب في إذهاب البرد، والنار سبب في الإحراق، والجد في طلب العلم - أيِّ علم كان - سبب في الوصول إليه، وتناول الدواء سبب في إذهاب المرض، والإيمان والعمل الصالح سببان في نيل رضا الله ودخول الجنة، ومثل ذلك جميع الأسباب المناسبة لمسبباتها، وهي لا تحصى في حياة الأفراد والأمم من يوم وجدت الخلائق إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

وكون الإنسان قد يعمل السبب ليتوصل به إلى المسبب، ثم لا يتحقق له ذلك في بعض الأحيان، لا يسوغ له أن ييأس ويترك السبب، بل عليه أن يعيد الكرة مرات فقد يكون في السبب الذي عمله تقصير، فإذا عمل السبب كاملاً وجد المسبب، وقد توجد أسباب أخرى في الوقت الذي عمل فيه السبب معارضة لذلك السبب ومانعة له، فإذا عمله في وقت آخر، ترتب عليه مسببه.

وقد يكون ذلك راجعاً إلى تقدير الله في الأزل بأن لا يترتب المسبب على السبب، فإذا اتخذ المرء سبباً آخر لمسبب آخر وُجِد المسبب؛ لأن الله قدَّر في الأزل أن يترتب المسبب على السبب. هذه المسببات التي قد تتخلف بتقدير من الله - الذي لا يعلمه المكلف، بل هو غيب عنه - لا تسوغ للمكلف أن يترك الأسباب؛ لأنه مأمور بفعلها، وليس مأموراً أن يطلع على قدر الله الغائب عنه، ليعمل وفقه.

7 ـ مواقف الناس من الأسباب:

وقد لخص ابن قيم الجوزية، رحمه الله مواقف الناس من الأسباب، تلخيصاً مفيداً، فقال: "والناس في الأسباب والقوى والطبائع ثلاثة أقسام:

منهم من بالغ في نفيها وإنكارها، فأضحك العقلاء على عقله وزعم أنه بذلك ينصر الشرع، فجنى على العقل والشرع، وسلط خصمه عليه.

ومنهم من ربط العالم العلوي والسفلي بها، بدون ارتباطها بمشيئة فاعل مختار، ومدبر لها يصرفها كيف أراد، فيسلب قوة هذا ويقيم لقوة هذا قوة تعارضه، ويكف قوة هذا عن التأثير مع بقائها، ويتصرف فيها كما يشاء ويختار. وهذان طرفان حائدان عن الصواب.

ومنهم من أثبتها خلقاً وأمراً، وقدراً وشرعاً، وأنزلها بالمحل الذي أنزلها الله به، من كونها تحت تدبيره ومشيئته، وهي طوع المشيئة والإرادة، ومحل جريان حكمها عليها، فيقوي سبحانه بعضها ببعض ويبطل - إن شاء - بعضها ببعض، ويسلب بعضها قوته وسببيته، ويعريها منها، ويمنعه من موجبها مع بقائها عليه، ليعلم خلقه أنه الفعَّال لما يريد، وأنه لا مستقل بالفعل والتأثير غير مشيئته، وأن التعلق بالسبب دونه كالتعلق ببيت العنكبوت، مع كونه سبباً" [إغاثة اللهفان: (1/243).].

هكذا يجب أن يفقه المؤمن الأسباب ومسبباتها، وأنها كلها تابعة لمشيئة الله الذي يقول للشيء كن فيكون، فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، وهو مكلف بفعل السبب، فيفعله طاعة لله، لعلمه أن ما أمره الله به له فيه مصلحة في دينه ودنياه، ولهذا سعى عباد الله المؤمنون، من الأنبياء والمرسلين، وأتباعهم من الصديقين والشهداء والصالحين، سعياً حثيثاً في عمل ما يحبه الله ويرضاه، مع إيمانهم الصادق ويقينهم الكامل بأن الله على كل شيء قدير، ونشروا في الأرض الصلاح، وحاربوا الشر والفساد، واستعانوا بربهم على أعدائهم، فنصرهم الله عليهم.

ولكنهم كانوا يعلمون أن سعيهم ذلك إنما هو سبب مأمور به اقتضت حكمة الله أن يوصل ذلك السبب إلى النتائج المترتبة عليه، إلا أن تلك النتائج ليست حتمية الوقوع، بحيث يستقل السبب في إيجادها عن الله، بل لا بد في وجودها وترتبها على السبب من كون الله تعالى قدر ذلك وشاءه، فإذا شاء الله خلاف ذلك فإن السبب لا يستقل بوجود النتيجة، كما كانت النار برداً وسلاما على إبراهيم، عليع السلام.

8 ـ الإيمان بالقدر لا يقتضي الاتكال وترك العمل:

فالإيمان بالقدر لا يقتضي الاتكال والكسل، كما يظن ذلك بعض من لم يوفق لفقهه من المسلمين، الذين أوجدوا بهذا الظن أثرين خطيرين:

أولهما: تشبث به بعض جهال المسلمين، وقعدوا عن فعل أسباب الخير والفلاح في شؤون دينهم ودنياهم، وصاروا جبرية من حيث العمل، وإن لم يفهموا معنى الجبرية من حيث الفكر، ففقدوا بذلك القوة والعزة، ووصلوا إلى ما وصلوا إليه من التأخر والانحطاط، وأخذ أعداؤهم بأسباب القوة المادية، فسبقوهم في كل ميدان، وحال المسلمين اليوم شاهد وبرهان.

وثانيهما: اتخذه أعداء الإسلام حجةً ودليلاً على أن هذا الدين، هو دين تواكل وكسل، وليس دين سعي وعمل.

9 ـ القرآن والسنة يدحضان هذا الظن:

ونحن لا نريد أن نطيل في الرد عليهم من الناحية النظرية، وإنما نحيلهم للرجوع إلى القرآن الكريم لإحصاء ما ورد فيه من ذكر العمل الصالح الذي كلفه الله عباده المؤمنين، وما ورد في معناه، من سعي وفعل وسباق ومسارعة إلى الخيرات، ومن أوامر بتعاطي أعمال بعينها، كالأمر بالعدل والإحسان، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، والإنفاق والجهاد في سبيل الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. ومن نواهيَ عن أعمال الفساد والفواحش والمنكرات كالزنى، وشرب الخمر والظلم وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، ومجالات العمل الذي كلفهموه من أبواب الخير القاصرة والمتعدية، وهكذا سنة الرسول عليه الصلاة والسلام..

إن الذي يتتبع أبواب العمل في الكتاب والسنة سوف لا يجد وقت فراغ في حياة المسلم، بل سيجد وقته كله وقت عمل وعمارة للأرض بالخير والصلاح، ليس للمسلمين فقط، بل للبشرية جمعاء، وهو معنى الخلافة التي أراد الله من عباده القيام بها على الأرض، وهذا وحده يبطل تلك الدعوى الكاذبة.

10 ـ واقع المسلمين الملتزمين بالإسلام يخالف هذا الظن:

وبالعودة إلى تاريخ المسلمين في العصور التي طبق فيها الإسلام، والتي قال فيها الرسول صلى الله عليه وسلم: (خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم) [اللؤلؤ والمرجان، فيما اتفق عليه الشيخان (ص: 689) رقم الحديث: 1647.]. يرى المنصف كذب هذا الظن، و كيف كان العرب الأميون قبل الإسلام، الذين كانت تأكلهم الحروب لأتفه الأسباب، رعاة الإبل والغنم، الذين تحكمهم أعراف الجاهلية الظالمة، في الأنفس والأموال والأعراض يأكل القوي الضعيف، ويهضم الحقيرَ الشريفُ، لا وزن لهم بين الأمم، فإذا هم بعد الإسلام سادة وقادة، يعلمون ذوي الحضارات العريقة من زعماء فارس والروم.

فتحوا القلوب بالإيمان والقرآن، وفتحوا البلدان التي أذاق الطغاة فيها أهلها سوء العذاب، بالسيف والسنان، ونشروا في الأرض العدل وحاربوا الظلم، وعمروا الأرض في فترة قصيرة من الزمن، عم فيها الصلاح مشارق الأرض ومغاربها، وانزوى الفساد في كل أرض وطئتها أقدامهم.

والذي ينظر إلى الإسلام ويحكم عليه من خلال أحوال المسلمين في أوقات ابتعادهم عنه إنما يتهم البريء بجرائم المذنب، وكفى بذلك ظلماً!

وتأمل قول الله تعالى: {وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمْ اللَّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(148)}[البقرة].

كيف أمر الله عباده باستباق الخيرات قبل أن يقرر قدرته على كل شيء، أهذا السياق وأمثاله يدل على أن الإيمان بالقدر يقتضي التواكل والكسل، أم على العكس من ذلك يقتضي السعي والعمل؟!

كيف والرسول عليه الصلاة والسلام، يستعيذ بربه مما يؤدي إلى الاتكال البغيض، كما في حديث أنس، رضي الله تعالى عنه، قال كان نبي الله عليه الصلاة والسلام، يقول: (اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل، والجبن والهرم، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات) [اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان (ص737، رقم 1732).].

11 ـ شبهة قديمة وجواب شاف كاف:

هذا هو معنى الإيمان بالقدر، وهذه هي منزلة العمل في الإسلام مع الإيمان بالقدر، ولقد وضح الرسول عليه الصلاة والسلام، هذا المعنى غاية الإيضاح، عندما سألوه عما إذا كان لهم أن يتكلوا ويتركوا العمل، بناء على أن الله قد قدر لأهل الجنة دخولها، وقدر لأهل النار دخولها؟

فبين لهم عليه الصلاة والسلام ، أن الإيمان بالقدر، لا يقتضي الاتكال وترك العمل، بل يجب العمل، مع الإيمان بالقدر فإن الله قدر لأهل الجنة دخولها بطاعته، وقدر لأهل النار دخولها بمعصيته، وما دام الإنسان لا يعلم أهو - في قدر الله - من أهل السعادة والجنة، أم من أهل الشقاوة والنار، وقد أمره ربه بطاعته التي هي سبب في السعادة ودخول الجنة، ونهاه عن معصيته التي هي سبب في الشقاوة ودخول النار، وعنده فرصة في حياته يستطيع أن يعمل بعمل أهل السعادة والجنة، ويبتعد عن عمل أهل الشقاوة والنار، فلِمَ يتقاعس عن ذلك اتكالاً على القدر الغائب عنه؟

ففي حديث علي، رضي الله تعالى عنه، قال: كنا مع النبي عليه الصلاة والسلام، في بقيع الغرقد، في جنازة، فقال: (ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من الجنة ومقعده من النار) فقالوا: يا رسول الله أفلا نتكل؟ فقال: (اعملوا، فكل ميسر لما خلق له)، ثم قرأ: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى}، وفي رواية: (ما منكم من أحد، وما من نفس منفوسة إلا كتب مكانها من الجنة والنار، وإلا قد كتبت شقية أو سعيدة).

فقال رجل: يا رسول الله أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل، فمن كان منا من أهل السعادة فسيصير إلى أهل السعادة، ومن كان منا من أهل الشقاء فسيصير من أهل الشقاء؟ قال: (أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة، وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل أهل الشقاء)، ثم قرأ:{ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى}[ البخاري: (6/85) ومسلم (4/2039)، والآيات من سورة الليل: 5-10.].

فقد أخبر النبي عليه الصلاة والسلام، أن العمل لا بد منه، وأن الذي يجتهد في عمل أهل السعادة، ييسر الله له عمل أهل السعادة، والذي يجتهد في عمل أهل الشقاوة، ييسر له عمل أهل الشقاوة، كما دلت على ذلك الآيات التي قرأها النبي عليه الصلاة والسلام، وهو يجيب السائل، وهو جواب شاف كاف على هذه الشبهة لمن وفقه الله لقبول الحق، فالإنسان عنده القدرة على سلوك أحد النجدين، وهو مسئول عن سلوكه الذي قرره لنفسه.

فالإيمان بالقدر داعي سعي وعمل، وليس داعيَ اتكال وكسل، بل إنه ليدفع صاحبه إلى اتخاذ الأسباب لعمل ما يرضي الله، ولا يقتضي الاتكال والقعود عن العمل، كما هو واضح من نصوص الكتاب والسنة، والواقع العملي في حياة الناس، يدل على ذلك..

وهذا المعنى الواضح هو المحكم، وما قد يطرأ على الإنسان من شبه ووساوس شيطانية متشابه، والله تعالى يقول في الأمرين: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُوا الأَلْبَابِ(7)} [آل عمران].

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

رد مع اقتباس
 
   
إضافة رد

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

   
 
 
 
   

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة



Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 06:12 AM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات