شبكة ربيع الفردوس الاعلى  

   
 
العودة   شبكة ربيع الفردوس الاعلى > 9 > منتدى السيرة النبوية
 
   

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: مصحف محمود فرج عبد الجليل 114 سورة كامل 128 ك ب حدر مسرع (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف محمود فرج عبد الجليل 114 سورة كامل 128 ك ب (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: محمود فرج عبد الجليل المصحف المرتل 114 سورة لاول مرة 2 مصحف ترتيل و حدر كاملان 128 ك ب (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: برواية ورش مقسم سور و مقسم اجزاء 4 مصحف احمد الحبيب ترتيل و حدر كامل 128 ك ب (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: توفيق النوري مصحف رواية ورش فيديو مكتوب المصحف المصور ملون كامل 114 سورة (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: توفيق النوري برواية ورش المصحف المصور الملون ب خط كبير 114 سورة مكتوب فيديو كامل ملون (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف محمود فرج عبد الجليل سورة 023 المؤمنون (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف محمود فرج عبد الجليل سورة 013 الرعد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف محمود فرج عبد الجليل سورة 022 الحج (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف محمود فرج عبد الجليل سورة 012 يوسف (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)      

إضافة رد
   
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

  #1  
قديم 04-26-2015, 12:56 PM
منتدى اهل الحديث منتدى اهل الحديث غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 5,969
افتراضي مختصر البداية والنهاية لابن كثير (سنة 58)

مختصر البداية والنهاية لابن كثير (سنة 56-57)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=350047

ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ
فِيهَا غَزَا مَالِكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْخَثْعَمِيُّ أَرْضَ الرُّومِ .
وَفِيهَا قُتِلَ يَزِيدُ بْنُ شَجَرَةَ الرَّهَاوِيُّ ( تابعي جليل ) فِي الْبَحْرِ .
وَحَجَّ بِالنَّاسِ فِيهَا الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ .
وَفِيهَا عَزَلَ مُعَاوِيَةُ الضَّحَّاكَ بْنَ قَيْسٍ عن الْكُوفَةَ , وَلَّى عليها عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ رَبِيعَةَ الثَّقَفِيِّ ,
وَهُوَ ابْنُ أُمِّ الْحَكَمِ , وَأُمُّ الْحَكَمِ هِيَ أُخْتُ مُعَاوِيَةَ
فَوَلَّى ابْنُ أُمِّ الْحَكَمِ عَلَى شُرْطَتِهِ زَائِدَةَ بْنَ قُدَامَةَ ,
وَخَرَجَتِ الْخَوَارِجُ فِي أَيَّامِ ابْنِ أُمِّ الْحَكَمِ , وَكَانَ رَئِيسَهُمْ فِي هَذِهِ الْوَقْعَةِ حَيَّانُ بْنُ ظِبْيَانَ السُّلَمِيُّ ,
فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ جَيْشًا فَقَتَلُوا الْخَوَارِجَ جَمِيعًا ,
ثُمَّ إِنَّ ابْنَ أُمِّ الْحَكَمِ أَسَاءَ السِّيرَةَ فِي أَهْلِ الْكُوفَةِ ,
فَأَخْرَجُوهُ مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِهِمْ طَرِيدًا ,
فَرَجَعَ إِلَى خَالِهِ مُعَاوِيَةَ , فَذَكَرَ لَهُ ذَلِكَ ,
فَقَالَ: لَأُوَلِّيَنَّكَ مِصْرًا هُوَ خَيْرٌ لَكَ , فَوَلَّاهُ مِصْرَ ,
فَلَمَّا سَارَ إِلَيْهَا تَلَقَّاهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ حُدَيْجٍ ررر عَلَى مَرْحَلَتَيْنِ مِنْ مِصْرَ , فَقَالَ لَهُ: ارْجِعْ إِلَى خَالِكَ مُعَاوِيَةَ , فَلَعَمْرِي لَا تَسِيرُ فِينَا سِيرَتَكَ فِي إِخْوَانِنَا مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ .
فَرَجَعَ ابْنُ أُمِّ الْحَكَمِ إِلَى مُعَاوِيَةَ , وَلَحِقَهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ حُدَيْجٍ وَافِدًا عَلَى مُعَاوِيَةَ , فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ وَجَدَ عِنْدَهُ أُخْتَهُ أُمَّ الْحَكَمِ - وَهِيَ أُمُّ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الَّذِي طَرَدَهُ أَهْلُ الْكُوفَةِ وَأَهْلُ مِصْرَ - .
فَلَمَّا رَآهُ مُعَاوِيَةُ قَالَ: بَخٍ بَخٍ , هَذَا مُعَاوِيَةُ بْنُ حُدَيْجٍ .
فَقَالَتْ أُمُّ الْحَكَمِ : لَا مَرْحَبًا بِهِ , تَسْمَعُ بِالْمُعَيْدِيِّ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَرَاهُ .
فَقَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ حُدَيْجٍ : عَلَى رِسْلِكِ يَا أُمَّ الْحَكَمِ , أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ تَزَوَّجْتِ فَمَا أُكْرِمْتِ , وَوَلَدْتِ فَمَا أَنْجَبْتِ , أَرَدْتِ أَنْ يَلِيَ ابْنُكِ الْفَاسِقُ عَلَيْنَا , فَيَسِيرَ فِينَا كَمَا سَارَ فِي إِخْوَانِنَا مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ , فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُرِيَهُ ذَلِكَ , وَلَوْ فَعَلَ ذَلِكَ لَضَرَبْنَاهُ ضَرْبًا يُطَأْطِئُ مِنْهُ , وَإِنْ كَرِهَ ذَلِكَ الْجَالِسُ .
فَالْتَفَتَ إِلَيْهَا مُعَاوِيَةُ فَقَالَ : كُفِّي .

ذِكْرُ مَنْ تُوُفِّيَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ مِنَ الْأَعْيَانِ
سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ الْقُرَشِيُّ الْأُمَوِيُّ ,
قُتِلَ أَبُوهُ يَوْمَ بَدْرٍ كَافِرًا , قَتَلَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ
وَنَشَأَ سَعِيدٌ فِي حَجْرِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ,
وَكَانَ عُمْرُ سَعِيدٍ يَوْمَ مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِسْعَ سِنِينَ ,
وَكَانَ مِنْ سَادَاتِ الْمُسْلِمِينَ وَالْأَجْوَادِ الْمَشْهُورِينَ ,
وَكَانَ جَدُّهُ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ - وَيُكَنَّى بِأَبِي أُحَيْحَةَ - رَئِيسًا فِي قُرَيْشٍ , يُقَالُ لَهُ : ذُو التَّاجِ , لِأَنَّهُ كَانَ إِذَا اعْتَمَّ لَا يَعْتَمُّ أَحَدٌ يَوْمَئِذٍ ; إِعْظَامًا لَهُ .
وَكَانَ سَعِيدٌ هَذَا مِنْ عُمَّالِ عُمَرَ عَلَى السَّوَادِ
وَكَانَ فِي جُمْلَةِ الِاثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا الَّذِينَ يَسْتَخْرِجُونَ الْقُرْآنَ وَيُعَلِّمُونَهُ وَيَكْتُبُونَهُ , مِنْهُمْ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ , وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ.
وَجَعَلَهُ عُثْمَانُ فِيمَنْ يَكْتُبُ الْمَصَاحِفَ ; لِفَصَاحَتِهِ ,
قَالُوا : وَكَانَ أَشْبَهُ النَّاسِ لَهْجَةً بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ,
وَاسْتَنَابَهُ عُثْمَانُ عَلَى الْكُوفَةِ بَعْدَ عَزْلِهِ الْوَلِيدَ بْنَ عُقْبَةَ ,
فَافْتَتَحَ طَبَرِسْتَانَ وَجُرْجَانَ , وَنَقَضَ الْعَهْدَ أَهْلُ أَذْرَبِيجَانَ فَغَزَاهُمْ فَفَتَحَهَا ,
ولما كَانَ زَمَنُ حَصْرِ عُثْمَانَ , كَانَ عِنْدَهُ بِالدَّارِ ,
ثُمَّ لَمَّا رَكِبَ طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ مَعَ عَائِشَةَ مِنْ مَكَّةَ يُرِيدُونَ قَتَلَةَ عُثْمَانَ , رَكِبَ مَعَهُمْ ,
ثُمَّ اعْتَزَلَ الْفِتْنَةَ , وانْفَرَدَ عَنْهُمْ هُوَ وَالْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ وَغَيْرُهُمَا , فَأَقَامَ بِالطَّائِفِ حَتَّى انْقَضَتْ تِلْكَ الْحُرُوبُ كُلُّهَا , فَلَمْ يَشْهَدِ الْجَمَلَ وَلَا صِفِّينَ .
فَلَمَّا اسْتَقَرَّ الْأَمْرُ لِمُعَاوِيَةَ وَفَدَ إِلَيْهِ ,
فَعَتَبَ مُعَاوِيَةُ عَلَيْهِ ,
فَاعْتَذَرَ إِلَيْهِ
فَعَذَرَهُ , فِي كَلَامٍ طَوِيلٍ جِدًّا , وَوَلَّاهُ الْمَدِينَةَ مَرَّتَيْنِ , وَعَزَلَهُ عَنْهَا مَرَّتَيْنِ بِمَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ ,
وَكَانَ سَعِيدٌ هَذَا لَا يَسُبُّ عَلِيًّا . وَمَرْوَانُ يَسُبُّهُ .
وَقَدْ كَانَ حَسَنَ السِّيرَةِ , جَيِّدَ السَّرِيرَةِ ,
وَكَانَ كَثِيرًا مَا يَجْمَعُ أَصْحَابَهُ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ فَيُطْعِمُهُمْ وَيَكْسُوهُمُ الْحُلَلَ , وَيُرْسِلُ إِلَى بُيُوتِهِمْ بِالْهَدَايَا وَالتُّحَفِ وَالْبِرِّ الْكَثِيرِ ,
وَكَانَ يُصِرُّ الصُّرَرَ فَيَضَعُهَا بَيْنَ يَدَيِ الْمُصَلِّينَ مِنْ ذَوِي الْحَاجَاتِ فِي الْمَسْجِدِ .
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ وَعَبْدُ الْأَعَلَى بْنُ حَمَّادٍ: سَأَلَ أَعْرَابِيٌّ سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ فَأَمَرَ لَهُ بِخَمْسِمِائَةٍ ,
فَقَالَ الْخَادِمُ: خَمْسُمِائَةِ دِرْهَمٍ أَوْ دِينَارٍ؟
فَقَالَ: إِنَّمَا أَمَرْتُكَ بِخَمْسِمِائَةِ دِرْهَمٍ , وَإِذْ قَدْ جَاشَ فِي نَفْسِكَ أَنَّهَا دَنَانِيرُ , فَادْفَعْ إِلَيْهِ خَمْسَمِائَةِ دِينَارٍ.
فَلَمَّا قَبَضَهَا الْأَعْرَابِيُّ جَلَسَ يَبْكِي ,
فَقَالَ لَهُ : مَالِكٌ ؟ أَلَمْ تَقْبِضْ نَوَالَكَ ؟
قَالَ : بَلَى وَاللَّهِ , وَلَكِنْ أَبْكِي عَلَى الْأَرْضِ كَيْفَ تَأْكُلُ مِثْلَكَ .

شَدَّادُ بْنُ أَوْسِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ حَرَامٍ , أَبُو يَعْلَى الْأَنْصَارِيُّ الْخَزْرَجِيُّ ررر
صَحَابِيٌّ جَلِيلٌ , وَهُوَ ابْنُ أَخِي حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ.
نَزَلَ شَدَّادٌ فِلَسْطِينَ وَبَيْتَ الْمَقْدِسِ .
وَمَاتَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ عَنْ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً .

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ كُرَيْزِ
ابْنُ خَالِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ
وُلِدَ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَكَانَ كَرِيمًا مُمَدَّحًا مَيْمُونَ النَّقِيبَةِ ,
اسْتَنَابَهُ عُثْمَانُ عَلَى الْبَصْرَةِ بَعْدَ أَبِي مُوسَى ,
وَوَلَّاهُ بِلَادَ فَارِسَ بَعْدَ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ , وَعُمْرُهُ إِذْ ذَاكَ خَمْسٌ وَعِشْرُونَ سَنَةً ,
فَفَتَحَ خُرَاسَانَ كُلَّهَا وَأَطْرَافَ فَارِسَ وَسِجِسْتَانَ وَكَرْمَانَ وَبِلَادَ غَزْنَةَ ,
وَقُتِلَ كِسْرَى يَزْدَجِرْدُ مَلِكُ الْمُلُوكِ فِي أَيَّامِهِ .
ثُمَّ أَحْرَمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ بِحَجَّةٍ - وَقِيلَ : بِعُمْرَةٍ - مِنْ تِلْكَ الْبِلَادِ , شُكْرًا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ .
وَفَرَّقَ فِي أَهْلِ الْمَدِينَةِ أَمْوَالًا كَثِيرَةً جَزِيلَةً ,
وَهُوَ أَوَّلُ مَنِ اتَّخَذَ الْحِيَاضَ بِعَرَفَةَ , وَأَجْرَى إِلَيْهَا الْمَاءَ الْمَعِينَ وَالْعَيْنَ .
وَلَمْ يَزَلْ عَلَى الْبَصْرَةِ حَتَّى قُتِلَ عُثْمَانُ ,
فَأَخَذَ أَمْوَالَ بَيْتِ الْمَالِ وَتَلَقَّى بِهَا طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرَ , وَحَضَرَ مَعَهُمُ الْجَمَلَ ,
ثُمَّ سَارَ إِلَى دِمَشْقَ ,
وَلَمْ يُسْمَعْ لَهُ بِذِكْرٍ فِي صِفِّينَ , وَلَكِنْ وَلَّاهُ مُعَاوِيَةُ الْبَصْرَةَ بَعْدَ صُلْحِهِ مَعَ الْحَسَنِ ,
وَتُوُفِّيَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ بِأَرْضِهِ بِعَرَفَاتٍ , وَأَوْصَى إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ .

عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ ررر
وَهُوَ أَكْبَرُ وَلَدِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ ررر
وَكَانَتْ فِيهِ دُعَابَةٌ .
وَأُمُّهُ أُمُّ رُومَانَ , أُمُّ عَائِشَةَ , فَهُوَ شَقِيقُهَا .
بَارَزَ يَوْمَ بَدْرٍ وَأُحُدٍ مَعَ الْمُشْرِكِينَ , وَأَرَادَ قَتْلَ أَبِيهِ أَبِي بَكْرٍ ,
فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ أَبُوهُ أَبُو بَكْرٍ
فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَمْتِعْنَا بْنفْسِكَ "
ثُمَّ أَسْلَمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْهُدْنَةِ , وَهَاجَرَ قَبْلَ الْفَتْحِ ,
وَرَزَقَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ خَيْبَرَ كُلَّ سَنَةٍ أَرْبَعِينَ وَسْقًا ,
وَكَانَ مِنْ سَادَاتِ الْمُسْلِمِينَ .
وَهُوَ الَّذِي دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ مَاتَ , وَعَائِشَةُ مُسْنِدَتُهُ إِلَى صَدْرِهَا , وَمَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ سِوَاكٌ رَطْبٌ , فَأَمَدَّهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَصَرَهُ , فَأَخَذَتْ عَائِشَةُ ذَلِكَ السِّوَاكَ , فَقَضَمَتْهُ وَطَيَّبَتْهُ , ثُمَّ دَفَعَتْهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَنَّ بِهِ أَحْسَنَ اسْتِنَانٍ , ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ فِي الرَّفِيقِ الْأَعَلَى " ثُمَّ قَضَى.
وَقَدْ شَهِدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَتْحَ الْيَمَامَةِ , وَقَتَلَ يَوْمَئِذٍ سَبْعَةً ,
وَهُوَ الَّذِي قَتَلَ مُحَكَّمَ بْنَ الطُّفَيْلِ , صَدِيقَ مُسَيْلِمَةَ عَلَى بَاطِلِهِ ,
كَانَ مُحَكَّمٌ وَاقِفًا فِي ثُلْمَةِ حَائِطٍ , فَرَمَاهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ , فَسَقَطَ مُحَكَّمٌ ,
فَدَخَلَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ تِلْكَ الثُّلْمَةِ , فَخَلَصُوا إِلَى مُسَيْلِمَةَ فَقَتَلُوهُ .
وَقَدْ شَهِدَ فَتْحَ الشَّامَ ,
وَكَانَ مُعَظَّمًا بَيْنَ أَهْلِ الْإِسْلَامِ ,
وَنُفِّلَ لَيْلَى بِنْتَ الْجُودِيِّ مَلِكِ عَرَبِ الشَّامِ , نَفَلَهُ إِيَّاهَا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ أَمْرِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ كَمَا سَنَذْكُرُهُ مُفَصَّلًا .
قَالَ سَعِيد بْنِ الْمُسَيَّب : حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ - وَلَمْ يُجَرَّبْ عَلَيْهِ كَذْبَةٌ قَطُّ - أَنَّهُ لَمَّا جَاءَتْ بَيْعَةُ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ إِلَى الْمَدِينَةِ , قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ لِمَرْوَانَ : جَعَلْتُمُوهَا وَاللَّهِ هِرَقْلِيَّةً وَكِسْرَوِيَّةً .
يَعْنِي جَعَلْتُمْ مُلْكَ الْمَلِكِ لِمَنْ بَعْدَهُ مِنْ وَلَدِهِ .
فَقَالَ لَهُ مَرْوَانُ : اسْكُتْ , فَإِنَّكَ أَنْتَ الَّذِي أَنْزَلَ اللَّهُ فِيكَ : { وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ } [الأحقاف: 17].
فَقَالَتْ عَائِشَةُ : وَاللَّهِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِينَا شَيْئًا مِنَ الْقُرْآنِ , إِلَّا أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ عُذْرِي .
قَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ : بَعَثَ مُعَاوِيَةُ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ بِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ بَعْدَ أَنْ أَبَى الْبَيْعَةَ لِيَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ
فَرَدَّهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَأَبَى أَنْ يَأْخُذَهَا , وَقَالَ: أَبِيعُ دِينِي بِدُنْيَايَ ؟! , وَخَرَجَ إِلَى مَكَّةَ , فَمَاتَ بِهَا .
قَالَ مَالِكٌ : تُوُفِّيَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ فِي نَوْمَةٍ نَامَهَا .

عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ الْقُرَشِيُّ الْهَاشِمِيُّ ررر
ابْنُ عَمِّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ,
وَكَانَ أَصْغَرَ مِنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بِسَنَةٍ .
وَأُمُّهُمَا أُمُّ الْفَضْلِ , لُبَابَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ الْهِلَالِيَّةُ .
وَكَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ كَرِيمًا جَمِيلًا وَسِيمًا , يُشْبِهُ أَبَاهُ فِي الْجَمَالِ .
وَقَدِ اسْتَنَابَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فِي أَيَّامِ خِلَافَتِهِ عَلَى الْيَمَنِ ,
وَحَجَّ بِالنَّاسِ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ , وَسَنَةَ سَبْعٍ وَثَلَاثِينَ ,
فَلَمَّا كَانَ سَنَةُ ثَمَانٍ وَثَلَاثِينَ , اخْتَلَفَ هُوَ وَيَزِيدُ بْنُ شَجَرَةَ الَّذِي قَدِمَ عَلَى الْحَجِّ مِنْ جِهَةِ مُعَاوِيَةَ ,
ثُمَّ اصْطَلَحَا عَلَى شَيْبَةَ بْنِ عُثْمَانَ الْحَجَبِيِّ , فَأَقَامَ لِلنَّاسِ الْحَجَّ عَامَئِذٍ ,
ثُمَّ لَمَّا صَارَتِ الشَّوْكَةُ لِمُعَاوِيَةَ , تَسَلَّطَ عَلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بُسْرُ بْنُ أَبِي أَرْطَاةَ , فَقَتَلَ لَهُ وَلَدَيْنِ .

وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ الصَّدِيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا
زَوْجَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَأَحَبُّ أَزْوَاجِهِ إِلَيْهِ ,
الْمُبَرَّأَةُ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ
وَأُمُّهَا هِيَ أُمُّ رُومَانَ بِنْتُ عَامِرِ بْنِ عُوَيْمِرٍ الْكِنَانِيَّةُ ,
تُكَنَّى عَائِشَةُ بِأُمِّ عَبْدِ اللَّهِ .
وَلَمْ يَتَزَوَّجْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكْرًا غَيْرَهَا ,
وَلَمْ يَنْزِلْ عَلَيْهِ الْوَحْيُ فِي لِحَافِ امْرَأَةٍ غَيْرِهَا ,
وَلَمْ يَكُنْ فِي أَزْوَاجِهِ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْهَا , تَزَوَّجَهَا بِمَكَّةَ بَعْدَ وَفَاةِ خَدِيجَةَ ,
وَقَدْ أَتَاهُ الْمَلَكُ بِهَا فِي الْمَنَامِ فِي سَرَقَةٍ مِنْ حَرِيرٍ , مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا , فَيَقُولُ : هَذِهِ زَوْجَتُكَ .
وَمِنْ خَصَائِصِهَا أَنَّهَا أَعْلَمُ نِسَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , بَلْ هِيَ أَعْلَمُ النِّسَاءِ عَلَى الْإِطْلَاقِ ;
قَالَ الزُّهْرِيُّ : لَوْ جُمِعَ عِلْمُ عَائِشَةَ إِلَى عِلْمِ جَمِيعِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَعِلْمِ جَمِيعِ النِّسَاءِ , لَكَانَ عِلْمُ عَائِشَةَ أَفْضَلَ .
وَقَالَ عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ : كَانَتْ عَائِشَةُ أَفْقَهَ النَّاسِ , وَأَعْلَمَ النَّاسِ , وَأَحْسَنَ النَّاسِ رَأْيًا فِي الْعَامَّةِ .
وَقَالَ عُرْوَةُ : مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَعْلَمَ بِفِقْهٍ وَلَا طِبٍّ وَلَا شِعْرٍ مِنْ عَائِشَةَ .
وَلَمْ تَرْوِ امْرَأَةٌ وَلَا رَجُلٌ , غَيْرُ أَبِي هُرَيْرَةَ , عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْأَحَادِيثِ بِقَدْرِ رِوَايَتِهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا .
وَقَالَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ : مَا أَشْكَلَ عَلَيْنَا أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثٌ قَطُّ فَسَأَلْنَا عَائِشَةَ , إِلَّا وَجَدْنَا عِنْدَهَا مِنْهُ عِلْمًا . رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ.
وَقَالَ مَسْرُوق : رَأَيْتُ مَشْيَخَةَ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ الْأَكَابِرَ يَسْأَلُونَهَا عَنِ الْفَرَائِضِ .
ثُمَّ لَمْ يَكُنْ فِي النِّسَاءِ أَعْلَمُ مِنْ تِلْمِيذَاتِهَا : عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , وَحَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ , وَعَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ .
وَثَبَتَ فِي " صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ " مِنْ حَدِيثِ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ , عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ : « قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ ؟ , قَالَ : " عَائِشَةُ " .
قُلْتُ : وَمِنَ الرِّجَالِ ؟ قَالَ : " أَبُوهَا "
وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « كَمَلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ , وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ , وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ , وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ , وَفَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ "
وَقَدْ كَانَتْ وَفَاتُهَا فِي هَذَا الْعَامِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ , لَيْلَةَ الثُّلَاثَاءِ , السَّابِعُ عَشَرَ مِنْ رَمَضَانَ ,
وَأَوْصَتْ أَنْ تُدْفَنَ بِالْبَقِيعِ لَيْلًا ,
وَصَلَّى عَلَيْهَا أَبُو هُرَيْرَةَ بَعْدَ صَلَاةِ الْوِتْرِ ,
وَنَزَلَ فِي قَبْرِهَا خَمْسَةٌ , وَهُمْ :
عَبْدُ اللَّهِ , وَعُرْوَةُ , ابْنَا الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ
وَالْقَاسِمُ , وَعَبْدُ اللَّهِ , ابْنَا أَخِيهَا مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ .
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ
وَكَانَ عُمْرُهَا يَوْمَئِذٍ سَبْعًا وَسِتِّينَ سَنَةً .

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

رد مع اقتباس
 
   
إضافة رد

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

   
 
 
 
   

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة



Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 07:06 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات