شبكة ربيع الفردوس الاعلى  

   
 
العودة   شبكة ربيع الفردوس الاعلى > 3 > الموسوعة الضخمة مواضيع اسلامية هامة جداااااااااااااااااااااااا
 
   

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: مصحف احمد عيسى المعصراوى منزوع الترجمه عربي فقط غير مترجم بدون ترجمه 114 سورة رواية حفص (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف أحمد عيسى المعصراوي شيخ عموم المقارىء المصريه 114 سورة قراءة عاصم رواية حفص المصحف المرتل (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف احمد عيسى المعصراوى 114 سوره بقراءة عاصم برواية حفص (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف أحمد عيسى المعصراوي 114 سورة بجودة عالية (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: صلاح الهاشم مصحف مقسم اجزاء (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: صلاح الهاشم مصحف مقسم أجزاء مسرع الحدر الى نصف الوقت (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: صلاح الهاشم مصحف مقسم أجزاء مرقق الصوت (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: صلاح الهاشم مصحف مرقق الصوت معلم تكرار 3 مرات (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: صلاح الهاشم مصحف مقسم اجزاء (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: حسن سعيد السكندري المصحف المرتل مقسم اجزاء mp3 (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)      

إضافة رد
   
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

  #1  
قديم 05-02-2015, 05:30 PM
منتدى اهل الحديث منتدى اهل الحديث غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 5,969
افتراضي وقفات مع سورة التكاثر

بسم الله الرحمن الرحيم

هذه أيها الأحبة الكرام مقالة جديدة لشيخنا أبي عبد الله حمزة النايلي (وفقه الله)،نفعنا الله وإياكم بها.

وقفات مع سورة التكاثر

الحمد لله رب العالمين، و الصلاة والسلام على أشرف المرسلين،نبينا محمد و على آله،وصحبه أجمعين.
أما بعد:
إنَّ كلَّ نفس مخلوقة – أيها الأحباب- لابد لها أن تذوق طعم الموت وألم مفارقة الأهل والأصحاب مهما طال بها الأمد وبذل صاحبها من أسباب، يقول العزيز الوهاب: ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الموت ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ) [ العنكبوت:75].
قال الشوكاني – رحمه الله- :"أي: كلُّ نفس من النفوس واجدة مرارة الموت لا محالة ، فلا يصعب عليكم ترك الأوطان ، ومفارقة الإخوان والخلان ، ثم إلى الله المرجع بالموت والبعث لا إلى غيره ، فكل حيّ في سفر إلى دار القرار وإن طال لبثه في هذه الدار" . فتح القدير (4/210)
فالموت سيلحق بإذن الله جلَّ جلاله كلّ مخلوق! مهما طال عمره، وامتدَّ أجله، وارتفعت مكانته، وعلَت منزلته ، ولو جعل الله سبحانه البقاء لأحد من عباده لكان لخير خلقه وأفضل رسله الذي خاطبه بقوله جلَّ وعلا:(إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ) [ الزمر :30].
يقول الإمام ابن كثير –رحمه الله- :"ومعنى هذه الآية أنكم ستنقلون من هذه الدار لا محالة، وستجتمعون عند الله تعالى في الدار الآخرة". تفسير ابن كثير ( 4/ 53)
فإذا كان العبد يعلم أنه ولابد سيرحل عن الدنيا التي هي دار عبور! أفليس الأجدر به أن يستعد لسكرات الموت، وسكنى القبور، و البعث يوم النشور؟!،يقول الإمام ابن الجوزي- رحمه الله- :"يجب على من لا يدري متى يبغته الموت أن يكون مستعداً، ولا يغترر بالشباب والصحة، فإن أقل من يموت الأشياخ، وأكثر من يموت الشبان ". صيد الخاطر (ص 63)
نعم فعلا حريٌّ بكل عاقل أيها الإخوة والأخوات أن يَستعد ليوم العَرض، فيبادر بالتوبة عن تقصيره في الواجبات وفعله للمحرمات،ويغتنم ما بقي من عمره فيما يرضي رب البريات ،يقول الإمام الحسن البصري-رحمه الله-: "حق على كل من يعلم أن الموت مورده ، وأن الساعة موعده ، وأن القيام بين يدي رب العالمين مشهده ، أن يطول حزنه". الكنى والأسماء للدولابي (3/1005)
قبل أن يندم على ما ارتكب من المنكرات ويتحسر على ما ضيع من الطاعات، فلا ينفعه حينها أن يقول كما أخبرنا عنه رب الأرض والسموات:( رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ) [ المؤمنون:99-100].
يقول الشيخ السعدي –رحمه الله-:" يخبر تعالى عن حال من حضره الموت من المفرطين الظالمين، أنه يندم في تلك الحال ، إذا رأى مآله، وشاهد قبح أعماله، فيطلب الرجعة إلى الدنيا لا للتمتع بلذاتها واقتطاف شهواتها، وإنما ذلك ليقول :(لعلي أعمل صالحا فيما تركت )من العمل،وفرطت في جنب الله ". تفسير السعدي (ص 559)
أيها الأحبة الكرام إننا نعيش اليوم في زمن طغى على كثير من المسلمين – إلا من رحمه رب العالمين- الحرص على الدنيا الفانية والسعي وراء الشهوات الزائلة، لأن قلوبهم أفسدها داء عضال ومرض قتال ألا وهو طول الأمل ، يقول عنه الإمام القرطبي-رحمه الله-:"داء عضال ومرض مُزمن ومتى تمكن من القلب فسد مزاجه واشتد علاجه ولم يفارقه داء ولا نجح فيه دواء بل أعيا الأطباء ويئس من برئه الحكماء والعلماء". تفسير القرطبي(10/ 3)
فضيعوا بسبب ذلك الغاية الحميدة التي من أجلها خلقهم ربُّ البريَّة ألا وهي تحقيق العبودية له ،يقول تعالى:(وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)[الذاريات:56].
يقول الإمام النووي-رحمه الله-:"وهذا تصريح بأنهم خلقوا للعبادة، فحق عليهم الاعتناء بما خلقوا له، والإعراض عن حظوظ الدنيا بالزهادة،فإنها دار نفاد لا محل إخلاد،ومركب عبور لا منزل حبور، ومشروع انفصام لا موطن دوام، فلهذا كان الأيقاظ من أهلها هم العباد، وأعقل الناس فيها هم الزهاد". رياض الصالحين(ص3)
لقد أحببت أن أقف معكم أيها الأفاضل في هذا المقال المختصر على معاني سورة كريمة حذرتنا من الحرص على التكاثر في الأمور الدنيويَّة التي تشغل العبد عن طاعة رب البرية وتجره إلى أعمال غير مرضية،يقول الإمام ابن القيم - رحمه الله- : "إنَّ كل ما يُكاثر به العبد غيره سوى طاعة الله ورسوله وما يعود عليه بنفع معاده فهو داخل في هذا التكاثر، فالتكاثر في كل شيء من مال، أو جاه، أو رياسة، أو نسوةٍ، أو حديث، أو علم ولاسيما إذا لم يحتج إليه، والتكاثر في الكتب والتصانيف، وكثرة المسائل وتفريعها وتوليدها، والتكاثر أن يطلب الرجل أن يكون أكثر من غيره وهذا مذموم إلا فيما يقرب إلى الله فالتكاثر فيه منافسة في الخيرات ومسابقة إليها ".الفوائد ( ص 30)
سورةٌ أيها الكرام قرأها نبينا عليه الصلاة والسلام محذرا بعدها العبد من الاغترار بماله!ومن نسيان فضل خالقه ورازقه عليه!، فعن عبد الله بن الشِّخير - رضي الله عنه- قال: أَتَيْتُ النبي صلى الله عليه وسلم وهو يَقْرَأُ :{ أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ }) ، قال:" يقول ابن آدَمَ مَالِي، مَالِي، قال: وَهَلْ لك يا ابن آدَمَ من مَالِكَ إلا ما أَكَلْتَ فَأَفْنَيْتَ، أو لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ، أو تَصَدَّقْتَ فَأَمْضَيْتَ؟ ". رواه مسلم (2958)
يقول الملا علي قاري – رحمه الله- :" قوله: (أَتَيْتُ النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ : { أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ }) أي: أشغلكم طلب كثرة المال ( قال : يقول ابن آدَمَ) أي: لكونه ظلوماً جهولاً في حمل الأمانة المانعة عن الخيانة : ( مالي مالي ) أي: يغتر بنسبة المال تارة ويفتخر به أخرى . ( قال: ) أعيد للتأكيد ودفعاً لتوهم أن يكون من قول الراوي ، ( وهل لك ) أي: وهل يحصل لك من المال وينفعك في المآل (يا بن آدَمَ من مَالِكَ إلا ما أَكَلْتَ فَأَفْنَيْتَ، أو لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ، أو تَصَدَّقْتَ فَأَمْضَيْتَ) أي: فأمضيته من الإفناء والإبلاء، وأبقيته لنفسك يوم الجزاء" . مرقاة المفاتيح (9/ 364)
سورةٌ أيها الإخوة والأخوات مع قصرها وقلة كلماتها إلا أنها تضمنت معاني جليلة، ونصائح عظيمة، ووعظ وتذكير، وزجر وتحذير، يستفيد منها بإذن العزيز المقتدر من وقف عند ألفاظها بتمعن و تدبر ألا وهي سورة " التكاثر" .
يقول الإمام ابن القيم – رحمه الله- :"(ألهاكم التكاثر... إلى آخرها ) [ التكاثر: 1-8] أخلصت هذه السورة للوعد والوعيد والتهديد وكفى بها موعظة لمن عقلها ".الفوائد (ص 30)
لقد حرصتُ أيها الأفاضل الكرام في هذه الأسطر القليلة التي تطرقت فيها إلى معاني آيات هذه السورة الكريمة على نقل ما قال فيها الأئمة الأعلام، فلعل العزيز المنان أن ينفعنا بما نقلناه وأن يجعلنا وإياكم ممن يتدبر كلام الرحمن لأن هذه الغاية الحميدة التي من أجلها أُنزل القرآن،يقول الإمام ابن القيم-رحمه الله- :"أنزل الله القرآن ليُتَدبر ويُتفكر فيه ويعمل به لا لمجرد تلاوته مع الإعراض عنه ".مفتاح دار السعادة (1/ 187)
فأقول مستعينا بالعزيز الوهاب أيها الأحباب:
-سورة التكاثر : هي سورة مكية عدد آياتها ثمان. تفسير ابن كثير (4/545)
يقول الإمام السيوطي - رحمه الله- : " أخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : نزلت بمكة سورة (ألهاكم التكاثر )". الدر المنثور ( 8/ 609)
قال الله تعالى : (أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ ) [ التكاثر :1].
يقول الإمام ابن القيم – رحمه الله- :" قوله (ألهاكم التكاثر) أبلغ في الذم من شَغلكم، فإنَّ العامل قد يستعمل جوارحه بما يعمل وقلبه غير لاهٍ به، فاللهو هو ذُهولٌ وإعراضٌ، والتكاثر تفاعل من الكثرة أي: مُكاثرة بعضكم لبعض وأعرض عن ذكر المتكاثر به إرادة لإطلاقه وعمومه ".الفوائد ( ص 30)
ويقول الشيخ السعدي – رحمه الله- :" يقول تعالى موبخًا عباده عن اشتغالهم عما خلقوا له من عبادته وحده لا شريك له، ومعرفته، والإنابة إليه، وتقديم محبته على كل شيء: { أَلْهَاكُمُ } عن ذلك المذكور { التَّكَاثُرُ } ولم يذكر المتكاثر به، ليشمل ذلك كل ما يتكاثر به المتكاثرون، ويفتخر به المفتخرون، من التكاثر في الأموال، والأولاد، والأنصار، والجنود، والخدم، والجاه، وغير ذلك مما يقصد منه مكاثرة كل واحد للآخر، وليس المقصود به الإخلاص لله تعالى". تفسير السعدي ( ص 933)
-ثم قال سبحانه : ( حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ ) [ التكاثر :2].
يقول الإمام الطبري – رحمه الله- : "وقوله:( حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ ) يعني: حتى صرتم إلى المقابر فدفنتم فيها؛ وفي هذا دليل على صحة القول بعذاب القبر، لأن الله تعالى ذكره، أخبر عن هؤلاء القوم الذين ألهاهم التكاثر، أنهم سيعلمون ما يلقون إذا هم زاروا القبور وعيدا منه لهم وتهدّدا". تفسير الطبري (30/284)
ويقول الإمام القرطبي – رحمه الله- :"قال العلماء : ينبغي لمن أراد علاج قلبه، وانقياده بسلاسل القهر إلى طاعة ربه أن يُكثر من ذكر هاذم اللذات، ومفرق الجماعات، ومُوتم البنين والبنات، ويُواظب على مشاهدة المحتضرين، وزيارة قبور أموات المسلمين، فهذه ثلاثة أمور ينبغي لمن قسا قلبه ولزمه ذنبه أن يستعين بها على دواء دائه، ويَستصرخ بها على فتن الشيطان وأعوانه، فإن انتفع بالإكثار من ذكر الموت وانجلت به قساوة قلبه فذاك، وإن عظم عليه ران قلبه واستحكمت فيه دواعي الذنب فإنَّ مشاهدة المحتضرين وزيارة قبور أموات المسلمين تبلغ في دفع ذلك ما لا يبلغه الأول، لأن ذكر الموت إخبار للقلب بما إليه المصير وقائم له مقام التخويف والتحذير، وفي مشاهدة من أحتضر وزيارة قبر من مات من المسلمين معاينة ومشاهدة، فلذلك كان أبلغ من الأول ".تفسير القرطبي ( 20 /171)
-ثم قال جلَّ وعلا : (كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (3) ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ) [ التكاثر :3-4].
يقول الإمام الشوكاني – رحمه الله- :" { كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ } ردع وزجر لهم عن التكاثر ، وتنبيه على أنهم سيعلمون عاقبة ذلك يوم القيامة ، وفيه وعيد شديد . قال الفرّاء : أي : ليس الأمر على ما أنتم عليه من التكاثر والتفاخر . ثم كرّر الردع والزجر والوعيد فقال : { ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ } وثم للدلالة على أن الثاني أبلغ من الأوّل ، وقيل : الأوّل عند الموت أو في القبر ، والثاني يوم القيامة . قال الفرّاء : هذا التكرار على وجه التغليظ والتأكيد . قال مجاهد : هو وعيد بعد وعيد . وكذا قال الحسن ، ومجاهد ". فتح القدير (5/488)
-ثم قال جلَّ جلاله : (كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ ) [ التكاثر :5].
يقول الإمام ابن كثير – رحمه الله- :"وقوله: { كَلا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ } أي: لو علمتم حق العلم، لما ألهاكم التكاثر عن طلب الدار الآخرة، حتى صرتم إلى المقابر". تفسير ابن كثير (4/546)
يقول الطاهر بن عاشور – رحمه الله - :" أعيد الزجر ثالِثَ مرةٍ زيادة في إبطال ما هم عليه من اللهو عن التدبر في أقوال القرآن لعلهم يقلعون عن انكبابهم على التكاثر مما هم يتكاثرون فيه ولهوهم به عن النظر في دعوة الحق والتوحيد ". التحرير والتنوير (30/521)
-ثم قال سبحانه وتعالى : ( لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (6) ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ ) [ التكاثر :6-7].
يقول الإمام البغوي – رحمه الله- :" {لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ } أي: ترونها بأبصاركم من بعيد.{ ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا }مشاهدة، { عَيْنَ الْيَقِينِ } ". تفسير البغوي (4/521)
ويقول الإمام الشوكاني – رحمه الله- :" جواب قسم محذوف ، وفيه زيادة وعيد وتهديد ، أي : والله لترونّ الجحيم في الآخرة". فتح القدير (5/489)
-ثم قال تعالى : (ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) [ التكاثر :8]
يقول الإمام الطبري – رحمه الله-:" ثم ليسألنكم الله عزّ وجلّ عن النعيم الذي كنتم فيه في الدنيا: ماذا عملتم فيه، من أين وصلتم إليه، وفيم أصبتموه، وماذا عملتم به". تفسير الطبري (30/285)
ويقول الإمام ابن كثير – رحمه الله- :"أي: ثم لتسألن يومئذ عن شكر ما أنعم الله به عليكم، من الصحة والأمن والرزق وغير ذلك. ما إذا قابلتم به نعمه من شكره وعبادته". تفسير ابن كثير (4/546)
ويقول الشيخ السعدي – رحمه الله- :" { ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ }الذي تنعمتم به في دار الدنيا، هل قمتم بشكره، وأديتم حق الله فيه، ولم تستعينوا به، على معاصيه، فينعمكم نعيمًا أعلى منه وأفضل.
أم اغتررتم به، ولم تقوموا بشكره؟ بل ربما استعنتم به على معاصي الله فيعاقبكم على ذلك".تفسير السعدي تفسير السعدي ( ص 934)
وفي الختام فالله الله أيها الأحبة والإخوان بالتدبر عند قراءة كلام المنان، فإن هذا من أعظم الأسباب التي بعون العزيز الرحمن تعين على العمل والانتفاع بما جاء في القرآن ،يقول الإمام ابن القيم – رحمه الله- :"إذا أردت الانتفاع بالقرآن فاجمع قلبك عند تلاوته وسماعه ، وألق سمعك وأحضر حضور من يخاطبه به من تكلم به سبحانه منه إليه، فإنه خطاب منه لك على لسان رسوله".الفوائد ( ص 3)
والبدار البدار أيها الإخوة والأخوات قبل أن لا ينفع الندم وتُغني الحسرات! إلى طاعة العزيز الرحمن وذلك بفعل الواجبات و التزود من الخيرات، واجتناب المعاصي وترك المنكرات، ولنحذر أشد الحذر من أن نُعلق قلوبنا بدنيا فانية أو شهوة زائلة، ولنربطها بما يرضي عنا ربَّ البرية وينفعنا في الحياة الأخروية، يقول الإمام ابن القيم-رحمه الله-:"ومفتاح الاستعداد للآخرة قصر الأمل،ومفتاح كل خير الرغبة في الله والدار الآخرة، ومفتاح كل شر حب الدنيا وطول الأمل". حادي الأرواح(ص 48)
فالله أسأل بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يُوفقنا جميعا لكل ما يُحبه ويرضاه، ومن ذلك أن يجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وذهاب همومنا وجلاء غمومنا، وأن يُجنبنا ما يُبغضه ويأباه، بأن لا يجعل الدنيا أكبر همِّنا و مبلغ علمنا ، فهو سبحانه خالقنا ورازقنا ووليُّ نعمتنا.

وصلِّ اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أبو عبد الله حمزة النايلي

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

رد مع اقتباس
 
   
إضافة رد

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

   
 
 
 
   

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة



Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 04:59 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات