ملخص بحث
نكاح المسيار في الفقه الإسلامي
أ. د. علي أبو البصل
نكاح المسيار هو النِّكاح الذي تَقوم فيه الزوجة بِمُجاراة زوجها، والتخفيف عنه في المهر والمسكن الشرعيِّ والمبيت والنفقة، وقد يكون هذا الزواج في السِّر، وتكون الزوجة في الغالب في بلد، والزوج يُقيم مع زوجة أخرى في بلد آخر.
ذهب جماهير العلماء إلى صحة هذا النكاح إذا استَكمل أركانه وشرائطه المقرَّرة شرعًا، مع عدم لزوم الشروط المتعلِّقة بإعلان الزواج أو القَسْم أو المبيت أو النفقة، مقابل بعض المصالح التي تتوفَّر لها أو المهر؛ ولها أن تطالب زوجها بكامل حقوقها الشرعيَّة المتعلقة بذلك؛ لأنها ثابتة شرعًا بمقتضى عقد النكاح، ولها أن تستمرَّ في التنازل عنها.
وذهب المالكية في المشهور عندهم إلى عدم صحة نكاح المسيار إذا كان في السر؛ لقولهم ببطلان نكاح السر؛ ولأن مثل هذه الشروط تؤدي إلى فساد النِّكاح.
إن إسلامَنا العظيم قد حدَّد لنا طريقة التفكير المنتِجة؛ حيث علَّمنا كيف نفكر، وكيف نحلل، وكيف نستخلص القرارات.
إذا ثبت هذا؛ فإن الفقه المقارنَ يضَع الأحكام والحلول للمستجدات، وذلك من خلال فَهم المسألة قيد البحث، بعد جمع المادة العلميَّة المتعلقة بها، ومن ثَم تبحث المسألة بحثًا علميًّا، يقوم على التأصيل والتفريع، والاستدلال والتوجيه، والنقد العلميِّ الموضوعي لأقوال الفقهاء، والوصول في نهاية البحث إلى رأي راجح يسنده الدليل.
ونكاح المسيار من المسائل الفقهية الجديدة، التي حاولتُ مِن خلال هذه الدراسة أن أقدِّم تصورًا لها؛ لأن الحكم على الشيء فرعٌ عن تصوره، وبعد ذلك تم استنباط الأحكام الشرعيَّة من النصوص الشرعية وأقوال الفقهاء.
(يتبع).....
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك