مكانة الصلاة
الشيخ عبدالرزاق بن عبدالمحسن البدر
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وصفيه وخليله، وأمينه على وحيه، بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين، وما ترك خيرًا إلا دلَّ الأمة عليه، ولا شرًّا إلا حذّرها منه، ترك أمته على المحجة البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها بعده إلا هالك، فصلوات الله وسلامه عليه، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد: معاشر المؤمنين، عباد الله، اتقوا الله، فإنَّ من اتقى الله وقاه وأرشده إلى خير أمور دينه ودنياه.
عباد الله: مرّ معنا قريبًا ذِكرُ نبأ كبرى الفواجع وعُظْمى المصائب، يوم مات النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم توفِّي سيد ولد آدم إمام الهداة، وداعية الحقِّ والهدى، وسيد ولد آدم - صلوات الله وسلامه عليه - وهي مصيبةٌ عظيمة الجلَل؛ يقول - صلى الله عليه وسلم - في بيان عظم هذه المصيبة، وكبر شأنها: ((مَن أصيب بمصيبة، فليتذكر مصيبته بي، فإنها أكبر المصائب))، نعم - عباد الله - إن أكبر المصائب وأجلَّها وأعظمها وأشدها، هو مصيبة الأمة بفقد النبي الكريم - عليه الصلاة والسلام - بوفاة النبي الكريم - عليه الصلاة والسلام - الذي منّ الله على الأمة ببعثته، وكان دليلهم إلى الجنة، وقائدهم إلى كل فضيلة وإمامهم في كل خير؛﴿
لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾ [الأحزاب: 21].
عباد الله: وهذا الحدث العظيم فيه عبر كثيرة، ودروس عديدة ينبغي أن يقف عندها عبادُ الله المؤمنون، وقد مر معنا شيء من هذه الدروس، وهذه وقفة أخرى - عبادَ الله - مع درس عظيم وعبرة مؤثرة من هذا الحدث العظيم والمصاب الجلل، لقد كانت آخر صلاة صلاها نبيُّنا - عليه الصلاة والسلام - هي صلاة الظهر من يوم الخميس، ثم إنه - عليه الصلاة والسلام - اشتدَّ به الوجع، فبقي أيَّامًا ثلاثة لا يتمكن من الخروج إلى الصلاة من شدة الوجع، وهي يوم الجمعة والسبت والأحد، وكان ينوب عنه في الصلاة وإمامة المسلمين أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - وأرضاه، وتأملوا معي - عباد الله - في هذه الوقفة العظيمة ما رواه البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: "كان يؤمُّ الناس في وجع النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي توفِّي فيه أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - حتى إذا كانت صبيحة يوم الاثنين وهو اليوم الذي توفِّي فيه - عليه الصلاة والسلام - وكان الناس صفوفًا في المسجد يؤمهم أبو بكر - رضي الله عنه - فلما كانوا على هذه الحال، كشف النبي - عليه الصلاة والسلام - ستر الحجرة، وكانت حجرته - صلى الله عليه وسلم - ملاصقة للمسجد، ونافذتها مُطلَّة عليه، فكشف - عليه الصلاة والسلام - ستر الحجرة؛ قال أنس - رضي الله عنه -: كشف - عليه الصلاة والسلام - ستر الحجرة، ونظر إلينا، فلمَّا رأى الناس صفوفًا جماعة في المسجد، خلف أبي بكر الصديق - رضي الله عنهم أجمعين - تبسَّم - عليه الصلاة والسلام - تبسم وضحك، يقول أنس - رضي الله عنه -: نظر إلينا وكأنَّ وجهه ورقة مصحف؛ أي: من جماله وبهائه وحسنه ووضاءته، نظر إليهم وكأن وجهه ورقة مصحف، يقول أنس - رضي الله عنه -: فكِدْنا نُفْتَتن في صلاتنا؛ أي: نخرج منها من شدة فرحهم برؤية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وظنوا أنه - صلى الله عليه وسلم - خارج إلى الصلاة، ولهذا نكص أبو بكر - رضي الله عنه - إلى الوراء ليتمَّ الصف، ظن أن النبي - عليه الصلاة والسلام - خارج إلى الصلاة، فأشار - عليه الصلاة والسلام - فأشار إليهم أن أتموا صلاتكم، وأرخى الستر وتوفي من صبيحة هذا اليوم. معاشر المؤمنين، معاشر أمّةِ الإسلام، معاشر أمة محمد - عليه الصلاة والسلام - قفوا هنا متأمِّلين ومتعظين ومعتبرين، فها هو نبيُّنا - صلى الله عليه وسلم - كما في هذه الرواية وهي في صحيح الإمام البخاري، ينظر إلى أمته في المسجد نظرة وداع، ينظر نظرة هي قُرّة عين له -عليه الصلاة والسلام - فقد كانت الصلاة قرة عينه - عليه الصلاة والسلام - وقد أقرَّ الله عينَه في صبيحة وفاته بأن رأى أمَّته مجتمعين في المسجد على هذه الصلاة، تبسم وضحك - عليه الصلاة والسلام - تبسم وضحك، إنه تبسمُ فرح وسرور، وضحك أُنس وفرح؛ لرؤيته لأمته مجتمعة في المسجد على هذه الصلاة، وأرخى الستر - عليه الصلاة والسلام - قرير العين بهذا المنظر المفرح والصورة المبهجة، أمةِ الإسلام، أمة محمد - عليه الصلاة والسلام - مجتمعة في المسجد تصلِّي، أقرَّ الله عين نبيِّه - صلوات الله وسلامه عليه - بهذه الصورة البهيجة، والحالة المفرحة، تبسم وضحك - عليه الصلاة والسلام - تبسَّم فرح وضحك سرور، وقرت عينُه بهذا المنظر البهيج، ولم يكن الأمر في شأن الصلاة متوقِّفًا على هذا الحد في أيامه الأخيرة، ولحظاته الأخيرة - عليه الصلاة والسلام - يقول علي - رضي الله عنه - كما روى ذلك الإمام أحمد في المسند بسند ثابت، يقول علي - رضي الله عنه -: "
كان آخر كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: الصلاة واتقوا الله فيما ملكت أيمانكم"، بل جاء ما هو أبلغ من هذا فيما رواه ابن ماجه في سننه بسند ثابت عن أنس، وجاء أيضًا من رواية أم سَلَمَة - رضي الله عنهما - يقول أنس - رضي الله عنه -: "كان
عامّة وصية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل موته: الصلاة الصلاة، واتقوا الله فيما ملكت أيمانكم"، قال أنس :"
وكان يغرغر بها - صلى الله عليه وسلم - في صدره ما يُفصح بها لسانه"؛ أي: من شدة ما به من وجع، وهو يكرر الوصية بالصلاة.
هذا - عباد الله - يدلنا على عظم مكانة الصلاة في الإسلام، ووصية نبيِّنا - صلى الله عليه وسلم - بها، ومن يقرأ أحاديثه الشريفة، ووصاياه المنيفة في حياته كلها، يدرك قيمة الصلاة ومكانتها في الإسلام، وقد كان من شأن هذه الصلاة ومكانتها، أنها خُصّت من بين فرائض الإسلام وعموم الطاعات، أن الله - تبارك وتعالى - عُرِج بنبيِّه إلى السماء، إلى فوق السماء السابعة، وفرض عليه الصلاة من فوق سبع سماوات، يسمع ذلك يسمع الأمر بها من الله - تبارك وتعالى - فرضت عليه خمسين صلاة، وسأل الله - جلّ وعلا - أن يخففها فخففت إلى خمس صلوات، فكانت خمس صلوات بالعدد، وخمسين في الثواب والأجر، عرج به - عليه الصلاة والسلام - إلى السماء، وفُرضت عليه هذه الصلاة من فوق سبع سماوات، بينما عموم الطاعات وجميع الفرائض والعبادات، ينزل إليه جبريل إلى الأرض، ويأمره ويبين له ويوحي إليه، فهذا - عباد الله - يبيِّن لنا مكانة الصلاة.
ومن أسف أن بلغ الحال ببعض الناس أن جعلوا ليلة الإسراء والمعراج ليلة احتفال، يقرؤون فيها القصائد، وينشدون فيها الأراجيز،
من الذي أمرهم بهذا؟ ومن الذي دعاهم لهذا؟ أين هم من شأن المعراج، وما جاء فيه من عبرة عظيمة، ومن أمر جسيم بالمحافظة على هذه الصلاة؟ فترى في بعضهم تهاونا في هذه الصلاة، واستهانة بها لكنه لا يفوت هذا الاحتفال، أو نحوه من الاحتفالات المحدثة،
أين أمة الإسلام من حقيقة الاتباع، وحقيقة الاقتداء، وحقيقة التَّأسِّي برسول الله - صلى الله عليه وسلم
؟ أين أمة الإسلام من هذه الصلاة
؟ وأين أمة الإسلام من تبسم النبي - صلى الله عليه وسلم - وضحكه وقرة عينه برؤية أمته مجتمعة على هذه الصلاة
؟ إنَّ المحب حقًّا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - يترجم هذه المحبة ويعبِّر عنها باتباع صادق، واقتداء تام وتأسٍّ بهَدْيه، واتباع لسنته - عليه الصلاة والسلام - فليست الترجمة والتعبير عن محبّة النبي - عليه الصلاة والسلام - تكون بإقامة احتفالات أو إحداث مواسم أو نحو ذلك، مما ابُتلي به بعض الناس زعمًا منهم أن هذا من المحبة للنبي - صلى الله عليه وسلم - والله ثم والله لو كان هذا من المحبة حقًّا، ومن الإتباع صِدْقًا، لكان أسبق الناس إليه الصحابة الكرام والتابعون لهم بإحسان، لكن الصحابة - رضي الله عنهم - ومن اتبعهم بإحسان، لم يفعلوا من ذلك شيئًا، وإنما كان فعلهم اقتداءً بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وتأسِّيًا بسنته ولزومًا لهَدْيه.
عباد الله: الصلاة الصلاة، وصية نبيِّكم - عليه الصلاة والسلام - وهي من آخر ما سُمِع منه - عليه الصلاة والسلام - أيها المحبُّون للنبي - عليه الصلاة والسلام - الصّلاة الصلاة، فهي وصيته لكم، وعهده إليكم؛ جاء في المسند للإمام أحمد بإسناد جيِّد، أن الصّلاة ذُكرت عند النبي - صلى الله عليه وسلم - يومًا، فقال - عليه الصلاة والسلام -: ((مَن حافظ عليها، كانت له نورًا وبرهانًا، ونجاة يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة يوم القيامة، وحُشِر مع قارون وفرعون، وهامان وأُبَي بن خلف))؛ أي إن تارك الصلاة غير المحافظ عليها، يحشر يوم القيامة مع صناديد الكفر وأعمدة الباطل، عياذًا بالله من ذلك، وجاء في صحيح مسلم عن جابر بن عبدالله - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((بين الرجل وبين الشرك والكفر، ترك الصلاة))، وجاء في المسند عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر))، وجاء في صحيح البخاري عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((مَن صلى صلاتنا، واستقبل قبلتنا، وأكل ذبيحتنا، فهو المسلم له ما لنا وعليه ما علينا))، والأحاديث في هذا الباب كثيرة. فاتقوا الله - معاشر المؤمنين - اتقوا الله - جلّ وعلا - اتقوا الله أتباع النبي - صلى الله عليه وسلم - ومحبيه، اتقوا الله - جلّ وعلا - في هذه الوصية، وتذكّروا قوله - عليه الصلاة والسلام - في لحظاته الأخيرة وأيامه الأخيرة، وفي توديعه هذه الحياة وهو يكرر: ((
الصلاة الصلاة))، جعلنا الله - عزّ وجل - وإياكم من المقيمين الصلاة، ومن المتبعين للنبي - صلى الله عليه وسلم - اللهم احشرنا في زُمْرته وتحت لوائه، ووفقنا لاتباعه يا ذا الجلال والإكرام، أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم، ولسائر المسلمين من كلّ ذنب، فاستغفروه يغفر لكم؛ إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله عظيم الإحسان، واسع الفضل والجود والامتنان، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين.
عباد الله: وصورة أخرى تبيِّن لنا مكانة الصلاة، وعظيم شأنها وشدة عناية الصحابة - رضي الله عنهم - بها، وذلك فيما رواه الإمام مسلم في صحيحه عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: "مَن سره أن يلقى الله غدًا مؤمنًا، فليحافظ على هؤلاء الصلوات؛ حيث ينادى بهن، فإنهن من سنن الهدى، وإن الله شرع لنبيكم سنن الهدى، وإن تركتم سنة نبيِّكم فقد ضللتم، ولو صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته، لتركتم سنة نبيكم، ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم، وما من عبد يتطهر في بيته ويعمد إلى مسجد من هذه المساجد إلا كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة، ورفعه بها درجة وحطَّ عنه بها سيئة، ولقد رأيتنا؛ أي: أصحاب النبي - عليه الصلاة والسلام- وما يتخلف عنها؛ أي: عن الصلاة في المساجد، وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق، ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرّجلين حتى يقام في الصّف".
تأمَّلوا هذه الصورة المشرقة، والحال المشرِّفة التي كان عليها الصحابة الكرام؛ حيث وعوا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - سنته، وفهموا وصيته وحقّقوا اتباعه والاقتداء به، فكان الرجل منهم يؤتى به يهادى بين الرجلين، يساعده رجلان عن يمينه وعن شماله حتى يقام في الصف، بينما الواقع في حال كثير من الناس، ممن خفّ ميزان الصلاة عنده، يشغله عنها أدنى الأمور وأتفهها، ألا فلنتق الله - عباد الله - ألا فلنتق الله في هذه الصلاة محافظة عليها، وإقامة لها ورعاية لأركانها وشروطها وواجباته، فإنها أولُ ما يُسأَل عليه العبد يوم القيامة، فإذا قبلت قبل سائر عمله، وإذا ردّت رد سائر عمله؛ كما الحديث في هذا المعنى عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم. والكَيِّس - عباد الله - من دانَ نفسه، وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها، وتمنَّى على الله الأماني. وصلوا وسلموا - رعاكم الله - على محمد بن عبدالله؛ كما أمركم الله بذلك في كتابه، فقال: ﴿
إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب : 56]، وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((مَن صلى علي واحدة، صلى الله عليه بها عشرًا)).
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم؛ إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم؛ إنك حميد مجيد، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين الأئمة المهديين؛ أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واحم حوزة الدين يا رب العالمين، اللهم انصر من نصر دينك وكتابك وسنة نبيك صلى الله عليه وسلم، اللهم وعليك بأعداء الدين؛ فإنهم لا يعجزونك، اللهم إنا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك اللهم من شرورهم.
اللهم أمنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم آت نفوسنا تقواها، زكها أنت خير من زكاها، أنت وليُّها ومولاها، اللهم وفق ولي أمرنا لهداك، واجعل عمله في رضاك، اللهم وفق جميع ولاة أمر المسلمين لما تحب وترضى، ربنا اجعلنا من المقيمين الصلاة، ربنا اجعلنا من المقيمين الصلاة، ومن ذريتنا يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم اجعلنا من المقيمين الصلاة، ومن ذريتنا يا ذا الجلال والإكرام، اللهم وفقنا للمحافظة عليها والعناية بها يا حي يا قيُّوم، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، والموت راحة لنا من كل شر.
اللهم اغفر لنا ولوالدينا، والمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات؛ الأحياء منهم والأموات.
اللهم اغفر ذنوب المذنبين من المسلمين، وتُب على التائبين، ووفقنا للتوبة أجمعين، اللهم فرِّج همَّ المهمومين من المسلمين، ونفس كرب المكروبين، واقض الدين عن المدينين، واشف مرضانا ومرضى المسلمين، وارحم موتانا وموتى المسلمين.
اللهم وارفع عنا الغلاء والوباء والزلال والمحن، والفتن كلها؛ ما ظهر منها وما بطن عن بلدنا هذا خاصة، وعن سائر بلاد المسلمين عامة يا ذا الجلال والإكرام.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقِنَا عذاب النار، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم سقيا رحمة لا سقيا هدم ولا عذاب ولا غرق، اللهم أغث قلوبنا بالإيمان، وديارنا بالمطر، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.