شبكة ربيع الفردوس الاعلى  

   
 
العودة   شبكة ربيع الفردوس الاعلى > 9 > منتدى الفقه
 
   

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: تسجيلات الفجر تلاوات خاشعة ل الشيخ احمد نعينع برابط واحد واسمع اولا (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: تسجيلات الفجر تلاوات خاشعة ل الشيخ اسماعيل الطنطاوي برابط واحد واسمع اولا (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: تسجيلات الفجر تلاوات خاشعة ل الشيخ الباز عبد الرحمن سلامة برابط واحد واسمع اولا (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: تسجيلات الفجر تلاوات خاشعة ل الشيخ السيد متولي عبد العال برابط واحد واسمع اولا (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: تسجيلات الفجر تلاوات خاشعة ل الشيخ انور الشحات برابط واحد واسمع اولا (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: تسجيلات الفجر تلاوات خاشعة ل الشيخ انور الشحات برابط واحد واسمع اولا (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: تسجيلات الفجر تلاوات خاشعة ل الشيخ جمعة مختار برابط واحد واسمع اولا (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: تسجيلات الفجر تلاوات خاشعة ل الشيخ حجاج الهنداوي برابط واحد واسمع اولا (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: تسجيلات الفجر تلاوات خاشعة ل الشيخ حسين ابو المعالي رمضان برابط واحد واسمع اولا (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: تسجيلات الفجر تلاوات خاشعة ل الشيخ حسين يوسف الزاوي برابط واحد واسمع اولا (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)      

إضافة رد
   
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

  #1  
قديم 02-19-2015, 04:49 AM
منتدى اهل الحديث منتدى اهل الحديث غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 5,969
افتراضي (069)الجهاد في سبيل الله-المبحث الثالث: التصنيع الحربي.


ولا شك أن المسلمين قادرون على إنشاء المصانع، لجميع ما يحتاجون إليه في حياتهم السلمية والحربية - وكلها حياة جهادية - لا سيما في هذا العصر الذي أتاح الله لهم فيه من المواد التي تقوم بها المصانع ما يكفي لإقامتها، وهم ينتشرون في الأرض على مساحات واسعة غنية بالتربة الخصبة والمياه الوفيرة، والحديد والصلب والألماس والبترول، كما هو واضح لمن تأمل خريطة العالم الإسلامي من غرب أفريقيا إلى إندونيسيا.

نعم قد تكون بعض الشعوب الإسلامية، بحدودها الجغرافية المصطنعة وحواجزها السياسية الفاسدة، وما غزاها من العصبيات الفكرية المبنية على القوميات أو المبادئ الأجنبية، قد تكون بعض هذه الشعوب يوجد بها بعض المواد والمعادن، وبعضها يوجد بها مواد ومعادن أخرى، كأن يوجد الحديد ومشتقاته في بلد، ولا يوجد فى هذا البلد مواد الطاقة كالزيت ومشتقاته، مع أن بعضهما يكمل الآخر.

وقد يوجد في بعض هذه الشعوب الخبراء في صناعات بعض المواد، ولكن المواد التي يجيدون صناعتها، توجد في بلد آخر لا يوجد به خبراء، أو يوجد منهم من لا يكفي للقيام بصناعة تلك المواد.

وهذا ما يعيق تلك الشعوب في استغلال خيراتها وخبراتها معا. ولكن هذه الشعوب، لو هداها الله فتعاونت على استغلال تلك الخيرات والخبرات، لاستطاعت في فترة غير طويلة النهوض من مرقدها، واللحاق أو السبق للأمم التي جدت وتعاونت لبلوغ أهدافها المادية.

فالشعب الذي تتوافر فيه الطاقة مثل الزيت ونحوه، يمد بهذه الطاقة الشعب الذي يتوافر فيه الحديد ونحوه، للاشتراك في إقامة المصانع الممكنة، والشعب الذي يتوافر فيه الخبراء في صناعة الزيت ومشتقاته، يدفع بهؤلاء الخبراء إلى الشعب الذي يتوافر فيه الزيت ومشتقاته لإقامة المصانع المناسبة.

وهكذا كل شعب مسلم، يتعاون مع الشعب المسلم الآخر، فيما يعود عليهما بفائدة خيراتهما وخبراتهما، ويمكن أن تشترك جميع الشعوب الإسلامية في إنشاء مصانع معينة لا يقدر بعضها أن يقوم بها، ثم تكون أولوية الشراء للشعوب الإسلامية بأسعار مناسبة، إن لم أقل من أسعار سلع الأعداء التي يبيعونها في أسواقنا فلتكن مثلها.

أمثلة تبين الحقيقة.

ولإيضاح هذه الحقيقة يحسن أن يمثل لذلك ليكون المسلم على بينة من الأمر:
السودان - مثلا - بها أراض واسعة خصبة، تتدفق بها مياه النيلين والذي ينقصها لزراعة تلك الأراضي واستثمارها، هو المال الذي تحتاج إليه لإنفاقه في شراء الآلات وإيجاد الخبرات، واستقطاب العمال الذين غادروا البلاد، بحثاً عن لقمة العيش، كما تنقصها الطاقة التي تحرك بها تلك الآلات [وهذه بدأ إنتاجها اليوم] ووسائل النقل البري والبحري والجوي، لاستغلال ثمار ما تزرعه وتصديره في داخل البلاد وخارجها للإتجار فيه.

ودول الخليج والجزيرة العربية، وليبيا - مثلا - غنية بالطاقة والمال وهي تشتري الأغذية من الحبوب والحيوانات والمعلبات، ومياه الشرب من الدول الأجنبية الكافرة في الشرق والغرب، بأسعار باهظة وتبيع طاقاتها وموادها بأسعار زهيدة من تلك الدول الأجنبية، وتستثمر أموالها في الدول الأجنبية كذلك.

ولو أن هذه الدول الغنية بالطاقة والمال، استثمرت بعض أموالها في السودان - وهو بلد مسلم مجاور - لزراعة أراضيه الصالحة، وأمدته بالطاقة اللازمة والآلات، لأصبح هذا البلد مصدراً لغذاء الدول العربية كلها، من حبوب وخضار وفواكه ولحوم وغيرها، ولأقيمت به مصانع القطن ومشتقاته، وكذلك الصوف، ولما بقيت هذه البلدان تحت رحمة الدول الأجنبية تهددها بقطع لقمة عيشها التي لا تقدر على الحياة بدونها.

ومثل السودان في ذلك بنغلاديش التي يرى الناظر غالب أرضها غير صالحة للزراعة، مع وفرة المياه فيها وغيرها كثير من بلدان العالم الإسلامي، التي لو بذلت في زراعتها الجهود، لأصبحت تنافس دول الشرق والغرب مجتمعة في ذلك.

ولكن العالم الإسلامي يضطر الآن، إلى استيراد أنواع الحبوب كافة، إذ لا يكفيه إنتاجه، وذلك يعود إلى قلة المشروعات القائمة وعدم الاهتمام اللازم بالزراعة والإنتاج الزراعي، ولو أُولِيَ هذا الجانب الاهتمام وأقيمت المشروعات اللازمة للري وإحياء الموات من الأراضي، لأصبح العالم الإسلامي مصدر خير لأبنائه، ومركزاً لتصدير أنواع الحبوب، وذلك لما في أرضه من خصوبة واتساع. [اقتصاديات العالم الإسلامي ص71 لمحمود شاكر].

هذا مثال لما يمكن أن تقوم به بعض الشعوب الإسلامية متعاونة، فيغنيها عن سيطرة الأعداء عليها، وإخضاعهم لها، بسبب حاجتها إلى استيراد المواد الضرورية من بلادهم، وتهديدها بقطع إمدادها بلقمة العيش عنها فضلاً عما سوى ذلك.

وها هي الدول الكافرة تعقد الأحلاف، وتتجمع في سبيل الحصول على مصالحها السياسية والاقتصادية والحربية، وتتفاوض مع غيرها مجتمعة من مركز قوة في كل شؤونها، والحال أن كل دولة قادرة على تنفيذ كثير من مآربها مفردة، ولكنها تشعر أنها لا تقدر على الحصول على أكبر قدر مما تريد، إلا إذا تعاونت مع غيرها، وأقرب مثال لهذا التعاون السوق الأوروبية المشتركة، التي تحاول بجد توحيد جهود دولها اقتصادياً وحربياً وسياسياً، للوصول إلى الوحدة الأوروبية الكاملة. [وهي اليوم على أبواب الولايات المتحدة الأوربية].

تفريط في الخبْرات والخيرات

والعالم الإسلامي الغني بثرواته ومعادنه وإمكاناته البشرية، قادر على التنسيق والتعاون الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والعسكري، ولو تم له ذلك لاستطاع أن يقيم المصانع، ويستقدم الخبراء والعلماء المسلمين الذين هاجروا إلى الدول الكافرة، لعدم وجود الإمكانات المتاحة لاختصاصاتهم في البلدان الإسلامية التي هاجروا منها.

ولو هيئت لهم الفرص في بلادهم، لنصحوا لأمتهم واجتهدوا في تحقيق مصالحها، لا سيما المتمسكين بدينهم الراغبين في إعلاء كلمة الله في الأرض، فإنهم سيسعون جادين في استغلال جميع ثروات بلادهم ومعادنها، معتبرين القيام بذلك عبادة لربهم، كل في اختصاصه.

وسيرى عندئذ المسلمون، أنهم حرموا من جهود أبنائهم مدة طويلة من الزمن، وأن أعداء الله وأعداءهم من أهل الكفر استفادوا من تلك الجهود وتلك الخبرات دونهم، وأن الخسارة التي منوا بها بسبب ذلك عظيمة، يتحمل وزرها من فرط فيهم وهو قادر على الاستفادة منهم، وأن ذلك التفريط كان مقصوداً لإرضاء أعداء المسلمين، بتأخر شعوب العالم الإسلامي، وإتاحة الفرصة لأولئك الأعداء للاستفادة من خيرات هؤلاء العلماء وخبراتهم، لأن أبناء الشعوب الإسلامية لو عادوا إليها وهم قادرون على استغلال خيراتها ومكنوا من ذلك، لما نال منهم أعداؤهم كل ما نالوه من تهديد مصالحها، ولخضعوا لجميع مطالب المسلمين، أو غالبها، من بذل خبراتهم وبيع المعدات والآلات التي يحتاج إليها المسلمون، مما لم يكن قد صنعوه لأنفسهم، وأهمه الأسلحة الهجومية التي يجب توافرها عند المسلمين ليرهبوا بها عدو الله وعدوهم.

ولكن المسلمين فرطوا في خبرائهم - كتفريطهم في خيراتهم – وأهملوهم، لا بل حالوا بينهم وبين عودتهم إلى بلادهم واستقرارهم بها وقيامهم بما يجب أن يقوموا به، واهتموا بتوطيد علاقاتهم مع الكافرين، متنازلين عن كثير من حقوق شعوبهم، باذلين لأولئك الكفار أَضعاف أضعاف ما يستحقونه.

ففتحوا لهم المجال للتنقيب عما يحتاجون إليه، من الطاقة والمعادن التي لا توجد في بلادهم أو توجد بكميات ليست كافية لهم، أو أنها تكفي ولكنهم يخفونها في أرضهم، ليستنزفوا ما في أرض المسلمين بأثمان زهيدة، ويصنعوا من بعضه مشتقات لا تحصى، فيستعملون أحسنه وأجوده وأكثره فائدة لهم، ويبيعون ما لا يحتاجونه بأعلى الأسعار للشعوب الإسلامية التي استنزفوا منها تلك الخيرات.

كما يبيعون المعدات والأشياء التي كانت تلك الطاقة وتلك المعادن أصلاً لصناعتها أو سبباً فيها، يبيعونها بأثمان باهظة، فيستنزفون تلك الطاقة والمعادن من جهة، ويمتصون أموال الشعوب الإسلامية بتلك الصفقات الجائرة من جهة أخرى.

وما بقي من أموال المسلمين من النقود تصرفوا فيه ونالوا به أرباحاً هائلة، بحجة إيداعه في بنوكهم واسثماره في بلادهم، مقابل نسبة تافهة تسجل للمودعين والمستثمرين، يغلب عليها الربا والتعامل الحرام في الشريعة الإسلامية.

وعلى الرغم من ذلك كله، فإن أعداء الله لا يبيعون للمسلمين أي سلاح هجومي يرهبون به مقاتليهم، بل يبعيون ذلك السلاح الهجومي بكميات هائلة من أرقى الأنواع وأحدثها، لعدو المسلمين المقاتل المباشر، وبخاصة اليهود، ليرهبوا به، المسلمين، لأن اليهود وأعوانهم من الصليبيين يشتركون في عدائهم الشديد لهذه الأمة.

لا تتخذوا بطانة من دونكم

ولا يليق بحكومات الشعوب الإسلامية، الركون إلى الدول الغربية، التي تتظاهر لها بالصداقة الكاذبة والتحالف الخادع، وبخاصة الحكومة الأمريكية، التي انحازت انحيازا كاملا إلى صف اليهود، ضد المسلمين كلهم، وبخاصة الدول العربية.

وبذلك تضاعفت خسارة المسلمين واستمر ذلهم وتأخرهم، على رغم وجود محاولات ضعيفة لإنشاء مصانع للسلاح وغيره. والأدهى من ذلك أن المستشارين الذين يخططون لحكومات الشعوب الإسلامية المخططات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية، هم من أولئك الأعداء الذين يضعون آلاف الصعاب والعقبات، أمام أي مشروع يرون فيه مصلحة راجحة للشعوب الإسلامية، لا سيما المشروعات الصناعية، وبخاصة المشروعات الجهادية.

فإذا قدم أي مشروع من تلك المشروعات درسوه، وأخذوا يحذرون من تنفيذه، معللين ذلك بعدم الإمكانات التي تجعله ناجحاً، ويثبتون بالأرقام الكاذبة لذوي العقول البليدة أو الضمائر الخائنة، خسارة ذلك المشروع، لأنهم يعلمون أن في تنفيذه فتحاً للأبواب والمنافذ لولوج الشعوب الإسلامية، في أعماق حضارتهم المادية المحتكرة المبنية - عندهم - على الكفر- ويعلمون أن المسلمين لو أحرزوها لبنوها على الإيمان والدين والخلق، وأن في ذلك تحطيماً لحضارتهم الغربية المبنية على الكفر والإلحاد.

وإذا لمسوا من المسلمين تصميماً على إقامة المصانع، حسنوا لهم إنشاء مصانع لا تضرهم كثيراً، مثل صناعة الزجاج والورق والغزل والنسيج وبعض الأواني والأثاث، وتجميع القطع المصنوعة في بلادهم، لتركيبها في بلاد المسلمين كالسيارات وبعض الأسلحة الخفيفة، ليخدروا المسلمين بذلك فيرضوا بالدون ويختاروا الأدنى على الأعلى.

والمؤسف أن المسلمين لم ينتبهوا لهذا الكيد السافر والاستنزاف الكثير، وهذا الصد عن الوصول إلى العزة والكرامة والاستغناء عنهم، بل لا زال أولئك الكفار هم بطانة كثير من حكام المسلمين، والله تعالى قد حذرهم منهم في كتابه وتحذيره يتلى منذ أربعة عشر قرناً من الزمان.

كما قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالاً ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون ها أنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم وتؤمنون بالكتاب كله وإذا لقوكم قالوا آمنا وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور}. [آل عمران: 118-119]. {ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون} [هود (113)]

والمؤسف حقاً أن يجد المسلم من يرفع صوته في بلاد المسلمين، حاضاً لهم -صراحة أو ضمنا - على تقليد الغرب في نبذ الإيمان بالله ورسله والوحي والخلق وفي كل تحلل وقبيح، وقد استجاب لذلك كثير من المنتسبين إلى الإسلام، بل أكثرهم وعلى رأسهم كثير من حكام الشعوب الإسلامية، الذين أعلنوا عداءهم السافر للإسلام وأقصوه عن حياة المسلمين، ولا يجد المسلم من يستجيب منهم لنداء المصلحين بالتمسك بالإسلام، والسعي الجاد في الاستفادة من السبق المادي الذي أحرزه أعداء هذا الدين، لإعلاء كلمة الله، إلا ما شاء ربك وقليل ما هم.

ولهذا أخذ المصلحون يرددون، قول الشاعر:

لقد أسمعت لو ناديت حياً،،،،،، ولكن لا حياة لمن تنادي

ولو ناراً نفخت بها أضاءت،،،،، ولكن أنت تنفخ في رمادِ


ما المانع من إقامة المصانع الجهادية

ما الذي يمنع المسلمين من إنشاء المصانع واستقطاب الخبراء من علماء المسلمين وغير المسلمين - إذا دعت الحاجة - إلا ضعف الإيمان والأنانية، وعدم تعاونهم على ما فيه مصالح بلدانهم، مخالفين بذلك أمر الله تعالى لهم في قوله: {وتعاونوا على البر والتقوى} وعدم ثقة بعضهم في بعض، كما أن غالبهم جعلوا بينهم وبين أهل الحل والعقد من شعوبهم، حواجز تمنعهم من اتخاذ القرارات الجماعية في الأمور المهمة التي يعود نفعها أو ضررها على الجميع، وإلا الخلافات المستحكمة بين أولئك الزعماء بسبب أغراضهم الشخصية، والحفاظ على كراسي حكمهم الذي يستعينون على بقائه بأعداء شعوبهم، الذين يدعمونهم بالسلاح الهجومي على شعوبهم، ويقال عنه: إنه دفاعي بالنسبة للعدو المحارب، كما يمدونهم بالخبراء والمستشارين الذين يمنونهم بطول الزعامة على تلك الشعوب المحكومة، ويزينون لهم سياسة الانفصام النكد عن شعوبهم، حتى يشعروا بأن شعوبهم ضدهم، وأنه لا بد من قهرها بقوة خارجية، فيبقى أولئك الزعماء خاضعين لتلك القوى الأجنبية توجههم وتخطط لهم، وهم ينفذون ما يكون فيه ظلم شعوبهم وظلم أنفسهم في النهاية. فهل ترى أمثال هؤلاء يهتمون بتقدم بلادهم وإقامة المصانع فيها وهم بهذه الحال؟

ولو أنهم التحموا بأهل الحل والعقد في شعوبهم، وكان تعاملهم معهم مبنياً على الحب والنصح والشورى، وتعاونوا جميعا على صيانة شعوبهم من العقائد الفاسدة والأخلاق السيئة، وعبئوهم تعبئة جهادية بالمال والنفس، لأحرزوا من القوة في وقت غير طويل، ما أحرزه غيرهم في وقت أطول.

وهذه اليابان - وهي دولة كافرة - ولكن لها أخلاقها وتقاليدها التي لم تخضع للتخلي عنها، فجدت - بعد أن كاد شعبها يدمر تدميراً – وكابدت، وبدأت من الصفر في الصناعة، حتى أصبحت تنافس دول الشرق والغرب، وملأت الأسواق بصناعاتها، ولو أعطيت الفرصة في صناعة الأسلحة المدمرة، لفاقت غيرها من الدول الكبرى التي أصبحت خائفة تترقب من قفزاتها الهائلة. [لكن دول الغرب غزت اليابان بسلوكها السلبي وأثرت به فيها تأثيرا يقل عن تأثيرها في بعض البلدان الإسلامية، مع حفاظ اليابان على تقدمها المادي وتصنيعها]

وهذه دولة اليهود الذين احتلوا بلاد المسلمين ومسجدهم الثالث وانتهكوا حرماتهم، قد أحرزت السبق في السلاح النووي، وأصبحت تصدر أسلحتها، بعد أن ملأت مخازنها، إلى خارج بلادها، ولم يمض على إقامة هذه الدولة اللعينة الدخيلة التي اجتمع زعماؤها من آفاق الدنيا، إلا خمسون عاما تقريبا، [يراجع كتاب العسكرية الإسرائيلية لمحمود شيت خطاب].

وساسة اليهود وقادة جيوشهم وزعماء دينهم، يصرحون كلهم بوجوب تمسكهم بدينهم وعقيدتهم، ويسمون أسلحتهم ومواقع قتالهم بأسماء دينية عندهم.

ما سبب هذا التقدم السريع في مجال الصناعة والإدارة عند أعداء الله؟ وما سبب هذا التأخر والموت الطويل عند المسلمين؟

أليس سبب تقدم أعداء الله: الإرادة والعمل واستغلال الطاقات ومعاملة الآخرين بالمثل مصلحة بمصلحة وضغطاً بضغط؟ وسبب تأخر المسلمين فقد الإرادة، والموت الطويل الأمد، والخنوع لأعداء الله الذين يأخذون منهم ولا يعطونهم؟.

وما الفائدة التي جناها المسلمون من تلك الجيوش التي هاجرت إلى الغرب باسم طلب العلم، ثم عاد كثير منهم ببضاعة مزجاة كاسدة في تخصصهم، ناقلين عفن الغرب إلى بلادهم؟! ومن نجح في عمله احتجز في الغرب، ليقدم لهم ما عنده من خبرة وطاقة وحرم منه أهله وبلاده.

والذي يعود من هؤلاء الناجحين، يصابون بخيبة الأمل، بسبب عدم تمكينهم من العمل المثمر لتخصصاتهم التي قضوا غالب شبابهم فيها.



ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

رد مع اقتباس
 
   
إضافة رد

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

   
 
 
 
   

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة



Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 04:02 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات