الحزن على رمضان: نظرة شرعية
وليد بن عبده الوصابي
سأل سائلٌ، قائلاً:
هل يُبكى على فراق رمضان؟
فكان الجواب:
كل عبادة لها زمنها ووقتها وحدُّها، فالمشروع بعد إتمام الصيام: الفرح بذلك، ففي الحديث (للصائم فرحتان، فرحةٌ عند فِطره....) الحديث.
قلت: فكيف إذا انتهى من صيام شهره؟!
وقال الله: ﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾.
ويقول الله: ﴿ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾.
وهذه سنَّة الله، تقسيم الأزمنة والأيام، فالذي شرع الصيام والقيام، وحث على الخشوع والبكاء، شرع أيضاً: الفرح بالعيد والغيد، والسرور والحبور، والتوسعة على العيال، فلمَ نلزم أنفسنا حالاً واحدة؟!
وهل ثبت عن سيد الخلق، عليه الصلاة والسلام، ملازمة الحزن على فراقه؟
فهديُه أكمل الهدي، ولا يعلى عليه، فلنلزم غرزه، ولنتبع هديه، ومداخل الشيطان كثيرة!
وإذا كان الحزن على رمضان، حزناً طبيعياً جبلِّياً، لفراق المألوف، ودون كلفة وتكلف، فهذا لا بأس به، وهو وارد على النفس لا محالة، كفراق عزيز في يوم زواجك، مثلا!
أما أن يستمر الحزن، ويتعبد الله بذلك، فهذا مخالف لما أمر الله به من الفرحة في العيد، والعيد يقتضي الفرح، وقد فرح فيه المعلم الأول عليه الصلاة والسلام، وكان قبله بيوم صائماً قائماً، وحياته كلها قيام. فيكفيك - أخي- ما كفاه، وإلا فَـ (إنما يأكل الذئبُ من الغنمِ القاصية)، فإياك ثم إياك؟
وأنت مأجورٌ على فرحتك فيه - أفرحك اللهُ بطاعته - (والحزن غير مطلوبٍ، لا شرعاً ولا عقلاً ولا عرفاً).. فافهم حكمة الباري.
المصدر...
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك