شبكة ربيع الفردوس الاعلى  

   
 
العودة   شبكة ربيع الفردوس الاعلى > 3 > تفريغ المحاضرات و الدروس و الخطب ---------- مكتوبة
 
   

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: ب التوسط في مقطع صوتي واحد مجمع كامل مصحف محمد جبريل بالتوسط 128 ك ب mp3 (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: في مقطع صوتي واحد مجمع كامل 2 مصحف محمد جبريل توسط و قصر المد المنفصل 128 ك ب mp3 (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: الحسيني العزازي ترديد الاطفال المصحف المعلم المصور بكامل الصفحة فيديو ملون مقسم اجزاء كامل (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: فيديو الحسيني العزازي معلم ترديد الاطفال مصحف مقسم اجزاء مصورة بكامل الصفحة 30 جزء كامل (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحسيني العزازي معلم ترديد الاطفال المصحف المعلم مقسم اجزاء أجزاء كامل 128 ك ب (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحسيني العزازي معلم ترديد الاطفال المصحف المعلم مقسم اجزاء أجزاء كامل 128 ك ب حدر مسرع (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحسيني العزازي معلم ترديد الاطفال المصحف المعلم مقسم اجزاء أجزاء كامل 32 ك ب (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مصحف الحسيني العزازي معلم ترديد الاطفال المصحف المعلم مقسم اجزاء أجزاء كامل 32 ك ب حدر مسرع (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: مقسم اجزاء معلم ترديد الاطفال مصحف الحسيني العزازي 4 مصحف بجودتين ترتيل و حدر mp3 (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)       :: 32 ك ب كامل ل عبد الرزاق الدليمى المصحف المجود مقسم صفحات صوتية مصورة ملونة mp3 (آخر رد :ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران)      

إضافة رد
   
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

  #1  
قديم 10-29-2014, 06:17 AM
منتدى فرسان الحق منتدى فرسان الحق غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2013
المشاركات: 7,826
افتراضي خصوم الرسل في الماضي والحاضر

خصوم الرسل في الماضي والحاضر



الشيخ أحمد الزومان





إنَّ الحمدَ لله نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونعوذُ بالله مِن شرورِ أنفسنا ومِن سيِّئات أعمالنا، مَن يَهدِه الله فلا مُضِلَّ له، ومَن يضللْ فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إلهَ إلا الله وحْدَه لا شريكَ له، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه.

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [الحشر: 18].

أمَّا بعدُ:
فإنَّ خيرَ الحديث كتابُ الله - تعالى - وخير الهُدَى هُدَى محمَّد - صلَّى الله عليه وسلَّم - وشرَّ الأمور مُحْدثاتُها، وكلَّ بدعة ضلالة.

منذُ أنْ بدأ إرسالُ الرسل - عليهم الصلاة والسلام - انْقَسم الناسُ فريقينِ: فريق متابِع لهم مطيع لهم؛ طلبًا لمرضاةِ الله، وخوفًا مِن عِقابه، وفريق معاندٌ متربِّص بهم، وهذه السُّنة الكونيَّة قائمةٌ إلى قيامِ الساعة لحِكَم يعلمها الله.

فخصومُ الرسل في الماضي ليس لدَيْهم رغبةٌ صادِقة في البحْث عن الحقِّ، وهل ما أتى به الرُّسلُ - عليهم الصلاة والسلام - حَقٌّ أم لا؛ فلِذا لا يُكلِّفون أنفسهم عَناءَ البحث مع الرسل - عليهم الصلاة والسلام - والمناظرة للوصولِ للحقِّ؛ لأنَّ الحقَّ عندهم ما أُشْرِبَتْ قلوبهم من شهواتِ وشُبهات، فتحقيقُ العبوديَّة لله شاقٌّ على نفوسهم؛ ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا ﴾ [النساء: 61].

وكذلك خصومُ الرسل في الحاضِر لا يُقابِلون الحُجَّة بالحُجَّة طلبًا للحقِّ، إنما هي الأكاذيب التي يَسُوقونها، والمتشابه مِن النصوص التي يُلَبِّسون به على مَن يُصغِي إليهم، وتغيير مجرى الحديث.

خصوم الرُّسل في الماضي يظنُّون أنَّ دِين الرسل - عليهم الصلاة والسلام - متعلِّقٌ بهم، فما يَدْعون إليه ويأمرون به يظنُّون أنَّه مرهونٌ بوجود الرسل - عليهم الصلاة والسلام - فبمجرَّد وفاتهم ينتهي الأمر وتذهب دعوته؛ ﴿ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ﴾ [الكوثر: 1 - 3].

وكذلك خصومُ الرُّسُل في الحاضر بمجرَّد أنْ يرَوْا ضَعْفًا في الحقِّ في مَكانٍ، أو موت عالِم - طاروا بذلك فرَحًا، وظنُّوا أنَّ هذه نهايةُ الحقِّ وأتباعه، يُصرِّحون بذلك في وسائلِ إعلامهم المختلِفة، وتناسوا أنَّ الحقَّ إنْ ضَعُف ضعفًا مؤقَّتًا في مكان، فإنَّه يقْوَى في مكانٍ آخرَ، ولو لم يكن في حِكمة المداولة إلاَّ ظهورُ ما تُكِنُّه صُدورُهم لكَفَى.

خصومُ الرُّسل في حالِ قوَّتهم يَتعامَلون مع رُسلِ الله بغاية القَسْوة الحِسيَّة والمعنويَّة، فلا هَوادةَ مع رُسل الله تقتيلاً وتشريدًا للرسل وأتباعِهم، وامتِهانًا للنساء والأولاد؛ ﴿ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ ﴾ [البقرة: 87]، ﴿ وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ ﴾ [الأعراف: 127]، ﴿ قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ * النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ * إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ * وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ * وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ﴾ [البروج: 4 - 8].

فخصومُ الرُّسل في الماضي يَتعاوَنون للنَّيْل من دِين الله ومِن رُسله على اختلافِ مِللهم ونِحلهم، كما حصَل في غَزوة الأحزاب؛ حيث اتَّفق أهلُ الكتاب والمنافقون ووثنيُّو العرَب على الكيْد لهذا الدِّين، والعمل على استِئصاله، فخصومُ الرسل طوائفُ مختلفةٌ في توجُّهاتهم؛ منهم مَن يَزعُم أنَّه يَدين بدِينٍ سماوي، ومنهم الوَثَني، ومنهم الملحِد، لكنْ يجمعهم جميعًا هدفٌ واحدٌ هو العملُ على إطْفاء نورِ الله الذي يأتِي للناس عن طريقِ الرُّسل - عليهم الصلاة والسلام.

والمشهد يَتكرَّر في كُلِّ زمان، وفي زماننا إذا لم يتمكَّنْ خصومُ الرُّسل من النَّيْل من هذا الدِّين بالسِّنان، أعْمَلوا أقلامَهم وألسِنتَهم في تحالُفٍ من الداخل والخارج للنَّيْل من هذا الدِّين ومِن ثوابته، هذه الحقيقةُ يُدرِكها مَن له أدْنَى متابعة لما يجري داخليًّا وعالميًّا.

خصومُ الرسل في الماضي يُقرِّبون كُلَّ مَن أظهر عَداوتَه لله، يُقرِّبون مَن يَظنُّون أنَّه يستطيع أنْ يَنال من دِين الله ومن رُسله ولا يكتَفُون بالدَّعْم المعنوي مِن مديح وإطراء، ورفْعٍ للوَضِيع ومَنْحه ألقابًا لا يستحقُّها، بل يقومون بدَعْمِه دعمًا حسيًّا بالمال وغيره؛ ﴿ وَجَاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالُوا إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ * قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ ﴾ [الأعراف: 113 - 114].

وهذا شأنُ خُصوم الرُّسل في زَمانِنا، فيُقْصُون أهل الكلمة الصادِقة والرأي السديد، يُقْصون مَن عُرِف عنهم حسنُ السِّيرة، وسَلامة الطويَّة، ويُقرِّبون كُلَّ مَن أظهر عَداوتَه لدِين الله، وإنْ كان لا يملك القُدرةَ على التوجيه، فوسائل إعلام خُصوم الرُّسل الأصل أنَّها حِكْرٌ على طائفة معيَّنة.

خُصومُ الرُّسل في الماضي يتشدَّقون بالوطنيَّة، وأنَّهم حَرِيصون على دُنيا الناس وعلى دِينهم، فيَزْعُمون أنَّ ما يقومون به تُجاهَ الرسل - عليهم الصلاة والسلام - إنَّما هو بدافعٍ وطني؛ حِفاظًا على الوطن وعلى مُكتَسباته؛ ﴿ وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ ﴾ [غافر: 26].

وخُصومُ الرُّسل في الحاضِر يُدَندِنون حولَ الوطنيَّة وهُم أبعدُ الناس عنها، فعجبًا لهذا الزعم ممَّن يكتب التقاريرَ عن بلده ويتعاوَن مع أعدائِها!

إذا قام عالِمٌ يُبيِّن حُكمًا شرعيًّا لا يُوافِق أهواءَهم، رَمَوْه بأنَّه مِن دُعاة الفِتنة، وأنَّ هذا الأمرَ يُفرِّق ولا يُجمِّع، والحق أنَّهم هم دُعاةُ الفِتنة؛ فهم يَفتنون الناس عن دِينهم، يَفتنون الناس عن العِفَّة والحجاب، يَفتنون الناسَ عن الحَسَن من عاداتهم وتَقالِيدهم، يَفتِنون الناسَ عن اعتزازهم بدِينهم، يريدونهم أتْباعًا للغَرْب؛ ﴿ لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ حَتَّى جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ ﴾ [التوبة: 48].

خصومُ الرسل يتَّصفون بالسخرية مِن رُسل الله - عليهم الصلاة والسلام - وأتباعِهم، يَلْمِزونهم ويَصِفونهم بالضلال والجهْل وعدم الفَهْم؛ ﴿ إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ * وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ * وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ * وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاءِ لَضَالُّونَ * وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِين ﴾ [المطففين: 29 - 33].

وخصومُ الرُّسل في زَماننا سَخَّروا وسائلَ إعلامهم للتهكُّم بدِين الله وبأتْباع الرسل - عليهم الصلاة والسلام - فيَنعتونهم بأنَّهم ظلاميُّون رجعيُّون مُتشدِّدون... إلى غير ذلك مِن الألقاب المنفِّرة، فالنور في مِيزانهم ظلامٌ، والظلام نورٌ عندهم، فهم المتنوِّرون، ولكن ممَّن يقتبسون نورَهم؟ قطعًا ليس من الوحيَيْن.

الخطبة الثانية


خصومُ الرسل في الماضي يُشكِّكون في النصوص الشرعيَّة، ويَنفُون عنها صِفةَ الوحي، فيتَّهمون الرسولَ - صلَّى الله عليه وسلَّم - بأنَّه شاعرٌ تارةً، وكاهن تارةً، ومجنون تارةً، وأنَّ ما يأتي به من كلامِ البَشَر ولا علاقة له بالله؛ ﴿ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ ﴾ [النحل: 103].

كل هذا وغيره لينفوا عن النصوصِ الشرعيَّةِ العصمةَ؛ تمهيدًا لردِّها، وأنَّهم لا يَلزمهم الإذعانُ لها، وهكذا خصومُ الرسل في زمانِنا يُشكِّكون في ثُبوتِ نصوص السُّنَّة تارةً، وفي حمَلَتِها تارة، وتارةً يَدْعُون لقراءة النصوص الشرعيَّة قراءةً جديدةً؛ لتُوافقَ أهواءَهم، وليعزلوا هذه النصوصَ عن مرادِ الله ومرادِ رسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ويَتَّهمون حمَلَةَ الشرع أتْباعَ السَّلف بأنَّهم نصِّيُّون حرفيُّون، عُبَّادٌ للنصوص يتترَّسون بالنصوص، وتلك شَكاةٌ ظاهرٌ عنك عارُها.

معاشر الإخوة:
ليُعلَم أنَّ خُصومَ الرُّسل في الماضي ليس بينهم وبيْن الرُّسل عَداواتٌ شخصيَّة؛ فالرسول منهم، فَهُم أقاربُه وبنو عشيرته، لكنَّهم خاصَمُوا الرسلَ - عليهم الصلاة والسلام - لِمَا يحملونه من دِين الله الذي لا يُوافِق أهواءَهم، الذي يمنعهم مِن شَهواتهم المحرَّمة؛ فهم في البداية يأمُرون رسولَهم بالسُّكوتِ وعدم الكلام، فحينما لا يَتحقَّق هذا المطلبُ يَطلُبون منه أن يَتكلَّم بما تهوَى أنفسُهم ويُحرِّف دِينَ الله؛ ﴿ وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلاً ﴾ [الإسراء: 73].

فحينما لم يستجبْ لهم الرسولُ يأمرونه بالمداهَنة؛ بأنْ يَسكُتَ عن بعضِ باطلهم، فيُعاملونه بالمِثْل، فيغضُّون الطَّرْفَ عنه وعن أتباعِه؛ ﴿ وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ ﴾ [القلم: 9]، فلو فُرِض أنَّ الرسول ترَك الإنكارَ عليهم، لتغيَّر الأمر ولانْقَلبتْ هذه العداوةُ إلى محبَّة، وهذا شأنُ خُصومِ الرُّسل في زَماننا، فمَن يُنكِر عليهم باطلَهم يتمالؤون عليه، ويُوصي بعضُهم بعضًا للنَّيْل منه، وتنفير الناس منه، ومَن يُجارِيهم على باطلِهم ويُسوِّغه لهم يَكيلون له المدحَ والثَّناء، فمَواقِفُهم ممَّن ينتَسِب للشريعةِ غيرُ ثابتة، فلا عجب أنْ يشنُّوا الغارةَ في وقتٍ على شخصٍ، ثم ينقَلِب بعدَ فترةٍ هذا الذمُّ إلى مدحٍ وثناء أو العكس.

الأصل في منهجِ الكِتاب والسُّنة عدمُ التعرُّض لذِكْر أسماء خُصوم الرسل؛ فلذا مَن ذُكِر مِن خُصوم الرسل قليلٌ مقارنةً بعددِهم عبرَ القُرون الماضية، وإنما منهجُ الوحيَيْن هو ذِكْر صفات خُصوم الرسل، وهذا من عظَمةِ الوحيين، فحينما يمرُّ بك قصص رسولٍ مِن الرُّسل - عليهم الصلاة والسلام - مع خُصومِه، فكأنَّ المشهد حاضرٌ بين عينَيْك؛ لأنَّك تُعاصِر المشهد نفسه مع اختلافِ الشخصيَّات والاهتِمامات.

﴿ وَكَذَلِكَ نفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ ﴾ [الأنعام: 55]، قال ابنُ كثير في "تفسيره" (3/263): "﴿ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ ﴾؛ أي: ولتظهر طريقُ المجرمين المخالِفين للرسل"؛ ا.هـ.

فما أحوجَنا إلى تدبُّر كتاب ربِّنا! ففيه البَيان التام، والطريق المستقيم، فما ضلَّ مَن تمسَّك به.

فَتَدَبَّرِ القُرْآنَ إِنْ رُمْتَ الهُدَى
فَالْعِلْمُ تَحْتَ تَدَبُّرِ القُرْآنِ



إخوتي:
على الرغمِ ممَّا يبذله خُصومُ الرُّسل مِن وَسائلِ الصدِّ عن دِين الله، ومِن المكر الكُبَّار، ومع القوَّة الماديَّة التي يملكونها - فقد حَفِظ الله رسلَه - عليهم الصلاة والسلام - مِن كيدِهم ومكرِهم، وجعَل لهم العاقبةَ في الدنيا والآخِرة، وحفِظ الله دِينَه، فهو باقٍ إلى قيام الساعة؛ ﴿ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ﴾ [التوبة: 33]، وما زال مكرُ خُصومِ الرسل على أتباع الرُّسلِ إلى زماننا، وما زال خصومُ السَّلف الذين يُخاصِمون المتمسِّكين بالكتاب والسُّنة في عَداوتهم مِن قُرون إلى زماننا، فهذا ابنُ القيِّم - رحمه الله - يُصوِّر هذه المعاناة التي يعيشها لتمسُّكِه بمنهجِ السَّلف، يصورها بقوله:
وَاللهِ لَوْلاَ اللهُ نَاصِرُ دِينِهِ
وَكِتَابِهِ بِالْحَقِّ وَالْبُرْهَانِ

لَتَخَطَّفَتْ أَعْدَاؤُهُ أَرْوَاحَنَا
وَلَقَطَّعَتْ مِنَّا عُرَى الْإيمَانِ



فالواجب علينا جميعًا أنْ نتَّقي الله بالقولِ والعمل، ولا نتعدَّى حدودَه مع خصومِ الرسل؛ فنتَّقي الله عندَ حِوارهم ومُناقشتِهم وبيان أخطائِهم، ونَصْبِر على أذاهم؛ نَصْبر على كذِبِهم وتشنيعهم وتأليبهم، وسُخريتهم وتهكُّمهم.

يخاطب ربُّنا نبيَّه - صلَّى الله عليه وسلَّم - بقوله - تعالى -: ﴿ تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [هود: 49].

فحِينما ذَكَر ربُّنا قِصَّةَ نوحٍ مع قومِه ذَكَر هذه الآية؛ تنَبيهًا أنَّ هذه سُنَّة إلهيَّة، فأمَرَه بالصبر، ثم طمأَنَه بِحُسْن العاقبة، وأنَّها لأهل التَّقْوى، فاطْمَئِنُّوا إخوتي، واصْبِرُوا، ولا تُخيفنَّكم سَطوةُ الباطل.







ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

__________________
الاميل و الماسنجر

alfirdwsiy1433@ymail.com


شبكة ربيع الفردوس الاعلى
نحتاج مشرفين سباقين للخيرات


اقدم لكم 16 هدايا ذهبية



الاولى كيف تحفظ القران بخاصية التكرار مع برنامج الريال بلاير الرهيب وتوضيح مزاياه الرهيبة مع تحميل القران مقسم ل ايات و سور و ارباع و اجزاء و احزاب و اثمان و صفحات مصحف مرتل و معلم و مجود
مع توضيح كيف تبحث في موقع ارشيف عن كل ذالك


والثانية
خطا شائع عند كثير من الناس في قراءة حفص بل في كل القراءات العشر
تسكين الباء في كلمة السبع في قوله تعالى ( وما اكل السبع ) سورة المائدة الاية 3
والصحيح ضمها لان المراد بها هنا حيوان السيع بخلاف السبع المراد بها العدد سبعة فان الباء تسكن كما في سورة المؤمنون الاية 86
- قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم - ولا تنسى قراءاة كتاب اسمه الاخطاء الشائعة في قراءة حفص وهذا رابطه لتحميله
https://ia701207.us.archive.org/34/i...ng-of-hafs/pdf

واسمع اليها في تلاوة عندليب الاسكندرية الخاشع الشيخ شعبان محمود عبد الله السورة رقم 5 المائدة ورقم 23 المؤمنون
حيث يقف الشيخ على كلمة السبع في سورة المائدة لتوضيح ضم الباء
http://archive.org/details/sha3baan-mahmood-quran



والهدية الثالثة

لاول مرة من شرائي ومن رفعي
رابط ل صفحة ارشيف تجد في اعلاها
مصحف الحصري معلم
تسجيلات الاذاعة
نسخة صوت القاهرة
النسخة الاصلية الشرعية
لانا معنا اذن من شركة صوت القاهرة بنشر كل مصاحفها بعد شرائه وتجد في نفس الصفحة كيفية الحصول على مصاحف اخرى نسخة صوت القاهرة



وحين تفتح لك الصفحة اقرا فيها كيفية الحصول على كل مصاحف صوت القاهرةبجودة رهيبة لا تصدق سي دي اوديو معدل الجودة 1411 ك ب
وايضا بجودة رهيبة ام بي ثري معدل الجودة 128 كيلو بايت

ايضا تجد في نفس الصفحة
رابط ل ملف مضغوط zip فيه روابط ل 696 مصحف مقسمين الى روابط تورنت ومباشرة وجودة فلاك مع الشرح كيف تكفر عن ذنوبك وتكسب ملايين الحسنات عن طريق التورنت
مع برنامج تورنت سريع وشرح كيفية عمله
مع هدايا اخرى ومفاجات
مع صوت ابي العذب بالقران

تجد ايضا في الملف المضغوط zip مقطع صغير لصوت ابي العذب بالقران
من اراد ان ياخذ ثواب البر بابيه وامه حتى بعد موتهما فليسمع صوت ابي العذب بالقران لان الدال على الخير كفاعله بالاضافة الى ان صوته العذب بالقران يستحق السماع
وحاول ان تزور هذه الصفحة دائما لتجد فيها
الجديد من الملفات المضغوطة zip
فيها الجديد من روابط المصاحف
والتي ستصل الى الف مصحف باذن الله
********************************
ولا ننسى نشر موضوع المصاحف وموضوع صوت ابي في المنتديات المختلفة ولا يشترط ان تقولو منقول بل انقلوه باسمكم فالمهم هو نشر الخير والدال على الخير كفاعله وجزاكم الله خيرااااااااااااااااا
اكتب في خانة البحث ل موقع صفحة ارشيف او في جوجل او يوتيوب
عبارة ( مصحف كامل برابط واحد) لتجد مصاحف هامة ونادرة كاملة كل مصحف برابط واحد صاروخي يستكمل التحميل والمصاحف تزيد باستمرار باذن الله

او اكتب عبارة (صوت القاهرة ) لتجد مصاحف اصلية نسخة صوت القاهرة

والهدية الرابعة

اسطوانة المنشاوي المعلم صوت و صورة نسخة جديدة 2013 نسخة اصلية من شركة رؤية مع مجموعة قيمة جدا من الاسطوانات التي تزيد يوما بعد يوم على نفس الصفحة


والهدية الخامسة

مصحف المنشاوي المعلم فيديو من قناة سمسم الفضائية

والهدية السادسة


مصحف المنشاوي المعلم صوتي النسخة الاصلية بجودة رهيبة 128 ك ب

والهدية السابعة

مصحف القران صوتي لاجمل الاصوات مقسم الى ايات و صفحات و ارباع و اجزاء و اثمان و سور كل مصحف برابط واحد صاروخي يستكمل التحميل



الهدية الثامنة

من باب الدال على الخير كفاعله انقلوا كل المواضيع فقط الخاصة بالشبكة والتي هي كتبت باسم المدير ربيع الفردوس الاعلى ولا يشترط ان تقولومنقول بل انقلوه باسمائكم الطاهرة المباركة



والهدية التاسعة


جميع ختمات قناة المجد المرئية بجودة خيالية صوت و كتابة مصحف القران مقسم اجزاء و احزاب اون لاين مباشر


الهدية العاشرة

اون لاين مباشر جميع تلاوات القران الخاشعة المبكية فيديو

الهدية 11

اون لاين مباشر جميع تلاوات القران الخاشعة المبكية اوديو



الهدية 12

جميع مصاحف الموبايل الجوال - القران كاملا بحجم صغير جدا و صوت نقي

الهدية13

برنامج الموبايل و الجوال صوت و كتابة لكل الاجهزة الجيل الثاني و الثالث و الخامس


الهدية14

الموسوعة الصوتية لاجمل السلاسل والاناشيد والدروس و الخطب لمعظم العلماء


الهدية 15

الموسوعة المرئية لاجمل الدروس و الخطب

16

برامج هامة كمبيوتر و نت
رد مع اقتباس
 
   
إضافة رد

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

   
 
 
 
   

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة



Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

الساعة الآن 08:12 AM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات