آيات من سورة القيامة بتفسير الزركشي

[ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران]

آيات من سورة القيامة بتفسير الزركشي
د. جمال بن فرحان الريمي





﴿ لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ ﴾ [القيامة: 1]

قوله تعالى: ﴿ لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ ﴾، المعنى: أقسم، بدليل قراءة ابن كثير: ﴿ لاُقْسِمُ ﴾[1]، وهي قراء قويمة لا يضعفها عدم نون التوكيد مع اللام؛ لأن المراد بأقسم فعل الحال، ولا تلزم النون مع اللام.




وقيل: إنها غير زائدة بل هي نافية.



وقيل: على بابها، ونفى بها كلامًا تقدم منهم، كأنه قال: ليس الأمر كما قلتم من إنكار القيامة، فــ"لا أقسم" جواب لما حكى من جحدهم البعث، كما كان قوله: ﴿ مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ ﴾ [القلم: 2] [2]، جوابًا لقوله: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ ﴾ [الحجر: 6] [3]؛ لأن القرآن يجري مجرى السورة الواحدة.




وهذا أولى من دعوى الزيادة، لأنها تقتضي الإلغاء، وكونها صدر الكلام يقتضي الاعتناء بها، وهما متنافيان.



قال ابن الشجري: وليست "لا" في قوله: ﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ ﴾ [الواقعة: 75] [4]، وقوله: ﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ ﴾ [المعارج: 40] [5]، ونحوه بمنزلتها في قوله: ﴿ لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ ﴾ [القيامة: 1]، كما زعم بعضهم؛ لأنها ليست في أول السورة لمجيئها بعد الفاء، والفاء عاطفة كلمة على كلمة تخرجها عن كونها بمنزلتها في: ﴿ لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ ﴾ [القيامة: 1]، فهي إذن زائدة للتوكيد[6].



وأجاز الخارزنجي[7] في: ﴿ لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ ﴾ [القيامة: 1]، كون "لا" فيه بمعنى الاستثناء، فحذفت الهمزة وبقيت "لا"[8].




﴿ أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ * بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ ﴾ [القيامة: 3، 4]

قال رحمه الله: "أنْ لنْ" كله مفصول، إلا حرفان: ﴿ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِدًا ﴾[9]، ﴿ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ ﴾[10]، سقطت "النون" منهما في الخط؛ تنبيهًا على أن ما زعموا وحسبوا هو باطل في الوجود وحكم ما ليس بمعلوم نسبوه إلى الحي القيوم، فأدغم حرف توكيدهم الكاذب في حرف النفي السالب هو، بخلاف قوله: ﴿ زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا ﴾ [التغابن: 7] [11]، فهؤلاء لم ينسبوا ذلك لفاعل، إذ ركّب الفعل لما لم يُسمَّ فاعله، وأقيموا فيه مُقام الفاعل، فعدم بعثهم تصوّروه من أنفسهم، وحكموا به عليها توهمًا، فهو كاذب من حيث حكموا به على مستقبل الآخرة، ولكونه حقًا بالنسبة إلى دار الدنيا الظاهرة ثبت التوكيد ظاهرًا وأدغِم في حرف النفي من حيث الفعل المستقبل الذي هو فيه كاذب[12].




قوله تعالى: ﴿ بَلَى قَادِرِينَ ﴾، قال الجمهور: التقدير بل نحييها قادرين؛ لأن الحساب إنما يقع من الإنسان على نفي جمع العظام، و"بلى" إثبات فعل النفي، فينبغي أن يكون الجمع بعدها مذكورًا على سبيل الإيجاب.



وقال الفراء[13]: التقدير: فلنحيها قادرين؛ لدلالة "أيحسب" عليه، وهو ضعيف؛ لأنه عدول عن مجيء الجواب على نمط السؤال[14].




قوله تعالى: ﴿ بَلَى قَادِرِينَ ﴾، فإنه سبق نفي وهو ﴿ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ ﴾، فجاءت الآية على جهة التوبيخ لهم في اعتقادهم أن الله لا يجمع عظامهم، فرد عليهم بقوله: ﴿ بَلَى قَادِرِينَ ﴾، وقال ابن عطية: حق "بلى" أن تجيء بعد نفي عليه تقرير[15]، وهذا القيد الذي ذكره في النفي لم يذكره غيره، وأطلق النحويون أنها جواب النفي.




وقال الشيخ أثير الدين[16]: حقها أن تدخل على النفي، ثم حمل التقرير على النفي، ولذلك لم يحمله عليه بعض العرب، وأجابه بنعم[17] أ. هـ.




وقد يكتفي بذكر بعض الجواب دالاً على باقيه، كما قال تعالى: بَلَى قَادِرِينَ، أي بلى نجمعها قادرين، فذكر الجملة بمثابة ذكر الجزاء من الجملة، وكافٍ عنها[18].




وقال رحمه الله: قيل في قوله تعالى: ﴿ بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ ﴾ أي: نجعلها صفحةً مستوية لا شقوق فيها كخف البعير، فيعدم الارتفاق بالأعمال اللطيفة، كالكتابة والخياطة ونحوها من الأعمال التي يُستعان فيها بالأصابع، قالوا: وذكرت البَنان لأنه قد ذكرت اليدان، فاختصّ منها ألطفها[19].




وأُنكِر قول الفراء[20] في قوله تعالى: ﴿ أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ * بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ ﴾ [القيامة: 3، 4] [21]، أن التقدير: بلى حسبنا قادرين، والحساب المذكور بمعنى الظن، والمحذوف بمعنى العلم؛ إذ التردد في الإعادة كفر فلا يكون مأمورًا به.




ويجاب بأن الحساب المقدر بمعنى الجزم والاعتقاد، لا بمعنى الظن، وتقديره بذلك أولى لموافقته الملفوظ[22].




قال رحمه الله: قد يشتبه في تعيين المحذوف لقيام قرينتين، كقوله تعالى: ﴿ بَلَى قَادِرِينَ ﴾، قدره سيبويه[23] بــ"بلى نجمعها قادرين"، فـ(قادرين) حال، وحذف الفعل لدلالة: ﴿ أَلَّنْ نَجْمَعَ ﴾ عليه.



وقدره الفراء[24] "نحسب" لدلالة ﴿ أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ ﴾، أي بلى نحسبنا قادرين، وتقدير سيبويه أولى؛ لأن "بلى" ليس جوابا لـ"يحسب"، إنما هو جواب لــأَلَّنْ نَجْمَعَ وقدره بعضهم: بلى نقدر قادرين.




وقيل: منصوب، لوقوعه موقع الفعل، وهو باطل؛ لأنه ليس من نواصب الاسم وقوعُه موقع الفعل[25].




﴿ وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ﴾ [القيامة: 9]

قوله تعالى: ﴿ وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ﴾، غلّب المذكر لأن "الواو" جامعة؛ لأن لفظ الفعل مقتض، ولو أردت العطف امتنع[26].



﴿ بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ﴾ [القيامة: 14]

قوله تعالى: ﴿ بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ﴾ [القيامة: 14]، أي: بل الإنسان بصير على نفسه في شهود جوارحه عليه[27].




﴿ لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ ﴾ [القيامة: 16]

قوله تعالى ﴿ لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ ﴾ [القيامة: 16]، وقد اكتنفه من جانبيه قوله ﴿ بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ ﴾ [القيامة: 14، 15] ([28])، وقوله ﴿ كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ * وَتَذَرُونَ الْآخِرَةَ ﴾ [القيامة: 20، 21] [29]، فهذا من باب قولك للرجل وأنت تحدثه بحديث فينتقل عنك ويقبل على شيء آخر: أقبل علي واسمع ما أقول، وافهم عني، ونحو هذا الكلام، ثم تصِلُ حديثك فلا يكون بذلك خارجًا عن الكلام الأول، قاطعًا له، وإنما يكون به مشوقًا للكلام، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أميًا لا يقرأ ولا يكتب، وكان إذا نزل عليه الوحي وسمع القرآن حرّك لسانه بذكر الله، فقيل له: تدبَّر ما يوحى إليك، ولا تتلقفه بلسانك، فإنما نجمعه لك ونحفظه عليك[30].



﴿ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ ﴾ [القيامة: 17]

قوله تعالى: ﴿ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ ﴾ [القيامة: 17]، أي جمعه في قلبك حفظًا، وعلى لسانك تلاوةً، وفي سمعك فهمًا وعلمًا، ولهذا قال بعض أصحابنا: إن عند قراءة القارئ تسمع قراءته المخلوقة، ويفهم منها كلام الله القديم، وهذا معنى قوله: ﴿ لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ ﴾ [فصلت: 26] [31]، أي لا تفهموا ولا تعقلوا؛ لأن السمع الطبيعي يحصل للسامع شاء أو أبى[32].



﴿ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ﴾ [القيامة: 18]

قوله تعالى: ﴿ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ﴾ [القيامة: 18]، أي: إذا قرأه رسولنا جبريل[33].



﴿ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴾ [القيامة: 19]

قوله تعالى: ﴿ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴾ [القيامة: 19]، أي: على لسانك وألسنة العلماء من أمتك[34].




﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ ﴾ [القيامة: 22]

قوله تعالى: ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ [القيامة: 22، 23] [35]، بالضاد منعّمة بما تشتهيه الأنفس، وبالظاء منعّمة بما تلذ الأعين[36].




قوله تعالى: ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ [القيامة: 22، 23] [37]، فإنه دل على جواز الرؤية، ويفسّر به قوله تعالى: ﴿ لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ ﴾ [الأنعام: 103] [38]، حيث كان مترددًا بين نفي الرؤية أصلاً وبين نفي الإحاطة والحصر دون أصل الرؤية[39].




قوله تعالى: ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ ﴾ [القيامة: 22]، فالوجه المراد به جميع ما تقع به المواجهة لا الوجه وحده.




وقد اختلف في تأويل "الوجه" الذي جاء مضافًا إلى الله في مواضع من القرآن، فنقل ابن عطية عن الحذاق أنه راجع إلى الوجود، والعبارة عنه بالوجه مجاز؛ إذ هو أظهر الأعضاء في المشاهدة وأجلها قدرًا، وقيل - وهو الصواب -: هي صفة ثابتة بالسمع، زائدة على ما توجبه العقول من صفات الله تعالى، وضعفه إمام الحرمين[40].




وأما قوله تعالى: ﴿ فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ﴾، فالمراد الجهة التي وُجِّهنا إليها في القبلة، وقيل: المراد به الجاه، أي فَثَمّ جلال الله وعظمته[41].




﴿ كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ ﴾ [القيامة: 26]

قال رحمه الله: جوّز الكسائي حذف الفاعل مطلقًا إذا ما وجد ما يدل عليه، كقوله تعالى: ﴿ كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ ﴾ أي بلغت الروح[42].




قوله تعالى: ﴿ كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ ﴾ [القيامة: 26]، أضمر النفس لدلالة ذكر التراقي عليها[43].




﴿ وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ ﴾ [القيامة: 28]

قال رحمه الله: كل "ظن" يتصل به "إنّ" المشددة، فالمراد به اليقين، كقوله ﴿ وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ ﴾، والمعنى فيه أنّ المشددة للتأكيد، فدخلت على اليقين، وأنْ الخفيفة بخلافها فدخلت في الشك[44].




﴿ فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى ﴾ [القيامة: 31]

قال رحمه الله: هذا الشكل الرباعي يقع في تفسيره على وجوه فقد يرد وبعضه مفسّر، مثل ما ذكرناه، وقد يرد وكله مفسّر، كقوله تعالى: ﴿ فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى * وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى ﴾ [القيامة: 31، 32] [45]، فقابل ﴿ صَدَّقَ ﴾ بــ ﴿ كَذَّبَ ﴾ و﴿ صَلَّى ﴾ الذي هو أقبل بــ ﴿ وَتَوَلَّى ﴾[46].



وتأتي "لا" بمعنى "لم"، ولذلك اختصت بالدخول على الماضي، نحو: ﴿ فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى ﴾، أي: لم يصدق ولم يصل[47].



﴿ أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى ﴾ [القيامة: 37]

قوله تعالى: ﴿ أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً ﴾، حذفت "النون" تنبيهًا على مهانة مبتدأ الإنسان، وصغر قدره، بحسب ما يدرك هو من نفسه، ثم يترقى في أطوار التكوين، ﴿ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ ﴾ [يس: 77] [48]، فهو حين كان نطفة كان ناقص الكون، كذلك كلُّ مرتبة ينتهي إليها كونه هي ناقصة الكون بالنسبة لما بعدها، فالوجود الدنيوي كلُّه ناقص الكون عن كون الآخرة، كما قال الله تعالى: ﴿ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ ﴾ [العنكبوت: 64] [49].

[1] انظر: إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربع عشر للبنّا 2 / 105.



[2] سورة القلم: 2.



[3] سورة الحجر: 6.



[4] سورة الواقعة: 75.



[5] سورة المعارج: 40.



[6] أمالي ابن الشجري 2 / 527.



[7] هو أحمد بن محمد أبو حامد الخارزنجىّ البشتىّ، ذكره الحافظ أبو عبد الله بن البيع فى تاريخ نيسابور، فقال: «إمام أهل الأدب بخراسان فى عصره بلا مدافعة، ولما حجّ بعد الثلاثين والثلاثمائة شهد له أبو عمر الزاهد ومشايخ العراق بالتّقدمة، وكتابه المعروف بـ"التكملة" البرهان فى تقدّمه وفضله، مات سنة 348هـ. إنباه الرواة 1 / 142 رقم الترجمة 57.



[8] البرهان: الكلام على المفردات من الأدوات - لا 4/ 219 - 3/ 50 -53.



[9] سورة الكهف: 48.



[10] سورة القيامة: 3.



[11] سورة التغابن: 7.



[12] البرهان: علم مرسوم الخط - بعض حروف الإدغام 1/ 293.



[13] معاني القرآن للفراء 3/ 208.



[14] البرهان: الكلام على المفردات من الأدوات - بلى 4/ 164.



[15] تفسير ابن عطية ص/ 1923.



[16] هو محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان الإمام أثير الدين أبو حيان الأندلسي الغرناطي النفزي، نسبة إلى قبيلة من البربر، نحوي عصره ولغويه، ومفسره ومحدثه ومقرئه ومؤرخه وأديبه، ولد في آخر شوال سنة أربع وخمسين وستمائة، وأخذ القراءات عن أبي جعفر بن الطباع والعربية عن أبي الحسن الأبذي وأبي جعفر بن الزبير وابن أبي الأحوص وجماعة، وتقدم في النحو، وأقرأ في حياة شيوخه بالمغرب، وسمع الحديث بالأندلس وإفريقية والإسكندرية ومصر والحجاز من نحو أربعمائة وخمسين شيخًا؛ وأكب على طلب الحديث وأتقنه وبرع فيه، وفي التفسير، والعربية، والقراءات، والأدب، والتاريخ؛ واشتهر اسمه، وطار صيته، وأخذ عنه أكابر عصره، وتقدموا في حياته كالشيخ تقي الدين السبكي، وولديه، والجمال الإسنوي، وابن قاسم، وابن عقيل، والسمين وناظر الجيش، والسفاقسي، وابن مكتوم، وخلائق، وله من التصانيف: "البحر المحيط في التفسير"، "إتحاف الأريب بما في القرآن من الغريب"، "التذييل والتكميل في شرح التسهيل" وغير ذلك كثير، مات في ثامن عشرين صفر سنة خمس وأربعين وسبعمائة. بغية الوعاة 1/ 280 رقم الترجمة 516.



[17] البحر المحيط لأبي حيان 8/ 376.



[18] البرهان: الكلام على المفردات من الأدوات - بلى 4/ 165.



[19] المصدر السابق: بيان حقيقته ومجازه - المجاز الإفرادي 2/ 165.



[20] معاني القرآن للفراء 3/ 208.



[21] سورة القيامة: 3-4.



[22] البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة - شروط الحذف 3/ 74.



[23] الكتاب لسيبويه 1/ 346.



[24] معاني القرآن للفرّاء 3/ 208.



[25] البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة - حذف الفعل 3/ 134.



[26] المصدر السابق: تغليب المذكر 3/ 190.



[27] البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة - مما قدم النية به التأخير 3/ 179



[28] سورة القيامة: 14-15.



[29] سورة القيامة: 20-21.



[30] البرهان: معرفة المناسبات بين الآيات 1/ 49.



[31] سورة فصلت: 26.



[32] البرهان: معرفة أسمائه واشتقاقاتها 1/ 195.



[33] البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة - الالتفات من الغيبة إلى التكلم 3/ 200.



[34] المصدر السابق: معرفة المحكم والمتشابه 2/ 46



[35] سورة القيامة: 22-23.



[36] البرهان: علم مرسوم الخط - حروف متقاربة تختلف في اللفظ لاختلاف المعنى 1/ 295.



[37] سورة القيامة: 22-23.



[38] سورة الأنعام: 103.



[39] البرهان: معرفة تفسيره وتأويله - ما ورد مبينا للإجمال 2/ 136.



[40] هو الإمام الكبير، شيخ الشافعية، إمام الحرمين، أبو المعالي، عبد الملك ابن الإمام أبي محمد عبد الله بن يوسف بن عبد الله بن يوسف بن محمد بن حيويه الجويني، ثم النيسابوري، ضياء الدين، الشافعي، صاحب التصانيف، ولد في أول سنة تسع عشرة وأربعمائة، وسمع من أبيه، وأبي سعد النصرويي، وعدة، روى عنه: أبو عبد الله الفراوي، وآخرون، قال أبو سعد السّمعاني: كان أبو المعالي، إمام الأئمة على الإطلاق، مجمعًا على إمامته شرقًا وغربًا، لم تر العيون مثله، حضر درسه الأكابر والجمعُ العظيم من الطلبة، وتفقه به أئمة، توفي سنة ثمان وسبعين وأربعمائة. تهذيب سير أعلام النبلاء 2/ 412، رقم الترجمة 4350.



[41] البرهان: بيان حقيقته ومجازه - إطلاق اسم الكل على الجزء 2/ 164.



[42] المصدر السابق: أساليب القرآن وفنونه البليغة –حذف الفاعل 3/ 94



[43] المصدر السابق: قاعدة في الضمائر 4/ 20.



[44] المصدر السابق: أساليب القرآن وفنونه البليغة - ظنّ 4/ 99.



[45] سورة القيامة: 31-32.



[46] البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة - المقابلة 3/ 281.



[47] المصدر السابق: الكلام على المفردات من الأدوات - أوجه لا 4/ 216.



[48] سورة يس: 77.



[49] سورة العنكبوت: 64. البرهان: علم مرسوم الخط - حذف النون 1/ 282.

المصدر...
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك