يقول صاحبُ الظِّلال: "إنَّ النهوض بواجبِ الدعوة في مواجهةِ هذه الظروف أمرٌ شاقٌّ، ولكنَّه شأن عظيم، ومَن أحسن قولاً ممَّن دعا إلى الله وعمل صالحًا وقال إنَّني من المسلمين؟! إنَّ كلمة الدعوة حينئذٍ هي أحسنُ كلمة تُقال في الأرض، وتصعد في مُقدِّمة الكَلِم الطيب إلى السماء، ولكن مع العمل الصالح الذي يُصدِّق الكلمة، ومع الاستسلام لله الذي تتوارَى معه الذات، فتصبح الدعوةُ خالصةً لله، ليس للداعية فيها شأنٌ إلا التبليغ، ولا على الداعية بعدَ ذلك أن تُتلقَّى كلمته بالإعراض أو بسوء الأدب أو بالتبجُّح في الإنكار، فهو إنَّما يتقدَّم بالحسنة فهو في المقام الرفيع، وغيره يتقدَّم بالسيِّئة فهو في المكان الدُّون، ولا تستوي الحسنة ولا السيئة، وليس له أن يردَّ بالسيئة، فإنَّ الحَسنةَ لا يستوي أثرُها كما لا تستوي قيمتُها مع السيئة والصبر والتسامح، والاستعلاء على رغبةِ النفْس في مقابلة الشرِّ بالشرِّ يردُّ النفوسَ الجامحة إلى الهدوء والثِّقة، فتنقلب من الخصومة إلى الولاء، ومِن الجماح إلى اللِّين؛ ادفعْ بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنَّه ولي حميم، وتصدُق هذه القاعدة في الغالبية الغالِبة من الحالات، وينقلب الهياجُ إلى وداعةٍ، والغضبُ إلى سكينة، والتبجُّحُ إلى حياء، على كلمةٍ طيِّبة، ونبْرةٍ هادئة، وبسمة حانية في وجهٍ هائجٍ، غاضب متبجِّح، مفلوت الزِّمام".
والقرآن ينصَح أفضلَ الخلْق سلوكًا، ويوجِّه أحسنَ البشر أخلاقًا، ويعلِّم أجملَ الناس آدابًا، أن يخفضَ جَناحَه لمَن اتبعه من المؤمنين؛ ﴿ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الشعراء: 215].
وهذه تعليماتُ مَن أوتي الخُلُقَ العظيم، صاحب أعظم دعوة على وجْه الأرض؛ عن أبي ذَرٍّ قال: قال لي رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((اتَّقِ الله حيثما كنتَ، وأتبِعِ السيئةَ الحسنةَ تمحُها، وخالِقِ الناسَ بخُلُق حسَن))، قال الترمذي: حسن صحيح، قال الشيخ الألباني: حسن.
غلامٌ كان يصبُّ الماء على سيِّده ليتوضَّأ، فأفلت الإبريقُ مِن يده حتى أصابَ الرجلَ بالبَلل، فاغتاظ لذلك أشدَّ الغيْظ، فابتدره الغلامُ يُذكِّره قولَ الله - عزَّ وجلَّ -: ﴿ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ ﴾ [آل عمران: 134]، وكان ذلك في زمن يَنتفع فيه الناسُ بما يَقرؤون مِن القرآن، حتى صار واقعُهم صدًى لتعاليمه وأحْكامه، فقال الرَّجل: قد كظمتُ غيظي، فمضَى الغلام يكمل الآية: ﴿ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ﴾ [آل عمران: 134]، فأجابه الرجل: قد عفوتُ عنك، ولا شكَّ أنَّ ذلك كان يكفي الغلام ويَزيد، غير أنَّه مضى يُكمل: ﴿ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [آل عمران: 134]، فقال له الرجل: أنت حُرٌّ لوجهِ الله!
وهذا رجلٌ أعتَق جاريةً لأنَّها بشَّرته بما يحبُّ، أو مكافأة لها على صنيع قدَّمته، أو تقرُّبًا إلى الله بعدَ ذنب قارفتْه، لكن أن يخطئ الغلامُ فينتهي به الأمر حرًّا لوجهِ الله، فتِلك التي ربَّما تُعدُّ اليوم من عجائبِ المثل الكبيرة، والأخلاق العالية.
وفي الأثر عن رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ليس أحبُّ إلى الله مِن جرعةِ غيْظ كظَمَها العبدُ لوجهِ الله))؛ كما في سنن ابن ماجه.
ويعرف - صلَّى الله عليه وسلَّم - مثل هؤلاء بعيدين عن اللغو؛ ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُون ﴾ [المؤمنون: 3]، بل يترفَّعون عنه؛ ﴿ وَإِذَا سَمعوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُم سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ ﴾ [القصص: 55].
إنَّها أخلاقُ الدُّعاة السائرين في طريقِ الله، يحملون هذه الدعوةَ المباركة، لا بدَّ من التمييز بيْن الصبر الذي هو حبْس النَّفْس على المكارِه، كالتعرُّض لمحنة الاعتِقال، أو فقْد عزيز، أمَّا الحِلم أو ما نُسمِّيه سَعةَ الصدر فهو لونٌ من الصبر، غير أنَّه في العادة لا يتأدَّى في البلاء، ولكن في مقامِ الجهْل والسفه، مثل هؤلاء يستطيعون أن يردُّوا الصاعَ صاعين، واللطمةَ لطمتَيْن، لكنَّهم يحملون عبادَ الرحمن، يَحملون صفاتِهم، ويتحلَّوْن بأخلاقهم؛ ﴿ وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا ﴾ [الفرقان: 63].
وأبناءُ هذه الدَّعْوة أشد ما يكونون احتياجًا للصبر والحِلم خاصَّة هذه الأيَّام، الصبر على مكارهِ العيش، والصبر على ظُلم الظالمين، والصبر على غلاء المستغلِّين، صبر الاستعلاء لا صبر الاستسلام، صبر النهوض لا صبرَ القعود، صبر النشاط والعمل، لا صبر الخمول والكسَل، والحِلم على السُّفهاء في دُنيا الناس والجهلاء بمعالِم الطريق، وحقائقِ الأمور، وحماقاتِ البشر، وطبائعِ الأشياء، وليكن شعارُنا في أوقاتِ الشدَّة (والكاظمين الغيظ) عنوانًا لمرحلة قد تشهَد مِن التنافُس ما يستدعي إلى الذهن معانيَها، وظلالها ومراميَها؛ ليهبطَ بها من عليائها إلى دنيا الناس وحركةِ الحياة، وهيَّا نُترجم معًا هذه المقولةَ الرائعة لرجلٍ رائِع: "المسلِم كالشجر يُرمَى بالحَجر فيُلقي أطيبَ الثمر"!
نَعَمْ، المسلِم كالنحلة؛ لا يأكل إلا طيبًا؛ ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴾ [البقرة: 168]، ولا يَنتُج عنه إلا كلُّ حسن؛ ﴿ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ﴾ [البقرة: 83].
يقول عمر بن الخطَّاب - رضي الله عنه - وأرْضاه: "لولا ثلاثٌ ما أحببتُ البقاء في الدنيا: مكابدةُ الليل، والجهاد في سبيلِ الله، ومجالسة أقوام يَنتقُون أطايبَ الكلام كما يُنتقى أطايبُ الثمر".
لا يُقابل السيِّئةَ بالسيِّئةِ، ولكن يعفو ويَصْفَح؛ ((يا معشرَ قُرَيش ما ترون أنِّي فاعلٌ بكم؟))، قالوا: خيرًا؛ أخٌ كريم، وابنُ أخ كريم، فقال: ((اذهبوا فأنتم الطُّلقاء))، ويُعطي ما عنده لله، ويدعو للناس بالصَّلاح والهدي، حتى الذين أذَوْه.
ومِن التابعين من أهدى طبَقَ تمرٍ لمن اغتابه وذَكَره بالسوء، فلمَّا سُئِل عن ذلك، قال: أَهْدى إلينا حسنات، فأهدينا إليه تمرات!
المسلم كالمطر، غيْثٌ للمستغيث، رِيٌّ للظمآن، فرَجٌ للمكروب، يُطهِّر الذنوبَ بالتوبة والاستغفار، ويُحيي موات القلوب بالدعوة إلى الحق، يُحوِّل الصحراء الجرداء إلى ساحةٍ خضراء، (مرج الزهور)، إنَّه المسلِم الحق يحيا كالماء الجاري، طاهرًا في نفسه مُطهِّرًا لغيره، صالحًا في نفسه مُصلِحًا لغيره.
إنَّه المسلِم الذي عرَف ربَّه معرفةً حَسَنة، فقدَّره حقَّ قدْره، امتَثل لأمرِه، وانتهَى عن نهيه، وخالَقَ الناس بخُلُق حسَن، واجتهد أن يصفَّ قدميه على الصِّراط المستقيم، يظل كذلك حتى يأتيَه اليقين، فيَلْقى الله - عزَّ وجلَّ - على ذلك، فيجد ما قدَّمَ؛ ﴿ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ ﴾ [آل عمران: 30].
اللهمَّ اجعلْنا من حرَّاس الحق، وأصحاب الخير، وأهل الصلاح والإصلاح، اللهمَّ ارزقْنا الإخلاص في القول والعمل، ولا تجعلِ الدنيا أكبرَ همِّنا ولا مبلغَ عِلمنا، وصلِّ اللهمَّ على سيِّدنا محمد، وعلى آله وصحْبه وسلِّم.
صدر حديثا على موقع ارشيف تقنية تمكنك عند السماع اونلاين لاي مصحف او اي صوتيات
يمكنك 2 ميزة
الميزة الاولى___ستجد رسمة الساعة اعلى الصفحة على اليمين__هذه الرسمة لتسريع الصوت
فيمكنك تسريع الصوت لاي مصحف بمقايييس مختلفة للسرعة للسماع حدر اونلاين لاي مصحف
وقبل ان اذكر لك الميزة الثانية اليك الرابط
هنا آلاف المصاحف مرفوعة على ارشيف مع الترتيب للاحدث فتابع الجديد يوميا هنا https://archive.org/search.php?query...rt=-publicdate
____الميزة الثانية ____رسمة البطة___ستجدها اعلى الصفحة على اليمين ايضا بجوار سور المصحف الصوتية في جدول السماع
اذا ضغطت على رسمة البطة ستحول الشكل الى مشغل صوتيات مع خاصية الكوليزر الرهيبة للسماع اونلاين
بجودة صوت خيالية مع تغيير الكوليزر حسب ذوقك في الاستماع للحصول على صدى صوت وتقنيات رهيبة
ستجد الخانة الثانية مكتوب فيها على اليسار كلمة
title
وامامها على اليمين مستطيل خالي
اكتب في المستطيل الخالي امام كلمة تيتل -----اكتب فيه اي شيء
ثم انتر او ثم اضغط على كلمة
search
اسفل الجدول الاول
وكلمة تيتل معناها العنوان --بعكس الخانة الاولى
any field
يعني اي مكان لكن لو كتبت امامها سيظهر لي نتائج كثيرة غير دقيقة
لكن الكتابة بجوار التتل افضل لكي يكون بحث اكثر دقة فانا مثلا ابحث عن مصحف العجمي
اكتب امام التتل كلمة العجمي
واذا اردت الملفات المبرمجة لبرنامج كلام الله
فاكتب في خانة البحث امام التتل كلمة---برنامج كلام الله ---ثم اكتب بجوارها اسم اي قارئ
واذا اردت اي مصحف مقسم صفحات او ايات
فاكتب في خانة البحث اسم اي قارئ و بجواره صفحات او ايات
حسب ما تريد
ولاحظ ان كتابة الكلمة حساسة
فحاول تجرب كل الاقتراحات يعني مثلا
مرة ابحث عن العجمي بالياء ---ومرة ابحث عن العجمى هكذا بدون نقط الياء
لان صاحب المصحف الذي رفعه لو كتبه بالياء اذن انا لازم اكتب في بحثي نقط الياء
لان موقع ارشيف دقيق في كتابة كلمة البحث بعكس جوجل الذي لا يدقق في كتابة كلمة البحث
والثانية
خطا شائع عند كثير من الناس في قراءة حفص بل في كل القراءات العشر
تسكين الباء في كلمة السبع في قوله تعالى ( وما اكل السبع ) سورة المائدة الاية 3
والصحيح ضمها لان المراد بها هنا حيوان السيع بخلاف السبع المراد بها العدد سبعة فان الباء تسكن كما في سورة المؤمنون الاية 86
- قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم - ولا تنسى قراءاة كتاب اسمه الاخطاء الشائعة في قراءة حفص وهذا رابطه لتحميله https://archive.org/download/akhtaaa...ng-of-hafs/pdf
واسمع اليها في تلاوة عندليب الاسكندرية الخاشع الشيخ شعبان محمود عبد الله السورة رقم 5 المائدة في الاية رقم 3 والسورة رقم 23 المؤمنون
حيث يقف الشيخ على كلمة السبع في سورة المائدة لتوضيح ضم الباء
وحين تفتح لك الصفحة اقرا فيها كيفية الحصول على كل مصاحف صوت القاهرةبجودة رهيبة لا تصدق سي دي اوديو معدل الجودة 1411 ك ب
وايضا بجودة رهيبة ام بي ثري معدل الجودة 128 كيلو بايت
ايضا تجد في نفس الصفحة
رابط ل ملف مضغوط zip فيه روابط ل 696 مصحف مقسمين الى روابط تورنت ومباشرة وجودة فلاك مع الشرح كيف تكفر عن ذنوبك وتكسب ملايين الحسنات عن طريق التورنت
مع برنامج تورنت سريع وشرح كيفية عمله
مع هدايا اخرى ومفاجات
والهدية الرابعة
ستجد الخانة الثانية مكتوب فيها على اليسار كلمة
title
وامامها على اليمين مستطيل خالي
اكتب في المستطيل الخالي امام كلمة تيتل -----اكتب فيه اي شيء
ثم انتر او ثم اضغط على كلمة
search
اسفل الجدول الاول
وكلمة تيتل معناها العنوان --بعكس الخانة الاولى
any field
يعني اي مكان لكن لو كتبت امامها سيظهر لي نتائج كثيرة غير دقيقة
لكن الكتابة بجوار التتل افضل لكي يكون بحث اكثر دقة فانا مثلا ابحث عن مصحف العجمي
اكتب امام التتل كلمة العجمي
واذا اردت الملفات المبرمجة لبرنامج كلام الله
فاكتب في خانة البحث امام التتل كلمة---برنامج كلام الله ---ثم اكتب بجوارها اسم اي قارئ
واذا اردت اي مصحف مقسم صفحات او ايات
فاكتب في خانة البحث اسم اي قارئ و بجواره صفحات او ايات
حسب ما تريد
ولاحظ ان كتابة الكلمة حساسة
فحاول تجرب كل الاقتراحات يعني مثلا
مرة ابحث عن العجمي بالياء ---ومرة ابحث عن العجمى هكذا بدون نقط الياء
لان صاحب المصحف الذي رفعه لو كتبه بالياء اذن انا لازم اكتب في بحثي نقط الياء
لان موقع ارشيف دقيق في كتابة كلمة البحث بعكس جوجل الذي لا يدقق في كتابة كلمة البحث