قال إمام المقرئين محمد بن الجزري الدمشقي في "منجد المقرئين" (ص62) نقلا عن أحد مشايخه:
«إن القراءات كالحديث، مخرجها كمخرجه. إذا كان مدارها على واحد، كانت أحادية. وخفي عليه (يعني الذي يظن تلك الأسانيد الأحادية تدل على عدم تواتر القراءة) أنها نسبت إلى ذلك الإمام اصطلاحاً. وإلا فكل أهل بلده كانوا يقرؤونها. أخذوها أمماً عن أمم. ولو انفرد واحد بقراءة دون أهل بلده، لم يوافقه على ذلك أحد، بل كانوا يجتنبونها، ويأمرون باجتنابها».
قال ابن الجزري:
«ومما يدل على هذا ما قال ابن مجاهد قال: قال لي قنبل: قال لي القواس في سنة 237 هـ: إلقَ هذا الرجل -يعني البزي- فقل له: "هذا الحرف ليس من قراءتنا -يعني {وما هو بميت} مخففاً- وإنما يخفف من الميت من قد مات ومن لم يمت، فهو مشدد". فلقيت البزي فأخبرته فقال لي: "قد رجعت عنه"».
وقال ابن الجزري في غاية النهاية (2|294) في ترجمة ابن محيصن:
«وقال ابن مجاهد: كان لابن محيصن اختيار في القراءة على مذهب العربية، فخرج به عن إجماع أهل بلده (مكة)، فرغب الناس عن قراءته، وأجمعوا على قراءة ابن كثير لاتباعه».
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك