شبكة ربيع الفردوس الاعلى  

   
 
العودة   شبكة ربيع الفردوس الاعلى > 3 > الموسوعة الضخمة ------- علوم القران و التفسير
 
   

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: يوسف الشويعي مصحف كامل 114 سورة جودة رهيبة تلاوات برابط 1 و مزيد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: ياسر القرشي برواية حفص و شعبة 2 مصحف كامل 114 سورة جودة رهيبة تلاوات برابط 1 و مزيد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: ياسر المزروعي بجمع رواية روح و رويس عن يعقوب مصحف كامل 114 سورة جودة رهيبة تلاوات برابط 1 و مزيد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: ياسر الدوسري مصحف كامل 114 سورة جودة رهيبة تلاوات برابط 1 و مزيد (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: ابراهيم البارقي تلاوة خاشعة (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: EBRAHEEM-----alhozifi------IS---REEDING-----QURAN---MP3----TELAWAT-RECITATION (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: EBRAHEEM-----alkhawalany----IS---REEDING-----QURAN---MP3----TELAWAT-RECITATION (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: EBRAHEEM-----aldowaish------IS---REEDING-----QURAN---MP3----TELAWAT-RECITATION (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: EBRAHEEM----alzobidy-----IS---REEDING-----QURAN---MP3----TELAWAT-RECITATION (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: EBRAHEEM-----alzahrany-----IS---REEDING-----QURAN---MP3----TELAWAT-RECITATION (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)      

إضافة رد
   
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

  #1  
قديم 05-17-2015, 03:07 AM
منتدى اهل الحديث منتدى اهل الحديث غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 5,969
افتراضي أوجه إعجاز القرآن

أوجه إعجاز القرآن

القرأن هو كتاب منزل من الله عز وجل، وهو كلامه، أوحاه إلى نبيه صلى الله عليه وسلم بواسطة جبريل الملك الأمين المكلف بالوحي الى الأنبياء والمرسلين . قال الله:
وإنّه لتنْزيل ربّ الْعالمين (192) نزل به الرّوح الْأمين (193) على قلْبك لتكون من الْمنْذرين (194) بلسانٍ عربيٍّ مبينٍ (195) سورة الشعراء.
وقد أنزل القرآن على فترة ثلاث و عشرون سنة قال الله: وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا (106) قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا (107) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا (108) وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا (109) الإسراء
أي: وأنزلنا هذا القرآن مفرقًا، فارقًا بين الهدى والضلال، والحق والباطل. {لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ} أي: على مهل، ليتدبروه ويتفكروا في معانيه، ويستخرجوا علومه.{وَنزلْنَاهُ تَنزيلا} أي: شيئًا فشيئًا، مفرقًا في ثلاث وعشرين سنة.

وهو كتاب مصدق للكتب السابقة (الإنجيل والتوراة) ومهيمن عليهم وناسخ لشرعهم كما قال الله:
اللّه لا إله إلّا هو الْحيّ الْقيّوم (2) نزّل عليْك الْكتاب بالْحقّ مصدّقًا لما بيْن يديْه وأنْزل التّوْراة والْإنْجيل (3) مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (4). آل عمران
وقال تعالى: وأنْزلْنا إليْك الْكتاب بالْحقّ مصدّقًا لما بيْن يديْه من الْكتاب ومهيْمنًا عليْه فاحْكمْ بيْنهمْ بما أنْزل اللّه ولا تتّبعْ أهْواءهمْ عمّا جاءك من الْحقّ لكلٍّ جعلْنا منْكمْ شرْعةً ومنْهاجًا ولوْ شاء اللّه لجعلكمْ أمّةً واحدةً ولكنْ ليبْلوكمْ في ما آتاكمْ فاسْتبقوا الْخيْرات إلى اللّه مرْجعكمْ جميعًا فينبّئكمْ بما كنْتمْ فيه تخْتلفون (48)
أي أنزلنا عليك القرأن يا محمد مصدقا للتوراة والإنجيل بالدعوة الى عبادة الله والحكم بما أنزل الله و مهيمنا عليهم أي مسيطراً عليهم وناسخاً لشرعهم فاحكم بينهم بما أنزل الله اليك ولا تتبع أهوائهم معرضا عما أنزل إليك من الحق لأنهم اختلفوا بينهم فحرفوا كتبهم وحكموا بأهوائهم فلكلٍ جعلنا شريعةً وسنةً موافقة لزمانهم ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة تحكمون بشريعة واحدة في جميع الأزمنة ولكن ليختبر إيمانكم بالكتب وباتباعها وبإتباع الشرائع الناسخة والإجتماع عليها فسارعوا الى فعل الخيرات وتنافسوا في طاعة الله الذي اليه ترجعون فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون .

الأدلة على أن القرآن كتاب الله

1) خبر القرآن

قال الشيخ خليل سليمان: أما خبر القرآن فهو قسمان، قسم كان وقسم يكون وكلاهما ذو إعجاز مبين.
فإذا أخبر القرآن عما كان في غابر الزمان فهو يخبر عن شيىء نسيه الناس أو جهلوا أصله، أو يؤكد خبرا ذكر الكتاب الأول مثله، أو يكشف عن خبر كتمه أهل الكتاب ، أو ينفي خبرا افترى اهل الكتاب بعضه أو كله، أو يبين أمرا أشكل عليهم فهم لا يعرفون شكله، أو يصحح خبرا حقا نقلوه فكذبوا فيه فأفسدوا نقله ، أو يذكر خبرا علموا بعضه وجهلوا جلّه، أو يخبر عن شيء كان ولم يعلم أنه نزل في كتاب قبله.
فأما مثل الشيء الذي قد كان و نسيه الناس أو جهلوا أصله فهو كمثل ما جاء به القرآن من أخذ الله عهده على ذرية بني آدم في عالم الذر كما قال تعالى: وإذْ أخذ ربّك منْ بني آدم منْ ظهورهمْ ذرّيّتهمْ وأشْهدهمْ على أنْفسهمْ ألسْت بربّكمْ قالوا بلى شهدْنا أنْ تقولوا يوْم الْقيامة إنّا كنّا عنْ هذا غافلين ( الأعراف 172)
وأما مثل الذي جاء به الكتاب الأول وأكده القرآن فهو كخبر التوراة عن الشجرة التي أكل منها الأبوان فأخرجا بسبب ذلك من الجنان
وأما مثل ما كتمه أهل الكتاب وأظهره القرآن فهو كحادثة مسخ أمة من اليهود، إنقلبوا عن هيئة البشر المعهود الى خنازير وقرود. (المائدة 60)
وأما مثل ما افتراه أهل الكتاب فدحضه القرآن فهو كمثل دعوى اليهود والنصارى أنهم أبناء الله و أحبائه فجاء خبر القرآن يدحض دعواهم حيث قال الله: وقالت الْيهود والنّصارى نحْن أبْناء اللّه وأحبّاؤه قلْ فلم يعذّبكمْ بذنوبكمْ بلْ أنْتمْ بشرٌ ممّنْ خلق يغْفر لمنْ يشاء ويعذّب منْ يشاء وللّه ملْك السّماوات والْأرْض وما بيْنهما وإليْه الْمصير ( المائدة 18)
وأما مثل ما أشكل عليهم فبينه القرآن فهو كمثل ما شبه لليهود والنصارى من قتل المسيح وصلبه. قال الله: وقوْلهمْ إنّا قتلْنا الْمسيح عيسى ابْن مرْيم رسول اللّه وما قتلوه وما صلبوه ولكنْ شبّه لهمْ وإنّ الّذين اخْتلفوا فيه لفي شكٍّ منْه ما لهمْ به منْ علْمٍ إلّا اتّباع الظّنّ وما قتلوه يقينًا (157 النساء )
وأما مثل الحق الذي نقلوه فكذبوا فيه فأفسدوه فهو كمثل ما جاء في سفر التكوين من أن الله بعد أن خلق السماوات والأرض في ستة أيام فرغ في اليوم السابع من عمله فاستراح، فجاء خبر القرآن مؤكدا أن الله خلق السماوات والأرض في ستة أيام ونافيا صفة التعب عن رب الأنام فقال تعالى : ولقدْ خلقْنا السّماوات والْأرْض وما بيْنهما في ستّة أيّامٍ وما مسّنا منْ لغوبٍ (38 ق)
وأما مثل الخبر الذي علموا بعضه و جهلوا جله فهو كمثل ما انفرد به القرآن في الخبر عن ترك السفينة لتكون آية للبشر كما في قوله تعالى: كذّبتْ قبْلهمْ قوْم نوحٍ فكذّبوا عبْدنا وقالوا مجْنونٌ وازْدجر (9) فدعا ربّه أنّي مغْلوبٌ فانْتصرْ (10) ففتحْنا أبْواب السّماء بماءٍ منْهمرٍ (11) وفجّرْنا الْأرْض عيونًا فالْتقى الْماء على أمْرٍ قدْ قدر (12) وحملْناه على ذات ألْواحٍ ودسرٍ (13) تجْري بأعْيننا جزاءً لمنْ كان كفر (14) ولقدْ تركْناها آيةً فهلْ منْ مدّكرٍ (15) فكيْف كان عذابي ونذر (16) سورة القمر
وأما مثل ما أخبر به القرآن مما لا يعلم أنه أنزل في كتاب غيره فهو كمثل قول الله تعالى للملائكة لما أراد خلق أدم : وإذْ قال ربّك للْملائكة إنّي جاعلٌ في الْأرْض خليفةً قالوا أتجْعل فيها منْ يفْسد فيها ويسْفك الدّماء ونحْن نسبّح بحمْدك ونقدّس لك قال إنّي أعْلم ما لا تعْلمون (30 البقرة)
والأمثال كثيرة
وأما الخبر عما سيكون فهو فيما أخبر القرأن عن حصوله من لدن نزوله الى يوم الدين. وقد نزلت آيات القرآن فأخبرت عما سيكون في المستقبل مما قد يقع في ذات اليوم التي تنزل فيه الآية، أو بعد أيام من نزولها، أو أعوام أو قرون أو بعد ذلك الى آخر الدهر.فحسبك هذا الآن.

2) الأحكام الربانية

إذا تدبرت القرآن و تأملت الفقه الإسلامي الذي شُرِع قبل أربعة عشر قرناً لعرفت عظمة الإعجاز التشريعي في القرآن الكريم ولعلمت أنها أحكام ربانية يستحيل لبشر الإتيان بمثلها. فكما بين الله لنا الأدلة على ربوبيته وألوهيته ورحمته ووحدانيته وأحديته وكماله وعظمته وإحيائه للموتى يوم القيامة فقد بين لنا الآداب معه ومع رسله ومع الوالدان والإخوة والأخوات ومع خلقه كافرا أو مسلما و بين لنا الآداب في المجلس والشراب والطعام والضيافة والسفر واللباس والنوم.. وبين لنا الأخلاق الحسنة من الصبر والرحمة والحلم والعدل والصدق والحياء والتواضع والإحسان والكرم وزجرنا عن الأخلاق الذميمة مثل الظلم والتكبر والكذب والغش والبخل والحسد والرياء والعجب والكسل والجبن.. وبين لنا في العبادات الطهارة من غسل ووضوء وتيمم وبين لنا الصلاة والزكاة والصوم والحج و الجهاد من إعداد القوة وإقامة الدولة والجالس الشورة و قسمة الغنائم وفرض الجزية و عملية الهدنة والمعاهدة والصلح و بين لنا أيضا المعاملات المالية، البيع والشراء والتجارة والشركة والإجارة والمزارعة والمساقاة و القرض والرهن والحوالة والوديعة والعارية واللقطة والهبة والفرائض من مواريث الجد والجدة والأب والأم والإبن والإبنة والأحفاد والحفائد والخال والخالة والعم والعمة والأقارب والأيتام والمساكين و... وبين لنا في المعاملات الأسرية النكاح والطلاق والرجعة واللعان والإيلاء والظهار والنفقات و الحضانة.. وبين لنا كيفية إقامة الحد على الزاني والزانية والقاذف القاذفة والسارق والسارقة وشارب الخمر وأهل البغي وقاطعي الطرق والمرتد والزنديق وتارك الصلاة والساحر.. وبين لنا كيفية القضاء وأنواع الشهادات ... وكل ذلك في ستمئة صفحة... وذلك من الإعجاز.. قال الله: لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ (1) رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً (2) فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ (3) سورة البينة. {كُتُبٌ قَيِّمَةٌ} أي: أخبار صادقة، وأوامر عادلة تهدي إلى الحق وإلى صراط مستقيم

3) عجز البشر عن الإتيان بمثل القرآن
قال الله سبحانه وتعالى:
قلْ لئن اجْتمعت الْإنْس والْجنّ على أنْ يأْتوا بمثْل هذا الْقرْآن لا يأْتون بمثْله ولوْ كان بعْضهمْ لبعْضٍ ظهيرًا (88) سورة الإسراء.
أمْ يقولون افْتراه قلْ فأْتوا بعشْر سورٍ مثْله مفْترياتٍ وادْعوا من اسْتطعْتمْ منْ دون اللّه إنْ كنْتمْ صادقين (13) فإنْ لمْ يسْتجيبوا لكمْ فاعْلموا أنّما أنزل بعلْم اللّه وأنْ لا إله إلا هو فهلْ أنْتمْ مسْلمون (14) سورة هود.
وإنْ كنْتمْ في ريْبٍ ممّا نزّلْنا على عبْدنا فأْتوا بسورةٍ منْ مثْله وادْعوا شهداءكمْ منْ دون اللّه إنْ كنْتمْ صادقين (23) فإنْ لمْ تفْعلوا ولنْ تفْعلوا فاتّقوا النّار الّتي وقودها النّاس والْحجارة أعدّتْ للْكافرين (24) سورة البقرة.
قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (49) فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (50) القصص.

فقد بيّن الله تعالى إعْجاز الْقرْآن، وأنّه لا يسْتطيع الْبشر الْإتْيان بمثْله، ولا بعشْر سورٍ من مثْله، ولا حتى بسورةٍ منْ مثْله؛ لأنّ كلام الرّبّ لا يشْبهه كلام الْمخْلوقين، كما أنّ صفاته لا تشْبه صفات الْمحْدثات ، وذاته لا يشْبهها شيْءٌ، تعالى وتقدّس وتنزّه، لا إله إلّا هو ولا ربّ سواه. والتحدي ما زال قائما.. فليئتوا بقرآن من عند الله! فيه خبر الذين من قبلنا و من بعدنا ! وفيه شريعة تفصل الأحكام والقواعد التي بها تقوم دولة تحكم بالعدل وتنظم مصالح الناس وتؤمن لهم الأمن في عقائدهم وعباداتهم ومعاملتهم ! وليضعوه في سياق مثل سياق القرآن ! وفي أقل من سبع مئة صفحة ! ولينشروه ان استطاعوا !.. والتحدي ما زال قائما...
قال بعض العلماء :إنْ كان هذا الْقرْآن معْجزًا في نفْسه لا يسْتطيع الْبشر الْإتْيان بمثْله ولا في قواهمْ معارضته، فقدْ حصل الْمدّعى وهو الْمطْلوب (اي قامت عليهم الحجة بأن هذا كتاب من عند الله)، وإنْ كان في إمْكانهمْ معارضته بمثْله (ولن يستطيعوا!!) ولمْ يفْعلوا ذلك مع شدّة عداوتهمْ له، كان ذلك دليلًا على أنّه منْ عنْد اللّه؛ لصرْفه إيّاهمْ عنْ معارضته مع قدْرتهمْ على ذلك .

4) حفظ القرآن في الصدور والسطور

قال تَعَالَى: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ.
بَيَّنَ تعالى في هذه الآية الكريمة أنّه هو الّذي نزّل القرآن الذي فيه ذكرى لكل شيء من المسائل والدلائل الواضحة، وفيه يتذكر من أراد التذكر ، وأنّه حافظٌ له من أن يزادد فيه أو ان ينقص في حال إنزاله أو بعد، ففي حال إنزاله حافظون له من استراق كل شيطان رجيم، وبعد إنزاله أودعه الله في قلب رسوله، واستودعه فيها ثم في قلوب أمته، وبيّن هذا المعنى في مواضع أخر كقوله: وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (فصلت) وَقَوْلِهِ: لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (القيامة) إِلَى قَوْلِهِ: ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ..
وهذا من أعظم آيات الله ونعمه على عباده المؤمنين، فهذا الكتاب ما زال محفوظا والتحدي ما زال قائما..

5) نزول القرآن على سبع أحرف

كانت الجزيرة تسكنها عدة قبائل عربية تختلف لغاتها في بعض الكلمات وتتفق في وجه اخر وأفصحهم كانت قريش التي منها النبي صلى الله عليه وسلم. فلما أنزل عليه القرآن شق تلاوته على بعض هذه القبائل فطلب النبي صلى الله عليه وسلم التيسير فأنزل الله القرآن على سبعة أحرف أي لغات وهذا لا يعني أن لكل كلمة سبعة أوجه لأنه كما قلنا كانوا يتفقون في أكثر الكلمات ويختلفون في البعض الآخر من حيث الرسم وليس من حيث المعنى هو كَمَا قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ : إنَّمَا هُوَ كَقَوْلِ أَحَدِكُمْ أَقْبِلْ وَهَلُمَّ وَتَعَالَ . وهذه القبائل كانت قريش وهذيل وثقيف وهوزان وكنانة وتميم واليمن..
عَن أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّ النبيَ صلى الله عليه وسلم كانَ عِندَ أضَاةِ بَنِي غِفَارٍ، قال فأتاه جبريل فقال: إنَّ اللهَ يأمُرُك أن تَقْرأ أمَّتُك القرآنَ على حَرْفٍ، فقال: أسألُ اللهَ مُعَافاتَه ومَغْفِرَتَه وإنَّ أُمَّتِي لا تُطِيقُ ذلك. ثُم أتاه الثانيةَ فقال: إنَّ اللهَ يأمُرُك أن تَقْرأ أمَّتُك القرآنَ على حَرْفين، فقال: أسألُ اللهَ مُعَافاتَه ومَغْفِرَتَه وإنَّ أُمَّتِي لا تُطِيقُ ذلك. ثم جاءه الثالثة فقال: إنَّ اللهَ يأمُرُك أن تَقْرأ أمَّتُك القرآنَ على ثلاثَةِ أحْرُفٍ، فقال: أسألُ اللهَ مُعَافاتَه ومَغْفِرَتَه وإنَّ أُمَّتِي لا تُطِيقُ ذلك. ثم جاءه الرابعةَ فقال: إنَّ اللهَ يأمُرُك أن تَقْرأ أمَّتُك القرآنَ على سَبْعَةِ أحْرُفٍ، فأيُّمَا حَرْفٍ قَرَءُوا عليه فقَدْ أصَابُوا.(صحيح مسلم)
فهذا لا يعني أن هنالك سبعة صحف كما يظن أعداء الدين الجهال بل أنزل القرآن على النبي الأمي صلى الله عليه وسلم باللغة العربية قال الله : إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2 يوسف) وقال: وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ (7الشورى). ولم يقل قرشيا فهناك كلمات أنزلت بلغة بعض القبائل الأخرى مثلا: أشكل على عبد الله بن عباس ابن عم رسول الله معنى (فاطر) حتى اختصم إليه أعرابيان في بئر فقال أحدهما أنا: فطرتها. قال ابن عباس ففهمت حينئذ موضع قوله تعالى: (فاطر السماوات والأرض) وتفسيرها : خلق الشئ وعمله وقال أيضا: ما كنت أدري معنى قوله تعالى: (ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق) [الأعراف 89]. حتى سمعت بنت ذي يزن تقول لزوجها: تعال أفاتحك: أي أحاكمك. فتفسيرها إحكم بيننا.
المهم نزل القرآن في اللغة العربية وجمع في صدر النبي صلى الله عليه وسلم قال تعالى في سورة القيامة: إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآَنَهُ (18(. ثم حفظ القرآن في صدور كثير من الصحابة أشهرهم: أُبي بن كعب وعبد الله بن مسعود ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وعلي بن أبي طالب وغيرهم كثير.. وكان القرآن في حال نزوله يكتب في الرقاع واللخاف والعسب والأكتاف، لكنه كان مفرق ولم يرتب في مصحف واحد. والحكمة في ذلك حرص النبي نفسه على عدم جمعه ترقبًا لنزول شيء جديد منه حتى وفاته، فلو أنه رتبه أولاً بأول وجمع بين دفتي مصحف واحد، لأدى هذا إلى كثرة التغيير والتبديل كلما نزلت عليه آية، وفي هذا من المشقة ما فيه. ثم بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم ظل القرآن الكريم على هذه الحال مفرقًا غير مجموع في مصحف واحد حتى خلافة أبي بكر، فواجهته أحداث جسام، وقامت حروب الردة، واستحرّ القتل بالقراء في وقعة اليمامة - سنة اثنتي عشرة للهجرة - التي استشهد فيها سبعون قارئاً من حفاظ القرآن. هالَ ذلك عمر بن الخطاب، وخاف أن يضيع شيء من القرآن بموت حفظته، فدخل على أبي بكر، وأشار عليه بجمع القرآن وكتابته خشية الضياع، فنفر أبو بكر من مقالته، وكَبَرَ عليه أن يفعل ما لم يفعله النبي، فظل عمر يراوده حتى اطمئن أبو بكر لهذا الأمر. ثم كلف أبو بكر زيد بن ثابت بتتبع الوحي وجمعه، فجمعه زيد من الرقاع والعسب واللخاف وصدور الرجال. حرص زيد بن ثابت على التثبت مما جمعه، ولم يكتف بالحفظ دون الكتابة، وحرص على المطابقة بين ما هو محفوظ ومكتوب، وعلى أن الآية من المصدرين جميعًا. فكان ذلك، أول جمع للقرآن بين دفتين في مصحف واحد. واحتفظ أبو بكر بالمصحف المجموع حتى وفاته، ثم أصبح عند حفصة بنت عمر.ثم اتسعت رقعة الأمصار الإسلامية في عهد عثمان بن عفان، وتفرق الصحابة في الأمصار يُقرِئون الناس القرآن، وأخذ كل بلدٍ عن الصحابي الذي وفد إليهم قراءته، وظهرت قراءات متعددة منشؤها اختلاف لغات العرب (الأحرف التي كنا نتكلم عنها سابقا). ولما اجتمع أهل العراق وأهل الشام لغزو ثغور أرمينية وأذربيجان، ظهر الخلاف بينهم في قراءة القرآن لتنوع الأحرف ، وأنكر بعضهم على بعض ما يقرأون. شهد ذلك حذيفة بن اليمان، فركب إلى عثمان وبلّغه بالأمر. فأرسل عثمان إلى حفصة بنت عمر، يطلب المصحف لنسخه، وأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام، فنسخوها، وجعلوا كتابته على لهجة قريش.
قال البخاري: رحمه الله: حدَّثَنا موسى بن إسماعيل، ثنا إبراهيم، ثنا ابن شهاب، أن أنس بن مالك حدثه، أن حذيفة بن اليمان قَدِمَ على عثمان بن عفان -رضى الله عنهما، وكان يغازى أهل الشام فى فتح أرمينيه وأذربيجان مع أهل العراق؛ فأفزع حذيفة اختلافهم فى القراءة، فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين، أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا فى الكتاب اختلاف اليهود والنصارى, فأرسل عثمان إلى حفصة: أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها، ثم نردها إليك, فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام، فنسخوها فى المصاحف. وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت فى شىء من القرآن، فاكتبوه بلسان قريش؛ فإنما أنزل بلسانهم, ففعلوا، حتى إذا نسخوا الصحف فى المصاحف، رَدَّ عثمان الصحف إلى حفصة، وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن فى كل صحيفة أو مصحف أن يحرق.(صحيح البخاري)
وهذا أمر من أمير المؤمنين عثمان بن عفان الذي لا يخالف قال النبي صلى الله عليه وسلم "عليكم بسُنَّتي وسنَّةَ الخلفاءِ الرَّاشدينَ المهديِّينَ من بَعدي ، تمسَّكوا بها وعضُّوا عليها بالنَّواجذِ ، وإيَّاكمْ ومُحدَثاتِ الأمورِ ، فإنَّ كلَّ بدعةٍ ضلالةٌ" (حديث صحيح ) والخلفاء الراشدين هم الأربعة: ابي بكر وعمر وعثمان وعلي.

فالخلاصة أن القرآن أنزل على سبعة أحرف رحمة بالناس وكان يدون على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ثم جمع المصحف في عهد الخلافة بعد مقتلة عظيمة من القراء ثم بعد ظهور الإختلافات في القرائات جمع القرآن ومعظمه على حرف واحد وهو المصحف الذي نقرأه اليوم.
وهذه معجزة بنفسها أولا لتنوع الكلام وعدم وجود التضاد إذ المعنى يبقى متفقا ومتقاربا وقد يكون المعنى مختلف لبيان حكم أخر متقارب وهذا ليس بإختلاف تناقض وتضاد ولكن إختلاف تنوع وتغاير.
وثانيا لتصديق قول الله تعالى : إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9 الحجر). وثالثا لتوحيد الأمة الإسلامية.

والأدلة كثيرة لا تحصى فمنها :
- القرائات أي التلاوات المختلفة المطابقة لرسم المصحف.
- إيجازه أي أداء المعنى الكثير باللفظ القليل.
- فصاحته الخارقة عادة العرب الذين هم فرسانُ الكلام .
- الكلمات المشتبهة لفظا المختلفة معنى
- الآيات المشتبهة لفظا المختلفة وقعا
- مناسبة آياته وسوره وارتباط بعضها ببعض. وبيان هذا يحتاج الى مجلدات..
- علم الناسخ والمنسوخ
- علم العام والخاص والمطلق والمقيد..
- الأمثال المضروبة في القرآن
- كلامه عن خلق السماوات والأرض..
-كلامه عن خلق الإنسان والملك والجان والحيوان.
- بيان عظمة الله سبحانه وتعالى بذكر أسمائه وصفاته بشكل ليس له مثيل في الكتب السابقة و ذكر آثارها في خلقه..
.....

المهم أن هذا الكتاب هو الحقيقة بلا إستثاء فلا مثيل له ولا شك فيه كما قال الله: ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2 البقرة) ففيه هدى وشفاء ونور للذين أنعم الله عليهم بالإيمان والبصيرة و فيه حجة لمن أراد الهدى وعلى من إستكبر وتولى. فعجبا لقوم أعرضوا عنه ولم يتدبروه ويتبعوه والأعجب لقوم صدوا عنه وحاربوه. فيا أيها المسلمون تذكروا قول الرسول يوم القيامة، قال الله : وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا (30 الفرقان). ويا أيها الجاحدون تذكروا هذا قال الله: وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ (26) فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذَابًا شَدِيدًا وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (27) ذَلِكَ جَزَاءُ أَعْدَاءِ اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ جَزَاءً بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ ( فصلت28). وقال: يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (الصف 9) ولكن رغم أنوف الأعداء هذا الكتاب سيبقى محفوظا من التحريف وباقيا الى يوم الدين وسيهتدي به الكثير فعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من الأنبياءِ من نبيٍّ إلا قد أُعْطِيَ من الآياتِ ما مثلُهُ آمنَ عليه البشرُ . وإنما كان الذي أُوتيتُ وحيًا أوحَى اللهُ إليَّ ,فأرجو أن أكونَ أكثرَهُم تابِعًا يومَ القيامة. (صحيح مسلم) .

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

رد مع اقتباس
 
   
إضافة رد

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

   
 
 
 
   

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة



Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 02:41 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات